أول رد رسمي من الأوقاف بشأن فيديو لعب الأطفال في مسجد بالإسماعيلية
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
اللعب في المساجد.. أثار مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر شيخين يرتديان الزي الأزهري وهما يلعبان مع أطفال بالبالونات داخل أحد المساجد في محافظة الإسماعيلية جدلاً واسعاً.
ونال الفيديو إعجاب العديد من المتابعين وأدى إلى تعليقات متباينة بين المؤيدين والمعارضين، حيث أصبح حديث الساعة على منصات السوشيال ميديا.
بينما عبر بعض رواد الإنترنت عن إعجابهم بالجو المبهج الذي يظهره الفيديو، مشيدين بالتفاعل بين الأئمة والأطفال داخل المسجد، إلا أن آخرين انتقدوا التصرفات في الفيديو مؤكدين أن المسجد مكان مخصص للعبادة فقط ولا ينبغي أن يكون ساحة للهو أو اللعب.
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا رسميًا أشارت فيه إلى أهمية المساجد كأماكن للسكينة والعبادة، مؤكدة على ضرورة ربط الأطفال بالمساجد بشكل إيجابي مع الحفاظ على قدسيتها.
بيان وزارة الأوقافالمساجد بيوت الله، وهي المكان الذي يملأ القلوب بالسكينة ويزود الأرواح بالهدى. ومن رحمة الإسلام أن جعل المساجد بيئة رحبة للكبار والصغار من الجنسين، حاضنة للأبناء، لتعزيز حبهم لها وارتباطهم بها منذ الصغر، فقد كان سيدنا النبي ﷺ قدوة في هذا المجال، إذ كان يُلاعب أحفاده داخل المسجد، ويحملهم في أثناء الصلاة، ويستقبل الوفود في المسجد، ويشهد «لعب الحبشة» (ما يشبه الفولكلور أو الفنون الشعبية في العصر الحديث)، وكل ذلك وغيره يؤكد التوازن بين الحفاظ على قدسية المسجد، وتعدد أدواره، ورعاية فطرة الطفل وحاجته للطاقة والحركة.
ففي حديث أبي قتادة رضي الله عنه، قال: «رأيت النبي ﷺ يصلي بالناس وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها». وهذا يوضح أن وجود الأطفال في المسجد وملاطفتهم لا يتعارض مع قدسيته، بل يعزز ارتباطهم به، ويزرع فيهم حب الصلاة، والإقبال على مجالس العلم، وتوقير بيوت الله وروادها، ومعرفة قدر العلماء والمربين، وترسيخ فكرة الترويح المباح عن النفس، وتعليمهم كيفية ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وغير ذلك من الأهداف النبيلة.
وفي حديث آخر عن شداد بن الهاد رضي الله عنه، قال: «خرج علينا رسول الله ﷺ في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدم النبي ﷺ فوضعه، ثم كبر للصلاة، فسجد أطال السجود». وهنا نجد أن النبي ﷺ لم يمنع الأطفال من المسجد حتى في أثناء الصلاة، بل كان يُظهر لهم الرقة والرحمة، بل كان يوجز التلاوة في الصلاة حرصًا على تلبية احتياجات الصغار كما ثبت من سنته الشريفة.
كما ورد في حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه: «كان رسول الله ﷺ يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين، عليهما قميصان أحمران يعثران، فنزل رسول الله ﷺ من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه»، وهذا الموقف يؤكد أن وجود الأطفال في المسجد كان أمرًا مألوفًا -بل محببًا- في عهد سيدنا النبي ﷺ، وهو لا يتعارض مع الوقار، بل يعبر عن رحمة النبي بهم.
أما عن حديث عائشة رضي الله عنها، فقد قالت: «رأيت النبي ﷺ يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد.. .» وهذا الحديث يوضح سماحة الإسلام في السماح ببعض اللعب داخل المسجد طالما أنه لا يخل بقدسيته ولا يؤثر في خشوع المصلين.
ومن المهم أن يكون اللعب والملاطفة في أوقات لا تعيق الصلاة أو تؤثر في خشوع المصلين، كما ينبغي إشراف الكبار على الأطفال من أجل مراعاة الآداب الشرعية في أي نشاط داخل المسجد، والأوقات المناسبة للهو المباح وكيفيته، مع تربيتهم على عدم المساس بقدسية المسجد أو التسبب في إزعاج المصلين، أو في إحداث أي ضرر بالمكان أو بمن هم فيه.
والمؤكد أن تربية الأطفال على احترام الأكوان بما ومن فيها -بما في ذلك حب المساجد- لا تقتصر على التلقين فحسب، بل ينبغي إشعارهم بالألفة والراحة في رحابها، والتلطف معهم فيها بالقول وبالفعل، وبالتعليم وبالإهداء، وبالترحيب وبالتوجيه الذي يأخذ بعلوم نفس الطفولة ويراعي متطلبات التنشئة السليمة والذكاء العاطفي، ولا مانع من ملاعبة الأطفال في المساجد بشرط أن يكون ذلك متفقًا مع الآداب الشرعية وألا يتسبب في أي مساس بالمسجد أو مكوناته أو رواده. واللهَ نسأل الله أن يجعل بيوته عامرة بذكره، وأن يرزقنا تربية أجيالنا على طاعته وحب بيوته التي أذِن سبحانه أن تُرفَع ويُذكَرَ فيها اسمه.
التفاعل المجتمعيوقد عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن آرائهم في الفيديو، حيث أيد البعض هذه الأجواء المبهجة في المساجد، معتبرين أن هذا يشجع الأطفال على حب المساجد ويدفعهم للذهاب إليها بشكل أكثر إيجابية. في المقابل، شدد آخرون على ضرورة التزام المساجد بقدسيتها كأماكن لعبادة، معتبرين أن هذا النوع من التصرفات قد يفتح المجال لانتقاص احترام أماكن العبادة.
من جانب آخر، اقترح بعض المعلقين الاستفادة من تجارب دول أخرى، مثل تركيا، حيث تم تخصيص أماكن للترفيه داخل المساجد للأطفال، وهو ما قد يعزز من علاقة الأطفال بالمساجد دون المساس بقدسيتها.
اقرأ أيضاً«فَأمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ».. الأوقاف تحدد نص خطبة الجمعة القادمة
وزير الأوقاف يحيي ذكرى رحيل الدكتور محمود حمدي زقزوق
وزارة الأوقاف تُدين اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي للمسجد الأقصى
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف المساجد تربية الأطفال الأنشطة في المساجد الشيخ الأزهري قدسية المساجد الترفيه للأطفال اللعب في المساجد قدوة النبي ﷺ داخل المسجد الأطفال فی فی المساجد فی المسجد النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
اعتقال مرتكب واقعة طعن المسجد في فرنسا
سلم رجل يشتبه في أنه طعن شابا ماليا حتى الموت في مسجد بجنوب فرنسا وصوّر ضحيته وهو يتلوى من الألم، نفسه للشرطة في إيطاليا، وفق ما قال المدعي العام لوكالة فرانس برس الاثنين.
وقال عبد الكريم جريني المدعي العام في مدينة أليس الجنوبية والمسؤول عن القضية إن المشتبه به "أوليفييه أ"، وهو مواطن فرنسي ولد في ليون عام 2004 "سلم نفسه لمركز شرطة في بيستويا" قرب فلورنسا الأحد.
ذكر جريني: "هذا مُرضٍ بالنسبة لي كمدعٍ عام. فمع فعالية الإجراءات المُتخذة، لم يكن أمام المشتبه به خيار سوى تسليم نفسه، وهذا أفضل ما كان بإمكانه فعله".
وقال المدعي العام إنه سيتم إصدار مذكرة اعتقال أوروبية لتسليمه عبر الحدود إلى فرنسا.
وأردف المدعي العام إن أكثر من 70 ضابط شرطة فرنسيا تم حشدهم منذ يوم الجمعة "لتحديد مكان الجاني واعتقاله" والذي يعتبر "خطيرًا للغاية".
وقال جريني يوم الأحد "بعد أن تفاخر بفعلته، وبعد أن أعلن مسؤوليته عنها عمليًا، أدلى بتعليقات تشير إلى أنه كان ينوي ارتكاب أفعال مماثلة مرة أخرى".
وفي مدينة لا جراند كومب، تجمع أكثر من ألف شخص يوم الأحد للمشاركة في مسيرة صامتة تخليدا لذكرى الضحية أبوبكر سيسيه، الذي كان في العشرينات من عمره.
وتوجهوا بالسير من مسجد خديجة، حيث وقعت حادثة الطعن، إلى مبنى البلدية.
وتجمع عدة مئات من الأشخاص في باريس في وقت لاحق الأحد، بما في ذلك المرشح الرئاسي ثلاث مرات جان لوك ميلينشون، الذي اتهم وزير الداخلية برونو ريتيلو بتشجيع "مناخ معاد للإسلام".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات تلفزيونية يوم الأحد "لن يكون للعنصرية والكراهية القائمة مكان في فرنسا أبدا"، معربا عن "دعم الأمة" لأسرة الضحية و"لمواطنينا المسلمين".