ما هي علامات الساعة الصغرى؟علامات يوم القيامة وأشراطها هي التي تسبق وقوع يوم القيامة وتدل على قرب حصوله، وقسم العلماء علامات الساعة إلى صغرى وكبرى، والصغرى – في الغالب - تتقدم حصول يوم القيامة بمدة طويلة، ومنها ما وقع وانقضى - وقد يتكرر وقوعه - ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم يقع إلى الآن، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأما الكبرى: فهي أمور عظيمة يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم.

. و علامات الساعة الصغرى كثيرة، وقد جاءت في أحاديث صحيحة كثيرة.

 

علامات يوم القيامة الصغرى

 

1- من علامات يوم الساعة الصغرى  بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن تلك العلامات بعثته صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين، وقَرَنَ بين السبابة والوسطى» متفق عليه، وفي هذا إشارة إلى أن قيام الساعة قريب كقرب الإصبع السبابة من الإصبع الوسطى.

 

2- من علامات يوم القيامة موت النبي صلى الله عليه وسلم، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ».

 

3- من علامات يوم القيامة فتح بيت المقدس، و4- طاعون «عمواس» وهي بلدة في فلسطين، كان ذلك الإخبار في السنة التاسعة للهجرة، فقد أوضح لنا الصحابي الجليل عوف بن مالك -رضي الله عنه- عن خبر النبوءة، والوقت الذي قيلت فيه، والظروف التي صاحبتها، يقول عوف رضي الله عنه: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قُبّة من أَدَم، فقال: «اعدد ستًا بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوتَان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا» رواه البخاري، والأَدَم: هو الجلد، والغاية: الراية.

أخبر عنها النبي.. هل ظهرت إحدى علامات الساعة في مكة.. فيديو لماذا سمي يوم القيامة يوم التلاق في سورة غافر ؟ .. 5 أوجه شيخ أزهري: لو الأب أطلق على ابنه اسما سيئا هيتحاسب يوم القيامة كيف أكون من الشهداء يوم القيامة مع وقوعي في المعصية؟.. علي جمعة يجيب أعمال تدخل المرأة الجنة.. 5 أمور تضمن النعيم يوم القيامة

5- من علامات يوم القيامة استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة، وهذا الأمر لم يتحقق إلى الآن، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقومُ الساعةُ حتى يكثرَ المالُ، و يفيضَ، حتى يخرجَ الرجلُ بزكاةِ مالِه فلا يجدْ أحدًا يقبلُها منه، وحتى تعودَ أرضُ العربِ مروَّجًا و أنهارًا»

 

6- من علامات يوم القيامة ظهور الفتن، ومن الفتن التي حدثت في أوائل عهد الإسلام: مقتل عثمان رضي الله عنه، وموقعتا الجمل وصفين، فإن من أشراط الساعة ظهور الفتن وشدتها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا». رواه مسلم.

 

7- من علامات الساعة الصغرى ظهور مدَّعي النبوة، ومنهم «مسيلمة الكذاب»، ومن علامات الساعة الصغرى: ظهور مدعي النبوة الدجالين الكذابين، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين؛ كلهم يزعم أنه رسول الله» رواه مسلم.

 

8- من علامات الساعة ظهور نار الحجاز، وظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ، وكانت نارًا عظيمة، وقد توسع العلماء الذين عاصروا ظهورها ومن بعدهم في وصفها، قال النووي : «خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارًا عظيمة جدًا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة».

 

9- من أشراط يوم القيامة ضياع الأمانة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».

 

10- من علامات يوم القيامة الصغرى  قبض العلم وظهور الجهل، ويكون قبض العلم بقبض العلماء، كما جاء في الصحيحين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل».

 

11- من علامات يوم القيامة انتشار الزنا، ومن العلامات التي ظهرت فشو الزنا وكثرته بين الناس، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن ذلك من أشراط الساعة:- ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة -فذكر منها- ويظهر الزنا».

 

12- من علامات يوم القيامة انتشار الربا، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بين يدي الساعة يظهر الربا، والزنا، والخمر» رواه الطبراني.

 

13- من علامات يوم القيامة ظهور المعازف، عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات».

 

14- من علامات يوم القيامة كثرة شرب الخمر، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بين يدي الساعة يظهر الربا، والزنا، والخمر» رواه الطبراني.

 

15- من علامات يوم القيامة تطاول رعاء الشاة في البنيان، ففي حديث جبريل المعروف عندما سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الساعة وقال: «أخبرني عن أمارتها، فقال صلى الله عليه وسلم: «أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان». رواه مسلم، قال النووي: معناه: أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في البنيان

 

16- من علامات يوم القيامة ولادة الأمة لربتها، كما ثبت ذلك في الصحيحين، ففي الحديث أن جبريل -عليه السلام- سأل النبي - صلى الله عليه وسلم-عن أمارات السّاعة، فقال: «أن تَلِدَ الأمةُ ربَّتَها» يعني أن المرأة الرّقيقة غير الحُرّة تَلِدَ بِنتًا تكون هذه البنتَ حرّة وسيدة مالكة لأمها، وفي معنى هذا الحديث أقوال لأهل العلم، واختار ابن حجر: أنه يكثر العقوق في الأولاد فيعامِل الولدُ أمَّه معاملة السيد أمَته من الإهانة والسب.

 

17- من علامات يوم القيامة كثرة القتل من العلامات الصغرى لقيام الساعة في الإسلام هي: كثرة القتل، فعن أبي هريرة قال: قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج، قلت: وما الهرج؟ قال القتل»، رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه.

 

18- من علامات يوم القيامة كثرة الزلازل، فلا شك أن كثرة الزلازل من علامات الساعة، وذلك لما رواه البخاري وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض».

 

19- من علامات يوم القيامة ظهور الخسف والمسخ والقذف، فعن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يارسول الله ومتى ذلك ؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور». رواه الترمذي، ومعنى القذف الرمي بحجارة من السماء، ومعنى الخسف والمسخ أن يخسف الله بهم الأرض ويمسخهم قردة 

 

20- من أشراط يوم القيامة ظهور الكاسيات العاريات، ظهور الكاسيات العاريات: والمراد بهذا خروج النساء عن الآداب الشرعية، وذلك بلبس الثياب التي لا تستر عوراتهن، روى الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سيكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف..».

 

21- من علامات يوم القيامة كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق، جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة... شهادة الزور وكتمان شهادة الحق».

 

22- من علامات الساعة  كثرة النساء، فعن أنس رضي الله عنه قال: لأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحدثكم به أحد سمعت رسول الله يقول «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون امرأة القيم الواحد».

 

23- من أشراط يوم القيامة رجوع أرض العرب مروجًا وأنهارًا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا» رواه مسلم (157) . والمروج: هي الأرض الواسعة كثيرة النبات، وهذه العلامة لم تظهر حتى الآن.

 

24- من علامات يوم القيامة انكشاف الفرات عن جبل من ذهب، وهذه العلامة لم تظهر بعد، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو».

 

25 - من علامات الساعة كلام السباع والجمادات الإنس، فعن روى الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ ـ طَرَفُهُ ـ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ».

 

26- من علامات يوم القيامة كثرة الروم وقتالهم للمسلمين، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس».

 

27- من علامات يوم القيامة انشقاق القمر كانت من العلامات التي حدثت في عهده -صلى الله عليه وسلم- انشقاق القمر، قال تعالى : «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ». وروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية فأراهم شق القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما» [رواه البخاري ومسلم].

 

28- من علامات يوم القيامة فتح القسطنطينية لم تظهر هذه العلامة بعد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا ، قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ . فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا ، وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا . فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ » رواه مسلم في "صحيحه" (2897) من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

 

علامات الساعة التي ظهرت في مكة  

وتعد المباني المرتفعة في جبال مكة المكرمة من علامات الساعة الصغرى، حيث عرفت مكة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بقلة عدد سكانها ومبانيها، فأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات الساعة ارتفاع المباني فوق جبالها.

 

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ دَابَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا هَدَمْتُمُ الْبَيْتَ فَلَمْ تَدَعُوا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ؟ "قَالُوا: وَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: "وَأَنْتُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ يُبْنَى أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا رَأَيْتُ مَكَّةَ قَدْ بُعِجَتْ كَظَائِمَ، وَرَأَيْتُ الْبِنَاءَ يَعْلُو رُءُوسَ الْجِبَالِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ أَظَلَّكَ» أخرجه أبن أبي شيبة والأرزشي في أخبار مكة وذكره ابن الأثير وابن منظور وغيرهما من أهل اللغة. قوله «بعجت كظائم» أي حفرت قنوات: وهي الانفاق الأرضية تحت جبال مكة وتحت أرضها والأنابيب الضخمة لمياه زمزم.

 

والعلامة الثانية التي ظهرت من  علامات الساعة في جبال مكة بالسعودية حيث ظهرت مناظر لم تشهدها مكة المكرمة من قبل على مَر السنوات الماضية القريبة، وتوشحت الجبال باللون الأخضر عقب الأمطار التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، وتزاحمت الصور والمقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي، وربط البعض هذا المنظر بالحديث الذي روي عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً». المروج هي الجنات والبساتين الخضراء.

 

في هذا الحديث السابق يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من علامات قرب يوم القيامة أنه يكثر المال، فيفيض حتى يبقى منه بايدي ملاكه ما لا حاجة لهم به، وتعم الثروة في أيدي الناس جميعا، فلا يحتاج أحد إلى الزكاة، حتى يجتهد رب المال في البحث عن شخص فقير من أهل الزكاة، يقبل منه زكاة ماله، فلا يجد من يقبلها؛ وفي رواية أخرى في الصحيحين: «حتى يهم رب المال» أي: حتى يشغل صاحب المال «من يقبل صدقته»؛ لغنى الناس جميعا، «وحتى يعرضه، فيقول المعروض عليه: لا أرب لي»، أي: لا حاجة لي في هذه الصدقة؛ لأنه صار غنيا ومعه مال، وقيل: يصير الناس راغبين في الآخرة، تاركين الدنيا، ويقنعون بقوت يوم، ولا يدخرون المال.

 

وكذلك أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لن تقوم الساعة حتى تصير وترجع جزيرة العرب مروجا، والمرج هو الأرض الواسعة ذات نبات كثير يمرح فيه الدواب، وتكثر بها المياه العذبة الصالحة للشرب والري. وحاصله: أن المراد بذلك إقبال العرب على استثمار أراضيها، وإحيائها، بإجراء الأنهار، وغرس الأشجار، وزرع الحبوب، وتركهم الارتحال والتنقل من مكان إلى مكان طلبا للكلأ، على ما كانت تجري به عادتهم معتادا. وفي الحديث: علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علامات الساعة يوم القيامة قال رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه قال ول الله ص ل ا ت ق وم ى الله ع ی الله ع من أهل

إقرأ أيضاً:

شخصيات إسلامية.. أبو سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري

الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري سعد بن مالك، مفتي المدينة، هو سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج، واسم الأبجر: خدرة. وقيل: بل خدرة هي أم الأبجر، وأخو أبي سعيد لأمه هو: قتادة بن النعمان الظفري، أحد البدريين. استشهد أبوه مالك يوم أحد، وشهد أبو سعيد الخندق، وبيعة الرضوان.
وحدث عن النبي، ﷺ، فأكثر، وأطاب، وعن: أبي بكر، وعمر، وطائفة، وكان أحد الفقهاء المجتهدين. حدّث عنه: ابن عمر، وجابر، وأنس، وجماعة من أقرانه، وعامر بن سعد، وعمرو بن سليم، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، ونافع العمري، وبسر بن سعيد، وبشر بن حرب الندبي، وأبو الصديق الناجي، وأبو الوداك، وأبو المتوكل الناجي، وأبو نضرة العبدي، وأبو صالح السمان، وسعيد بن المسيب، وعبدالله بن خباب، وعبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري، وعبدالرحمن بن أبي نعم، وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة، وعطاء بن يزيد الليثي، وعطاء بن يسار، وعطية العوفي، وأبو هارون العبدي، وعياض بن عبدالله، وقزعة بن يحيى، ومحمد بن علي الباقر، وأبو الهيثم سليمان بن عمرو العتواري، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، وخلق كثير. وعن عبدالرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: عرضت يوم أحد على النبي، ﷺ، وأنا ابن ثلاث عشرة، فجعل أبي يأخذ بيدي، ويقول: يا رسول الله! إنه عبل العظام. وجعل نبي الله يصعد في النظر، ويصوبه، ثم قال: «رده»، فردني. وروى حنظلة بن أبي سفيان، عن أشياخه: أنه لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله، ﷺ، أعلم من أبي سعيد الخدري، وقال أبو عقيل الدورقي: سمعت أبا نضرة يحدث، قال: دخل أبو سعيد يوم الحرة غاراً، فدخل عليه فيه رجل، ثم خرج، فقال لرجل من أهل الشام: أدلك على رجل تقتله؟ فلما انتهى الشامي إلى باب الغار، وفي عنق أبي سعيد السيف، قال لأبي سعيد: أخرج. قال: لا أخرج، وإن تدخل أقتلك. فدخل الشامي عليه، فوضع أبو سعيد السيف، وقال: بؤ بإثمي وإثمك، وكن من أصحاب النار. قال: أنت أبو سعيد الخدري؟ قال: نعم. قال: فاستغفر لي، غفر الله لك. وعن وهب بن كيسان، قال: رأيت أبا سعيد الخدري يلبس الخز. وعن عثمان بن عبيدالله بن أبي رافع، قال: رأيت أبا سعيد يحفي شاربه كأخي الحلق. وقد روى بقي بن مخلد في «مسنده الكبير» لأبي سعيد الخدري بالمكرر ألف حديث ومائة وسبعين حديثاً. قال الواقدي، وجماعة: مات سنة أربع وسبعين. وعن بي سعيد، قال: أتى علينا رسول الله، ﷺ، ونحن أناس من ضعفة المسلمين، ما أظن رسول الله يعرف أحداً منهم، وإن بعضهم ليتوارى من بعض من العري، فقال رسول الله بيده، فأدارها شبه الحلقة. قال: فاستدارت له الحلقة، فقال: «بما كنتم تراجعون؟». قالوا: هذا رجل يقرأ لنا القرآن، ويدعو لنا. قال: «فعودوا لما كنتم فيه»، ثم قال: «الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم». ثم قال: «ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمس مائة عام، هؤلاء في الجنة يتنعّمون، وهؤلاء يحاسبون» أخرجه أبو داود وحده.

أخبار ذات صلة «محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» تنظِّم سحوراً رمضانياً إفطار جماعي لسكان دبا الحصن

مقالات مشابهة

  • غربال الثورة الناعم
  • للصائم دعوة لا ترد
  • شخصيات إسلامية.. أبو سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري
  • أحمد عمر هاشم: شق صدر النبي حدثت 4 مرات
  • قبل ظهور التكنولوجيا.. ذكريات من الماضي لـ «ماسبيرو زمان» في رمضان
  • رمضان والجنة
  • عمرو الورداني: استحضروا رسول الله في قلوبكم وراجعوا أمامه نياتكم في أفعال الخير
  • الذكرى تنفع المؤمنين.. هذا هو شهر رمضان
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • صلاة الضحى في رمضان.. ثوابها حجة وتشهدها الملائكة بهذه الساعة