يوم اليتيم و استراتيجية التكافل المجتمعي
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
مع مطلع شهر إبريل من كل عام نحتفل جميعا بيوم اليتيم، وهو مناسبة تدعو كافة أفراد وفئات المجتمع إلى الإلتفاف حول اليتيم ومحاولة التعبير بالحب والود تجاههم، خاصة أن تلك المناسبة تأتي مع قدوم عيد الفطر وبالتالي تصبح المناسبة أكثر فعالية وأهمية في تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للأبناء في كافة ربوع الدولة المصرية.
ولاشك أن يوم اليتيم ليس مناسبة عابرة يتم الإحتفاء به على المستوى الإعلامي فقط، بل هو مناسبة مجتمعية بالأساس تستدعي تكاتف كافة الأسر والعائلات للإهتمام باليتيم في كافة المحافظات والمدن والقرى من خلال السعى نحو بناء استراتيجية مجتمعية تكاملية وتكافلية في سبيل إسعاد اليتيم على مدار العام كله، وليس لمدة يوم واحد فقط.
وتطبيقا لتلك الخطة التنموية التفاعلية، فإن الأمر يتطلب التعاون بين مكونات المجتمع الثلاث القطاع الحكومي ممثلا في أجهزة الدولة ومؤسساتها سواء وزارة التضامن الإجتماعي وكذلك وزارة الشباب، إلى جانب كافة القطاعات الحكومية ذات الصلة، وكذلك القطاع الخاص ممثلا في المسئولية الإجتماعية للشركات والتي تستدعي دورا متعاظما للقطاع الخاص للمشاركة في تلك الإستراتيجية المتواصلة طوال العام لإسعاد اليتيم.
أما المكون الثالث فهو المجتمع المدني بكافة أطيافه، سواء الجمعيات الأهلية المعنية بالطفل وكذلك المؤسسات المجتمعية التي تهدف إلى تنمية المجتمع عبر تقوية الأواصر والروابط وصولا لكافة قطاع المجتمع المصري.
وهنا تتحقق التنمية التفاعلية من خلال العمل على تدشين قاعدة بيانات موسعة تشمل حصر كافة الأبناء الأيتام في كافة ربوع الدولة وتحديد أوضاعهم الإقتصادية والمجتمعية، وبعدها تبدأ الخطوة التطبيقية من خلال مشروعات متكاملة لمساعدة اليتيم سواء عبر مراحل الدراسة المختلفة، وكذلك تقديم أوجه الرعاية الصحية والمعيشية سواء الغذاء أو الدعم بمختلف أشكاله.
وفي السياق ذاته تبدو الحاجة ماسة للتعاون في مجال إعداد وتأهيل الأيتام من خلال الإهتمام بالجانب الرياضي والشبابي ممثلا في وزارة الشباب لإدماجمهم في المجتمع عبر ممارسة رياضات مختلفة في كافة الاندية ومراكز الشباب وتقديم المساندة لهم ماديا وتحفيزيا وذلك لإعدادهم وتنمية تلك المهارات الرياضية الخاصة بهم، وكذلك العمل على الجانب الإعلامي من خلال تكثيف الدعوات للمساندة والدعم مع تحفيز القطاع الخاص لتدريب الأبناء على الحرف والأعمال التقنية الحديثة داخل كافة المصانع والشركات المنتشرة في ربوع مصر سواء في الوجه البحري أو أبناء الصعيد وصولا لكافة حدود الدولة المصرية.
جملة القول، إن الإهتمام بيوم اليتيم ليس مجرد احتفالية شكلية رمزية يتم خلالها زيارة بعض مؤسسات الرعاية الإجتماعية وتقديم هدايا للأيتام ويعود الوضع كما كان بعد انتهاء اليوم، بل هو خطة تكاملية طوال العام من خلال ما تم تحديده بالتشارك بين كافة مكونات الدولة وصولا للدعم المتواصل للأبناء الأيتام ودمجهم فعليا في كافة أنشطة المجتمع، ويكون يوم اليتيم هو رصد لما تم انجازه على مدار العام من خطط تنموية للتشارك مع أبنائنا في بناء مستقبل الدولة المصرية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: یوم الیتیم من خلال فی کافة
إقرأ أيضاً:
أسامة ربيع: القاطرات الجديدة تدعم استراتيجية قناة خضراء 2030 وتعزز قدرات الأسطول
شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، والسيد مصطفى الدجيشي رئيس شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، اليوم الأربعاء، احتفالية مصنع "مصر لبناء القاطرات" بسفاجا بتدشين القاطرتين "عزم ١" وعزم٢" من باكورة إنتاج المصنع ضمن خط الإنتاج الأولي لبناء ١٠ قاطرات بحرية للعمل لصالح هيئة قناة السويس، وذلك بحضور السفير الدكتور بارت دي جرووف سفير بلجيكا في القاهرة، واللواء أيمن صالح نائب رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، واللواء رامي إسماعيل قائد قاعدة البحر الأحمر البحرية، واللواء بحري حسام قطب رئيس ترسانة الإسكندرية البحرية، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة، وقيادات الترسانة والعاملين بها.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الهيئة الطموحة لتطوير وتحديث أسطولها البحري وفق أحدث التقنيات العالمية بما يواكب التطورات المتسارعة في صناعة النقل البحري، وتلبيةّ لمتطلبات العمل بالقناة في مختلف المجالات، من الإرشاد والتوجيه إلى التعامل مع حالات الطوارئ.
وتعد القاطرتان الجديدتان أحد ثمار توجه هيئة قناة السويس نحو تعزيز التعاون مع القطاع الخاص عبر إتمام سلسلة من الشراكات النوعية، وذلك في إطار خطتها الطموحة نحو تعظيم الإيرادات وتنويع مصادر الدخل.
في كلمته، أكد الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة أن تدشين القاطرتين "عزم ١" و"عزم ٢"، يمثل إضافة نوعية لقدرات وإمكانيات أسطول قناة السويس البحري، في مجال الإنقاذ البحري بجانب مهام الإرشاد والتوجيه، مشيرا إلى ما يتمتع به طراز عزم من قوة شد كبيرة تبلغ ٩٠ طنا ومزايا ملاحية متطورة، وتقنيات صديقة للبيئة.
وأشار ربيع إلى أن قناة السويس تنتهج خطة طموحة للتحول إلى هيئة متعددة الأنشطة الاقتصادية ومنصة واعدة لتقديم الخدمات البحرية واللوجيستية المتنوعة، وهو ما يعكسه إنشاء مصنع مصر للقاطرات وشركة قناة السويس للقوارب الحديثة، ضمن المنطقة الحرة بسفاجا، للعمل على توطين الصناعة البحرية.
وشدد ربيع على ما تطرحه الشراكة بين هيئة قناة السويس وشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر من أبعاد تنموية متعددة، بإنشاء مجتمع صناعي متكامل يوفر فرص عمل، ويساهم في تأهيل كوادر فنية متخصصة في الصناعات البحرية من خلال دراسة إنشاء مركز تدريب فني وفقاً للمعايير الفنية المعتمدة عالمياً.
كما نوه على تأثير الشراكة الإيجابي على دعم أعمال التطوير والتوسعات بشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، أبرزها إنشاء ساحة البناء الخارجية والرصيف البحري وتوريد معدات وماكينات ومهمات مساعدة منها رافع الوحدات البحرية.
وشدد رئيس الهيئة على أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الدعم المتواصل من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في سبيل تحقيق رؤية الهيئة الطموحة نحو توطين صناعة الوحدات البحرية المختلفة في مصر، مشيرا إلى أن العمل يمضي على قدم وساق لتنفيذ التكليفات الرئاسية الجديدة بتطوير أسطول الصيد البحري المصري ببناء ١٢ سفينة صيد أعالي البحار بالتعاون مع ترسانة البحر الأحمر، واستكمال الأعمال الإنشائية لمصنع بناء اليخوت السياحية.
وكشف الفريق ربيع عن استعداد الهيئة لتدشين أكبر قاطراتها البحرية بقوة شد 190 طن خلال الفترة المقبلة والتي يتم بناؤها في ترسانة الإسكندرية البحرية.
وفيما يتعلق بجهود التحول الأخضر، أكد الفريق ربيع على دور القناة الرائد في تطوير أسطولها البحري ودعمه بوحدات صديقة للبيئة، ضمن استراتيجية الهيئة للإعلان عن قناة السويس "قناة خضراء" بحلول عام 2030، وذلك من خلال العمل على خفض نسبة الانبعاثات الكربونية وهو ما يتماشى مع التوصيات المعلنة من قبل المنظمة البحرية الدولية "IMO".
وأضاف ربيع أن الهيئة قد أعلنت مؤخراً عن أحد أبرز مساعيها في سبيل تقديم خدمات صديقة للبيئة، بإطلاق خدمة جمع وإزالة المخلفات الصلبة للسفن العابرة لقناة السويس وذلك من خلال شركة " ANTIPOLLUTION EGYPT" وذلك بالتعاون مع مجموعة "V Group" اليونانية الرائدة في هذا المجال.
ومن جانبه قال مصطفى الدجيشي رئيس شركة ترسانة البحر الأحمر، أن تدشين القاطرتين يمثل إنجازاً هاماً يعكس التعاون المثمر مع هيئة قناة السويس، مؤكداً على التزام الشركة بتقديم أعلى معايير الجودة في بناء الوحدات البحرية، والمساهمة في توطين هذه الصناعة الاستراتيجية في مصر.
وأضاف أن القاطرتين الجديدتين تأتي بأبعاد متماثلة، حيث يبلغ طول القاطرة الواحدة 32 متراً وعرضها 13.5 متراً وغاطسها 6 أمتار، وتصل سرعتهما إلى 12 عقدة، وفقا لتصميم مميز بواسطة مكتب التصميم العالمي المتخصص في مجال بناء القاطرات "روبرت آلان"، مشيراً إلى أنه منذ افتتاح المصنع لم تتوقف عجلة التطوير عن العمل وبالفعل تم ضغط البرامج الزمنية ومعدلات التنفيذ للانتهاء منهم في أسرع وقت، حيث يتم أيضا استكمال أعمال بناء 4 قاطرات أخرى يتم تدشيهم خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح رئيس الشركة أن القاطرات من طراز "عزم" تعد من طليعة الوحدات البحرية الصديقة للبيئة والتي تمتلك ماكينات رئيسية تجعلها قادرة على تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، علاوة على ما تمتاز به من مزايا فنية مثل زيادة قوة تشغيل الماكينات الرئيسية من شركة ABC البلجيكية وطول عمرها الافتراضي، فضلا عن وجود نظام خاص لإطفاء الحرائق الخارجية من خلال ماكينة منفصلة عن الماكينات الرئيسية تساعد على التحكم والمناورة بشكل أفضل خلال طوارئ الحريق بقدرة مياه تصل إلى 2400 متر مكعب.
وأشاد الدجيشي بالشراكة الوطنية البناءة مع هيئة قناة السويس، باعتبارها ركناً رئيسياً لتنفيذ الخطة التوسعية الطموحة للشركة والتي تبني على ثلاث مراحل متتالية، تم الانتهاء من المرحلة الأولى بإجراء توسعات بساحة البناء الخارجية، وإتمام أعمال البنية التحتية البحرية اللازمة بإنشاء رصيف بحري بطول ١٤٠ متر مجهز بشمعات للرباط بقوة شد تتراوح ما بين ٤٠ و٩٠ طن، بالإضافة إلى إنشاء رصيف استقبال لرفع المراكب، وتجهيز الترسانة بونش رفع وإنزال الوحدات البحرية بحمولة تصل إلى ٨٥٠ طن.
عقب انتهاء الاحتفالية، تفقد الفريق أسامة ربيع ساحة الترسانة الرئيسية، للوقوف على مستجدات أعمال بناء الأربع قاطرات وهي القاطرات "عزم ٣" و"عزم ٤ " و"عزم ٥"و"عزم ٦" حيث انتهت أعمال بناء بدن القاطرات وجاري استكمال الأعمال الميكانيكية والكهربائية وأعمال المواسير اللازمة التي تتم بالتوازي.