التصعيد الأمريكي في اليمن يهدّد الأمن الإقليمي ويزعزع استقرار المنطقة
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
يمانيون| تقرير|
رغم قناعتها بعدم جدوى عدوانها الإجرامي في تغيير مواقف الشعب اليمني وقيادته، تواصل أمريكا تصعيد هجماتها بشكل هستيري على العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات في محاولة يائسة لمنع اليمن من مواصلة دوره المساند للشعب الفلسطيني.
لم يحقق العدوان الأمريكي على اليمن أي نتائج سوى قتل المدنيين داخل المنازل والأحياء السكنية، وتدمير المنشآت المرتبطة بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين مثل المستشفيات ومؤسسات المياه والكهرباء والاتصالات، والمصانع الإنتاجية وغيرها من المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية.
فالهجمات الأمريكية على اليمن لم تحد ولو بنسبة واحد بالمائة من عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تشهد تصاعدًا مستمرًا على مستوى الحصار الذي تفرضه على الملاحة الإسرائيلية، والاستهداف المباشر للعدو الصهيوني، وكذا الرد القوي على العدو الأمريكي بالقصف المكثف على بوارجه وحاملات طائراته.
لم تلق الولايات المتحدة بالا لكل ما تلقته من نصائح وتحذيرات من العواقب الوخيمة لما تقوم به من تصعيد غير مبرر في اليمن، وعسكرة للبحر الأحمر، والذي بات يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، باعتبار أن الجمهورية اليمنية جزءًا مهمًا من المنطقة وأن زعزعة استقرار اليمن يهدد استقرار المنطقة برمتها.
وكون أمريكا أكثر البلدان المستفيدة من استقرار الوضع في المنطقة لما يربطها بها من مصالح، فإن زيادة التوترات في اليمن والبحر الأحمر ستؤدي بلا شك إلى نتائج عكسية تلحق الضرر بالمصالح الإستراتيجية الأمريكية وستكون المتضرر الأول والخاسر الأكبر من تأجيج الصراع.
تواصل أمريكا قصف المدن والقرى اليمنية بلا هوادة، وعلى مرأى من كل الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، لا لشيء سوى لأن اليمن هو الدولة العربية الوحيدة التي تدعم وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بالنيابة عن كل الدول العربية التي تركت الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة القتل والاجرام الصهيوني.
ويؤكد الكثير من المراقبين أن الهجوم الأمريكي السافر الذي يواجهه اليمن على خلفية موقفه البطولي في حظر الملاحة الإسرائيلية واستهداف عمق العدو الصهيوني ضمن موقف المناصر لفلسطين، يستدعي من كل الدول العربية والمجتمع الدولي أيضًا إعادة النظر في مواقفها وتعاملها مع هذه التطورات وتبني مواقف وقرارات حازمة تجاه الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية في فلسطين واليمن.
وأشاروا إلى أن ذلك، أقل واجب بعد أكثر من عام ونصف من الخذلان والتنصل عن المسؤولية في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني.
تُدرك كل دول الجوار العربي، أن تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن لن يغير شيء على الأرض ولن يكون له أي تأثير على موقف اليمن المساند لغزة، بقدر ما ستكون له تداعيات واسعة على المنطقة والعالم، كونه لن تؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بل يهدد أيضا استقرار المنطقة وما يُرتبط بها من مصالح دولية، لكنها لم تحرك ساكنا إزاء ذلك.
وبهذا الصدد يرى خبراء ومختصون في الشؤون الدولية، أن تصعيد وتكثيف الهجمات الأمريكية على اليمن، سيؤدي إلى توسيع نطاق عمليات اليمن دعمًا للشعب الفلسطيني، ما يعني اتساع دائرة المواجهات ورقعة الاشتباكات في البحر الأحمر وحتى منطقة الخليج، مما سيؤثر بشكل مباشر على أمن الطرق التجارية العالمية.
وبحسب الخبراء، فإن ذلك التصعيد سيؤدي إلى زيادة الضغوط الاقتصادية وأزمة الطاقة، لأن أي اضطراب في مضيق باب المندب، الذي يُعد من الممرات التجارية الرئيسية في العالم، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتعطيل سلاسل التوريدات عالميًا، وهذه التداعيات من شأنها إلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بكل الدول وحتى بالاقتصاد العالمي.
ومن وجهة نظر تحليلية، يمثل استمرار الهجمات الأمريكية على اليمن تعميدًا للفشل الإستراتيجي لأمريكا، التي شاركت بكل قوة في الهجمات العدوانية على اليمن طيلة السنوات العشر الماضية، دون أن يحقق تحالفها أي نتيجة أو يتمكن من النيل من الشعب اليمني الحر والمقاوم.
بل على العكس من ذلك، اكتسب الشعب اليمني من ذلك العدوان وما ترتب عليه من تداعيات، المزيد من الصلابة والقوة، ودفعه ذلك للتركيز بشكل أكبر على تطوير قدراته العسكرية بالاعتماد على ما يمتلكه من كفاءات محققا بذلك الكثير من الإنجازات التي لم تقتصر على الجانب العسكري بل تعدته لتشمل كافة الجوانب الأمنية والاقتصادية وغيرها.
ومثلما صمد اليمنيون لعشر سنوات في مواجهة قوى العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي وحققوا الكثير من الانتصارات على التحالف ومرتزقته، يواصلون اليوم المسار نفسه في مواجهة أمريكا ومستعدون لخوض الأهوال في سبيل الانتصار لقضية الأمة “فلسطين”.
المصدر/ وكالة سبأ.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على الیمن فی الیمن کل الدول
إقرأ أيضاً:
لماذا يتشفّى بعض مرتزِقة “الإصلاح” بجرائم العدوان الأمريكي على المدنيين في اليمن [الحقيقة لا غير]
يمانيون../
جرائمُ العدوان الأمريكي لا تكسرُ إرادَةَ الأحرار والشرفاء، بل تزيدُهم إصرارًا وثباتًا، وهذا ما يؤكّـده الشعبُ اليمني على لسان عدد من المواطنين الجرحى الذين تعرضوا مع أسرهم ومنازلهم للعدوان الأمريكي مؤخّرًا.
العدوّ الأمريكي الذي لا يفهم ثقافة وطبيعة الشعب اليمني، يعتقد أنه بالمزيد من الجرائم يحقّق أهدافه الإجرامية، ويعتقد أنه سيُخضِعُ الشعبَ اليمني، وأنه سيوقف التأييدَ والدعم لغزة، وأنه سوف يوفِّرُ الأمانَ لكيان العدوّ الإسرائيلي، وما يحصل هو العكسُ تمامًا؛ لأَنَّ المجرمَ ترامب كمَّن يحاولُ إيقافَ النار بصَبِّ الزيت عليها.
وكل جريمة جديدة يرتكبها العدوان الأمريكي، تثبت حقد العدوّ الأمريكي وفشله، وتزيد الشعب اليمني وعيًا وإصرارًا وتحَرّكًا في ميادين الجهاد، لمواجهة العدوّ الأمريكي الذي يستهدف منازل المواطنين ويرتكب بحقهم جرائمَ وحشية.
الواضح أن هناك هستيريا أمريكيةً غير مسبوقة، وهي ليست جديدةً على الشعب اليمني؛ لأَنَّ العدوَّ الأمريكي يقتفي أثرَ العدوان السعوديّ على اليمن الذي أُعلِنَ من واشنطن في 26 مارس 2015م، حتى في الأهداف وفي مستوى وطبيعة الجرائم بحق المدنيين، فما قصفه العدوان السعوديّ قبل عشر سنوات، يأتي العدوُّ الأمريكي اليومَ ليقصفَه من جديد.
الشعب اليمني -بالرغم من كُـلّ ما يخسره- لن يتراجع عن الحق، ولن ينجح العدوّ الأمريكي في إجبار الشعب على الركوع والاستسلام، حتى ولو ارتكب أنواعَ الجرائم، ومارس التدميرَ الشاملَ والإبادة، لن يتراجَعَ الشعبُ اليمني عن موقفه ولن يُثنِيَه ذلك.
أصحاب الفطرة السليمة، عندما يرون الخطر والإجرام، لا يهربون من مواجهة هذا الخطر بالاستسلام، بل بالجهاد في سبيل الله، وبالعزم على أخذ الثأر، وبالمزيد من التمسك بالمبادئ والثوابت التي ينتصرون بها على أعداء الله ورسوله والمؤمنين.
وما دام العدوّ الأمريكي يسعى من خلال جرائمه لإجبار الشعب اليمني على التخلي عن موقفه تجاه غزة وأهلها، يكون رد الفعل الطبيعي والإنساني والديني على لسان أبناء اليمن هو التمسك بالموقف والإصرار عليه، إلى أن يصل العدوّ الأمريكي إلى مرحلة ما بعد الإحباط والفشل واليأس.
هذه مجزرة وحشية كبيرة ارتكبها العدوان الأمريكي بحق مركز إيواء الأفارقة في محافظة صعدة، حَيثُ تعرض عشرات اللاجئين والمهاجرين الأفارقة -الذين يتقاطرون إلى اليمن من خلال منافذ التهريب؛ بهَدفِ الوصول إلى مملكة الشر والعدوان السعوديّة- لحمم الصواريخ والقنابل المحرمة دوليًّا التي يستخدمها العدوّ الأمريكي الإجرامي، والتي أَدَّت إلى استشهاد وجرح العشرات منهم.
مشاهد المجزرة دامية وقاسية، وإن دلّت على شيء فَــإنَّما تدل على الوحشية والاستباحة من قبل العدوّ الأمريكي الذي يستبيح دماء المسلمين والعرب.
هذه مشاهد لجرحى مجزرة إيواء الأفارقة، بعد أن تم نقل العشرات منهم إلى المستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة لتلقي العلاج. المشاهد توضح وجوه أُولئك الجرحى، وتؤكّـد أنهم ليسوا قيادات “حوثية” كما يزعم ويدّعي العدوّ الأمريكي الذي أصبحت يداه ملطَّختَين بدماء المستضعفين والأبرياء، وليسوا صواريخ بالستية وطائرات مسيرة، بل مهاجرون أفارقة يبحثون عن لقمة العيش، ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لا حول لهم ولا قوة.
استهدف المجرم ترامب مركز إيواء الأفارقة ليقول للأمريكيين في الداخل، وأمام العالم، إنه دمّـر مخازن سلاح في اليمن، واستهدف مواقع عسكرية، لكن الواقع يشهد أن العدوّ الأمريكي يمارس عدوانًا وحشيًّا وظالمًا على الشعب اليمني، وانتهاكًا سافرًا لسيادة اليمن.
دماء الأبرياء تفضح العدوّ الأمريكي أمام العالم، وتفضح طبيعة الأهداف التي يستهدفها الأمريكي كُـلّ يوم، في إطار عدوانه على الشعب اليمني؛ إسنادًا لكيان العدوّ الإسرائيلي، ليستمر في ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة.
غزة تنتحب وتذرف الدموع، وتنزف الدماء، وتقابلها جرائم العدوان الأمريكي التي تُرتكب بحق الشعب اليمني في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، الذي يشارك غزة الدماء والتضحية، ويمضي في نفس الدرب والمعركة والقضية، ويواجه نفس الأعداء؛ ولهذا فَــإنَّها تعتبر توأم جرائم ومجازر غزة، التي لم تتوقف منذ عام ونصف عام من العدوان الإسرائيلي.
هذه الطفولة في اليمن تشارك الطفولة في غزة ذات المظلومية، وتتعرض لذات الإجرام والوحشية، ففي غزة عدوان إسرائيلي بحماية أمريكية، وفي اليمن عدوان أمريكي بدافع الحقد على الشعب اليمني المساند لأشقائه في غزة، وأيضاً لحماية للعدو الإسرائيلي من صواريخ وطائرات اليمن.
من المؤسف أنه بعد كُـلّ جريمة أَو مجزرة يرتكبها العدوان الأمريكي، في العاصمة صنعاء أَو أية محافظة يمنية، تخرج أصواتُ العملاء والمرتزِقة والخونة المتواجدين في فنادق دول العدوان لتتشفى وتبارك مجازر وجرائم العدوان الأمريكي.
وفيما يخُصُّ الجريمةَ التي ارتكبها العدوان الأمريكي بحق منزل المواطن نبيل الخامري، انطلقت أبواق المرتزِقة، لا سِـيَّـما مرتزِقة حزب “الإصلاح”، يباركون ارتكاب تلك الجريمة، ولما علموا أن صاحب المنزل المستهدف هو صهر المرتزِق حميد الأحمر، رجعوا يتحدثون عن أخطاء غارات العدوان الأمريكي.
لو لم يكن المنزل لشخص له علاقة بالمرتزِق حميد الأحمر، لكانت الجريمة لدى مرتزِقة “الإصلاح” مبرّرة، وأنها ضربة أمريكية موفقة ومسددة في نظرهم؛ لكن لأَنَّه على صلة بالمرتزِق الأحمر خفت حملتُهم، وتراجعت حماستُهم، ولم تعد جريمة العدوان الأمريكي في اليمن عدالة إلهية، كما يقول بعضهم!
هذا أحد مرتزِقة “الإصلاح” في فنادق إسطنبول يصف كُـلّ ما يرتكبه العدوان الأمريكي من جرائم ومجازر بحق الشعب اليمني بأنها عدالة إلهية؛ مرتزِقة “الإصلاح” الذين تاجروا بالدين والقضية الفلسطينية وبالوطن والوطنية خلال سنوات طويلة، اليوم يصفون العدوان الأمريكي على الشعب اليمني بالعدالة الإلهية.
أصبح المرتزِقة يفرحون بما يجري في اليمن، يفرحون حتى بما يصيبُ أطفال اليمن، الذين طالهم العدوانُ الأمريكي وهم في عمر الزهور، وأصبحوا جرحى تحت أنقاض المنازل التي يستهدفُها العدوان الأمريكي نفسه.
موقفُ اليمن موقف شعبي ورسمي؛ فهل هذا جزاء من يناصر المظلومين في غزة؟ لكنّ من يزعم ويدّعي أنه إسلامي وأنه مع غزة، يتكتل مع العدوان الأمريكي والإسرائيلي لقتل وإبادة من يناصر غزة. ما لكم كيف تحكمون؟! هل يعتقد المرتزِقة أن الشعبَ اليمني لا يفكر ولا يعلم أنهم مع العدوان؟
هذا نموذج بسيط عن موقف مرتزِقة “الإصلاح” الذين يدّعون أنهم إسلاميون، وطبيعة تفاعلهم مع العدوان الأمريكي على اليمن، وكذلك الجرائم التي يرتكبها العدوّ الأمريكي بحق النساء والأطفال في اليمن.
ولذلك، من المهم جِـدًّا أن يسمع ويتابع كُـلّ أبناء الشعب اليمني، وأن يدققوا فيما يسمعونه، ليعرفوا أكثر فأكثر أي نوع من العملاء والخونة ابتُلي به هذا البلد. هؤلاء العملاء خلال عقود من الزمن كانوا يقدمون أنفسهم في ثياب الملائكة والوعّاظ ورجال الدين والوطنيين، واليوم أحداث غزة وما يرتكبه العدوّ الأمريكي من جرائم ومجازر في اليمن تكشف حقيقتهم.
ومن المهم للأحرار من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية أن يعرفوا أي نوع من هؤلاء المرتزِقة والعملاء الذين رفضهم الشعب اليمني بثورة 21 سبتمبر المباركة، والذي ما يزال يقف اليوم بالمرصاد لكل العملاء والخونة والمرتزِقة.
رهان العملاء والخونة الذين يعيشون الوهم على العدوان الأمريكي بشكل معلَن ومكشوف في هذه المرحلة ليس كما كان حالهم عندما أيَّدوا العدوان الأمريكي السعوديّ قبل عشر سنوات؛ لأَنَّ المرحلة لم تعد ضبابيةً كما في السابق، بل أصبحت مكشوفة، والظروف تغيَّرت والأحداث تبلورت، وأصبح الجميعُ بين خيارَينِ لا ثلاثَ لهما: إما مع الأحرار وأصحاب الحق، أَو مع الباطل وأصحابه من المرتزِقة والعُمَلاء والخونة.
عباس القاعدي| المسيرة