كشفت دراسة أجرتها جامعة شاريتيه للطب في برلين أن جسيمات معدنية من غرسات المفاصل الاصطناعية يمكن أن تدخل الجهاز العصبي المركزي وتتراكم في السائل النخاعي، مما يثير مخاوف بشأن الآثار العصبية المحتملة، بحسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبرس" وترجمته "عربي21". 

أحدثت جراحة استبدال المفاصل نقلة نوعية في رعاية العظام، محسّنة القدرة على الحركة ونوعية الحياة لملايين الأشخاص.

صُممت الغرسات الحديثة، المصنوعة من مزيج من المعادن، لضمان المتانة والتوافق الحيوي. 

مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي تآكل هذه المواد إلى إطلاق جزيئات مجهرية في الأنسجة المحيطة. وقد ارتبطت هذه النواتج الثانوية بمشاكل بالقرب من موقع الغرسة، بما في ذلك الالتهاب وتلف الأنسجة وارتخاء المفصل. 


تشير المخاوف الناشئة إلى احتمال دخول الجسيمات المعدنية إلى مجرى الدم والتأثير على الأعضاء البعيدة عن الغرسة. وقد وصفت تقارير الحالات آثارا خطيرة على القلب والغدة الدرقية والجهاز العصبي لدى المرضى الذين يعانون من مستويات مرتفعة من بعض المعادن، وخاصة الكوبالت والكروم. تم الإبلاغ عن تغيرات عصبية لدى بعض المرضى بعد استبدال المفصل. 

ركزت الأبحاث السابقة بشكل كبير على هذين المعدنين، واعتمدت على قياسات الدم والمصل، تاركة مسألة وصول هذه الجسيمات إلى الجهاز العصبي المركزي مفتوحة، وفقا للتقرير.

في دراسة بعنوان "تركيزات المعادن في الدم والسائل النخاعي لدى المرضى الذين خضعوا لزراعة المفاصل"، نُشرت في JAMA Network Open، أجرى الباحثون دراسة مقطعية أحادية الموقع لتحديد ما إذا كان من الممكن العثور على معادن من زراعات المفاصل في السائل النخاعي ومجرى الدم. 

تم تقييم مجموعة من 204 مشاركين بالغين، 102 منهم لديهم زراعات مفصلية كبيرة (متوسط أعمارهم 71.7 عاما) و102 في مجموعة ضابطة لم تخضع لجراحة استبدال مفصل من قبل (متوسط أعمارهم 67.2 عاما). 

جُمعت العينات أثناء الجراحة الاختيارية تحت التخدير الشوكي أو أثناء البزل القطني لأسباب تشخيصية أو علاجية روتينية. قام مطياف الكتلة البلازمية المقترن بالحث بقياس تركيزات عشرة معادن في الدم والمصل والسائل النخاعي، بما في ذلك الكوبالت والكروم والتيتانيوم والنيوبيوم والزركونيوم، وغيرها من المعادن المعروفة باستخدامها في مواد الزرع. 

كانت مستويات الكوبالت في السائل النخاعي أعلى بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين لديهم غرسات مفصلية مقارنة بالمجموعة الضابطة. بلغ متوسط تركيزات الكوبالت 0.03 ميكروغرام/لتر في مجموعة الغرس و0.02 ميكروغرام/لتر في مجموعة الضبط. ولوحظت ارتباطات قوية بين مستويات الكوبالت في السائل النخاعي وتلك الموجودة في المصل والدم الكامل، مما يشير إلى أن التعرض الجهازي قد يصل إلى الجهاز العصبي المركزي. 

كما أظهر المرضى الذين لديهم غرسات مستويات أعلى من الكروم والتيتانيوم والنيوبيوم والزركونيوم في الدم والمصل. في السائل النخاعي، ارتفعت مستويات التيتانيوم والنيوبيوم والزركونيوم بشكل ملحوظ، ولكن فقط عند زيادة مستويات هذه المعادن في المصل. تُعد هذه النتيجة مهمة لأنها تدعم دقة أخذ عينات الدم الأقل تدخلا كمؤشر على احتمال غمر السائل النخاعي. 

كان لدى المرضى الذين لديهم مكونات غرسات تحتوي على سبائك الكوبالت والكروم والموليبدينوم أعلى تركيزات من كل من الكوبالت والكروم في السائل النخاعي. ارتفعت مستويات الكوبالت في السائل النخاعي بشكل ملحوظ حتى بين المرضى الذين لديهم غرسات مثبتة منذ أقل من عشر سنوات. كما ارتبط الألم في المفصل الذي يحتوي على الغرسة بارتفاع مستويات الكوبالت في السائل النخاعي. 

لم تُلاحظ أي زيادة في مستويات معادن السائل النخاعي لدى المرضى الذين لديهم غرسات تفتقر إلى مكونات الكوبالت والكروم والموليبدينوم. أظهر المرضى الذين لديهم غرسات مثبتة بالإسمنت مستويات مرتفعة من الزركونيوم في الدم والمصل، ولكن ليس في السائل النخاعي. لم يظهر الألمنيوم ارتفاعا في مجموعة الزرعات، على الرغم من وجوده في بعض سبائك الزرعات. 


بدا أن سلامة حاجز الدم الدماغي، المُقيّمة بمستويات S-100B في المصل، لم تتأثر ولم تتأثر في مجموعة الزرعات. بين المرضى الذين لديهم ارتفاع في مستوى الكوبالت أو الزركونيوم في السائل الدماغي الشوكي، كانت مستويات S-100B في المصل أقل منها في مجموعة الضوابط المطابقة. 
تشير النتائج إلى أن الجسيمات المعدنية المنبعثة من غرسات المفاصل يمكن أن تتراكم في الجهاز العصبي المركزي، وخاصة تلك التي تحتوي على الكوبالت والكروم والموليبدينوم، حسب التقرير.

تشير النتائج إلى أن التعرض للمعادن المرتبط بجراحة المفاصل لا يقتصر على الأنسجة الموضعية، بل يمتد جهازيا وقد يشمل الدماغ. وبينما لم يكن خلل الحاجز الدموي الدماغي واضحا، فإن وجود هذه المعادن في السائل الدماغي الشوكي يثير تساؤلات حول السلامة العصبية على المدى الطويل. 

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت التعرضات المُلاحظة تُسهم في تغيرات معرفية أو أمراض تنكسية عصبية، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم زرعات تدخل مادة الكوبالت في تكوينها أو أعراض عصبية غير مُفسرة بعد جراحة استبدال المفاصل. ونظرا لكونها دراسة تجريبية ذات أهداف استكشافية، لا يُمكن إثبات وجود علاقة سببية من هذه البيانات وحدها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة دراسة العظام دراسة صحة عظام المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لدى المرضى الذین فی مجموعة فی المصل معادن فی فی الدم

إقرأ أيضاً:

استزراع 3 ملايين شجرة مانجروف في محمية الجبيل للأحياء البحرية بالتعاون مع “معادن”

المناطق_واس

أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) مبادرة استزراع ثلاثة ملايين شجرة مانجروف في محمية الجبيل للأحياء البحرية، بمشاركة المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وذلك ضمن جهود دعم مبادرة السعودية الخضراء وتحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية الغطاء النباتي الساحلي والحفاظ على التنوع الأحيائي.

ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل الموائل الطبيعية المتدهورة، وتعزيز دور غابات المانجروف في امتصاص الكربون، إذ تُعد من أكثر النباتات كفاءة في تخزين ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم في مكافحة التغير المناخي، وحماية الشواطئ من التعرية، وتوفير بيئات آمنة لتكاثر العديد من الكائنات البحرية مثل الأسماك والطيور واللافقاريات.

أخبار قد تهمك “معادن” تربح 1.5 مليار ريال خلال 2023 بانخفاض 83 % 26 فبراير 2024 - 10:30 صباحًا “معادن” شريك مؤسس لمؤتمر التعدين الدولي في نسخته الثالثة 13 نوفمبر 2023 - 1:50 مساءً

وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان أن المشروع يأتي في إطار جهود المركز المتواصلة لتأهيل النظم البيئية البحرية والساحلية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في دعم المبادرات البيئية الوطنية، مؤكدًا أن استزراع المانجروف يمثل إحدى أهم الوسائل لتحقيق التوازن البيئي المستدام على سواحل المملكة.

وقال: “نحن ملتزمون بمواصلة العمل لحماية النظم البيئية وتنمية الغطاء النباتي في المناطق المحمية، بالتنسيق مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، وبما يتماشى مع مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء التي تسعى لزراعة 10 مليارات شجرة، منها أكثر من 100 مليون شجرة مانجروف على السواحل السعودية، ما يعزز دور المملكة في مواجهة التحديات البيئية العالمية”.

يذكر أن مبادرة السعودية الخضراء تعد من أكبر المبادرات البيئية في المنطقة، وتهدف إلى تنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، وخفض الانبعاثات الكربونية.

ويضطلع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي بدور محوري في تنفيذ مشاريع الاستزراع بمختلف مناطق المملكة، بالتعاون مع الجهات المختصة، ومنها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الذي يتولى مسؤولية حماية وإعادة تأهيل النظم البيئية البرية والبحرية وصون التنوع الأحيائي.

مقالات مشابهة

  • استزراع 3 ملايين شجرة مانجروف في محمية الجبيل للأحياء البحرية بالتعاون مع “معادن”
  • مستويات مميزة في الجولة الثانية بدوري الأشبال للهوكي
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • معجونك قد يقتلك: دراسة صادمة تكشف عن معادن سامة في معظم معاجين الأسنان
  • هل يجوز قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة إليّ ولأسرتي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • الريال اليمني يهوِي إلى مستويات قياسية أمام الدولار والريال السعودي اليوم السبت
  • الرئيس الأمريكي يوقع أمرًا تنفيذيا لتسريع العمل في أعماق البحار للحصول على معادن حيوية
  • 29 و30 أبريل.. قرعتان لتسكين المواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بالرابية بالشروق
  • استطلاع: 58% من الإسرائيليين لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة بنتنياهو
  • نقابة المالكين: نشكر جميع النواب الذين صوّتوا إلى جانب الحقّ