أعلنت الصين، اليوم الأربعاء، أنها أطلقت مناورات عسكرية جديدة واسعة النطاق في مضيق تايوان، وذلك غداة إجرائها تدريبات عسكرية تضمّنت محاكاة لفرض حصار على الجزيرة التي تطالب بها بكين، في استعراض للقوة ندّدت به واشنطن وبروكسل.

وتأتي هذه التدريبات الجديدة التي لم تعلن مسبقاً، بعيد أيام من قيام وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بجولة آسيوية، أكّد خلالها أنّ بلاده ستضمن "الردع" في مضيق تايوان.

وقال شي يي، المتحدث باسم قيادة القطاع الشرقي في الجيش الصيني، في بيان إنّ "هذه التدريبات الجديدة تهدف إلى اختبار قدرات القوات في مجال تنظيم المناطق والسيطرة عليها، وفرض عمليات حصار ومراقبة مشتركة، وشنّ ضربات دقيقة على أهداف رئيسية". وأضاف أنّ "هذه المناورات تجري في وسط المضيق وجنوبه، وهي منطقة عبور رئيسية للنقل البحري العالمي".

76 PLA aircraft, 15 PLAN vessels and 4 official ships operating around Taiwan were detected up until 6 a.m. (UTC+8) today. 37 sorties crossed the median line and entered Taiwan’s northern, central, southwestern, and eastern ADIZ. We have monitored the situation and responded. pic.twitter.com/SVKDXferVr

— 國防部 Ministry of National Defense, ROC(Taiwan) ???????? (@MoNDefense) April 2, 2025

والمناورات الجديدة التي أطلقت عليها بكين اسم "رعد في المضيق- 2025A"، شملت "إطلاق ذخيرة حيّة بعيدة المدى" و"ضربات دقيقة على أهداف تحاكي موانئ رئيسية ومنشآت للطاقة".

 وفي المقابل، أكّدت وزارة الدفاع التايوانية أنّ هذه التدريبات العسكرية بدأت، دون مزيد من التفاصيل.

ويشكّل مضيق تايوان، وهو ممر رئيسي للملاحة البحرية الدولية، نقطة توتر رئيسية بين القوى العظمى، خصوصاً الصين والولايات المتحدة. ومنذ عقود، تلتزم الولايات المتحدة إمداد تايوان الأسلحة، رغم اعتراضات الصين، لكنها تبقي على سياسة "الغموض الاستراتيجي" بشأن ردّها المتوقّع إذا تعرّضت الجزيرة لهجوم صيني.

ومن جهتها، حذّرت الولايات المتّحدة من أنّ الصين "تُعرّض للخطر" الأمن الإقليمي بإجرائها تدريبات عسكرية في مضيق تايوان. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنّ "النشاطات العسكرية العدوانية التي تقوم بها الصين وخطابها تجاه تايوان، لا يؤدّيان إلا إلى تفاقم التوترات وتعريض أمن المنطقة وازدهار العالم للخطر".

We strongly condemn the PRC's irrational provocations. We firmly oppose PLA's actions that undermine regional peace. Standing guard at the forefront of freedom and democracy, remain steadfast in defending our territorial sovereignty. #ROCArmedForces pic.twitter.com/UUC5YXimXY

— 國防部 Ministry of National Defense, ROC(Taiwan) ???????? (@MoNDefense) April 1, 2025

وفي السنوات الأخيرة، كثّفت بكين من عمليات نشر الطائرات القتالية والسفن الحربية حول تايوان، دعماً لمطالبها التي ترفضها تايبيه. وكان الجيش الصيني حشد أمس الثلاثاء، قوّاته البرّية والبحرية والجوّية في محيط تايوان لإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق، تحاكي حصار الجزيرة التي قالت بكين إنّ تحركها باتجاه الاستقلال، سيشعل "حرباً" وسيكون "مصيره الفشل".

وردّاً على تلك المناورات، أعلنت تايبيه تحريك طائراتها وسفنها وتشغيل أنظمتها المضادّة للصواريخ، مشيرة إلى أنّ الصين حشدت 21 سفينة حربية و71 طائرة لهذه التدريبات. وهذا أكبر عدد من السفن الحربية التي تنشر في يوم واحد منذ قرابة عام، وأكبر عدد من الطائرات منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أنّ هذه المناورات العسكرية "تؤدي إلى تفاقم التوترات"، مطالباً "الطرفين" بإظهار "ضبط النفس".

WATCH: The ground force of the theater command conducted long-range live-fire drills in waters of the East China Sea according to training plans of the "Strait Thunder-2025A" exercise on Wednesday. The drills involve precision strikes on simulated targets of key ports and energy… pic.twitter.com/9T4Tyc0zAu

— Global Times (@globaltimesnews) April 2, 2025 اختبارات مقاومة

وقال المحلل في مركز "أتلانتك كاونسل" الأمريكي للبحوث، وين-تي سونغ، إن هذه التدريبات تشكل "سلسلة من اختبارات المقاومة" لتقييم قوة دعم واشنطن لتايوان ولحلفاء آخرين في المنطقة.

ويرى خبراء أن الصين قد تكون أكثر ميلاً إلى محاصرة تايوان بدلاً من اجتياحها، الذي قد ينطوي على مخاطره كبيرة ويستدعي انتشاراً عسكرياً واسعاً.

China continued its military exercises around Taiwan for a second day, escalating regional tensions with live-fire drills in the East China Sea.

Named “Strait Thunder-2025A,” the operation simulates targeted strikes and blockades against Taiwan’s ports and critical… pic.twitter.com/0Boq0GVHCe

— Open Source Intel (@Osint613) April 2, 2025

وتزايدت الضغوط أيضاً على تايوان منذ انتخاب الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي عام 2024، الذي أكد أن تايوان "دولة مستقلة أصلاً"، ووصف الصين أخيراً بأنها "قوة أجنبية معادية". وأظهر شريط مصوّر نشره الجيش الصيني أمس الثلاثاء، الرئيس التايواني على شكل حشرة تحترق في نار متأجّجة.

ولم يسيطر الحزب الشيوعي الصيني يوماً على تايوان، لكنّه يطالب بالأرخبيل كجزء أصيل من الصين ولا يستبعد اللجوء إلى القوّة إن لزم الأمر. وتعود التوتّرات بين الصين وتايوان إلى العام 1949، عندما تحصن الحزب القومي الصيني في تايبيه بعد هزيمته أمام الجيش الشيوعي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تايوان الجيش الصيني الصين تايوان فی مضیق تایوان هذه التدریبات pic twitter com

إقرأ أيضاً:

خبراء الأمن الإلكتروني من تايوان يقدمون 3 ورش عمل للارتقاء بالخبرات الوطنية

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

أُقيمت أمس وضمن أعمال مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني، 3 ورش تدريبية مُصاحبة لتعزيز الجاهزية في مواجهة الأخطار السيبرانية والارتقاء بالخبرات الوطنية في هذا المجال الحيوي والبالغ الأهمية.

واستهل الورش الخبير الدولي محمد المحاسنة المدير الإقليمي لشركة (Immersive) بمحاضرة مفتوحة حول "تعزيز إستراتيجيات الدفاع في سلالسل الإمداد" بطرح معمق يسلط الضوء على أحدث الآليات الدفاعية الكفيلة بتحصين سلاسل الإمداد والتوريد ضد التهديدات الإلكترونية.

ثم قدم البروفيسور "يومين هو" مدير مركز الأبحاث والاستحواذ في المعهد الوطني للأمن السيبراني (تايوان) ورشة تدريبية حول "الاتجاهات الحديثة في تهديدات الأمن السيبراني بالقطاع اللوجستي"، وتضمنت نظرة عامة على التهديدات السيبرانية الحالية ودور الابتكار والتطوير في تعزيز أمن المعلومات في المؤسسات اللوجستية، والإستراتيجيات الفعّالة لتطبيق أنظمة إدارة أمن المعلومات (ISMS) في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكيفية استخدام تحليلات البيانات الضخمة للكشف عن التهديدات الأمنية والسلوكيات غير الطبيعية، وأفضل الممارسات والمعايير الوطنية والدولية في الأمن السيبراني.

فيما قدم البروفيسور "كوبر تشينغ يوان كو" الأستاذ في معهد إدارة المعلومات بجامعة يانغ مينغ شياو تونع (تايوان)، الورشة التدريبية المعنونة "نظام كشف التسلل المعتمد على الذكاء الاصطناعي وأمن سلاسل الإمداد والتوريد"؛ حيث تعرَّف من خلالها المشاركون على دور أنظمة كشف التسلل (IDS) في تعزيز أمن الشبكات الخارجية (Extranet) في سلاسل التوريد، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والكشف المبكر عن التهديدات السيبرانية، وتطبيقات تقنيات البلوك تشين في تحسين أمان البيانات والاتصالات، ودراسة حالات عملية لاستخدام الأنظمة الذكية في تعزيز الأمان السيبراني، وعرض أحدث الأبحاث والممارسات المبتكرة في مجال أمن المعلومات والشبكات.

واختُتِمت الورش التدريبية بورشة قدمها البروفيسور "شيا مو يو" الأستاذ المشارك بمعهد الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب بجامعة يانغ مينغ شياو تونع الوطنية (تايوان)، بورشة بعنوان "من التزييف العميق إلى الذكاء الاصطناعي الموثوق: التحديات والحلول"؛ حيث سلط الضوء على مفهوم التزييف العميق وكيفية الكشف عنه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية أمان الذكاء الاصطناعي في حماية البيانات والشبكات، وإستراتيجيات حماية الخصوصية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحديات الأمنية في الشبكات الحديثة ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان، والحلول المبتكرة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي موثوقة وشفافة.

هذا وتنطلق صباح اليوم الخميس بفندق موفنبيك مسقط أعمال الدورة الخامسة من مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني 2025 تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.

وتحمل دورة هذا العام عنوان "تمكين الأمن الإلكتروني في قطاع اللوجستي"، وذلك بتنظيم من جريدة "الرؤية" بتنسيق مباشر مع مركز الدفاع الإلكتروني وأكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم.

وتأتي أعمال المؤتمر هذا العام في توقيتٍ دقيق يعدُّ فيه قطاع الخدمات اللوجستية أحد أعمدة التنويع الاقتصادي وتعزيز مؤشرات التنمية؛ إذ إنه وباعتباره القطاعَ المعنيَّ بإدارة وتنظيم عمليات نقل وتوزيع السلع والخدمات من نقطة الإنتاج إلى المستهلك النهائي؛ فإنَّ مجموعة الأنشطة التي يشملها هذا القطاع؛ سواءً على مستوى: الشحن، والتوزيع، والتسليم، والتخزين، والنقل، والإدارة، إضافة لإدارة سلاسل التوريد بشكل عام، قد أكسبتْه القدرة على التحفيز والابتكار، إضافة لتبنِّي التكنولوجيا الحديثة في تعزيز السرعة والكفاءة في عمليات التشغيل المختلفة؛ والتي جعلته بالمقابل في مرمى الهجمات الإلكترونية والاختراقات؛ مما يستدعي تعزيز أنظمة الأمان لحماية البيانات وعمليات التشغيل في القطاع من مختلف المخاطر والتهديدات المرتبطة بالأمن الإلكتروني، ومن ثم القدرة على الاستجابة واستعادة السيطرة حال حدوث أي هجوم.

مقالات مشابهة

  • خبراء الأمن الإلكتروني من تايوان يقدمون 3 ورش عمل للارتقاء بالخبرات الوطنية
  • كيهان تدعو إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وإغلاق مضيق هرمز
  • بمشاركة ليبيا.. تونس تحتضن مناورات «الأسد الإفريقي» الضخمة
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • القوات البرية الكورية الجنوبية تجري تدريبات بالذخيرة الحية لأول مرة منذ 7 سنوات
  • لماذا تكتنز الصين هذا الكم الهائل من الذهب... تايوان في خطر!
  • بعد قتل كلب هاسكي.. داعية: حكم قتل النفس ينطبق على كل الكائنات الحية وليس الإنسان فقط
  • الفيليبين والولايات المتحدة تبدآن مناورات عسكرية لمدة ثلاثة اسابيع
  • الصين تستخدم إستراتيجية مزدوجة للسيطرة على تايوان
  • تركيا تجري محادثات للتنقيب عن النفط والغاز في العراق