الباحثة في التراث نجلاء الخضراء.. التنوع سر قوة المجتمع السوري
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
دمشق-سانا
يتنوع النسيج الشعبي والقومي في سوريا بدرجة كبيرة، ما منحها قوة كبيرة في مواجهة التحديات التي تعرضت لها، في كل الحقب التي مرت عليها.
وعن أثر التنوع السوري على بنية المجتمع، قالت الباحثة في التراث الدكتورة نجلاء الخضراء في حديث لمراسل سانا: “التنوع بين القوميات والمذاهب والأديان والطوائف في سوريا هو الذي شكل النسيج الاجتماعي السوري، وأعطاه جمالاً وقدرة على مقاومة الأعداء، لتبقى سوريا حرة بوحدة شعبها وتنوعه”.
وأوضحت الدكتورة الخضراء أن اسم “سوريا” يحمل تاريخاً عريقاً، حيث ورد ذكره لأول مرة في الأدب الأوغاريتي باسم “سيريون”، والذي يعني درع الصدر.
وأضافت: إن سوريا سجلت تاريخاً يمتد لآلاف السنين، حيث كانت موطناً لأقدم المجتمعات التي أسست لنماذج حضارية متنوعة، كان لها إنجازات كبيرة في مجالات متعددة.
وساعد الموقع الجغرافي لسوريا، حسب الباحثة في التراث، على التبادل الثقافي والحضاري، حيث كانت ملتقى للطرق التجارية العالمية، مثل طريق الحرير الذي يصل من الصين إلى مرافئ البحر المتوسط.
وتطرقت الباحثة إلى أن الأرض السورية شهدت العديد من الحروب والنزاعات التي أثرت على التركيبة الاجتماعية للسكان الأصليين، وساهمت في تشكيل قيم المجتمع وفلسفات الحياة، مما انعكس على تطور الأنظمة القانونية والسياسية عبر الزمن.
ولفتت إلى أن سوريا التي كانت مهداً للديانة المسيحية، عندما جاء الفتح الإسلامي، اتسمت بالهوية العربية الإسلامية، وأصبحت مركزاً رئيسياً للحضارة الإسلامية وعاصمة للدولة الأموية.
وأشارت الدكتورة الخضراء إلى أن سوريا عاصرت أكثر من ثمانية آلاف عام من الحضارات والتواجد الإنساني العميق، مما جعلها خلاصة لتاريخ العالم، ومحطة لتراكم الحضارات وتوالد الديانات.
وذكرت أن خلال فترة الاحتلال الفرنسي تم تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، مما أدى إلى اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925، التي كانت انتفاضة شعبية واسعة ضد الاحتلال، وأسفرت عن توحيد الشعب السوري في مواجهة السيطرة الفرنسية.
وأكدت أنه بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، ظهرت تحديات جسيمة أثرت على المجتمع من قبل النظام البائد، أدت إلى تدمير الهياكل الاجتماعية، وخلق ظواهر اقتصادية واجتماعية قاهرة، مثل التهجير القسري لأعداد كبيرة من السكان من قبل النظام البائد، ومع ذلك أثبت الشعب السوري مرونته وقدرته على التكيف مع المتغيرات، والحفاظ على تراثه الثقافي.
واختتمت الدكتورة الخضراء بالدعوة إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتفكير بالمصلحة العامة للشعب والوطن، مع العمل على تجنب اندلاع النزاعات مجدداً وإعادة الثقة بين مكونات الشعب السوري الغني بتراثه العريق وحضارته العظيمة، وامتلاك الأدوات القادرة على بناء مستقبل مزدهر مع الحفاظ على هويته وثقافته التي تميزه.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
من إدارة مستشفى الصدر إلى قيادة صحة المنيا.. من هى الدكتورة نادية مكرم؟
أصدر الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، اليوم الأحد، قرارًا هامًا بتكليف الدكتورة نادية مكرم صادق خليل بمنصب مدير مديرية الصحة بالمنيا. ويأتي هذا القرار خلفًا للدكتور محمد أحمد عبد الحكيم، الذي تم تكليفه بمهام جديدة كرئيس للقسم العلاجي بوزارة الصحة.
تتمتع الدكتورة نادية مكرم صادق بخبرة واسعة في القطاع الصحي، حيث حصلت على درجة الماجستير في الأمراض الصدرية، وتدرجت في العديد من المناصب القيادية منذ تخرجها، فقد شغلت منصب مدير مستشفى صدر المنيا، قبل أن تتولى مسؤولية وكيل مديرية الصحة بالمنيا، لتصل الآن إلى قيادة المديرية.
ويأتي هذا التغيير في ظل فترة تشهد فيها محافظة المنيا نهضة شاملة في تطوير البنية التحتية الصحية، وذلك من خلال المشروعات الضخمة التي يتم تنفيذها ضمن مبادرة "حياة كريمة"، وتهدف هذه المشروعات إلى إنشاء وتطوير مختلف أنواع المنشآت الطبية، استعدادًا لدخول محافظة المنيا منظومة التأمين الصحي الشامل ضمن محافظات المرحلة الثانية.
من المتوقع أن تساهم الخبرات المتراكمة للدكتورة نادية مكرم في دفع عجلة التنمية الصحية بالمحافظة، والإشراف على تنفيذ الخطط والمبادرات الهادفة إلى تقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين، خاصة في ظل الاستعدادات الجارية لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل التي ستحدث نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية المقدمة لأهالي المنيا.
ويعكس هذا القرار حرص وزارة الصحة والسكان على الدفع بالقيادات الكفؤة والقادرة على تحقيق أهداف الوزارة في تطوير القطاع الصحي والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في جميع محافظات الجمهورية