هل فقدت الحكومة الإسرائيلية السيطرة في الوسط العربي؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن سبب فشل إسرائيل، بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدها الوسط العربي والتي أشارت إلى فقدان للسيطرة الإسرائيلية، حيث قُتل سياسيان عربيان محليان في يومين، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت "جيروزاليم بوست" إن مقتل شخصيتين سياسيتين محليتين مؤشر على أن إسرائيل لم تعد تسيطر على العديد من مجتمعاتها العربية، وأن هذه الحكومة ليست مقصّرة في فهم المشكلة فحسب، بل هناك قضية أساسية تتعلق بالحكم والسيادة.
Each major crime family in the Arab Israeli sector operating 200 to 300 'soldiers.' Figures that help map out the scope of the violence epidemic - totally out of control. https://t.co/RNVedtdLHE
— Yaakov Lappin (@YaakovLappin) June 12, 2023 إسرائيل دولة فاشلةوأشارت الصحيفة تحت عنوان "هل فقدان إسرائيل سيطرتها على الوسط العربي يعني أنها دولة فاشلة؟"، إلى أنه مع وابل الرصاص الذي أودى بحياة غازي صعب المرشح لرئاسة المجلس المحلي في أبو سنان، يوم الثلاثاء الماضي، ومدير عام بلدية الطيرة عبد الرحمن قشوع، يوم الإثنين، عانت الحكومة أيضاً من "ثغرات"، وتابعت: "بينما تعتبر إسرائيل دولة ديمقراطية مزدهرة، وتتمتع بقوة اقتصادية وعسكرية، فهي أمام ما يحصل في المجتمعات العربية، قد أصبحت دولة فاشلة".
وأوضحت أن فشل الدولة فيما يتعلق بإنفاذ القانون يعني فقدانها لاحتكار العنف، والقدرة على فرض سيادة القانون وحكم سكانها بفعالية، وأشارت إلى أن احتكار العنف يعني أن الدولة هي السلطة الوحيدة التي لديها الاستخدام المشروع للقوة كملجأ أخير لفرض القانون والنظام، مستطردة: "إذا كان الجميع قادرين على استخدام القوة لفرض مصالحهم، فإن النتيجة هي الفوضى".
الفوضى في المجتمعات العربيةوفقاً للصحيفة، تتجلى الفوضى في المجتمعات العربية، إذ أصبح استخدام القوة رخيصاً وفي متناول الجميع، وقد انتشرت الأسلحة غير القانونية، التي سُرق الكثير منها من الجيش الإسرائيلي أو الشرطة، وهي متاحة للشراء من دون أي إشراف حكومي، لافتة إلى أن العنف ينتشر على نطاق واسع كآلية لحل النزاعات.
منظمات إجرامية بديلة للشرطة
وقال خبراء، بمن فيهم الدكتور محمد خلايلة، لـ"جيروزاليم بوست"، إن السكان المحليين يبحثون عن منظمات إجرامية، وليس الحكومة، كمحكّمين في النزاعات الداخلية، وتقوم العصابات بقتل أعضاء العصابات المعارضة، من خلال انتهاك متهور للقانون الإسرائيلي المفترض.
ويتجلى غياب السيطرة على استخدام العنف في ارتفاع معدل الوفيات بالوسط العربي هذا العام، حيث قُتل أكثر من 150 شخصاً في الأشهر الثمانية الماضية، أي 46 حالة وفاة أكثر بالمقارنة مع عام 2022 بأكمله.
تحدي للمشروع الصهيونيوقالت الصحيفة: "لا شك أن المأساة التي يعانيها المجتمع العربي هي أولاً وقبل كل شيء جريمة من قبل العصابات الإجرامية، لكن فقدان السيطرة يشكل أيضاً تحدياً للمشروع الصهيوني الذي سعى إلى إنشاء دولة يهودية وديمقراطية فاعلة".
وتابعت: "إذا كانت إسرائيل راغبة في المطالبة بسد الثغرات في جميع أنحاء البلاد، فعلى الحكومة أن تفعل أكثر من مجرد تقديم كلمات المواساة والمطالبات السياسية، وأن تستعيد سيادتها وتسد الثغرات في حكمها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إسرائيل الشرطة الإسرائيلية الحكومة الإسرائيلية
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: مفاوضات إنهاء الحرب خارج قاموس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة
قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والباحث السياسي، إنّ مفاوضات إنهاء الحرب خارج قاموس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، مشيرًا إلى أنّ الحديث عن الأمل بالتوصل إلى صفقة وقرب وقف إطلاق النار قديم جديد بات ممجوجا إلى حد كبير.
وأضاف عبد الفتاح، في تصريحات مع الإعلامي رعد عبد المجيد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّه على مدار 400 يوم، يتم تمرير هذه الادعاءات والمزاعم، وأن المنطقة قاب قوسين أو أدنى من وقف إطلاق النار وأن المبعوثين الأمريكيين سيُحدثون تقدما، ومع ذلك لا يحدث أي شيء من هذا القبيل.
وتابع: «يجب ألا نقف بجدية أو نأخذ بمحمل الجدهذه التصريحات، لأنها ليست بالأمر المستحدث، أما بالنسبة إلى استمرار العدوان والقتل وجرائم الحرب التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا الواقع، فقد دأب الاحتلال على الإمعان في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين في مسعى لاستعادة الردع المفقود الذي فقده جيش الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023 علاوة على ممارسة سياسة الأرض المحروقة لرفع كلفة الدعم الشعبي للمقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان، ورغبة نتنياهو في فرض أمر واقع جديد من خلال القوة في غزة وجنوب لبنان تتقبله الإدارة الأمريكية الجديدة وتقره بمجرد تسلمها مهام منصبها في 20 يناير المقبل».