كانت ليلة مشحونة بالتوقعات، ليس لأنها حملت ميلاد طفلٍ فحسب، بل لأنها حملت معها ولادة أمل أيديولوجي جديد. لم يكن مجرد حدثٍ عائلي، بل أشبه بمؤتمر فكري، جلس الأب، اليساري حتى النخاع، بينما الأم، البعثية، كانت تستعد لاستقبال المولود. لم يكن ثمة خلاف بينهما إلا على الاسم, هل سيكون لينين إكراماً لماركسية الأب، أم ميشيل وفاءً لنضال الأم والأسرة الممتدة؟.

احتشد الجميع حول غرفة الولادة. ترقبوا الصرخة الأولى، لكن ما حدث كان أبعد ما يكون عن التوقعات. فتح الطفل عينيه، نظر حوله بتمعّن، كأنه يمسح الساحة السياسية التي جاء إليها للتو، وسط ذهول الجميع، صرخ قائلاً: الجماعة ديل قاعدين؟. التفت الجميع إلى الأب. رفع حاجبيه في دهشة، يحدّق بنظرة فاحصة، كأنه يحاول التأكد إن كان هذا الطفل قد جاء فعلاً من صلبه أم أنه لا يخضع لقوانين الطبيعة، باغتهم الطفل بسؤال ملؤها العتاب، لا يخلو من براءة،: (طيب مارقنّا ليه)؟.

الإشكالية لا تكمن في الخصوم التاريخيين، للطفلٍ وأبويه، أم في الأحزاب، وحركات الكفاح المسلح. بل تتجلى جوهر الأزمة في بنية فكرية أكثر عمقاً، متشبثة بأيديولوجية مغلقة، لا ترى في الحقيقة سوى انعكاسٍ مشوّه لقناعاتها، ولا تتسع للآخر إلا بوصفه نقيضاً. ترى الحقيقة ملكية خاصة لا تقبل القسمة، وتعتبر الرأي المخالف تهديداً، لا مجرد اختلاف في وجهات النظر. الأزمة ليست في الأسماء والمسميات، بل في الذهنية التي تجعل الانتماء لأي عقيدة أو حزب أو فكرة سجناً يحجب استيعاب التنوع. فهل المشكلة في اللاعبين، أم في قواعد اللعبة؟ كيف ننتظر ولادة أفكار جديدة من عقول تأبى المراجعة، وتخشى المساءلة؟ عندها التنوع خطراً، والاختلاف جريمة، والمخالف خصماً ينبغي اجتثاثه، وتبني خطابٍ سياسي أو ديني يمجّد الإقصاء، ويبرّر العنف، متدثراً بثوب المشروعية الزائف، لابد من تبني فكر لا يهاب النقد، بل يستمد منه اتساعه وثراءه، ويتحرر من سجن الأيديولوجيات الجامدة التى لا تتحقق إلا بانفتاح العقل على الأسئلة، وإدراك أن الحقيقة ليست ملكاً لأحد. ومواجهة الذهنية العاجزة عن استيعاب الاختلاف، والتي تؤجج الغضب وتدفع بالمجتمعات نحو الانفجار. الإقصاء، مهما بدا مغرياً لنخبٍ تخشى فقدان امتيازاتها، لا يخلّف سوى مزيدٍ من الانقسام والاحتقان، في دورة مغلقة من التآكل الذاتي.

التورط في مستنقع المحاصصة والعنصرية ليس مجرد خلل سياسي، بل هو داءٌ يقوّض فكرة الدولة ذاتها، فيحيلها من مشروعٍ للبناء إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات، وحين تُختزل السلطة إلى مجرد غنيمة تُقتسم، لا أمانة تُحمل، تتحول معايير الاختيار إلى محض ولاءات، لا كفاءات. فيُقصى أصحاب العقول النيّرة لأنهم لا ينتمون إلى الدوائر المغلقة، ويُقرَّب الأتباع لا لجدارتهم، بل لولائهم الأعمى. هي ذاتها العقلية التى تبدد الموارد في معارك جانبية بدلًا من توجيهها للتنمية، وتُعيد إنتاج الفشل بوجوهٍ جديدة، متناسية أن الشعوب، مهما طال سباتها، تستعيد وعيها وقت يحين أوان الحساب. هذه العقلية لا تدرك ان الزمن لا يرحم والتاريخ لا ينسى، وأن اللحظة التي ينهض فيها الوعي، ولو تأخر، ستكون اللحظة التي يُكنس فيها هذا الإرث البالي، فالشعوب قد تُرهَق، لكنها لا تُهزَم، وقد تُخدع لبعض الوقت، لكنها تأبى أن تعيش في الظل إلى الأبد.

ما لم تتغير العقلية، سيبقى الوطن عالقاً في دائرة مغلقة،. فالأوطان لا تُبنى بالموروثات الفكرية الراكدة، بل بعقول تتجدد، ترى أبعد من حدود المعتاد، وتدرك أن الجمود هو تعطيل لتفعيل برنامج التكليف. كل كائن في هذا الكون خُلق بسعة استيعابية محدودة، كالأجهزة التي نستخدمها بعضها لا يملك قدرة على التحميل (Download)، وبعضها يتفاوت في سعة التحميل. غير أن الإنسان، وحده، هو الكائن الذي مُنح سعة غير محدودة. فكان مؤهلاّ لحمل برنامج الأمانة الذي استعصى على السماوات والأرض والجبال، لا لعجزها المادي، ولكن لأن البرنامج (software) يتجاوز بنيتها وقدرتها على الاستيعاب. وحده الإنسان امتلك السعة التي مكّنته من تحميل برنامج الامانة، ليظل كائناً متفرداً بين المخلوقات، ولكن كم إنسان ظل هذا البرنامج غير مفعل في داخله وبقي بلا أثر، الفارق بين من يعي أمانته ومن يفرّط فيها ليس في التحميل، بل في التفعيل. وإلا فإنه يصبح كحامل للأسفار، مجرد مستودعٍ للمعلومات لا روح فيها ولا إبداع.

العقلية التي لا تدرك أن الزمن ثروة، وتراه عبئاً ثقيلاً يسعى للتخلص منه، تفرط في أعظم ما تملك. وكذلك المنهج العقيم الذي يعجز عن إيقاظ شغف الطالب بالمعرفة، يتحول إلى سجن للفكر، يحشو الأذهان دون أن يفتح أمامها أبواب الاكتشاف. يبقى مجرد تكرارٍ عقيم لا يلامس الوجدان. كم من طالب حفظ نظريات الفيزياء دون أن يلمس في سقوط التفاحة لحظة إلهام، وكم من قارئ طوى آلاف الصفحات دون أن يجد فيها ما يضيء له الطريق. بدون المعرفة، لا يمكننا إعادة بناء مؤسسات قوية تُدار بالكفاءة والنزاهة، لا بالمحسوبية أو الولاءات الضيقة. ويتحول الولاء للأشخاص أو الجماعات دون للوطن. أي تجاوز لهذا الإطار المؤسسي ليس إلا امتداداً للجنجويدية السياسية. حين تُدار العدالة خارج مؤسسة القضاء، وتُقام المحاكمات وفق الأهواء السياسية لا القانون، وحين تشارك الأحزاب في السلطة الانتقالية دون تفويض شعبي، فإنها تمارس نفس الجنجويدية السياسية التي تقوض الدولة بدلاً من أن تبنيها. الإصلاح لا يتحقق بتغيير الوجوه، بل بتغيير القواعد، حيث يصبح القانون هو السيد، وتُدار الدولة بمعايير واضحة لا تخضع للمزاج السياسي أو المحاصصة الضيقة.

ما جدوى الثورات إن بقيت العقول سجينة ماضٍ يأبى أن يفسح المجال للجديد، تتقاذفها دوامة التكرار ويشلّها الخوف من المجهول؟ إن النهضة ليست في عدد الجامعات ولا في وفرة الأبحاث، ولا في اوارق تُكتب ثم تُنسى في أدراج الوزارات، بل في القدرة على التفكير وتحويل الرؤى إلى افعال. لماذا استطاعت أمم كاليابان والصين وسنغافورة ورواندا أن تنهض من تحت رماد الحروب والكوارث، لتصبح أمثلة تحتذى في البناء والتقدّم، بينما نقف نحن عند مفترق الطرق، نُثقِل كواهلنا بجدل عقيم، لا يُفضي إلا إلى معادلة صفرية، حيث لا غالب ولا مغلوب، بل استنزافٌ مستمر للفكر والوقت والجهد؟ أهو شُحّ الموارد، أم ندرة العقول التي تجرؤ على خوض غمار التغيير بعزيمة لا تعرف الانكسار؟ لا سبيل أمامنا سوى إعادة النظر في أسس تفكيرنا، وإشعال ثورة فكرية تعيد ترتيب الأولويات، وتؤسّس لمشروع وطني لا مكان فيه للتمييز أو الإقصاء، بل يؤمن بأن كرامة الإنسان، أيًّا كان دينه أو لونه أو أصله، هي حجر الزاوية لكل نهضة. فهل نمتلك الشجاعة لكسر قيد الانقسامات ورؤية تنوعنا كمصدر قوة لا كنقطة ضعف؟، الواقع لا يمنح مكاناً للعاجزين عن التفكير. إن لم نعدّ جيلاً من الشباب متسلح بأدوات التقدّم، قادراً على خوض غمار الصناعة والزراعة وكافة ميادين الحياة بإرادة لا تعرف السكون، فسنظل أسرى دوامة الأخطاء المتكررة، نتخبط ثم نتساءل عبثاً لماذا يسبقنا الآخرون بينما نظل نحن في المؤخرة.

abudafair@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

نهاية عصر الباباوين: حدث نادر عن مستقيل وآخر قاد التغيير

جاء البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، ليسدل الستار على فصلٍ استثنائي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، شهد للمرة الأولى منذ أكثر من ستة قرون وجود باباوين على قيد الحياة، وبدأت هذه الحالة النادرة عام 2013، عندما استقال البابا بندكتوس السادس عشر لـ"أسباب صحية"، محتفظًا بلقب "البابا الفخري" حتى وفاته عام 2022.

منذ عام 2013، شهدت الكنيسة الكاثوليكية وضعًا غير مسبوق بوجود البابا الفعلي فرنسيس والبابا الفخري بندكتوس السادس عشر، الذي استقال  واعتزل الحياة العامة.

ولم يتدخل البابا بندكتوس في شؤون الكنيسة، مما أثار نقاشًا لاهوتيًا ومؤسساتيًا حول مفهوم البابوية، ودفع الكنيسة للتعامل مع وضع لم تعرفه منذ العصور الوسطى، حين كان هناك أكثر من بابا بسبب الانقسامات السياسية والكنسية.

البابا المستقيل
تخلى البابا بندكتوس (يقال بندكت أيضا، واسمه الحقيقي جوزيف راتزينغر) في 11 شباط/ فبراير 2013 عن منصبه، في خطوة غير مسبوقة في العصر الحديث للكنيسة الكاثوليكية، وكانت الأسباب التي أعلنها رسميًا تتعلق بتقدمه في السن وتراجع قدراته الجسدية والعقلية، إلا أن قد تكون هناك العديد من الأسباب غير المعلنة.

وقال بندكتوس في خطاب الاستقالة: "بعد أن فحصت ضميري أمام الله، أدركت أنني لم أعد أملك القوة الكافية للوفاء بمهام الخدمة البطرسية"، مشيرا إلى أن الضعف الجسدي والذهني وأن صحته لم تعد تسمح له بإدارة مهام الكرسي الرسولي.


وتحدث أيضا عن الحاجة إلى قيادة أكثر نشاطًا، وأن الظروف العالمية المتغيرة تتطلب بابا يتمتع بطاقة أكبر.

ورغم أن السبب الرسمي هو التقدم في السن، إلا أن هناك تكهنات وتحليلات متعددة بشأن خلفيات أعمق لاستقالته تتعلق بفضائح الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة خلال ولايته، والانتقادات الواسعة حول كيفية تعامل الفاتيكان معها.

ويذكر أنه في عام 2022، اتُهم البابا المتقاعد، بناءً على تقريرٍ كُلِّف بإعداده أبرشية ميونيخ، بسوء التعامل مع أربع قضايا اعتداء جنسي على الأقل ارتكبها كهنة عندما كان رئيس أساقفة هناك، وهو ما أنكره بنديكت وأكد عدم ارتكاب أي مخالفات في هذه القضايا، لكنه طلب العفو عن سوء تعامله معها.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وخلال فترة ولايته، جرى الكشف عن صراعات داخل الكوريا الفاتيكانية (الجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري للبابا)، وذلك ذمن تسريبات عُرفت بـ"فضيحة فاتيليكس".

وكشفت هذه التسريبات عن صراعات داخلية وفساد محتمل داخل إدارة الفاتيكان، إضافة إلى تحقيق داخلي كشف بشكل مزعوم عن ابتزاز أفراد من خارج الكنيسة لرجال دين ذو توجه جنسي مثلي.

ونتيجة لذلك، جرى الترجيح أن البابا المستقيل أراد أن يفسح المجال لشخصية أكثر قدرة على إدارة الإصلاحات المطلوبة، وهو ما حصل عندما اختار البابا فرانسيس هذا الاسم عند تنصيبه (اسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرجوليو).

باختيار اسم فرنسيس، كان البابا الراحل أول حبر منذ عهد البابا لاندو عام 913 ميلادية لا يختار اسمًا استعمله أحد أسلافه، كما كان أول بابا يتسمى باسم فرنسيس، الذي يأتي على اسم القديس فرنسيس الأسيزي، وهو الذي لعب دورًا هامًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية".

وجاء في تقرير لصحيفة "التلغراف" حينها أن "اختيار البابا لهذا الاسم بالذات يكشف عن الخلفية التي جاء منها، وطريقته المتوقعة لإدارة الكنيسة، إذ يعرف القديس فرنسيس، الذي بزغ اسمه في القرن الثالث عشر بأنه كان من أتباع التيار الإصلاحي في الكنيسة، وقد ترك حياة الترف واختار حياة الزهد تاركًا عائلته وأصدقاءه، وبدأ بالدعوة إلى مساعدة الفقراء ونادى بإعادة بناء الكنيسة". 

وقد أشار الأب غيليرمو ماركو أقرب مساعدي البابا، أنه اختار "هذا الاسم من أجل محاربة الفقر، فلطالما كان من كبار المعجبين بفرنسيس الأسيزي". 
وتعد استقالة بندكتوس أول استقالة لبابا منذ ستة قرون تقريبًا، وتحديدًا منذ البابا غريغوريوس الثاني عشر عام 1415.

البابا الفعلي
وأحدث البابا فرنسيس، الذي تولى منصبه في 2013، تحولات بارزة في الكنيسة الكاثوليكية من خلال سلسلة من الإصلاحات التي شملت الجوانب الاجتماعية الإدارية واللاهوتية.

وجعل البابا من قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية محورًا رئيسيًا في فترة ولايته، مؤكدًا على أهمية دعم الفقراء والمهاجرين واللاجئين، وهو ما جعله مكروها في أوساط الكنيسة التقلدية بحسب ما جاء في تقرير صحيفة "التايمز"، كان بعنوان: "إرث البابا فرانسيس: محبوب من الملايين ومكروه من الحرس القديم".

وأبدى البابا مواقف أكثر تقبلا للمثليين والمطلقين، داعيًا إلى احتضانهم داخل الكنيسة، مع الحفاظ على العقيدة التقليدية، وأطلق أيضا إصلاحات داخل الفاتيكان لمحاربة الفساد المالي، وأقال عددًا من المسؤولين في إدارة الكنيسة بسبب قضايا مالية مشبوهة.

وأعلن البابا أن عقوبة الإعدام غير مقبولة في جميع الأحوال، مما يمثل تحولًا كبيرًا في تعليم الكنيسة التقليدي، وعمل على توسيع تمثيل الكرادلة، وعين 163 كاردينالًا جديدًا من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك من دول لم يكن لها تمثيل سابق.

وسمح البابا أيضا للنساء بالمشاركة في التصويت داخل السينودس (هو ملتقى فكري فاتيكاني) وهو تطور وصف بالهام في تعزيز دور المرأة داخل الكنيسة.

وكان البابا واضحا بشأن حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، إذ وصفها بأنه "ليس حربًا، بل إرهاب"، معبرًا عن استيائه من حجم المعاناة التي يتعرض لها المدنيون. 

View this post on Instagram A post shared by Omar khalil (@fahmaw1)
وأثناء الحرب، كان البابا يتصل يوميًا بمسيحيي غزة لتقديم الدعم الروحي والمعنوي، حيث وصفوه بأنه "قديس وقف إلى جانبهم في المحنة". 


وخلال فترة ولايته، اعترف البابا فرنسيس بدولة فلسطين ورفع علمها في الفاتيكان، وزار مدينة بيت لحم حيث صلى في كنيسة المهد وتوقف عند جدار الفصل العنصري، داعيًا إلى السلام وإنهاء الحروب.

تعدد البابوات
في أواخر القرن الرابع عشر، شهدت الكنيسة الكاثوليكية أزمة حادة تُعرف بـ"الانشقاق الغربي" أو "الانشقاق البابوي"، وذلك في الفترة ما بين 1378 حتى 1417، وفيها تنازع ثلاثة باباوات على الشرعية، مما أدى إلى انقسام عميق داخل الكنيسة.

وبدأت الأزمة عندما نقل البابا كليمنت الخامس مقر البابوية من روما إلى أفينيون في فرنسا عام 1309، تحت تأثير الملك الفرنسي فيليب الرابع، واستمر هذا الوضع حتى عام 1377، حيث عاد البابا غريغوري الحادي عشر إلى روما، منهياً فترة تُعرف بـ"بابوية أفينيون".

وبعد وفاة غريغوري الحادي عشر عام 1378، انتخب الكرادلة الإيطاليون البابا أوربان السادس في روما، لكن بسبب سلوك أوربان الصارم، انقسم الكرادلة وانتخبوا البابا كليمنت السابع، الذي أقام في أفينيون. 

وأدى هذا الانقسام إلى وجود بابا في روما وآخر في أفينيون، وكل منهما يدعي الشرعية.

وفي محاولة لحل الانقسام، عقد مجمع في بيزا عام 1409، حيث تم انتخاب البابا ألكسندر الخامس، لكن بدلاً من حل الأزمة، أصبح هناك ثلاثة باباوات متنافسين: في روما، وأفينيون، وبيزا.

وتم حل الأزمة في مجمع كونستانس، حيث تم عزل الباباوات الثلاثة وانتخاب البابا مارتن الخامس عام 1417، مما أعاد الوحدة للكنيسة الكاثوليكية.

الباباوان
وجرى توثيق الحالة الحديثة من وجود بابوين في فيلم "الباباوان - The Two Popes"، للمخرج فرناندو ميريليس وكاتب السيناريو أنتوني مكارتن، الذي يُعدّ من نواحٍ عديدة، سيرة ذاتية لبابا واحد، هو خورخي ماريو بيرغوليو، المعروف لاحقًا بالبابا فرانسيس، مع أن بنديكتوس السادس عشر يظهر أيضًا كشخصية ثانوية مهمة.

ويوثق الفيلم العديد الأحداث الحقيقية ومنها طريقة الانتخاب التي تتم في سرية داخل الفاتيكان عبر الاقتراع السري، ويُعلن عن النتيجة بدخان أبيض أو أسود.



ووثق أيضا "الكونكلاف" (المجمع المغلق لاختيار البابا) عام 2005، بعد وفاة يوحنا بولس الثاني، وشارك فيه 115 كاردينالاً، من بينهم برغوليو وراتزينغر، التسريبات تشير إلى فوز راتزينغر بـ84 صوتًا مقابل 26 لبرغوليو.

وأظهر الفيلم رفض البابا فرنسيس للأحذية الحمراء، وهو أمر حقيقي، ويمثل تواضعه ورغبته في كسر التقاليد البابوية المترفة، بحسب ما جاء في تقرير لمجلة "سلايت".


وطرح الفيلم أيضا فضيحة "فاتيليكس" التي كشفت عن فساد داخلي في الفاتيكان، وأدت إلى اعتقال كبير خدم البابا بندكت، وعرضت أيضا الألبوم الموسيقي الخاص بالبابا المستقيل، لكنه لم يلقَ تقييمًا جيدًا.

وطرح الفيلم بعض الأحداث الخيالية التي لم تحدث على أرض الواقع، ومنها اللقاء السري في 2012 بين الباباوين، وهو ما لم يحدث فعليًا، إذ أن اللقاء المؤكد الوحيد كان بعد استقالة بندكت في 2013.
وابكتر الفيلم حدث خياليا حول نقاش الباباوين حول العقيدة أثناء تناول البيتزا وشرب الفانتا، وهو مشهد متخيل بالكامل، رغم حب بندكت الحقيقي لهذا المشروب.

مقالات مشابهة

  • صندوقُ النقد الدّولي يتوقّع تباطؤ النمو العالمي
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • ماسك: قيود الصين على المعادن النادرة تعرقل إنتاج "أوبتيموس"
  • سمير عمر: "القاهرة الإخبارية" لديها 19 مراسلًا خارجيًا.. ليس عددًا كبيرًا لكنه ليس قليلًا
  • ما التحديّات التي تنتظر البابا الجديد؟
  • سموتريتش: ما يحدث الآن في غزة جهد عسكري مهم لكنه ليس حربًا
  • التدخين ما بقاش موضة.. لكنه لسه بيقتل.. من السجائر للبود سيستم| الخطر واحد
  • أوحيدة: المثقف الليبي يؤمن بالحرية لكنه يغازل المليشيات
  • وكالة الفضاء الأوروبية تفرض قيود على الصور الفضائية لليمن  
  • نهاية عصر الباباوين: حدث نادر عن مستقيل وآخر قاد التغيير