اتهمت سورية الاحتلال الاسرائيلي بـ «تعمد زعزعة استقرارها» بعد سلسلة غارات عنيفة طالت مواقع عسكرية في جنوب سورية ووسطها، وتوغل قواتها في محافظة درعا، ما أسفر عن مقتل 13 سورياً على الأقل.

وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مركزة على مواقع عسكرية في العاصمة دمشق ومحافظتي حماة وحمص، تزامنت مع توغل بري محدود نفذته وحدات خاصة من جيش الاحتلال داخل الأراضي السورية من جهة الجولان المحتل.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، من بينها مطار «T4» في محافظة حمص، ومطار حماة العسكري، إضافة إلى منشآت وبنى تحتية عسكرية في العاصمة دمشق، بما في ذلك مركز البحوث العلمية في حي برزة، وهو الموقع الذي سبق أن تعرض لهجمات إسرائيلية متكررة في الأعوام الماضية.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ العملية بهدف «الحفاظ على التفوق الجوي لإسرائيل في المنطقة»، مشيرا إلى أن الغارات «استهدفت مسارات الطيران، ومستودعات الوقود، والرادارات في المواقع التي جرى قصفها».

وفي اعتداء آخر، توغلت عشرات الآليات والمدرعات العسكرية الإسرائيلية إلى حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غربي درعا.

وأفادت مصادر محلية بأن أهالي مناطق نوى وتسيل والبلدات الغربية بدرعا اشتبكوا مع الرتل الإسرائيلي وأجبروه على التراجع، في حين ذكرت صحيفة «الوطن» المحلية أن 11 مواطنا استشهدوا وأصيب آخرون خلال الاشتباكات.

وبينما كان أهالي درعا يشيعون ضحايا اعتداء الاحتلال الإسرائيلي في حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا، احتشد الآلاف من أهالي محافظة إدلب وعدد من المناطق تلبية لدعوة للتظاهر و«أداء صلاة الغائب على جميع الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات الليلية مع العدو الصهيوني» بحسب ما نقل موقع جريدة «الوطن».

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن «قوات من اللواء 474 عملت في منطقة تسيل جنوبي درعا، حيث صادرت وسائل قتالية ودمرت بنى تحتية إرهابية»، مضيفا أنه «خلال النشاط أطلق عدد من المسلحين النار تجاه قواتنا العاملة في المنطقة، لتقوم القوات باستهدافهم والقضاء على عدد منهم في استهداف بري وجوي».

وقالت وزارة الخارجية السورية إن الضربات الإسرائيلية طالت خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد، واستمرت لنحو نصف ساعة، مشيرة إلى أن مطار حماة العسكري دمر بشكل شبه كامل، كما أسفرت الغارات عن استشهاد وإصابة العشرات من العسكريين والمدنيين.

ودانت وزارة الخارجية، بأشد العبارات موجة العدوان الإسرائيلي، واعتبرت في بيان أن هذا التصعيد غير المبرر هو «محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سورية وإطالة معاناة شعبها»، لافتة إلى أنه وفي وقت تسعى فيه سورية إلى إعادة الإعمار بعد 14 عاما من الحرب، تأتي هذه الاعتداءات المتكررة في سياق محاولة إسرائيلية واضحة لتطبيع العنف مجددا داخل البلاد، ما يقوض جهود التعافي ويكرس سياسة الإفلات من العقاب.

ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي وتعهداتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974.

بدورها، أدانت مصر بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على عدة مواقع في الأراضي السورية، مؤكدة أنها انتهاك صارخ جديد للقانون الدولي وتعد سافر على سيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في فيسبوك: «تطالب مصر الأطراف الدولية الفاعلة بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه التجاوزات الإسرائيلية المتكررة، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، واحترام اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974».

كذلك، دعا الأردن المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها على سورية وإنهاء احتلال جزء من أراضيها.

وأدان الأردن بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي. وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير د.سفيان القضاة في بيان نقلته وكالة بترا أن هذه الاعتداءات خرق فاضح للقانون الدولي، وانتهاك صارخ لسيادة ووحدة سورية، وتشكل تصعيدا خطيرا لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة.

‏هذا، وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الرئيس السوري أحمد الشرع من أنه سيواجه عواقب وخيمة إذا تم تهديد أمن إسرائيل، على حد زعمه.

وقال كاتس في بيان «أحذر الزعيم السوري الجولاني: إذا سمحت للقوات المعادية بدخول سورية وتهديد مصالح الأمن الإسرائيلي، ستدفع ثمنا باهظا»، موجها كلامه إلى الرئيس الانتقالي باسمه الحركي السابق أبو محمد الجولاني.

وأضاف كاتس أن «النشاط الذي قام به سلاح الجو قرب المطارات في قاعدة (T4)، وحماة، ومنطقة دمشق يرسل رسالة واضحة ويشكل تحذيرا للمستقبل».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة التخطيط والتعاون الدولي ومنظمة التنمية السورية

دمشق-سانا

وقع رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي مصعب بدوي مع مدير منظمة التنمية السورية فاروق بطحيش اليوم مذكرة تفاهم، بهدف تعزيز التعاون في المجالات التنموية والإغاثية، وبناء القدرات، والتنسيق المشترك لوضع منهجية للتنمية المجتمعية على كامل الأراضي السورية.

وفي تصريح لمراسل سانا بين بدوي أن المذكرة تهدف إلى التنسيق والتعاون المشترك في المشاريع التنموية والإغاثية بما يتوافق مع تحقيق أهداف وأولويات التنمية الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل مستدام في عموم البلاد، وذلك وفق الرؤية الوطنية للقطاعات كافة، ولا سيما المجتمعي منها.

بدوره أوضح بطحيش أن المذكرة ترمي إلى التعاون والتخطيط لبناء بنك الاحتياج التنموي وفق منهجيات التنمية المجتمعية المتقدمة، التي تعمل على تطويرها مجموعه من الخبراء التنمويين، بالمشاركة مع اللجان التي سيتم تفعيلها من قبل الهيئة والمنظمة، لافتا إلى أن اللجان المشتركة ستعمل على التنسيق مع جميع الجهات المعنية، وبالذات الجهات المحلية للانطلاق من المجتمع لبناء بنك الاحتياج التنموي وتحويله على شكل خطط تنفيذية ورسم مسار تنموي واضح في عدالة كاملة لسوريا.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • الشرارة.. فيلم يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية في درعا
  • الأونروا تتهم إسرائيل بالتنكيل بموظفيها في غزة واستخدامهم دروعا بشرية
  • جنوب إفريقيا تتهم إسرائيل أمام العدل الدولية بارتكاب انتهاكات جسيمة وتطالب بمحاسبتها
  • المجتمع الدولي يعرّي إسرائيل ويفضح جريمة التجويع والحصار
  • ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية إلى 52 الفا و243
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية لن تعود للعمل في إسرائيل وتغلق خطها الجوي إلى تل أبيب
  • الخارجية اللبنانية تدين الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية
  • توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة التخطيط والتعاون الدولي ومنظمة التنمية السورية
  • السعودية وقطر تسددان متأخرات سورية لدى "البنك الدولي"
  • بالأسماء: شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة