هل يفاجئ ترامب العالم باتفاق مع إيران؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
كانت رسائل التهنئة الأمريكية بمناسبة "النوروز" تسعى إلى إبراز التراث الإيراني العريق، وتسليط الضوء على الإمكانات الحضارية الهائلة لإيران، والتمييز بين عظمة إيران التاريخية ونظامها الديني القمعي الحالي.
قاد الزعماء الدينيون في إيران البلاد نحو ركود متزايد على مدار أربعة عقود ونصف
لكن اختلف الأمر هذا العام، حيث جاءت رسالة التهنئة من البيت الأبيض الجديد في عهد ترامب في 19 مارس (آذار) بروتوكولية تماماً، ولم تتجاوز 109 كلمات، ولم تتضمن أي من الرسائل الاستراتيجية التي استخدمتها الإدارات السابقة، مكتفية بتمنياتها للشعب الفارسي بعطلة سعيدة.
وفي هذا الإطار، قال إيلان بيرمان، نائب الرئيس الأول لمجلس السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن العاصمة في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن هذا النهج البسيط يعد إشارة مثيرة للقلق حول ما قد يحدث لاحقاً، في ظل تحول إدارة ترامب نحو التواصل مع آيات الله في إيران.
وأضاف الكاتب: تبدو علامات هذا التحول واضحة في كل مكان. صحيح أن ترامب أعاد تفعيل سياسة "الضغط الأقصى"، التي اتبعها في ولايته الأولى ضد الجمهورية الإسلامية، لكنه ربطها أيضاً بعرض لإعادة التفاوض مع النظام الديني الإيراني.
أهداف النهج الأمريكي تجاه إيران تتغير
وبينما يأتي هذا الانفتاح مبدئياً مع تاريخ انتهاء صلاحية، يبدو أن أهداف النهج الأمريكي تجاه إيران تتغير بشكل ملحوظ، حسب الكاتب.
في مقابلة حديثة مع تاكر كارلسون، المذيع السابق في قناة فوكس نيوز، دافع ستيف ويتكوف، المسؤول عن سياسة الشرق الأوسط في إدارة ترامب، عن التواصل مع النظام الإيراني لتصحيح ما أسماه "سوء الفهم" بشأن الطموحات النووية الإيرانية.
A Grim Message for Iranians | Opinion https://t.co/uE3fC9vhBB
— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) April 3, 2025وكما أوضح المراقبون، فإن هذا الطرح يوحي بأن فريق ترامب مرتاح لفكرة احتفاظ إيران بقدر من قدراتها النووية، وربما حتى رفع العقوبات، دون تفكيك شامل لبرنامجها النووي.
وتابع الكاتب: سيكون ذلك بمنزلة هدية للنظام الإيراني، الذي يمر بمرحلة تراجع خطيرة، وربما حتى مصيرية.
اقتصادياً، قاد الزعماء الدينيون في إيران البلاد نحو ركود متزايد على مدار 4 عقود ونصف من الحكم. في عام 2018، أشارت تقديرات البنك الدولي إلى أن الإيرانيين أصبحوا أفقر بنسبة 30% مقارنة بما كانوا عليه قبل ثورة 1979، ومنذ ذلك الحين، ازدادت الأوضاع الاقتصادية سوءاً، رغم الثروة الهائلة من الطاقة التي تملكها البلاد.
إغلاق ثلثي المساجد
سياسياً، تزداد الشكوك حول شرعية الجمهورية الإسلامية. في ضربة كبيرة لمصداقية الدولة الدينية، كشف مسؤولون في النظام مؤخراً أن نحو ثلثي المساجد، البالغ عددها حوالي 75 ألفاً، قد أُغلقت بسبب تراجع الإقبال.
والأكثر دلالة، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة GAMAAN الهولندية أن أكثر من 80% من سكان إيران البالغ عددهم 88.5 مليون نسمة يرفضون الجمهورية الإسلامية ويطمحون إلى نظام حكومي مختلف تماماً.
A Grim Message for Iranians | Opinion https://t.co/hEjGv7Blq2
— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) April 1, 2025استراتيجياً، يجد النظام الإيراني نفسه في موقف دفاعي. على مدار نصف العام الماضي، تم تفكيك شبكته الواسعة من الوكلاء بشكل كبير على يد إسرائيل، التي نقلت المعركة إلى الحليف الفلسطيني الرئيسي لإيران، حماس، وإلى حزب الله في لبنان، بل وحتى إلى إيران نفسها.
ونتيجة لذلك، يجد النظام نفسه في أضعف موقف إقليمي منذ عقود.
لعبة المراوغات
وقال الكاتب إنه في الوقت الحالي، يبدو أن آيات الله في إيران يلعبون لعبة المراوغة. فقد رفض المرشد الأعلى علي خامنئي مبادرة ترامب، واصفاً إياها بأنها "خدعة"، مؤكداً أن طهران وواشنطن لا تملكان ما تتحدثان عنه.
لكن الظروف السلبية المذكورة أعلاه تشير إلى أن قادة إيران قد يقررون في النهاية عقد صفقة مع الولايات المتحدة، وربما في وقت أقرب مما هو متوقع.
وإذا حدث ذلك، فقد تجد إدارة ترامب نفسها تقدم طوق نجاة لنظام متداعٍ وغير شعبي يسعى بشدة للحفاظ على قبضته على السلطة.
وعلى الأرجح، فإن أي صفقة من هذا النوع ستضر بالفئة التي يجب أن تنخرط واشنطن معها بدلاً من ذلك - الشعب الإيراني.
في وقت مضى، كان فريق ترامب يدرك كل هذا. ففي يناير (كانون الثاني) 2018، غرّد ترامب قائلاً: "لقد تعرض الشعب الإيراني العظيم للقمع لسنوات عديدة. إنهم جائعون للطعام وللحرية. تتعرض ثروة إيران للنهب، إلى جانب انتهاك حقوق الإنسان. لقد حان وقت التغيير!"
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "العودة إلى هذه الأولويات ستؤدي إلى خلق سياسة أكثر تشجيعاً تجاه إيران.. لصالح الشعب الإيراني، والجميع".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب ترامب التجارية وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل ترامب فی إیران
إقرأ أيضاً:
مراحل الحرب التدريجية:-جارية في اليمن .. وستنتقل للعراق. ثم تنزلق نحو إيران!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
قلناها مراراً ونكررها اليوم ماأن تُقرَّرْ حرب عالمية إلا ويتم اسقاط مشاريع وثقافات وافكار وانظمة وحكومات ،وتحل محلها مشاريع وثقافات وانظمة وحكومات جديدة ونظام عالمي جديد له عناوين جديده وملفات جديدة وقناعات جديدة .. ويتم تغيير واجهات جغرافية في العالم وتُرسم غيرها .بحيث هناك دول تضمحل ،وأخرى تُقسَّمْ ،وغيرها تتوسع وهكذا .ناهيك سيولد نظام عالمي جديد بعد كل حرب عالمية يتم من خلاله توزيع النفوذ العالمي ( ادارة العالم ). وما شاهدناها ونشاهدها من حروب وستليها حروب اخرى جميعها متعلقة بترتيب ولادة العالم الجديد ( وهي سلسلة حلقات الحرب العالمية الثالثة )!
ثانيا :-
والحرب العالمية التدريجية الجديدة هي بالأخرى ( الحرب العالمية الثالثة) والتي حدثت بالفعل ولكن على شكل فصول ومراحل هذه المرة . وكانت بدايتها من خلال الحرب الناعمة اي ما يسمى بالربيع العربي أي سلسلة التغييرات السياسية والاقتصادية التي ضربت عدداً من الدول العربية فغيرت انظمتها وحكوماتها وطباعها . ثم جاء فصل جائحة كورونا ” كوفيد ١٩” والذي شلَّ العالم واقتصاديات الدول وغير نظام العمل والحياة في العالم . ثم جاء فصل الحرب الروسية الاوكرانية والتي لازالت مستمرة ومباشرة والتي ماهي إلا حرب عالمية ثالثة مصغرة ( امريكا + حلف الأطلسي /الناتو ) ضد روسيا وبالعكس . ثم جاءت حلقة الانقلابات العسكرية المتتالية في الدول الأفريقية التي غيرت المشهد . ثم جاء فصل الحرب الكونية بقيادة إسرائيل ضد غزة اي ضد الشعب الفلسطيني في غزة رداً على احداث ٧ اكتوبر ” التي لازالت غامضة بأسرارها ” ضد إسرائيل( اي ١١ سبتمبر إسرائيلي ) والتي لازالت مستمرة وطابعها ابادة وتهجير ألشعب الفلسطيني بالقوة وتفرعن إسرائيل التي اصبحت تعربد في المنطقة كلها بدعم أميركي بهدف ولادة شرق اوسط جديد ” إسرائيل الكبرى ” .ثم جاء فصل حروب مابعد السابع من اكتوبر وتقليم اطراف الأخطبوط الايراني في ( لبنان، وسوريا ، واليمن ، والعراق ) والآن وصل التصعيد إلى مراحل متقدمة ومخيفة بحجة توجيه ضربات إلى ايران نفسها (وان عملية تطويقها بالسلاح والعتاد والبارجات والصواريخ وأسراب الطائرات الحديثة والجيوش وصنوفها وصلت لمراحل مرعبة ) وجاءت بحجة التحشيد ضد الحوثيين في اليمن ومن هناك الفوضى السورية التي بدأت. وتركيا التي تورطت في المستنقع السوري مباشرة ومن هناك دخلت تركيا في الفوضى الداخلية والانهيارات الاقتصادية . وكل هذا من يراقبه ويهندس فيه وهم مصمموا ولادة العالم الجديد !
ثالثا:-
فما يحدث في اليمن ضد الحوثيين هي حرب أميركية بريطانية اسرائلية ضد إيران في اليمن.وسوف يضمحل التأثير الإيراني في اليمن قريبا ومثلما حصل في سوريا ولبنان .وسوف يولد نظام جديد في اليمن .وسوف تنتقل الحرب الاميركية البريطانية ضد ايران في العراق هذه المرة ( ولكن المختلف هنا ان المجتمع الدولي هو الذي يقود عملية طرد ايران من العراق ويقود التغيير السياسي في العراق بلا خسائر وبلا دمار لان العراق يهم المجتمع الدولي جدا. ولن يسمح بالفوضى فيه ) .وسوف تخرج إيران من العراق بالقوة .وحينها يبقى المجتمع الدولي يساعد العراقيين بترتيب اوضاعهم ودعمهم بنظام سياسي وطني جديد !
رابعا:-
ولكن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل سيلاحقون الإيرانيين نحو الداخل الإيراني .وهذه المرة سنرى ولادة تحالف دولي ضد النظام الإيراني ومثلما حصل ضد العراق عام ٢٠٠٣ عندما اسقطوا نظام صدام حسين واحتلوا العراق وأسسوا نظام سياسي جديد ( ولكن وللأسف تدخلت المجاميع والجهات الدينية الراديكالية والظلامية العراقية والتي تأخذ اوامرها من الخارج فشوهت النظام الجديد في العراق بدعم ايران والكويت وتركيا ودول اخرى فانحدر النظام في العراق نحو الطائفية والانعزالية والفساد والدمار والتبعية للخارج ومحاربة المشاريع الوطنية والانقاذية في الداخل ولازال فاشلا فاسدا متخبطا ومكروها من الشعب .. الخ ) .. ونعتقد ان الشعب الايراني لن ينتظر تدخل امريكا وبريطانيا والتحالف الجديد نحو العمق الايراني وهو من يقوم بمهمة تغيير النظام الايراني القائم وحتى ظهور بوادر انفصال القوميات الكبرى في ايران ( وللتأكيد فان في عام ٢٠٢٥ لن يبقى النظامين الايراني والتركي .. وسوف تتقسم ايران وتركيا على حد سواء ..وتماشيا مع ولادة العالم الجديد الذي تكلمنا عنه أعلاه ) (( ولكن كل هذا لا يهمنا إطلاقاً وانه شأن ايراني داخلي .. فقط الذي يهمنا هو خروج ايران من العراق وبأي طريقة .لان ايران شاركت في تدمير بلدنا ومجتمعنا واقتصادنا واجيالنا ومعتقداتنا الوسطية … الخ ) )
خامسا:-
ونطمن العراقيين ان كثير من الدول سوف تتقسم وقريبة من العراق ولكن العراق سوف يبقى عراقاً واحداً بأمر المجتمع الدولي لان العراق ينتظره مستقبل واعد وموقع واعد !
الخلاصة :
قلتها في القنوات التلفزيونية من قبل ” وربما أنا على خطأ” قلت :- لقد عجزت حلول الأرض في موضوع العراق المقدس ،وسوف تبدأ حلول السماء ،وستشاهدون اعداء العراق ومن كانوا سببا في دمار العراق هم من يناصر العراقيين بالتحرير واعادة العراق إلى وضعه التاريخي والاستراتيجي والاقتصادي بلفتة ربانية !. وان جميع الملامح تشير لذلك بإذن الله. فالعراق بلد مقدس وموعود بشعاع التنوير والعدل على المنطقة والعالم خصوصا بعد ازالة المنافقين والدجالين والمشعوذين والعملاء !
سمير عبيد
٦ نيسان ٢٠٢٥