رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب أكد أن أعراض المتحور الجديد “EG 5.2” تشبه أعراض الإنفلونزا العادية، محذراً الناس من إهمال ارتداء الكمامة
بعدما ظن العالم بأسره أن كابوس “كوفيد-19” قد رحل وتحول لمجرد ذكرى غير مرغوبة، عاد ليباغت الناس من جديد كما فاجأ الجميع في 2019 حين ضرب أقطار الأرض بلا هوادة متسبباً في وفيات بالجملة.


ويبدو أن هذه الفترة التي غاب عنا فيها “كوفيد-19” منذ أواخر 2022 لم تكن إلا مجرد هدنة ليستعيد نشاطه ويضرب من جديد بسلالة متحورة، عُرفت باسم “EG.5”.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، منذ يومين رصد حالتي إصابة بالمتحور الجديد “EG 5.2″، وفق نتائج التحاليل من مراكز ترصد حالات الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والأمراض التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي، ويعود سبب الإصابة إلى القادمين من أوروبا، بحسب حديث مسؤولين لـ”بوابة الأهرام” حيث موطن ظهور هذا المتحور الجديد.
ودخل المصريون في حالة من القلق والذعر، تشبه مشاعر الخوف والهروب من الجائحة التي تصدرت شاشات العالم بظهورها في كل المجتمعات دون استثناء- – في أواخر عام 2019 ، متسائلين في توتر وترقُّب : هل سيعود مسلسل رعب الوباء من جديد، هل ستدور دائرة المخاطر وإجراءات الغلق والبحث عن مستلزمات الوقاية من الفيروس؟
صفات المتحور الجديد
وللرد على هذه التساؤلات قال الدكتور أشرف حاتم، عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، إن المتحور الجديد “EG 5.2″، هو نفس سلالة أوميكرون الموجودة حاليًا، لكنه أسرع انتشارًا منها، لافتا إلى أن دورة حضانة الفيروس تبدأ كأي مرض تنفسي يصيب الجهاز التنفسي العلوي مباشرة؛ حيث الحلق، وينتقل بعد ذلك إلى الدم، ثم يعود مرة أخرى للأغشية المخاطية، بداية من الأنف، وصولًا للشعب الهوائية، وهذا يستغرق مدة من 4 : 5 أيام ثم تبدأ الأعراض في الظهور.
ما هي الأعراض؟
وبحسب عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، ورئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، فإن أعراض المتحور الجديد “EG 5.2” تشبه أعراض الإنفلونزا العادية، وهي عبارة عن رشح شديد مع مخاط، وحرارة ترتفع لمدة 24 ساعة فقط ولا تزيد في ارتفاعها على 38.5 درجة، إضافة إلى تكسير في الجسم، مع وجع في الحلق.
وبرغم سرعة انتشار المتحور الجديد “EG 5.2” إلا أنه غير مقلق ولا يحمل خطورة لنسبة 80% من المواطنين، وهم الذين لا يعانون أمراضًا مزمنة، أو انخفاضًا في كفاءة جهاز المناعة، أو تخطّوا الستين من العمر.
بروتوكول علاج الشباب
وبالنسبة لفئة الشباب يقول الدكتور حاتم أشرف أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني، لا داعي للقلق عليها من المتحور الجديد “EG 5.2” لأن علاجها لا يستغرق أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام ويكون بسيط للغاية؛ حيث يمكنهم تناول مضادات للالتهابات، مع خافض للحرارة مثل “باراسيتامول”، إن كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة، مؤكداً أن هذه الفئة لا تحتاج لدخول المستشفى، بسبب سرعة التعافي خلال ثلاثة أيام، مشددًا على الالتزام ببروتوكول العلاج الذي يقتصر فقط على مضادات الالتهابات وخافض الحرارة وليس مضادات حيوية قائلًا: “ممنوع منعا باتًا تناول مضاد حيوي بدون وصف الطبيب نظرًا لخطورته الشديدة “، متابعًا حديثه قائلًا: “المضاد الحيوي خاص بالبكتيريا ونحن هنا أمام فيروس وليس بكتيريا”.
فئة فريسة للمتحور الجديد
وعن أكثر المواطنين عرضه للمخاطر يقول الدكتور أشرف حاتم، إنهم نسبة 10%؛ حيث كبار السن الذين تخطوا سن الـ 60، وأيضًا المواطنين الذين يعانون أمراضًا مزمنة مثل الضغط والسكر والقلب والكلى والكبد، وكذلك الذين يعانون حساسية في الصدر، بالإضافة إلى من يتناولون مثبطات للمناعة، أو كورتيزون، أو كيماوي.
وبالنسبة لهذه الفئة، التي وصفها الطبيب بالفئة الأكثر عرضه لمخاطر الفيروس، يقول إنها يتوجب عليها زيارة الطبيب منذ اليوم الأول لظهور أعراض الفيروس، حتى لا يتطور الأمر معهم بسبب الأمراض والأدوية التي يتناولونها، ويدخلون لا قدر الله في مضاعفات خطيرة
نسبة الحالات الحرجة
وفي كل الأحوال يقول الطبيب لا داعي للقلق بشأن هذا المتحور، فبرغم سرعة انتشاره إلا أنه حتى الآن وبالنسبة لحالات الإصابة الموجودة في أوروبا، لا توجد حالات استدعت دخول المستشفى بشكل حرج يستلزم دخول العناية المركزة، قائلًا: “من يدخل المستشفى يدخله لعدم تواجد من يعتني به في المنزل وليس لوجود مخاطر صحية، ونأمل أن يظل الموقف على ذلك”
وأشار إلى أنه في مصر لم ترصد حالات حرجة استدعت الدخول لغرفة العناية المركزة، هذا بالنسبة للحالتين المعلن عن اكتشافهما من قِبَل وزارة الصحة، وأتوقع عدم الحاجة لدخول المصابين بالمتحور الجديد إلى العناية المركزة بسبب سرعة التعافي من هذه العدوى”.
وهو ما أكدته أرقام منظمة الصحة العالمية؛ حيث أشارت في تحديثها الوبائي الأسبوعي، إلى أنه في “خلال فترة الـ28 يوما – التي أبلغت فيها أكثر من نصف دول وأقاليم العالم، البالغ عددها 234، عن إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد – أبلغ 52% (122 من 234 دولة وإقليما) عن حالة واحدة على الأقل، وهي نسبة آخذة في الانخفاض منذ منتصف عام 2022”
وأضافت منظمة الصحة العالمية أنه خلال فترة 28 يوما المبلغ عنها، تم الإبلاغ عن أكثر من 868 ألف حالة إصابة جديدة بـ(كوفيد-19)، وأكثر من 3700 حالة وفاة على مستوى العالم.
تطعيم متحور كورونا “EG 5.2”
وحول التطعيمات، أكد عضو لجنة مكافحة الفيروسات، برغم عدم خطورة المتحور الجديد “EG 5.2″، إلا أنه سيكون له تطعيم، وعن العمل على إعداد جرعة تنشيطية لجهاز المناعة، خاصة بهذا المتحور الجديد، وسيتم وصولها مصر مع نهاية سبتمبر المقبل أو بداية أكتوبر، مع تطعيم الإنفلونزا الموسمية.
وأوضح أن تطعيم المتحور الجديد من كورونا المُرتقب وصوله مصر خلال شهر على الأكثر، سيُعمل به لمدة عام كامل، ولا يتعارض تناوله مع تناول تطعيم الإنفلونزا الموسمية، قائلًا: “يمكن للمواطنين تناول الجرعة التنشيطية الخاصة بمتحور كورونا الجديد وتناول أيضا تطعيم الإنفلونزا الموسمية”.
ارتداء الكمامة للوقاية
وطبقا للمعلومات المتاحة، وحيث إن اللقاحات ثبتت فعاليتها في الحماية من السلالة أوميكرون، فمن المتوقع أن تقدم اللقاحات درجة عالية من الحماية من المتغير الفرعي الجديد EG 5.2.
وبحسب عضو لجنة مكافحة الفيروسات، ستكون هناك أولوية في توزيع التطعيمات، حيث تأتي فئة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بأي مرحلة عمرية في المرتبة الأولى، ثم بعد ذلك المواطنين الأصحاء.
الإجراءات الاحترازية
وينصح عضو لجنة مكافحة الفيروسات، بتوخي الحذر الشديد من التواجد في أماكن التجمعات، حيث ينتشر متحور كورونا الجديد “EG 5.2” عبر التنفس، قائلًا: “إذا لم تستطع تجنب التواجد في أماكن التجمعات فعليك العودة لارتداء الكمامة حتى لو كنت ذاهبًا إلى المسجد للصلاة لأن الفيروس ينتقل عن طريق الهواء فلا تتواجد مع مصاب بأعراض الفيروس – والتي تشبه أعراض الإنفلونزا الموسمية – في مكان مغلق”.
وأضافت وزارة الصحة والسكان، في توعيتها للمواطنين، توصيات طبية ضرورية – إلى جانب الحرص على تناول التطعيم – فنصحت المواطنين بالتطهير المستمر للأيدي والأسطح، واستخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية، ونصحت المصابين بأعراض تنفسية بضرورة تجنّب الاختلاط بغير المصابين، والتغذية الجيدة”.

الحدث

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الإنفلونزا الموسمیة المتحور الجدید أکثر من قائل ا

إقرأ أيضاً:

دراسة صادمة: كورونا تؤدي إلى شيخوخة الدماغ 20 سنة

حتى تاريخ الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا ما يقرب 39 مليون إشخصا سان في ألمانيا، حسب السجلات الرسمية. ومن المرجح أن يكون عدد الحالات غير المبلغ عنها أعلى من ذلك. وكانت بعض الحالات شديدة؛ إذ أنه حتى نهاية عام 2023، أدخل نحو 2.8 مليون مصاب إلى المستشفى، منهم حوالي نصف مليون تطلب وضعهم في العناية المركزة.

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى مليوني شخص مصاب يعانون من مرض كوفيد طويل الأمد.

تشمل الأعراض الإرهاق والتعب وآلام العضلات وضيق التنفس والاكتئاب والقلق. ولكنه الأمر لا يتوقف عند ذلك؛ إذ تظهر سجلت مشاكل الذاكرة والإدراك، وتغيرات في التذوق والشم، وضعف البصر والسمع، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف الجهاز الهضمي.

قام باحثون بريطانيون بفحص آثار ما بعد كورونا على الدماغ في أكبر دراسة حتى الآن. وكانت النتيجة: مرض كوفيد-19 الشديد يؤدي إلى شيخوخة الدماغ بمقدار 20 سنة، حسب موقع t-online الألماني.

وأظهرت الدراسة أنه بعد سنة ونصف على دخول المستشفى كان لدى المصابين أداء إدراكي أقل من الأصحاء. كما وجد الباحثون أن حجم الدماغ انخفض في المناطق الرئيسية، ووجد الباحثون في دم المصابين مستويات عالية من البروتينات الناتجة عن إصابة الدماغ.

"ضباب دماغي"

وأفادت مؤلفة الدراسة د. غريتا وود في المجلة العلمية العلوم "SciTech Daily": "كان لدى الكثيرين ممن دخلوا المستشفى بعد الإصابة بالفيروس أعراض معرفية مستمرة، يشار إليها غالبًا باسم ضباب دماغي".

وبينت الدراسة أن الدماغ من حيث القدرة المعرفية بما يعادل 20 عاماً، ولكنها استدركت أنه لا ينبغي تعميم النتائج على جميع المصابين. وأكد الباحثون أن كوفيد-19 ليس مجرد مرض رئوي.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: نسعى لبدء المرحلة الثانية من تطعيم شلل الأطفال في غزة
  • المصريون يتساءلون: «ناكل إيه؟»
  • «صدمة وفقدان دم».. «الصحة العالمية» تكشف ما يحدث لمرضى فيروس ماربورغ
  • أوجه التشابه بين أعراض فيروس ماربورغ وكورونا.. وباء جديد يهدد العالم
  • وكيل إمارة منطقة الشرقية يدشّن حملة تطعيم الموظفين ضد الإنفلونزا الموسمية
  • بتوجيه أمير الشرقية.. تدشين حملة تطعيم الموظفين ضد الإنفلونزا الموسمية
  • أماكن وأسعار لقاح الإنفلونزا.. تعرف على الوقت الأفضل للتطعيم
  • الزهم.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج للتخلص من مشاكل الشعر
  • دراسة صادمة: كورونا تؤدي إلى شيخوخة الدماغ 20 سنة
  • عقار روسي يتحدى طفرات الفيروس: فعالية مستمرة ضد متغير XEC