وادي شاب جنة طبيعية ساحرة وسط الجبال
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
يعد وادي شاب بنيابة طيوي التابعة لولاية صور، بمحافظة جنوب الشرقية، وجهة طبيعية سياحية فريدة، ومن بين أبرز المعالم الطبيعية التي تستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم حيث يتميز هذا الوادي بجماله الطبيعي الأخاذ، ومياه فيروزية صافية تجذبك للسباحة فيها والاستمتاع بها، وكهوف مذهلة على جنبات الطريق وأنت تمشي للوصول إلى النهاية، وشلالات مخفية الوصول إليها يتطلب الحذر من اصطدام رأسك بالصخور التي تخفي هذا الجمال، مما يجعل هذا المكان وجهة مثالية لمحبي المغامرات وعشاق الطبيعة.
موقع الوادي والوصول إليه
يقع وادي شاب على بُعد حوالي 150 كيلومترًا من منطقة القرم بالعاصمة مسقط، وتحتاج لقطع هذه المسافة بالسيارة لساعة ونصف تقريبًا ويمكن الوصول إليه عبر الطريق السريع المؤدي إلى ولاية صور، وبعد الوصول إلى مدخل الوادي، يحتاج الزوار إلى عبور الوادي من مواقف السيارات إلى الضفة الأخرى بواسطة قوارب صغيرة يمتلكها المواطنون من أصحاب المنطقة بمبلغ يقدر بريال واحد فقط للذهاب والعودة، ثم متابعة الرحلة سيراً على الأقدام عبر المسارات الطبيعية التي تتخللها المناظر الطبيعية الخلابة إلى داخل الوادي وقد تستغرق قرابة 50 دقيقة من المشي العادي بين الصخور والممرات المائية، وقد يكون الطقس حارًا بعض الشيء ولكن يمكنك أن تستظل بظل الجبال الشاهقة، مما يضفي على التجربة طابع المغامرة والاستكشاف فهي تجربة تستحق العناء.
البرك المائية
ومع تقدم الزائر في المسير داخل الوادي، يكتشف 3 برك مائية تختلف أحجامها وعمقها ويمكن السباحة فيها، فقبل السباحة يمكن للزوار تبديل ملابسهم إلى ملابس السباحة في خيام صغيرة متوفرة مجانًا، وترك أمتعتهم بالقرب منها، وبعدها يمكنهم الاستمتاع بالمياه الباردة حيث تعتبر البركة الأولى ليست بالعميقة فهي تصل إلى مستوى بطن الكبار ولكن تتطلب الحذر من الانزلاق على الصخور التي تتوسط البرك لوجود بعض الطحالب عليها، أما البركة الثانية فهي تصل لمستوى ركب الكبار، ولكن البركة الأخيرة هي الأعمق وتتطلب مهارة السباحة وهي البركة المثيرة التي تخفي كم الجمال داخل كهف صخري يمكنك الدخول إلى داخله عبر ممر ضيق، يأخذك إلى حيث تتدفق مياه الشلال من الأعلى في نهايته.
وهناك هدية من الطبيعة لمن يصل إلى داخل الكهف، حيث يمكن تسلق الجبل الموجود بالداخل والصعود إلى الأعلى باستخدام حبال مربوطة واكتشاف حمام سباحة معتدل المستوى تحيط به الصخور من كل جانب تشعر فيه وكأنك في أحد المسابح الراقية في إحدى الفنادق الفخمة، وتشعر فيه بالاستجمام حيث تصلك خيوط أشعة الشمس الذهبية، تمنيت حينها لو كنت أحمل هاتفي المحمول لألتقط لكم بعض الصور من الداخل وأنقل لكم واقع جمال المكان.
نصائح للزوار
من المهم ارتداء أحذية رياضية مريحة تناسب المشي في المناطق الصخرية، وإحضار ملابس سباحة ومنشفة في حال الرغبة في السباحة، وحمل كمية كافية من الماء والطعام الخفيف في حقيبة الظهر الخاصة بكم حيث لا تتوفر محلات تجارية داخل الوادي، ويفضل أخذ حقائب مقاومة للماء إذا رغبتم بالسباحة بها داخل الماء وإلا يمكنكم تركها حيث يترك الجميع أغراضهم قبل الدخول للبرك المائية، ومن المهم الالتزام بإرشادات السلامة وعدم المغامرة في الأماكن الخطرة.
ويعدّ الوادي وجهة مثالية للمصورين الذين يرغبون في التقاط صور للطبيعة الساحرة، حيث يمكن للزوار شراء غلاف للهاتف ضد الماء من البائعين الموجودين عند مواقف السيارات لتحظوا بالفرصة التي لم أحظ بها لالتقاط الصور المذهلة للبرك والكهف من الداخل، كما يمكن للزوار الذين لا يجيدون السباحة إحضار سترات النجاة الخاصة بهم أو استئجارها من الباعة هناك قبل ارتيادهم القارب الموجود ونقلهم للضفة الأخرى.
يُعد وادي شاب أحد المعالم السياحية المهمة في عُمان، حيث يسهم في جذب آلاف السياح سنويًا، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل للسكان، كما يعد مثالًا حيًا على التنوع البيئي والطبيعي الذي تتميز به سلطنة عمان، ويبرز الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة وحماية المعالم الطبيعية، فلا تفوت فرصة استكشاف هذا المكان الساحر الذي يُعد بمثابة جوهرة مخفية في قلب الطبيعة العُمانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وادی شاب
إقرأ أيضاً:
يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان
بعد سقوط البشير واستقالة صلاح قوش ومن بعده جلال الشيخ، تغولت الاستخبارات العسكرية على ملفات جهاز المخابرات وسيطرت على معظم موارده، وتقاسمته مناصفة مع الدعم السريع، الاستخبارات على المعلومات والتحليل والقرار، والدعم السريع على المقار والموارد الفنية..
تحول جهاز المخابرات إلى جسد بلا روح، يتم ابتزازه سياسياً من قبل قحت بماضيه وانتماءات منسوبيه لنظام الإنقاذ. كثير من عناصره انحنوا للعاصفة، فمنهم من تم إقالته ومنهم من دخل في حالة كمون وانتظار ومنهم من طاوع الحكام الجدد وأدار ظهره لولائه السابق ومنهم من قاوم مشروع الحكم الجديد بممانعة صامتة..
كان الهدف بعد سقوط البشير وبعد حادثة هيئة العمليات أن تكون السيطرة الكاملة لصالح الاستخبارات العسكرية، وكان الرأي الغالب لدى قيادات الجيش أن يدار الجهاز بواسطة ضباط من داخل المؤسسة العسكرية، مثل الفريق جمال عبد المجيد. لم تنجح التوجهات الجديدة لأسباب تتعلق بعدم دراية هؤلاء الضباط بطبيعة الثقافة المؤسسية الطاغية على عمل الجهاز وبطبيعة العمل الأمني في شقه المدني ولغياب الرؤية المشتركة بين الضباط القادمين من الجيش مع الشباب الذين تخرجوا من مؤسسة الجهاز، بالإضافة لتعدد الولاءات داخل الجهاز نفسه بين ولاءات تقليدية وولاءات حديثة مرتبطة بالعناصر المدخلة من قبل مجموعة حميد-تي والنظام الجديد ..
صحيح لم يستطيع حميدتي ابتلاع الجهاز كلياً، لكنه أحدث فيه اختراقات عميقة وخلق حالة من الاهتزاز الداخلي جعله جهاز فاقد للفعالية ومكبل بعزلة سياسية وحالة عداء شعبي مرتبط بديسمبر والخطابات الميدانية الرافضة لعناصره. فحالة الهياج الشعبي الرافض للجهاز ولعناصره وظفها حميدتي لجعل دور الجهاز محصور فقط في جمع المعلومات وتكبيل اي خطوات وقائية يمكن أن يقوم بها وحصرها فقط على الد-عم السريع ..
الأن وبعد قيام الحرب ومع بدء الجهاز في استعادة توازنه وفك قيود التكبيل التي مارسها عليه حميد-تي، يجب على قيادة الدولة أن تسمح بإعادة جهاز الأمن إلى عمله وفق هيكلة جديدة تعيد له صلاحياته الفنية في التحليل والتأمين والتحرك خاصة في الأحياء السكنية وملء الفراغ الاستخباراتي داخل المدن. المطلوب هو فك الارتباط والتداخل بين استخبارات الجيش والجهاز ، خصوصاً على الملفات الأمنية ذات البعد المدني وترك إدارتها للجهاز ، مع زيادة التنسيق بينهم بعيداً عن التعامل مع الجهاز بنظرة ديسمبرية قللت من فعاليته وساهمت في تهميشه. يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان .
حسبو البيلي
#السودان