ترامب يعلن الحرب على الأعداء والأصدقاء.. أوروبا تناقش تدابير لمواجهة
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدلا واسعا بعد إعلانه فرض تعريفات جمركية جديدة على العديد من الدول منها الصديق والحليف ومنها العدو، حيث شملت الإجراءات فرض ضريبة بنسبة 25% على السيارات المستورة ، و20% على جميع الوارادات الآخرى، ما أثار غضب قادة أوروبا، الذين يجتمعون اليوم، فى قمة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى.
وعلق بيرند لانج، رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، على التعريفات الجمركية البالغة 20% التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية، قائلا "إنه بينما قد يطلق الرئيس ترامب على هذا اليوم اسم "يوم التحرير"، إلا أنه من وجهة نظر المواطن العادي هو "يوم التضخم".
وأضاف لانج - في بيان نشر على الموقع الرسمي للبرلمان الأوروبي- أن هذه الإجراءات غير المبررة وغير القانونية وغير المتناسبة، لا يمكن أن تفضي إلا إلى مزيد من تصعيد التعريفات الجمركية وتدهور اقتصادي حاد للولايات المتحدة والعالم ككل، وبسبب هذا القرار، سيتم إجبار المستهلكين الأمريكيين على تحمل العبء الأكبر في حرب تجارية، مشيرا إلى أن هذه التعريفات ستجعل العمليات والتصنيع أقل كفاءة وأدت إلى حالة من عدم اليقين المدمر في مناخ الاستثمار، كما أن ردود فعل أسواق الأسهم واضحة للغاية.
وأضاف قائلا "سيرد الاتحاد الأوروبي وسنفعل ذلك من خلال إجراءات قانونية وشرعية ومتناسبة وحاسمة .. وسندرس أي الأدوات المتاحة لنا هي الأنسب لردنا، و نحن لن نتراجع. سندافع عن سيادتنا ولن نغير التشريعات التي صغناها ديمقراطيا ولصالح مواطني الاتحاد الأوروبي، حتى لو أثار ذلك استياء بعض مليارديرات الولايات المتحدة، و يتعين على الدول التي استهدفتها هذه الإجراءات الرد بجبهة موحدة وإرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة لإنهاء ، هذا الجنون في الرسوم الجمركية"، وفقا لصحيفة إيه بى سى الإسبانية.
فى حين وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الرسوم الجمركية الأمريكية بأنها "ضربة قاسية للاقتصاد العالمى، وستكون عواقبها كارثية"، وقالت قبيل قمة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى ،"أنى آسفة بشدة"، مشيرة إلى أن هذا الإجراء سيضر بالجميع وخاصة الأكثر ضعفا، وشددت على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبى قائلة "وحدتنا هي قوتنا ، أوروبا لديها أكبر سوق واحدة في العالم، 450 مليون مستهلك، وهذا هو ملاذنا الآمن في الأوقات العصيبة".
وأكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي "مستعد للرد" على فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 20%، ويعمل على اتخاذ تدابير جديدة ردا على ذلك، مضيفة أن "هناك طريقا بديلا" و"لم يفت الأوان بعد لمعالجة المشاكل من خلال المفاوضات".
وقالت "نحن ننتهي بالفعل من الحزمة الأولى من التدابير المضادة ردا على الرسوم الجمركية على الصلب، ونحن الآن نستعد لمزيد من التدابير لحماية مصالحنا وأعمالنا في حال فشل المفاوضات"، مضيفة "باعتبارنا أوروبيين، فإننا سنعمل دائمًا على تعزيز مصالحنا وقيمنا والدفاع عنها، وسندافع دائمًا عن أوروبا".
ودعت أيضا إلى وحدة أوروبا وأكد أن سوقها الداخلية تشكل "ملاذاً آمناً" في مواجهة الحرب التجارية، وقالت إن "أوروبا لديها كل ما تحتاجه لتجاوز العاصفة"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي "سيقف متحدا ويدافع عن بعضه البعض".
كما دعا اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة الفرنسي (سي بي إم إي) اليوم الخميس، إلى تشكيل "جبهة اقتصادية وسياسية موحدة" في مواجهة "صدمة" الرسوم الجمركية الأمريكية، معربا عن مخاوفه من أن "شبكة من الشركات الصغيرة والمتوسطة ستختفي غدا".
وقال رئيس الاتحاد في حوار مع قناة "آر إم سي" الإخبارية الفرنسية اليوم "إنها صدمة، حتى لو توقعناها، ولكن ليس بهذا القدر، يجب على الأمة أن تدعم أعمالها، لأن نسيجنا الاقتصادي سيتعرض للهجوم، وأعمالنا ستتعرض للهجوم، وشركاتنا الصغيرة ستزداد هشاشة".
وأضاف "إذا أخذنا مستحضرات التجميل، على سبيل المثال، فلدينا العديد من الشركات الصغيرة التي لن تملك الموارد اللازمة للانتقال أو تنويع سلسلة إنتاجها لتشمل جزءا منها في الولايات المتحدة، مما سيؤثر عليها بشدة واليوم، ثمة خوف حقيقي من زوال النسيج الاقتصادي للشركات الصغيرة والمتوسطة غدا".
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" اجتماعا في قصر الإليزيه بعد ظهر اليوم الخميس مع ممثلي الصناعات المتضررة من الإجراءات الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه سيحضر هذا الاجتماع، وقال إن "هذه الحرب التجارية ستكون وضعا خاسرا للجميع، خاسر للمستهلك الأمريكي وخاسر للمستهلك الأوروبي وخاسر للشركات الأمريكية، وخاسر للشركات الأوروبية".
عواقب الرسوم الجمركية الأمريكية على أوروبا
وأشارت صحيفة لا بانجورديا الإسبانية إلى أن رسوم ترامب الجمركية ستؤدى إلى العديد من الكوارث الاقتصادية لأوروبا ، حيث أنها ستخفض الصادرات بنسبة 85 مليار يورو ، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بصناعة السيارات والأدوية.
ووفقًا لأحدث التقارير، فقد بدأت الحرب التجارية بين أوروبا وأمريكا ، حيث أن الرسوم التي فرضها ترامب تصل إلى 20% على جميع الواردات وهو ما سيؤثر سلبا على العديد من القطاعات ولكن الأكثر تضررا هي السيارات والأدوية ، بالإضافة إلى أنها تمثل ضربة قوية للصناعة الأوروبية.
كما أكدت الصحيفة أن تلك التعريفات الجمركية الأمريكية ستؤدى لخسارة تراكمية فى الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 1.2% مقارنة بالوضع دون تعريفات جمركية، وهو ما يؤجج أزمة التضخم فى أوروبا.
في عام 2024، بلغت قيمة صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة 382 مليار يورو، وفقًا للبيانات الصادرة عن مركز التجارة الدولية. ويمثل السوق الأمريكية 12% من إجمالي الطلب الخارجي للاتحاد الأوروبي، ما يجعلها أكبر وجهة تصديرية منفردة للدول الأوروبية.
كما يواجه البنك المركزى الأوروبى تحديات غير مسبوقة ، مع التضخم وتوقف النمو الاقتصادى، وفى هذا السياق يتوقع البنك أن يبدأ المركزي الأوروبي في تخفيض أسعار الفائدة خلال أبريل ويونيو، مع خفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو، ما قد يؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة على تسهيلات الودائع إلى 1.75%
المصدر/ اليوم السابع
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
مفاجأة في الحرب التجارية.. أمريكا تتراجع عن قرارات ترامب الجمركية
في خطوة قد تعيد ترتيب المشهد الاقتصادي العالمي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن تحركات داخل البيت الأبيض تهدف إلى تخفيف حدة الحرب التجارية مع الصين، عبر تقليص الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية.
وتعكس هذه التطورات تحولًا لافتًا في السياسة التجارية للإدارة الأمريكية، وسط ضغوط من الأسواق والمستثمرين، وتخوفات من استمرار التصعيد.
وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، فإن الإدارة الأمريكية تدرس تقليص الرسوم الجمركية على الصين بنسبة قد تتراوح ما بين 50% إلى 65%.
ويمثل هذا التوجه انعطافا عن السياسات الصارمة التي اتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الثانية، حيث فرض رسومًا مرتفعة تجاوزت في بعض الأحيان 145% على بعض السلع الصينية، ما أدى إلى تفاقم التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
المصادر أشارت إلى أن هذه الخطة ما تزال في طور الدراسة، وأن الرئيس ترامب لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأنها، لكن الخيارات المطروحة تشير إلى رغبة واضحة في التهدئة.
مسارات متعددة ونهج تدريجيفي هذا السياق، تدرس الإدارة الأمريكية سيناريوهات متعددة، من بينها اعتماد نموذج تدريجي لخفض الرسوم، يشبه المقترح الذي قدمته لجنة مجلس النواب المعنية بالشؤون الصينية في وقت سابق.
ويقضي هذا المقترح بفرض رسوم بنسبة 35% على السلع غير الاستراتيجية، مقابل رسوم تصل إلى 100% على السلع التي تُعتبر حساسة لأمن الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يتم تطبيق هذا النموذج على مدى 5 سنوات، وهو ما قد يمنح الأسواق والمستثمرين فرصة للتكيف مع التحولات القادمة.
تصريح مفاجئ من ترامبفي تطور لافت، أعلن الرئيس ترامب، الثلاثاء، عن استعداده لتقليص الرسوم الجمركية على السلع الصينية، مؤكدًا أن الرسوم التي فرضها والتي بلغت 145% خلال ولايته الثانية، لن تبقى على حالها، بل ستشهد تخفيضًا ملموسًا، وإن كانت لن تُلغى بالكامل.
هذا التصريح، الذي جاء بعد فترة من التصعيد في اللهجة تجاه بكين، كان له وقع إيجابي في الأوساط الاقتصادية، حيث لاقى ترحيبًا واسعًا من المستثمرين الذين كانوا يراقبون الموقف عن كثب، بين مؤيد يرى في الخطوة بارقة أمل لإنعاش التجارة العالمية، ومعارض يخشى من التراجع أمام الصين.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل نشهد قريبًا نهاية الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم؟، الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن ما يبدو واضحًا أن واشنطن بدأت تدرك أن التهدئة قد تكون الخيار الأكثر واقعية في هذه المرحلة.