رئيسة مجلس أعمال"بريكس" لـ أ ش أ:انضمام مصر فرصة لتحقيق حلم طريق القاهرة-كيب تاون
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
أكدت رئيسة النسخة المقامة حاليا بجنوب إِفريقيا من مجلس أعمال تجمع 'البريكس"، الذي يعقد ضمن أعمال القمة الخامسة عشرة في جوهانسبرج، بوسي مابوزا، أن انضمام مصر يضيف قوة إلى التجمع، ويجعل هناك فرصة حقيقية أكثر من أي وقت مضى لتحويل حلم طريق القاهرة - كيب تاون وأيضا خط السكك الحديدية العابر بين شمال وجنوب القارة، إلى حقيقة في مساحة معقولة من الوقت.
وقالت مابوزا في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الخميس/ إن مصر من كبرى اقتصادات القارة الإفريقية ما يجعل انضمامها إلى البريكس أمرا طبيعيا ومنطقيا للغاية، ولدينا الآن دولتان إفريقيتان شركاء ضمن تجمع "البريكس"، وعبرت عن سعادتها البالغة بالقرار الصادر اليوم عن القمة بدعوة كل من مصر وإثيوبيا ضمن ست دول إلى الانضمام لتجمع البريكس بداية من العام المقبل.
وأضافت المسؤولة الجنوب إفريقية، أنها كانت تأمل في انضمام ولو دولة واحدة إِفريقية إلى تجمع "بريكس" وأن تقبل كعضو، وكانت تراقب بالفعل المؤشرات التي ترجح قبول انضمام مصر، والتي بدأت بعضويتها في بنك التنمية الجديد في فبراير من العام الجاري.
وعن توقعاتها لما يمكن أن تضيفه مصر لدول تجمع البريكس قالت: "فيما نجري محادثات حول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتي لا يجب أن تعرقلها وتقطعها الاقتصاديات العملاقة، يمكن لمصر أن تلعب دورا بالغ الأهمية في هذا الشأن لموقعها الجغرافي المميز، وإذا عملنا معا على تنمية البنية التحتية لتعزيز منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، فاعتقد أننا الآن نمتلك الفرصة".
وعن تقييمها لتجربة جنوب إفريقيا باعتبارها أول دولة إِفريقية تنضم إلى تجمع البريكس؛ أشارت إلى أن قبول طلب جنوب إفريقيا بالانضمام لبريكس في عام 2010، ومن ثم انضمت رسميا في 2011 لتحصد مكاسب هامة على الصعيد الاقتصادي من حيث التجارة مع شركاء البريكس والتي نمت بمعدل 7% سنويا منذ ذلك الحين."
لكنها أوضحت أن جنوب إفريقيا والقارة بأكملها ما زالت تتطلع قدما لأن تصبح منتجة للسلع، حيث ظلت جنوب إفريقيا منجما للمواد الخام لشركائها من دول البريكس، أكثر من كونها منتجة لسلع ذات قيمة مضافة.
وذكرت مابوزا أنه "خلال نسخة هذا العام، وخلال انخراط مجلس أعمال دول البريكس في اجتماعاته، أكدت جنوب إفريقيا أنها لا تريد مجددا أن تستمر القارة الإفريقية بإنتاج المواد الخام فقط، بل أن تستثمر هذه الدول بها وتوفر فرصا للعمل لإنتاج جميع السلع التي تقوم على معادننا، وبكل تأكيد لدينا الإمكانيات الصناعية التي تتيح لهذه القارة التي يعد سكانها هم الأصغر والأكثر شبابا في العالم".
وكان رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا أعلن دعوة مصر والأرجنتين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا ليكونوا أعضاء كاملي العضوية في مجموعة "البريكس".
وقال رامافوزا "سيصبح الأعضاء الجدد جزءًا من البريكس اعتبارًا من 1 يناير 2024". وقد أعلن الرئيس سيريل رامافوسا نتائج القمة الخامسة عشرة لدول البريكس في خطاب بمركز ساندتون للمؤتمرات بجوهانسبرج.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
معلومات الوزراء يستعرض تقرير "توسيع الشراكات العالمية لتعزيز قدرة إفريقيا وتطلعاتها"
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن مؤسسة "بروكينجز" بعنوان "توسيع الشراكات العالمية لتعزيز قدرة إفريقيا وتطلعاتها"، حيث أشار التقرير إلى أن العالم يشهد في الوقت الراهن تنافسًا على الأسواق والشراكات والنفوذ، ويتعين على إفريقيا الاستفادة من هذا المشهد المتغير لتعزيز مصالحها، وذلك من خلال سياسات فعالة تعزز التعاون الإقليمي وتبني شراكات استراتيجية تحقق تنمية مستدامة، وتعود بالنفع على شعوب القارة.
ورغم أن حجم الاقتصاد الإفريقي لا يزال صغيرًا على الساحة العالمية؛ حيث تبلغ قيمته نحو 2.8 تريليون دولار في 2024، ويشكل أقل من 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن دول القارة تمتلك صوتًا مؤثرًا في المؤسسات الدولية، وعليه، ينبغي لإفريقيا استغلال هذا التأثير في بناء شراكات اقتصادية وسياسية طويلة الأمد مع القوى العالمية، ما يتيح لها فرصة فريدة لتعزيز مكانتها وحماية مصالحها.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات التجارية لإفريقيا شهدت تحولًا ملحوظًا في العقود الأخيرة مع تزايد الشراكات مع الاقتصادات الناشئة كالصين والهند وتركيا، في الوقت نفسه، ما زالت القارة تعتمد على المساعدات من شركائها التقليديين في الغرب، من ثمَّ، فإن هذا الفصل بين التجارة والمساعدات يتطلب من إفريقيا تبني سياسات جديدة تدعم مصالحها الاقتصادية دون التضحية بالعلاقات السياسية المهمة.
وفي سياق آخر، تمثل أزمة المناخ فرصة كبيرة لإفريقيا لتطوير اقتصاد أخضر مستدام، ويمكن للقارة الاستفادة من مواردها الطبيعية الهائلة، مثل الليثيوم والكوبالت، لبناء شراكات قوية في مجال التكنولوجيا الخضراء، لا سيما وأن بناء سلاسل قيمة محلية يضمن استفادة إفريقيا من صادراتها، ويعزز قدرتها التفاوضية في المناقشات العالمية المتعلقة بالمناخ.
وأوضح التقرير أن تعزيز الهجرة البينية بين الدول الإفريقية يمثل فرصة لبناء اقتصادات تكاملية. ويجب أن تواصل القارة جهودها لوضع سياسات هجرة فعالة مع الدول الخارجية لضمان تحقيق منافع اقتصادية متبادلة تعزز التنمية.
ومع تغير الديناميكيات العالمية، أكد التقرير بضرورة قيام إفريقيا بتبني سياسات تشجع الابتكار والتكنولوجيا؛ فمن خلال تحسين البنية التحتية الرقمية ووضع قوانين ملائمة، يمكن للقارة تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكامل في الاقتصاد العالمي، كما أن التعاون مع دول متقدمة في هذا المجال قد يسهم في بناء اقتصاد رقمي متين ومستدام.
وأشار التقرير إلى أنه رغم الأزمات العالمية المتتالية، فقد أظهرت التجارة البينية الإفريقية مرونة لافتة، ويجب حماية هذا النمو من خلال سياسات تعزز التكامل الإقليمي وتفتح الأجواء أمام حركة الأفراد والبضائع والخدمات، وتعد المصادقة المتزايدة على بروتوكول الاتحاد الإفريقي و"اتفاقية السماوات المفتوحة" ، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الهدف وبناء سوق قاري موحد.
وأوضح التقرير في ختامه أنه لضمان استمرار تدفق التمويل الميسر، تحتاج إفريقيا إلى إعادة تشكيل هياكل الشراكة داخل المؤسسات المالية الدولية، ويستوجب ذلك مواصلة الضغط لإصلاح نظام حقوق التصويت في المؤسسات الدولية، مثل "صندوق النقد الدولي" و"البنك الدولي" لضمان تمثيل أفضل للدول الإفريقية.