ما قصة مقتل 4 جنود أميركيين أثناء مهمة عسكرية بليتوانيا؟
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
وفي حين أعلن الجيش الأميركي عن وفاة الجنود الثلاثة، أكد استمرار عمليات البحث عن الجندي الرابع المفقود، وسط تكهنات حول أسباب غرق المركبة العسكرية المخصصة للعمل في التضاريس الصعبة.
ووقع الحادث بالقرب من مدينة بابرادي الليتوانية، القريبة من الحدود مع بيلاروسيا، حيث كان الجنود في مهمة لإصلاح مركبة عسكرية معطلة وسحبها، قبل أن تغرق مركبتهم في المستنقع بسبب الظروف الصعبة للأرض الموحلة.
وفور الإعلان عن فقدان الجنود الثلاثاء الماضي، انطلقت عملية بحث وإنقاذ مشتركة بين أميركا وليتوانيا وبولندا، بمشاركة غواصين وقوات خاصة وقوات من البحرية الأميركية، إضافة إلى استخدام طائرات مروحية ومركبات ثقيلة.
واستغرقت عملية سحب المركبة المغمورة من الطين حوالي ساعتين، بعد استدعاء جرافات ضخمة، حيث تبين أن المركبة التي غرقت هي من طراز "هركليز إم 88 إيه 2″، وهي مركبة استعادة وتفكيك تابعة للجيش الأميركي.
وأثيرت تساؤلات بشأن ظروف غرق المركبة في المستنقع رغم تصميمها المخصص للعمل في الأراضي الطينية والمستنقعات، وقدرتها على المناورة وسحب المركبات التي تزن حتى 63 طنا، بما في ذلك الدبابات الثقيلة.
موقع معقدوحاولت وزيرة الدفاع الليتوانية دوفيلي شاكاليني الإجابة عن هذه التساؤلات قائلة: "ما يجب التأكيد عليه هو أن هذا الموقع معقد للغاية. إنه مستنقع متصل ببحيرة. لذلك، كان من الضروري القيام بكل الأعمال اللازمة لتثبيت الأرض، وضخ المياه، وتحضير العمليات الإنقاذية".
إعلانوأضافت شاكاليني أن العملية "تطلبت كثيرا من التدابير الإضافية، حيث تم بناء طريق جديد في غضون 24 ساعة، لكي تتمكن المعدات الثقيلة من الوصول".
ورصد برنامج شبكات (2024/4/2) جانبا من تفاعلات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع مستجدات البحث عن الجنود الأربعة في ليتوانيا، ومنها ما كتبه ناتسو: "بينما يبدو الوجود العسكري في مناطق مثل ليتوانيا جزءا من التحركات الإستراتيجية، غير أن الحوادث مثل هذه تضع الضغط على أساليب التدريب وأمن الجنود في أماكن بعيدة ووعرة".
وغرد راسل: "حادث مؤسف، تابعت كل مستجداته منذ اليوم الأول وما لاحظته هو التعامل المشترك بين الأميركيين والليتوانيين والبولنديين خلال هذه الأزمة يعكس الروح الحقيقية للتحالفات الدولية في أوقات الحاجة".
وكتبت ليكسي: "هل أيقظ أحدكم ترامب وأخبره أن جنوده غرقوا في مستنقع؟ لم أرَ أي ردة فعل أو تعزية أو مواساة لعائلات الجنود.. لو كان بايدن من تصرف بهذه الطريقة لقام الجمهوريون بانتقاده بكل الطرق".
في حين قال توسكاس: "عمليات الإنقاذ في بيئات مستنقعية تدل على أن القوة البشرية وحدها لا تكفي في مواجهة الطبيعة. التكنولوجيا والمعدات الخاصة هي ما يصنع الفارق.. أتمنى أن يكشف عن مصير الجندي المتبقي قريبا".
وفي السياق، أكد الجيش الأميركي أنه لن يتوقف حتى يتم العثور على الجندي الرابع، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن أسباب غرق المركبة التي يفترض أن تكون مصممة خصيصا للعمل في مثل هذه الظروف الصعبة.
ويأتي هذا الحادث في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وجودهما العسكري في دول البلطيق، ومنها ليتوانيا، في إطار تعزيز الجناح الشرقي للحلف في مواجهة ما يصفونه بالتهديدات الروسية المتزايدة.
1/4/2025المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: عزل ضابط إسرائيلي لرفضه تنفيذ مهمة بغزة
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش الإسرائيلي عزل ضابط احتياط من منصبه لرفضه تنفيذ مهمة من دون مركبات مدرعة على محور موراغ جنوب قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن الجيش فصل مؤخرا ضابط احتياط برتبة نقيب كان يشغل منصب نائب قائد سرية في كتيبة تابعة للواء بيسلماح، وذلك بعد رفضه تنفيذ مهمة على محور موراغ جنوب قطاع غزة، لأن قادته طالبوه بتنفيذها بدون مركبات مدرعة وبجيبات همر مفتوحة.
ومنذ استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 مارس/آذار الماضي كثفت المقاومة الفلسطينية عملياتها النوعية عبر تنفيذ سلسلة من الكمائن المحكمة التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، مستخدمة تكتيكات تعتمد على المفاجأة والتفجير المتسلسل وكمائن إطلاق النار داخل مناطق مدمرة وصعبة الرصد.
وفي تقرير سابق، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي يخفي خسائره خلال حرب غزة عبر فرض رقابة عسكرية مشددة على الإعلام.
وقالت الصحيفة إن "18 ألفا و500 جندي من الجيش وقوات الأمن الإسرائيلية أصيبوا منذ بدء الحرب على غزة رغم إعلان الجيش رسميا عن إصابة 6145 جنديا فقط".
واعترف جيش الاحتلال بمقتل 18 جنديا منذ بداية يوليو/تموز الحالي ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب إلى 898 جنديا.
انقسام غير مسبوقوقبل أيام، كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشهد انقساما غير مسبوق مع تزايد أعداد الجنود -ولا سيما من الاحتياط- والجنرالات الحاليين والمتقاعدين الذين يرفضون المشاركة أو تأييد استمرار الحرب في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الرفض يأتي احتجاجا على ما يعتبرونها حربا عبثية تدار بدوافع سياسية تخدم بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحكم أكثر مما تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية واقعية.
ووفقا للصحيفة البريطانية، تُظهر تقارير من داخل الجيش الإسرائيلي أن نسبة الاستجابة لدعوات الاحتياط قد انخفضت إلى ما يقارب 60%.
إعلانويتعمد الكثير من الجنود ببساطة عدم التحقق من بريدهم الإلكتروني أو يدّعون أعذارا طبية وعائلية.
وذكرت الصحيفة أن هذا النوع من التهرب يطلق عليه مصطلح "الرفض الرمادي"، لكنه بدأ يتحول تدريجيا إلى رفض علني، مع رسائل جماعية موقعة من جنود ومقالات رأي تفضح ما يجري.
لكن التململ لم يقتصر على الجنود الشباب، بل شمل أيضا جنرالات حاليين ومتقاعدين بارزين، فقد نقلت "تلغراف" عن رئيس قسم التخطيط الإستراتيجي السابق في الجيش اللواء أساف أوريون قوله إن حرب غزة تجاوزت نقطة الذروة العسكرية، معتبرا أن استمرارها يخضع لمصالح سياسية لا إستراتيجية.