يمن مونيتور/قسم الأخبار

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مركزا صحيا تابعًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة يمثل “جريمة قتل جماعي مكتملة الأركان”، تضاف إلى سلسلة المجازر المتعمدة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في إطار “جريمة الإبادة الجماعية”.

وذكر المرصد في بيان صحافي، أن الجيش الإسرائيلي استهدف في حوالي الساعة 10:55 من صباح الأربعاء الماضي المركز الصحي الذي كان يؤوي مئات النازحين، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا، بينهم 16 من الأطفال والنساء والمسنين، فضلًا عن إصابة عشرات آخرين، مشدّدًا على أنّ الهجوم يندرج ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف التجمعات المدنية عمدًا، والفتك الجماعي، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى بين السكان العزّل، في إطار سعي منظّم لمحو الوجود الفلسطيني من قطاع غزة.

وأوضح أن استهداف مركز “الأونروا” الصحي يُستخدم في الوقت الحالي مركزا لإيواء النازحين، وأن الاحتلال هاجمه من الجهتين الشمالية والجنوبية من الطابق الأول للمركز، ما أدى إلى اندلاع حرائق وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين المدنيين، وأن الاحتلال استخدام أسلحة ذات قدرة تدميرية عالية وسط حشد كبير من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال، وأن ذل يكشف عن نية مُسبقة ومباشرة لارتكاب المجزرة.

وأشار المرصد أن فريقه الذي زار المركز، فور استهدافه، وأجرى مسحا ميدانيًا أوليًا للموقع، لم يعثر على أي دليل يشير إلى وجود نشاط عسكري في المكان أو حوله، وأن الشهود أكدوا ذلك، ونفوا بشكل قاطع وجود أي عناصر مسلحة أو معدات عسكرية في الموقع.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ إسرائيل تكرّر الادعاء ذاته في كل مرة يُثار فيها الرأي العام العالمي ضد جرائمها، مدّعية أنها كانت تستهدف “مسلحين”، في محاولة لتبرير هجماتها على المدنيين، دون أن تقدّم في أي حالة دليلًا ملموسًا يمكن التحقق منه، أو تتيح لأي جهة مستقلة فحص صحة هذه الادعاءات.

ونقل المرصد شهادات ناجين من المجزرة، منهم سعاد محمد ظاهر، وهي نازحة لجأت إلى العيادة مع أسرتها بعد تدمير منزلها وقالت “كنا نحتمي في العيادة بعد تجدد أوامر الإخلاء، فهي مكتظة بمئات النازحين، معظمهم من الأطفال والنساء، وكنت أعدّ الطعام عندما سمعت انفجارين ضخمين، شعرت أنّ العيادة كلها تهتز، وتناثرت الحجارة والشظايا والغبار في كل مكان، ولم أعد أرى شيئًا بسبب الدخان، لكنني كنت أسمع صراخ الناس من كل زاوية، بعد دقائق، بدأ الناس يخرجون الجثث من تحت الأنقاض.

أما غادة عبيد (30 عامًا)، فقد وصفت المشهد بقولها “شاهدت أشلاء الأطفال متناثرة، ونساء تهشمت رؤوسهن، وأخرى فقدت قدميها، من عائلتي الفالوجة وعماد، وعليان، وأبو سعدة، قُتلوا جميعًا في لحظة”، وتابعت “لم يكن في العيادة أي مسلحين، فقط عائلات تبحث عن الأمان وسط الموت الذي يلاحقنا في كل مكان”.

وقال أحد الناجين وطلب عدم ذكر اسمه “كانت العيادة مكتظة بالنساء والأطفال، وبحكم نزوحي هناك، كوّنت علاقات مع عدة عائلات نازحة هناك ومن بينها عائلتي أبو سعدة وعليان، وبعد حدوث القصف، تعرّفت على تسع ضحايا من عائلة أبو سعدة، وخمسة من عائلة عليان، معظمهم أطفال، إضافة إلى العديد من الضحايا الآخرين في الطابق نفسه نتيجة قصف متزامن”. وأضاف “لم يكن هناك أي وجود عسكري كما تزعم إسرائيل، كل من كان هناك مدنيون نازحون هربوا من القصف، وها هم يُقتلون حتى في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة”.

وأكد المرصد أن إسرائيل “تمارس سياسة الأرض المحروقة”، ضد سكان قطاع غزة، دون الاكتراث للقوانين الدولية أو الاتفاقيات الإنسانية، وسط صمت وتعاجز دولي غير مقبول، مشدّدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة تضع حدًا لهذه المجازر وتوفر الحماية الفورية للمدنيين العزل، مؤكدا أن إسرائيل تتحمّل واجبًا قانونيًا بالامتناع عن تنفيذ أي عمل عسكري إذا كانت الخسائر المتوقعة في أرواح المدنيين وإصاباتهم تفوق المكاسب العسكرية المحتملة “وإلا كانت قد ارتكبت جريمة حرب مكتملة الأركان، كما هو الحال في هذه الجريمة”.

وأشار إلى أنّ تتبع منهجية القتل الإسرائيلية، تشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى القضاء على المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة، وبث الذعر بينهم، وحرمانهم من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، ودفعهم للنزوح مرارًا وتكرارًا، وإهلاكهم وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة.

 

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطي غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

منظمة “الأونروا”: “إسرائيل” ستحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم بالقدس

يمانيون../ قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم الأربعاء، إن سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” ستحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم مع اقتراب إغلاق ست مدارس تابعة لها في القدس الشرقية.

وقال مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريش في بيان على منصة “اكس”: “في أقل من عشرة أيام ستدخل أوامر الإغلاق الصادرة عن مسؤولين “إسرائيليين” بحق ست مدارس تابعة للأونروا في القدس الشرقية حيز التنفيذ”.

وأوضح أن إغلاق المدارس “يهدد حق نحو 800 طفل وطفلة في التعليم ما يشكل انتهاكًا لالتزامات “إسرائيل “بموجب القانون الدولي”.

وأضاف: “لطالما كانت مدارس الأونروا في مخيم شعفاط جزءًا من النسيج الاجتماعي للمخيم منذ عقود، ما أتاح للأطفال تلقي تعليم عالي الجودة قرب منازلهم”.

وأردف فريدريش: “الفتيات الآن يخشين أن تتلاشى أحلامهن في أن يصبحن طبيبات أو عالمات إذا فقدن حقهن في التعليم”.

وكانت سلطات العدو قررت إغلاق ست مدارس للأونروا في مخيم شعفاط وسلوان ووادي الجوز وصور باهر بمدينة القدس، في الثامن من الشهر القادم.

وفي 28 أكتوبر 2024، صدق “كنيست” العدو الصهيوني و بأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل مناطق الاحتلال وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها، وفي نهاية يناير الماضي دخل القرار حيز التنفيذ.

مقالات مشابهة

  • “الأونروا”: “إسرائيل” ستحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم بالقدس
  • منظمة “الأونروا”: “إسرائيل” ستحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم بالقدس
  • أمام محكمة العدل الدولية جنوب أفريقيا: يجب محاسبة “إسرائيل” على جرائمها في قطاع غزة
  • استهداف المهاجرين الأفارقة في مركز الإيواء جريمة حرب مكتملة الأركان
  • الأورومتوسطي: واشنطن تتصرف في اليمن كقوة فوق القانون متجاوزةً قواعد المساءلة
  • الأورومتوسطي: إسرائيل تتعمد قتل الأطفال والنساء في غزة
  • الأورومتوسطي: الاستهداف الأمريكي لمركز احتجاز مهاجرين يظهر خطورة الإفلات من العقاب
  • “الأورومتوسطي”:جريمة الاستهداف الأمريكي لمركز احتجاز مهاجرين يظهر خطورة الإفلات من العقاب
  • الأورومتوسطي: 94 %على الأقل من ضحايا الإبادة بغزة الأسبوع الماضي مدنيون
  • لجنة شؤون اللاجئين: استهداف مركز إيواء المهاجرين جريمة حرب مكتملة الأركان