في مشهد مهيب لم يحدث منذ سنوات، عززت مجموعة " بريكس" صفوفها بانضمام مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية لتصبح هذه الدول أعضاء كاملي العضوية في التكتل، وسط تنديدات من الهيمنة الأمريكية على العالم، في وقت وصلت فيه المشاعر المناهضة للغرب ذروتها.

انضمام مصر لمجموعة "بريكس"

وفي السياق ذاته، أعلن سيريل رامابوزا رئيس جنوب إفريقيا، الاتفاق على انضمام مصر والسعودية والإمارات لمجموعة بريكس، ودعى إلى تفعيل نظام دولي جديد وشامل.

وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ترحيبه بدعوه بلاده للانضمام إلى عضوية مجماعة بريكس، قائلًا":" نتطلع إلى التعاون والتنسيق مع مجموعة بريكس خلال الفترة القادمة من أجل تدعيم أهداف تدعيم التعاون الاقتصادي، وإعلاء صوت دول إفريقيا تجاه القضايا والتحديات التنموية بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية".

وأبدت أكثر من  عشرون دولة رغبتها في الانضمام إلى مجموعة" البريكس"، حيث تتجه انظار العالم إلى جنوب إفريقيا، حيث يعد بريكس ثاني أكبر تجمع في العالم بعد منطقة اليورو، وفي حال توسعه سيكون ثقل مهم له وضعه على الساحة الدولية.


وتعد التنمية هي ابرز مميزات بريكس، وذلك حسب احصائيات صندوق النقد الدولي، من عام 2001 إلى عام 2022، حيث ارتفعت نسبة الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة بريكس من 8.4 بالمئة إلى 25.8 بالمئة من الإجمالي المحلي، في ظل نجاح بنك التنمية الجديد لإصدار سندات بقيمة 1.5 مليار راند في سوق السندات المحلية بدول جنوب إفريقيا.

ومنذ ذلك الحين، وأصبحت مجموعة البريكس تمثل قوة حقيقية لتولى الريادة في مسألة التعاون بين بلدان الجنوب، وتوطيد الحوكمة العالمية،. بخلاف النظام الذي يقوده الغرب.

وتهيمن الدول الغربية على بعض المنظمات الدولية، مما يجعل الدول النامية طُعم لفرض سيطرتها عليها من خلال المنح والقروض، لذلك وجدت هذه الدول في البريكس المعبر الذي يساعدهم في التخلص من هذه الضوابط، ولن يتم تهميش أي دولة داخل المنظمة، كما أن انضمام الدول إلى المنظمة من شأنه أن يدل على مدى الانفتاح والشمولية والتعاون والفوز المشترك بين أعضاءها، وهي رؤى تتوافق مع روح العصر.

ماذا تستفيد مصر من الانضمام لبريكس؟

وعلى الصعيد الآخر، أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، بيان ذكر فيه أن استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأمريكي من شأنة أن يخفف الضغط على النقد الأجنبي في مصر الذي يمثل الدولار الحصه الكبرى منه، وهو ما ينتج عنه تحسين المؤشرات الاقتصادية المحلية.

ووجود مصر كدولة عضو في بنك التنمية التابع لتكتل بريكس، يمنحها الفرصة من أجل الحصول على تمويلات ميسرة لمشروعاتها التنموية، لا سيما أن خلق نظام عالمي جديد من شأنه أن يعطي مزيدًا من الثقل للدول النامية والناشئة، لا سيما بعدما عانت هذه الدول جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي سياق متصل، هنأ شي جين بينج، الرئيس الصيني، مصر على انضمامها إلى بريكس، مشيرًا إلى أن توسع العضوية حدثًا جليلًا يُظهر جهود دول بريكس للتعاون والتنسيق، لا سيما وأن بريكس يتحمل مسؤولية إحلال السلام والاستقرار حول العالم.

ماهي بريكس؟

وتعد مجموعة " بريكس" من المنظمات السياسية، التي بدأت مفاوضات جذورها في عام 2006، ومن العام نفسه عُقدت أول قمة لها، وكان أعضاءها في البداية الدول ذات الاقتصاد الصاعد، روسيا والبرازيل  والصين والهند، وكانت تحمل أسم " بريك" لكن بعد انضمام جنوب إفريقيا إليها عام 2010 تغير اسمها ليحمل " بريكس".

وتهدف المنظمة إلى تعزيز التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول الأعضاء، خاصة أن من بينها روسيا أكبر مصدر للطاقة في العالم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مسؤول مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار استهداف منطقة اليورو الناتج المحلي مجلس الوزراء التعاون الاقتصادي جنوب أفريقيا الرئيس عبد الفتاح السيسي جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

كيف ستؤثر رسوم ترامب على قانون الفرص والنمو بين أفريقيا والولايات المتحدة؟

يرى خبراء ومحللون أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع الشهر الجاري ستلحق ضررا باتفاقيات تجارية كانت مبرمة مع دول أفريقية منذ عدة سنوات بموجب "قانون أغوا" الذي أقره الكونغرس الأميركي قبل 25 عاما.

وتشمل الإجراءات الجديدة فرض رسوم جمركية على 185 دولة من ضمنها 50 بلدا أفريقيا، تتراوح نسبتها بين 10% و50%.

ما قانون أغوا؟

ويعتبر قانون النمو والفرص الأفريقية (أغوا) أحد القوانين التجارية التي أقرها الكونغرس الأميركي سنة 2000، ووقعه الرئيس السابق بيل كلينتون، ويهدف إلى تحفيز المصنعين الأفارقة عبر السماح لأكثر من 1800 منتج أفريقي للوصول إلى الأسواق الأميركية من دون ضرائب.

وقد ساهم قانون أغوا في خلق آلاف فرص العمل في الدول الأفريقية التي ظلت شركاتها طيلة العقدين الماضيين تعمل على تصدير صناعاتها المحلية إلى الأسواق الأميركية.

مشاريع الطاقة المتجددة تكتسب زخما كبيرا في جنوب أفريقيا (شترستوك)

وساهم القانون المذكور في تنمية صادرات القارة السمراء من الصلب والمنسوجات، والمنتجات الزراعية وغير ذلك من البضائع إلى أسواق الولايات المتحدة.

وفي عام 2024، تجاوز حجم التبادل التجاري بين أفريقيا والولايات المتحدة 71 مليار دولار، حيث بلغت الصادرات الأميركية 32.1 مليار دولار، في حين وصلت واردات واشنطن من القارة السمراء 39.5 مليار دولار، مما يعني أن العجز التجاري الأميركي مع أفريقيا يبلغ 7.4 مليارات دولار.

إعلان ما الدول الأكثر تضررا؟

ابتداء من تاريخ دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، ستخضع المنتجات الأفريقية الموجهة إلى الولايات المتحدة لرسوم جمركية لا تقل عن 10% وقد تصل إلى 50% في بعض الدول.

ومن أبرز الدول التي ستتضرر من الرسوم الجديدة نيجيريا وجنوب أفريقيا المصنفتان من أكبر اقتصادات أفريقيا.

وتضررت بلدان الجنوب الأفريقي بشكل خاص من الإجراءات الجديدة، إذ تم فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على دولة ليسوتو الحبيسة التي قال ترامب إنها لم تكن معروفة عند أحد.

ومن ضمن بلدان الجنوب الأفريقي التي تضررت من الرسوم الجديدة: مدغشقر بنسبة 47%، وموريشيوس 40% وبوتسوانا 37%، وأنغولا 32%.

وفي وقت سابق، تأثرت جنوب أفريقيا بتعريفة منفصلة بنسبة 25% على جميع السيارات المصنعة عبر الشركات العاملة فيها.

وكانت جنوب أفريقيا تصدر مركبات وقطع غيار بقيمة ملياري دولار نحو الولايات المتحدة في إطار "قانون أغوا" الذي يسمع بالتبادل التجاري من دون أي رسوم أو تعريفات.

ومن أبرز الدول التي شملتها تعريفات تزيد على 10% هي: ليبيا بنسبة 31%، وجنوب أفريقيا 31%، والجزائر 30%، والكاميرون 12%، وتشاد 13% وجمهورية الكونغو الديمقراطية 11%، وكوت ديفوار 21% وملاوي 18% وزيمبابوي 18%، وموزمبيق 16% ونيجيريا.

كيف ردت الحكومات الأفريقية؟

وتفاوتت الردود العالمية والأفريقية على قرار الرئيس الأميركي، ففي جنوب أفريقيا التي دخلت منذ فترة في خلافات مع ترامب، قال رئيسها إن الإجراءات الضريبية عقابية، وستكون بمثابة حاجز أمام التجارة والازدهار المشترك.

وفي بيان صادر عن الحكومة يوم الخميس الماضي، قالت جنوب أفريقيا إن الحاجة باتت ملحة للتفاوض نحو اتفاقية ثنائية جديدة مع واشنطن لتأمين تبادل تجاري طويل الأمد.

وأكدت جنوب أفريقيا أنها لا تخطط للرد بإجراءات عقابية على قرار ترامب، وقالت إنها تفضل الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل يكون فيه مصلحة الجميع.

إعلان

أما في زيمبابوي، فقد اختار الرئيس إيمرسون منانغاغوا أن يرد بإلغاء جميع الرسوم التي كانت تفرضها بلاده على الواردات التجارية الأميركية، وقال إنه يتطلع لبناء علاقة جديدة في عهد ترامب.

ووفقا للحكومة الأميركية، فإن دولة جنوب أفريقيا تفرض رسوما بنسبة 60% على البضائع الأميركية، وليسوتو 99%، ومدغشقر 93%.

ويعتبر ترامب أن الإجراءات التي قام بها هي نوع من المعاملة بالمثل، معتبرا أنه دخل في عهد "أميركا أولا" الذي يعطي الأولوية للمصالح الوطنية.

هل سينتهي قانون أغوا؟

يمنح قانون أغوا الذي تم إقراره سنة 2000 إعفاءات ضريبية كاملة لأكثر من 1800 سلعة أفريقية يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة عن طريق 32 دولة أفريقية.

وقد تم تجديد القانون سنة 2015 لمدة 10 سنوات، ومن المقرر أن ينتهي في سبتمبر/أيلول القادم، لكن بعض الخبراء السياسيين والاقتصاديين لا يتوقعون أن الرئيس ترامب سيقوم بتمديده بسبب الإجراءات الضريبية التي أقرها في الأسبوع الماضي.

وفي تصريح لقناة الجزيرة، قال شيتا نوانزي العضو الرئيسي في شركة "إس بي إم إنتلجنس" لتحليل المخاطر إن إعلانات ترامب عن التعريفات الجمركية تضع قانون أغوا على طريق الموت.

وأضاف نوانزي أن الدول الأفريقية ليست معروفة باتخاذ مواقف جيوسياسية صارمة، وستحاول الإبقاء على قانون أغوا.

وأشاد الاقتصاديون بقانون النمو والفرص، نظرا لعوائده الإيجابية على الدول الأفريقية التي تعاني من الفقر والبطالة وانتشار الفساد، حيث ساهم في خلق فرص العمل وزيادة النمو التجاري، ففي كينيا ارتفعت مبيعات قانون أغوا من 55 مليون دولار عام 2001 إلى 603 ملايين دولار في سنة 2022.

ويقول المحللون إن التعريفات الجمركية الثقيلة ستكون لها آثار متفاوتة، وبشكل عام ستترك آثارا سلبية على المصنعين الأفارقة، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة تكاليف المعيشة وفقدان الوظائف التي من شأنها أن تؤثر على عامة السكان.

إعلان

وذكر نوانزي لقناة الجزيرة أن زيادة تكاليف التصدير من شأنها أن تقلل من القدرة التنافسية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الإيرادات وزعزعة استقرار الاقتصاديات.

وأضاف أن قطاعات حيوية في أفريقيا، مثل أعمال استخراج المحاصيل والمعادن من المرجح أن تكون معرضة للخطر بشكل خاص، حيث يبيع معظم المصنعين الأفارقة السلع الخام، وليس المنتجات النهائية، إلى الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تجدد التزامها بالتعاون متعدد الأطراف
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الثاني لـ «شيربا» مجموعة العشرين
  • وكيل الأزهر يستقبل وفد «كنائس من أجل السلام» ويشيد بموقف جنوب إفريقيا تجاه عدوان غزة
  • إندونيسيا: نعتزم الاستفادة من عضويتنا في مجموعة "بريكس" لتنويع أسواق التصدير
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الثاني لـ شيربا مجموعة الـ 20
  • «كاف» يستسفر من الزمالك عن «خناقة» الجماهير في جنوب إفريقيا
  • كيف ستؤثر رسوم ترامب على قانون الفرص والنمو بين أفريقيا والولايات المتحدة؟
  • «أدنيك» تستضيف فعاليات عالمية في 2025
  • وزير الإسكان يلتقي مجموعة من المطورين العقاريين بالساحل الشمالي الغربي
  • موعد مباراة منتخب مصر للناشئين أمام الكاميرون في أمم إفريقيا