تفاصيل صادمة.. أسرة عامل السيرك المصاب: ابننا حياته ضاعت |صور وفيديو
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
طالبت أسرة الشاب محمد البسطويسي ضحية واقعة الاعتداء بالسيرك في طنطا بمحافظة الغربية في تصريحات صحفية بضرورة أخذ حقوقه، قائلة: “ابننا حياته ضاعت بعاهة مستديمة ولم يطعموا الاسود والنمور في رمضان”.
كما اتهمت أسرة العامل المصاب القائمين على السيرك في منطقة البوريفاج بالتقصير في توفير وسائل الأمن والأمان لحياة العاملين داخل السيرك أو خارجه من الجمهور، قائلين: "محمد شغال في المجال ده بقاله 12 سنه وغير مؤمن عليه وحسبنا الله ونعم الوكيل وحقه مش هيضيع ".
https://youtube.com/shorts/W3nWGTpJIXI
من ناحية أخري أصدر الدكتور احمد غنيم عميد كلية الطب بجامعة طنطا اليوم توجيهاته العاجلة إلي الدكتور محمد الشبيني المشرف علي مستشفيات طوارىء طنطا الجامعي بالضرورة إجراء عملية جراحية استغرقت 4 ساعات علي الأكثر لانقاذ حياة العامل المصاب في واقعة سيرك طنطا.
الحالة الصحية للمصابكان فريق الطاقم الطبي المكلف بالتعامل مع حالة مساعد مدربة الأسود "أنوسة كوته"المصاب بحادث مهاجمة أسد وحيوان مفترس له أثناء أحد عروض السيرك بمدينة طنطا ليلة أمس أجرى عملية جراحية في الذراع الأيسر حفاظا علي حياته.
كان عدد من الأطباء الجراحين وأخصائي الأوعية الدموية بمستشفيات جامعة طنطا سعوا لإيقاف النزيف وربط الأوعية والأوردة المتقطعة في الذراع إلا ان الجروح الناتجة عن افتراس النمر للذراع تسبب في قطع كامل للأوردة والأوتار وتهتك كامل وصعوبه التئامها، مما اضطر معه الأطباء إلى إجراء جراحة عاجلة لبتر الذراع من أعلى الكوع حفاظا على حياته.
جاء ذلك بعد أن بذل الفريق الطبي جهودا كبيرة لمنع بتر ذراعه وإيقاف النزيف الذي تسبب فيه النمر المفترس عند مهاجمته لمساعد المدرب على مدار عدة ساعات وَتم الاستعانة بعدد من الجراحين ومتخصصي الأوعية الدموية بمستشفيات جامعة طنطا للتعامل مع تلك الحالة الطارئة ومنع بتر ذراعه .
في المقابل أفاد محمد حسن عامل وأحد شهود العيان بمحيط السيرك بمنطقة المعرض بقوله “حسبنا الله ونعم الوكيل القائمين علي إدارة السيرك لم يطعموا الاسود والنمور الحمير الميتة المخصصه لإشباعهم طوال 10 الايام الاخيرة من شهر رمضان علي الرغم من إعلانهم تشغيل العروض طوال عيد الفطر المبارك”.
رواية شهود العيانواضاف “حسن ”: “محمد البسطويسي العامل المصاب ربنا نجاه من الموت المحقق وللاسف كان خاطب من شهرين وهو بيشتغل داخل السيرك وغير مؤمن عليه وله حقوق لازم كلنا ندعمه فيها ”.
في ذات السياق قال الحاج محمود عليوه أحد شهود العيان: “فوجئنا في الساعة 10 مساء الثلاثاء بفرار الجمهور عقب انقضاض الاسود علي العامل المصاب وربنا يشفيه ويعافيه يارب العالمين”.
في المقابل أعطي المستشار أحمد صفوت المحامي العام الأول لنيابات غرب طنطا الكلية بمحافظة الغربية اليوم توجيهاته العاجلة إلي رئيس نيابة أول طنطا بفتح باب التحقيق العاجل في واقعة اعتداء حيوانات مفترسة علي أحد العمال أثناء عروض ترفيهية السيرك بأرض البوريفاج بمدينة طنطا حفاظا على ارواح وحياة المواطنين .
كما وجهت النيابة العامة بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث وتفريغ كاميرات مراقبه وسماع أقوال العامل المصاب وزملائه وشهود عيان من الجمهور المترددين علي السيرك.
كما أمرت جهات التحقيق بالنيابة العامة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة.
جهات التحقيق تفحص الواقعةفي ذات السياق أفادت مصادر طبية بطوارىء مستشفي طنطا الجامعي بمحافظة الغربية، أن المدعو "محمد البسطويسي " يعاني من تهتك في أطراف أصابع كف يده وغير مهدد ببتر ذراعه بالكامل.
وأشارت المصادر الطبية إلى أن الحالة استقبلت في نزيف دموي غير عادي بسبب قطع شرايين واورده وتعامل الفريق الطبي معه علي اكمل وجه" .
وتابعت المصادر الطبية أن العامل المصاب يخضع للملاحظه الكاملة والطبية مشيرا بقوله "وقفنا النزيف وتضميد جرح كف اليد وسيمثل للخروج عقب شفاءه خلال 48 ساعة ".
في المقابل أكدت أنوسه الحلو وشهرتها "انوسه كوته" مدربة الاسود في تصريحات صحفية عقب حادث طنطا :"الحمد لله الأمور مستقرة صحيا لحاله محمد العامل ويجري علاجه بطوارىء مستشفي طنطا الجامعي وربنا يشفيه ويعافيه " .
وتابعت "الحلو" بقولها "انا المسئولة عن تدريب الاسود أثناء العروض الرسمية وكنت لوحدي داخل القفص المخصص للعرض السيرك بأرض معارض البوريفاج بطنطا " .
واختتمت أنوس الحلو بقولها :" العامل الذي اصيب كان واقفا خلف قفص النمور والاسود ولم يخرجوا خارج القفص والحمد لله الأمور كانت محكمة والجمهور بخير ولاصحة لوجود إصابات بين صفوف الجمهور وبطمن كل متابعي السيرك وزواره العروض مستمرة ".
جهود أمنيةوتعود أحداث الواقعة حينما تلقت الاجهزه الامنيه بمديرية أمن الغربية إخطارا من مأمور قسم شرطة أول طنطا بورود بلاغ من شرطة النجدة يفيد باستغاثة عدد من جمهور سيرك الحلو المقام علي أرض منطقة البوريفاج من هياج أحد الاسود أثناء العرض والتهامه يد أحد عمال السيرك بنطاق دائرة القسم.
كما انتقلت القيادات الأمنية وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلي مكان الحادث وتم الدفع بسيارة إسعاف لنقل العامل المصاب إلي طوارىء مستشفي طنطا الجامعي لاسعافه .
وأفاد عدد من الجمهور من شهود العيان بأنه أثناء قيام المدربة أنوس الحلو بتدريب وترويض أحد الاسود هاج حال العرض وتمكن من التهام يد أحد العمال خارج قفص العرض المخصص ونقل للعلاج بسيارة إسعاف.
وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري ظروف وملابسات الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.
https://youtube.com/shorts/9JurtEF-uTA?si=BwDmso0uMt8_X3Ba
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المصاب اسره المزيد العامل المصاب طنطا الجامعی شهود العیان فی طنطا
إقرأ أيضاً:
(نسيان ما لم يحدث)..!
روعة الحكي، وجمال السرد، ودقّة الملاحظة، لا تجدها مكتملة إلا في كتابات ومجالسة أستاذ الأجيال، الراحل المقيم، عيسى الحلو.
ذكريات الصالونات الأدبية، والمنتديات الثقافية، والحوارات الماتعة مع الكبار: الطيب صالح، عبد الله الطيب، الشوش، والفيتوري… تزداد نكهة وعمقًا حين تمر عبر ذاكرة “ود الحلو”.
في عام ٢٠٢١، قصدناه في منزله بحي الجامعة بأم درمان، بعد إفطار رمضاني بدار جاره النبيل، الصحفي البارز إسماعيل آدم، صديق الجميع وأخو الإخوان.
كُنا مجموعة صحفية تمثل مزيجًا من أجيال الثمانينات والألفية الثالثة، نستظل بفيء تجربة تمتد من ستينيات الوعي حتى اللحظة الراهنة.
⸻
بري المحس.. وحرائق السياسة
الذاكرة لا تزال تفوح بعطرها الفوّاح: إسماعيل آدم، جمال عبد القادر، إسماعيل محمد علي، وعيدروس.
تتدفق صور منزل “بُرِّي المحس”، حيث نهارات الخرطوم يسرقها لصوص النهار، فلا يتركون إلا “الشُرّابات” والحسرة…!
وفي خلفية المشهد، تنتفض البلاد، تتشكّل حكومة الصادق المهدي وتتفكك، تتوافق وتتناقض، بينما الأحداث تتسارع، والأخبار من كل صوب.
والمسك الطيب، الراحل هاشم كرار، كان آنذاك يشعل نار أسئلته تحت مقعد الصادق في آخر حوار قبل تحرّك مدرّعات الترابي، ورفع صيوان زفاف آل الكوباني!
حينها قال الصادق المهدي كمن يُسلّم أمره للقدر:
“إذا سقطت حكومتي، فلن أشيع باللعنات!”
⸻
مواتر سوداء.. وأخبار لا تموت
الرباعي الصحفي يطارد الأخبار على متن مواتر السوزوكي السوداء، ما بين مجلس الوزراء، الجمعية التأسيسية، دُور الأحزاب، ومنازل القيادات.
لم تكن الأخبار سلعة سريعة التلف كما الآن، بل كانت تعيش أيّامًا، وتُقطع بها المسافات إلى مكتبات المناقل، ود مدني، الأبيض، دنقلا، بورتسودان، والجنينة.
أما اليوم، فالأخبار تتبخّر مع هفيف الثواني، والصحفيون يركنون إلى الراحة، يتداولون الأخبار الخاصة بينهم بزهد عجيب في التميّز.
⸻
مائدة إسماعيل.. وزيارة الوداع
في منزل إسماعيل، كانت السهرة عذبة: نقاشات جادة في السياسة والمجتمع، ونُكت طريفة، وذكريات نديّة.
مائدة عامرة بمطايب دارفور ومنتجات البندر الخرطومي، تحت سماء فيها شجر وماء ونجوم تتلألأ.
وكان مسك الختام: زيارة أستاذنا الراحل عيسى الحلو، الذي غاب عن سنتر الخرطوم منذ إغلاق العزيزة“الرأي العام”.
⸻
كاتب القصة.. ومربي الذائقة
في شرخ الشباب، كنا نتابع كتاباته بشغف: في القصة القصيرة، الرواية، والنقد، عبر “الثقافة السودانية”، “الخرطوم”، والملاحق الأدبية.
من ريش الببغاء، إلى عجوزان فوق الشجرة، ووردة حمراء من أجل مريم، وحمى الفوضى والتماسك… كانت نصوصه نوافذ على عوالم ساحرة لا تُنسى.
وجدناه على سرير الحوش، يستعد للنوم، تحيط به رعاية الأميرة “نون”، هبة الله ومكرمته، المتفانية الحنونة.
وصديقنا البدوي يوسف، بذاكرته الحديدية، يلتقط كل جملة من عيسى كما تُلتقط الدرر.
أما محمد عبد القادر، فقد قاد الحديث ببراعة، يتنقّل بنا من حقل إلى بُستان، ومن ذاكرة إلى أخرى.
⸻
ختام بلقاء لا يُنسى
خرجنا من منزل الأستاذ عيسى الحلو، نحمل في صدورنا محبةً لا توصف، ووعدًا بلقاءات قادمة.
خرجنا نحمل روايته الأخيرة “نسيان ما لم يحدث”، بتوقيع أنيق، وحبر على الأصابع، وقُبلة على جبينه لا تغيب.
⸻
سلامٌ على ود الحلو…
رحم الله أستاذنا الأديب الكبير عيسى الحلو، الذي كتب بالحبر والروح، ومشى بين الناس بسكينة الحكماء ونُبل الكبار.
غاب الجسد، لكن الحضور يزداد رسوخًا كلما عدنا إلى كتبه، أو تذكرنا ابتسامته، أو أعدنا قراءة سطر من سطوره التي تُضيء العتمة وتزين المستقبل.
سلامٌ عليك في الخالدين، أيها الحكّاء البديع…
ولك منّا الدعاء، ومن الذكرى ما يُزهر كلما ذبل الكلام.