ألقى اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال جلسة الحوار رفيع المستوى حول التعاون بين أفريقيا والبريكس، والتى تم عقدها على هامش القمة الخامسة عشرة لتجمع البريكس، التى يشارك فيها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.


وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي، في مستهل كلمته، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحوار رفيع المستوى حول التعاون بين أفريقيا والبريكس والبريكس بلس، الذي يُعقد في إطار صيغة "بريكس بلس" تحت عنوان "البريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المُتسارع، والتنمية المُستدامة، والعمل متعدد الأطراف الشامل".


وتوجه رئيس الوزراء، خلال كلمته، بالشكر والتقدير  للرئيس  سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، على استضافة جوهانسبرج لهذا الاجتماع المُهم في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمرُ به العالم، والذي يشهد تعقيدات غير مسبوقة تنعكسُ آثارها بشكل كبير على الدول النامية واقتصاداتها.

وقال مدبولي: أود الترحيب بالخطوة التي أقرها تجمع البريكس باتجاه توسيع عضويته، والتي أثق في أنها ستُساهم في جعل التجمع أكثر فاعلية وأكثر قدرة على التعبير عن رؤاه على الصعيد الدولي.

 

وأشار رئيس الوزراء إلى حرص مصر خلال السنوات الماضية على توثيق علاقاتها مع تجمع البريكس من خلال المُشاركة في الجلسات المختلفة التي عُقدت في إطار صيغة "بريكس بلس"، كما انضمتْ إلى بنك التنمية الجديد في عام 2021، لافتا إلى تطلعُ مصر لأن تكون عضواً فاعلاً ومؤثراً داخل التجمُع من أجل الإسهام في جهوده الرامية إلى إيجاد حلول عملية وفعّالة وقابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات التي تُعاني منها دولنا، والتي تتطلبُ تكثيفَ العمل المشترك في إطار التعاون الجنوب-جنوب.

 

واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي، خلال حديثه، رؤية مصر بشأن المجالات التي تمثل أهمية في التركيز عليها في إطار التعاون بين البريكس والدول النامية خلال المرحلة الراهنة، موضحاً أن رؤية مصر تتضمن ضرورة تكثيف الجهود المُشتركة للتعامل مع أحد أهم المخاطر التي تواجهُها الدول النامية اليوم، وهي أزمة الغذاء وتبعاتُها، وذلك من خلال تنسيق وتكثيف الجهود في إطار العمل المتعدد الأطراف الدولي والإقليمي بما يُلبي حاجات الدول النامية، بالإضافة إلى تطوير قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء القدرات وتحسين البنية التحتية في المناطق الريفية، ونقل تكنولوجيا الزراعة ونظم الري الحديثة المُستدامة، لافتا في هذا الصدد إلى استعداد مصر، بالتعاون مع المجتمع الدولي، لاستضافة "مركز عالمي لتوريد وتخزين الحبوب" بما يُسهم في مواجهة أزمة الغذاء العالمية.

 

وأضاف رئيس الوزراء: تتضمن رؤية مصر العمل على إصلاح الهيكل الاقتصادي والمالي الدولي لجعله أكثر إنصافاً وعدالة واستجابة لاحتياجات الدول النامية، بما في ذلك الدول ذات الدخل المتوسط، ووضع آليات لتخفيف عبء الديون الخارجية، عبر الإعفاء أو المبادلة أو السداد المُيسَّر، بالإضافة إلى المقترحات ذات الصلة بحوكمة النظام المالي العالمي.

 

وفى هذا الإطار قال رئيس الوزراء: "نتطلعُ إلى دعمكم لما أطلقناه مؤخراً مع الدول الأفريقية الشقيقة من مبادرة تحت مُسمى "تحالف الديون من أجل التنمية المستدامة" بهدف خلق إطار مُشترك لتنظيم معاملات الديون المستدامة، خاصة للدول النامية متوسطة الدخل، بما يتضمن مبادلة الديون بمشروعات تنموية. هذا، بالإضافة إلى أهمية العمل المُشترك على تشجيع الصفقات المتكافئة والتبادل التجاري بالعملات المحلية فيما بين دول تجمع البريكس والدول النامية، وأيضاً فيما بين الدول الأفريقية".

 

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أهمية البناء على نتائج مؤتمر "COP 27"، الذي استضافته مصر في عام 2022، والعمل على تعزيز دور بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات التمويلية في تمويل العمل المناخي، إلى جانب تنفيذ مُخرجات مؤتمر شرم الشيخ، وتدشين صندوق لدعم الدول النامية في مواجهة الخسائر والأضرار، وكذا دعم جهود التحول العادل إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، قائلاً في هذا السياق:" نُقدر أهمية تحقيق التوازن بين تأمين احتياجات دولنا من الطاقة وواجباتنا تجاه مواجهة أزمة المناخ العالمية".

 

وأكد رئيس الوزراء، خلال كلمته، ضرورة إعلاء مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في العلاقات بين الدول، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والاستناد إلى المحافل المتعددة الأطراف، والعمل الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة، والاعتماد على سياسة التهدئة والحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات، لاسيما وأن السلام والأمن والاستقرار شروط أساسية لتحقيق التنمية.
 
ونوه الدكتور مصطفى مدبولي إلى أهمية تعزيز التعاون بين البريكس وأفريقيا بهدف تحقيق المصالح المشتركة بما يُسهم في إطلاق الطاقات غير المُستغلة في الدول الأفريقية، موضحاً أن رؤية مصر في هذا الصدد – في ضوء رئاستها الحالية للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية "النيباد"، تستند إلى دفع معدلات التكامل الاقتصادي والعمل على تسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذا أهداف اتفاقية التجارة الحرة القارية، مع تسخير الخبرات والإمكانات المصرية في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والاتصالات، والتحول الصناعي، والأمن الغذائي، بمشاركة القطاع الخاص، وبالتشاور المستمر مع الأشقاء في الدول الأفريقية. هذا، بالإضافة إلى العمل على حشد الموارد المالية للمجالات ذات الأولوية لدول القارة من خلال تنبي مقترح "النيباد" بإطلاق مبادرة "فريق أفريقيا لحشد الموارد".

 

وفي ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء تطلُع مصر إلى تعزيز التعاون ومواصلة العمل المُشترك مع دول البريكس في مختلف المجالات، على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وترحيب مصر بكافة المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة، وبناء شراكة مُستدامة. 
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدکتور مصطفى مدبولی الدول الأفریقیة الدول النامیة بالإضافة إلى رئیس الوزراء التعاون بین العمل على العمل الم رؤیة مصر فی إطار فی هذا من أجل

إقرأ أيضاً:

هل تفقد العُملة الخضراء هيمنتها؟ .. الدولار يهوى عالميًا بعد رسوم أمريكا الجمركية

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا حادًا في الأسواق العالمية خلال الساعات الماضية، وجاء هذا الانخفاض في ظل تصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، مدفوعًا بخطوات غير متوقعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية وُصفت بأنها "عدوانية وغير مسبوقة".

نظرة على الأداء السعري للعملة

انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 2.2% ليصل إلى مستوى 101.37 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2024. جاء ذلك بعد افتتاح التعاملات عند مستوى 103.69 نقطة، ما يعكس خسائر قوية خلال يوم واحد.
كما سجّل المؤشر يوم الأربعاء خسارة بنسبة 0.5%، في أول تراجع خلال ثلاثة أيام، متأثرًا بانخفاض عوائد السندات الأمريكية.

ترامب يعيد إشعال فتيل الحرب التجارية

السبب الأبرز لهذا التراجع الحاد في قيمة الدولار كان قرار دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، في إطار ما أُطلق عليه "يوم التحرير التجاري".
وبموجب هذا الإعلان، ستُفرض رسوم جمركية تصل إلى 36% على السلع القادمة من الصين، و24% على اليابان، و20% على الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى رسوم بنسبة 25% على السيارات المصنّعة خارج الولايات المتحدة.

وقد فُسّرت هذه الإجراءات على أنها محاولة لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي بطريقة أكثر عدوانية، ما دفع المستثمرين إلى التخلي عن الدولار لصالح عملات أخرى أكثر استقرارًا.

تباطؤ اقتصادي يلوح في الأفق

إلى جانب الرسوم الجمركية، تزايدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، خاصة بعد صدور بيانات اقتصادية دون التوقعات، ما قد يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.

كما سجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات انخفاضًا بنسبة 2.1% ليبلغ 4.040%، وهو أدنى مستوى في ستة أشهر، مما ساهم في الضغط السلبي على الدولار، باعتبار العائدات من المؤشرات الأساسية التي يعتمد عليها المستثمرون لتقييم قوة العملة.

مخاوف مشروعة وتحديات قادمة

يعكس التراجع الكبير في قيمة الدولار الأمريكي حجم القلق السائد في الأسواق العالمية تجاه السياسات الاقتصادية والتجارية الأمريكية.
وبينما يترقب المستثمرون خطوات مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادمة، يبقى التساؤل الأهم: هل تستمر موجة الانخفاض هذه، أم تشهد العملة الأمريكية انتعاشًا مرتقبًا؟

في كل الأحوال، يبدو أن الاقتصاد الأمريكي أمام مفترق طرق حاسم، يحتاج إلى سياسات أكثر توازنًا واستقرارًا لتفادي أزمة أعمق قد تؤثر، ليس فقط على الدولار، بل على النظام المالي العالمي بأكمله.

مقالات مشابهة

  • مدبولي يثمن جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال الربع الأول من 2025
  • رئيس الوزراء: سرعة طرح منطقة مربع الوزارات على القطاع الخاص
  • "التعريفات الجمركية".. سقوط العولمة أم تدشين نظام عالمي جديد بمعطيات مختلفة
  • الدولي للجمباز يطمئن على جاهزية مصر لاستضافة أحداث عالمية في الباركور
  • جامعة الفيوم تتقدم 57 مركزًا عالميًا بتصنيف الأداء الأكاديمي للجامعات URAP
  • رئيس الغرفة التجارية بسوهاج: الصعيد مؤهل لجذب الاستثمارات في قطاع الملابس الجاهزة
  • هل تفقد العُملة الخضراء هيمنتها؟ .. الدولار يهوى عالميًا بعد رسوم أمريكا الجمركية
  • مركز عالمي للشركات والفرص الواعدة.. السعودية تستضيف «معرض التحول الصناعي 2025»
  • الرئيس الإيراني: طهران مستعدة للحوار مع واشنطن “من موقع الندية وليس من خلال التهديدات”
  • رئيس مركز مطاي تقود حملة إشغالات ونظافة