في إشكالية حقيقية ممكن تختصرها في كلمة العنصرية بين سكان الإقليم الشمالي و الإقليم الغربي
هذه الإشكالية هي ليست وليدة اللحظة بل لها أسباب وجذور تاريخية متعلقة بالطرفين
وما زالت ظواهرها و آثارها إلى الآن موجودة
والناس بين نقيضين في أمر هذين الإقليمين
بين داعٍ إلى الانفصال من كلا الطرفين

وبين داعٍ إلى معالجات عاطفية فقط من غير النظر في حقيقة المشكلة و أسبابها
يظن دعاة الانفصال من كلا الطرفين أن بمجرد الانفصال ستنحل مشاكل الإقليمين وينعم أهلهما بالرخاء

ونسي كلا الطرفين القواسم المشتركة من ناحية جغرافية ومن ناحية نسب و من ناحية تجارة ومن ناحية تاريخية بين الإقليمين
ونسي كلا الطرفين أن الانفصال في حال التنازع الحاصل الآن لن يزيد دارفور إلا بؤسا و صراعا و لن يزيد شمال ووسط السودان إلا تهديدا وتخويفا وعدم استقرار

و دعاة الانفصال في الوقت الحالي من حيث أرادوا أم لا هم يخدمون العدو (ميليشيا آل دقلو) في استلام إقليم دارفور بكل سهولة،وحينها لن ينعم أهل دارفور لا عرب لا غير عرب بأمن،ولن ينعم أهل الوسط و الشمال بالأمن و الاستقرار،للاشتراك الجغرافي القريب جدا بين الإقليمين،إذا كان مجرد نزاع بين طرفين لا صلة لك بهما في أي دولة مجاورة يؤثر مباشرة على أمنك،فكيف إذا كان هناك عدو متربص بك على بعد سويعات من مركزك وعاصمتك؟
و إن كان دعاة الانفصال متشبثين برأيهم هذا،نقول لهم انتظروا حتى ننتهي من هذا العدو الغاشم على وجوهنا ثم يكن هناك انفصال في حال تراضي بين كل الأطراف وحينها قد يكون الضرر أهون من الآن نوعا ما.

أما الإصرار على هذا الأمر الآن ودعوة إليه ما هو إلا خدمة لأجندة العدو خاصة بعد فشله في وسط وشمال السودان،وما هو إلا استمرار لمسلسل انفصالات بين بقية الأقاليم لن يتوقف.
هذا ما يخص الطرف الأول دعاة الانفصال،أما الطرف الآخر دعاة المعالجات العاطفية دون النظر في حقيقة المشكلة وجذورها التاريخية

هؤلاء نقول لهم جزاكم الله خيرا على حسن نيتكم لكن لابد من اتخاذ السبل الحقيقية للإصلاح
نجلس ونتأمل في الأسباب التي أدت لهذا الاحتقان المتمثل باختصار في عبارتين (غرابة_ جلابة)

و النتيجة الحتمية التي سنصل إليه أن هذه فوارق وهمية وضعها من وضعها لئلا ينعم أهل السودان بخير أبدا،و أن الجلابة و الغرابة كلاهما لم ينعما بحياة رخية و لا بحياة كريمة،ومن ينظر في حال ولايات نهر النيل و الشمالية و البحر الأحمر و ولايات درافور وكردفان سيدرك تماما أن الكل مهمش والكل ليست لديه مميزات تميزه عن غيره
اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا…
مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دعاة الانفصال من ناحیة

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: بناء الإنسان تحصين لجيلٍ قادم

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل تخرج دورة تأهيل أئمة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية:  أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.  

أمانة الكلمة ونشر الوعي.. الرئيس السيسي يشهد حفل تخرج أئمة وزارة الأوقافالرئيس السيسي: تجديد الخطاب الديني لا ينحصر في تصحيح المفاهيم المغلوطةالرئيس السيسي: تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مدركين للتحدياتالرئيس السيسي: تجديد الخطاب الديني لن يتم إلا على يد دعاة مستنيرين

وأكد الرئيس السيسي أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع، بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ. وضرب مثالًا على ذلك باستخدام مقار المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب.

 كما شدد على ضرورة حسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت. واختتم الرئيس حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، مما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكداً سيادته على ان الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والاعلام وكل المجالات ذات الصلة.

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني: سقوط طائرة مسيرة عراقية في ناحية يثرب
  • لجنة الثقافة والفنون بالقومي للمرأة تشارك في فعاليات دوائر حكي لبرنامج نقول سوا
  • "القومي للمرأة" يشارك فى فعاليات دوائر حكي لبرنامج "نقول سوا"
  • السيسي: تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين
  • حضرموت بين مطرقة الانفصال وسندان الحكم الذاتي
  • الرئيس السيسي: بناء الإنسان تحصين لجيلٍ قادم
  • قائد شرطة إدلب يفتتح 3 مراكز مرورية في سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون ومركز ناحية في بلدة حيش بريف المحافظة
  • «حاولنا نرجع تاني ومقدرناش».. قصة انفصال فرح شعبان تتصدر الترند
  • تعرف إلى مصير الحسابات المصرفية المشتركة بعد الوفاة أو الانفصال؟
  • حاتم خيمي: “بالنسبة لي محرز أعظم لاعب في التاريخ من ناحية “التكنيك””