راشد بن حميد الراشدي
بين المكيال والميزان في بسطته باع واشترى، وفي صباحات سوق سناو تجده منذ أول خيوط الفجر طالباً لرزقه عارضاً بضاعته البسيطة مُرحِّبا بكل من يزور السوق ويمر على بسطته الخاصة التي تحوي المكسرات والبقوليات والزبيب في معظم معروضها.
تجده لابسا خنجره التي لا تفارقه منذ خروجه من بيته وأينما اتجه؛ فهي موروث عماني أصيل حافظ على لبسها الآباء والأجداد ورغم مسؤوليته المجتمعية تجده بسيطاً في كل تعاملاته مع الآخرين؛ أخذاً من خلال اجتهاده في التعاون مع الجميع ممن يطلب منه خدمة أو حل مشكلة ما، وهو ومن خلال تجارته وسعيه لطلب الرزق على نهج الصالحين وسنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام الصالحين.
إنه الوالد خلفان بن أحمد المحروقي - رحمه الله - أحد مشائخ ولاية سناو، التاجر المحتسب في سوق سناو والذي عاصر تجار سناو الأوائل في سوق سناو وعاصر سوق سناو الحديث منذ إنشائه في عام 1974، ومع بدايات النهضة المباركة ليترك مكانه في السوق خلال السنوات الأخيرة فقط بعد أن أتعبته الحياة بسنين كفاحه ورحيل أحبائه وأصدقائه الذي عاشرهم لعقود.
رحل كما رحل تجار السوق الآخرين والذين اشتهروا جميعا بخلقهم الكريم وتعاملهم الراقي مع كل زوار السوق؛ فكان السمت العماني الأصيل بصفاته هو ديدن هؤلاء التجار، الذين كانت تجمع بينهم وبين المشترين وشائج محبة في الله ورباط أخوي قلَّ أن تجد مثله في هذه الأيام؛ حيث السماحة في البيع والتسهيل في الشراء، فكان التاجر سمحاً والمشتري يفي بوعده في الوفاء بدينه من خلال تعامله.
رحل كما رحلت نفوس تعلقنا بها منذ الصغر وعرفها القاصي والداني من زوار السوق؛ حيث كان والدي -رحمه الله- منهم وعاش وترعرع في سوق سناو لسنوات كثيرة.
اليوم رحل الوالد خلفان وكل دعوات محبيه ومن عرفه تشق أبواب السماء سائلين الله له المغفرة والرحمة والجنان، فقد رحل بهدوء الصالحين، صابرا على مرضه، شاكرا الله على أنعمه، وقد وفقني الله لزيارته في بيته خلال أيام شهر رمضان المبارك وهو بذلك المحيا المنير.
رحم الله الوالد خلفان فقد كان بسيطا في حاله ودنياه ورحل بهدوء إلى جوار ربه الجليل، بينما سوق سناو التجاري يفتقد كل عام رائدًا من رواده وتاجرا من تجاره الذين عاصروا إنشاءه وتطوره، وهكذا هو ديدن الحياة بين مفقود وبين مولود؛ فرحمة الله تغشى عباده الصالحين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: سوق سناو
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية: دعم القيادة انعكس على منجزات الرؤية
البلاد – الرياض
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، أنه بفضل الله، ثم توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء-حفظهما الله- حققت رؤية المملكة 2030- منذ انطلاقها- نجاحات متتالية في مختلف القطاعات الرئيسة، من خلال برامج تحقيق الرؤية ومبادراتها، وانعكس ذلك الدعم في تحقيق الكثير من مستهدفات وتجاوز عدد منها. ونوه سموه بما تحقق برؤية المملكة 2030 على الصعيد الأمني من خلال تجاوز لمستهدفات مؤشر الثقة في الخدمات الأمنية، ومؤشر معدل حالات القتل العمد، وتصدر المملكة دول مجموعة العشرين في مؤشر الأمان، إضافة إلى التحسن الكبير الذي تشهده المملكة في مجال السلامة المرورية. ودعا سموه الله -عز وجل- أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها وازدهارها، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد- أدامهما الله.