قصة مؤلمة في عيد الفطر باليمن… مشهد إنساني يلامس القلوب
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
في صباح يوم العيد، قرر عيسى الراجحي الخروج من منزله لتقديم التهاني للأقارب والأصدقاء بمدينة عبس التابعة لمحافظة حجة شمال غربي اليمن.
وكان ذلك في شارع قريب حيث كانت الفرحة تعلو وجوه الأطفال وهم يرتدون ملابس العيد الجديدة، بينما كان الشباب يتبادلون التحيات في أجواء من البهجة والسعادة.
لكن وسط هذا الاحتفال، برز مشهد مؤلم أثر في قلبه، اقترب من مكب للقمامة ليجد رجلًا يرتدي ملابس ممزقة مع طفل صغير لا يتجاوز الثمانية أعوام، يبحثان عن العلب البلاستيكية لبيعها.
كان الطفل يراقب الأطفال الآخرين وهم يلعبون، وكأنهم يعيشون في عالم مختلف عن عالمه الصعب.
عندما اقترب عيسى من الرجل، تبين له أنه يعرفه من مخيمات النازحين. وعلى الرغم من شعوره بالحرج، رحب به الرجل قائلاً: “من العايدين، أستاذ عيسى، وكل عام وأنت بخير”.
لم يستطع عيسى أن يتجاهل حزنه، فسأله عن سبب وجوده في هذا المكان في يوم العيد. أجابه الرجل بانكسار أنه يعيل خمسة أطفال، من بينهم طفل معاق، وأنهم بحاجة لجمع المخلفات البلاستيكية للحصول على الطعام.
تأثر عيسى بشكل كبير بكلمات الرجل، التي كانت تعكس معاناته العميقة. وعندما عرض عليه المساعدة، حاول الرجل الرفض لكنه لم يستطع مقاومة إصرار عيسى. أثناء الطريق، تحدث عيسى مع الرجل عن المساعدات التي قد تصل إليه، لكنه أعرب عن عدم تلقيه أي دعم.
وجه عيسى رسالة إلى مكتب الزكاة والتجار، موضحًا أن الفقر المدقع يزداد في الأعياد، وأن الأموال لا تصل إلى مستحقيها. انتقد الطريقة التي يُوزع بها جزء من الزكاة على الشخصيات الاعتبارية، مشددًا على ضرورة وصول المساعدات إلى المحتاجين.
عاد عيسى إلى الرجل، ومنحه كل ما كان بحوزته. لم يستطع الرجل السيطرة على مشاعره، فبكى بحرقة، مما جعل عيسى يشاركه البكاء.
وأكد عيسى أن هذا الرجل بحاجة ماسة إلى فرصة للعيش بكرامة، وطلب من أي شخص يستطيع مساعدته أن يتواصل معه للحفاظ على كرامته.
المصدر:صفحة الكاتب على فيس بوك
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الفقر اليمن عيد الفطر
إقرأ أيضاً:
إنقاذ ترامب
يزور زعيم الإمبراطورية الكونية دونالد ترامب منطقتنا منتصف الشهر القادم، ومن المتوقع أن يستقبله القادة العرب بمنح اقتصادية وسياسية تخرجه من أزمة التراجع والهزيمة التي بدأت إدارته تعاني منها.
الرئيس الأمريكي الذي شن حربًا تجارية عالمية على كل دول العالم، وأظهر قدرًا غير مسبوق من الغرور والغطرسة، عاد ليتراجع عن كل رسومه الجمركية، وصرح مؤخرًا أنه سيصل إلى صفقة تجارية واقتصادية مع الصين، عدوه الاقتصادي الأول.
وعندما جاء الرجل ليطبق سياسة الضغوط القصوى على كل دول العالم، نجح المجتمع الدولي في التماسك والوقوف دون رعب في مواجهة تهديدات ترامب.
واستطاعت الصين تحويل نقاط ضعفها إلى أوراق ضغط قوية أجبرت الرجل على التراجع، فأمريكا تصدر للصين أكثر بقليل من 100 مليار دولار، مقابل 500 مليار دولار منتجات صينية لأمريكا. وعندما رفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية على تلك المنتجات للضغط على بكين نجحت الأخيرة في قلب الطاولة رأسًا على عقب، وقدمت عروضًا لمنتجات صينية بنصف الأسعار أو بربعها، وهو ما هدد الصناعة الأمريكية بالدمار الشامل، فتراجع ترامب.
وبعد تهدد أمريكا بالعزلة الدولية، يأتي الرجل وسط زفة إعلامية عربية غير مسبوقة وكأنه سيأخذهم معه إلى القمر!.
واستبعد ترامب بشكل متعمد مصر من زياراته التي تشمل السعودية والإمارات وقطر.
صحيح أنه إن زار القاهرة لن يحصل على أموال أو صفقات أسلحة، ولكن مصر هي أكبر دولة عربية وهي الفاعل الأساسي في قضية الصراع العربي مع الكيان الإسرائيلي، وحتى من الناحية الاقتصادية فهي أكبر سوق في المنطقة بـ110 ملايين مواطن، ولم يكن استبعادها فقط بسبب اليقين بأن ترامب لم يحصل على أموال منها، ولكن هناك أسبابًا كثيرة أولها ضرب الثقة بين مصر وأشقائها العرب، وإحداث فتنة تغذيها إسرائيل منذ اغتصابها لفلسطين عام 1948، إضافة إلى محاولة إضعاف الدور المصري الذي ينطلق من ضرورة أن يتخذ العرب موقفًا موحدًا وجماعيًا لحماية أمن واستقرار ووحدة أوطاننا العربية.
وهو أيضًا ضرب للدور المصري المساند بشكل لا لبث فيه لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967.
والغريب أن ترامب جاء ليزف إلينا البشرى بأنه سيعرض على السعودية صفقة أسلحة بـ100 مليار دولار، فهو من حدد حجم الصفقة، ونوع الأسلحة وتوقيتها، وهو من أعلنها، وهذا عكس كل الأعراف التجارية التي تقول أن المشتري، وليس البائع هو صاحب كل تلك الحقوق.
كما أن الأوساط الأمريكية بدأت الحديث حول صفقات سياسية تتضمن موافقة السعودية على التطبيع مع إسرائيل، إضافة إلى صفقات تجارية واقتصادية كبرى مع الإمارات وقطر، وكل هذا يتم التحضير له في شكل احتفالي عالمي، وكأن على العرب أن يدفعوا فقط ثمنًا لمباركة الرجل الأعظم ترامب لأراضيهم.
ولم يطرح حتى الآن أي مطالب عربية للرئيس الأمريكي مقابل كل هذه المليارات التي سيدفعها العرب راقصون فرحون بعدو أمتهم الأعظم.