بغداد اليوم -  بغداد

في خطوة دبلوماسية لافتة، تبادل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء (1 نيسان 2025)، التهاني مع الرئيس السوري أحمد الشرع بمناسبة عيد الفطر المبارك، وذلك خلال اتصال هاتفي مشترك. ورغم الطابع البروتوكولي للاتصال، إلا أن توقيته ومضامينه أثارت تساؤلات حول أبعاده السياسية، وما إذا كان يمثل انفتاحًا سياسيًا مدروسًا أم استجابة مباشرة لضغوط إقليمية ودولية متزايدة.

الملف السياسي وأهمية التوازن

بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، أكد السوداني خلال الاتصال موقف العراق الثابت في دعم خيارات الشعب السوري، وأهمية شمول العملية السياسية في سوريا لجميع الأطياف والمكونات، بما يضمن التعايش السلمي والأمن المجتمعي. كما عبّر عن تهانيه بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، في إشارة إلى اعتراف رسمي واضح بالتغييرات الحاصلة في دمشق، وتقبّلها كواقع سياسي يجب التعامل معه.

السوداني شدّد خلال الاتصال على أهمية التعاون في مواجهة خطر تنظيم داعش، وفتح مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، مستندًا إلى "العوامل والفرص المشتركة" بحسب البيان. كما عبّر عن رفض العراق للتدخلات الخارجية كافة، وفي مقدمتها "توغل الكيان الصهيوني داخل الأراضي السورية"، ما يعكس اصطفافًا واضحًا في المواقف الإقليمية ضمن سياق التحولات الجيوسياسية الجارية.

خطوة بضغط دولي؟

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن الاتصال لا يأتي بمعزل عن الضغوط الدولية المتزايدة على الحكومة العراقية. وقال التميمي إن "هناك توجهاً من قبل حكومة السوداني للانفتاح على حكام دمشق الجدد، تمهيداً للقمة العربية المزمع عقدها في بغداد بعد أشهر"، مشيرًا إلى أن "الاتصال جاء بعد فترة وجيزة من إرسال وفد عراقي لإجراء مباحثات مع الحكومة السورية، ما يشير إلى تحضيرات مكثفة لدعوة سوريا رسميًا إلى القمة".

وأكد التميمي أن "التنسيق الدولي والإقليمي الحالي لا يخدم المصالح العراقية بالضرورة، بل يأتي ضمن مساعٍ لإعادة دمج سوريا في محيطها العربي بما يضمن استقرار المنطقة"، لافتًا إلى أن "العراق، رغم وعيه بهوية الحكومة السورية الحالية، يجد نفسه منخرطًا في هذه المعادلة بدافع الحفاظ على أمن حدوده، وتسوية ملفات عالقة مثل مخيم الهول، إضافة إلى التعاون في ملفات اقتصادية حساسة".

وبين الطابع البروتوكولي للتهنئة ومضامينها السياسية، يبدو اتصال السوداني بالرئيس السوري أحمد الشرع جزءًا من توازن دقيق تمارسه بغداد بين ضغوط الخارج وحسابات الداخل. فالانفتاح على دمشق يحمل وعودًا بمكاسب أمنية واقتصادية، لكنه في الوقت ذاته يعكس تحولات عميقة في تموضع العراق ضمن الخارطة الإقليمية الجديدة.

المصدر: بغداد اليوم + بيان رسمي

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

حلول مرتقبة للتواجد التركي وأزمة المياه في زيارة السوداني لتركيا - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

وجه النائب في البرلمان العراقي كاظم الفياض، اليوم الاحد (6 نيسان 2025)، رسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن زيارته المرتقبة إلى تركيا.

وقال الفياض لـ"بغداد اليوم"، إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مطالب بحسم ملف التواجد العسكري التركي شمال البلاد خلال زيارته المرتقبة إلى تركيا، فهذا الملف مهم وحساس ويمس سيادة العراق وأمنه القومي، فيجب إيجاد حلول سريعة لإنهاء هذا الوجود غير الشرعي".

وأضاف أن "الملف الثاني المهم الذي يجب على السوداني حسمه خلال زيارته القريبة إلى تركيا هو ملف المياه، فيجب الضغط من أجل حصول العراق على كامل حصته العادلة من المياه، خاصة وأننا مقبلون على فصل الصيف وهناك أزمة جفاف كبيرة وخطيرة تعاني منها كل مدن العراق، فيجب حل هذين الملفين خلال هذه الزيارة".

هذا وأعلن وزير النقل التركي عبد القادر اورال اوغلو الأربعاء 2 نيسان 2025، أن رئيس الوزراء سيزور تركيا في الأيام المقبلة، كما سيزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العراق خلال النصف الأول من العام الجاري.

وتأتي الزيارتان لبحث عدة ملفات على رأسها "طريق التنمية"، الذي وصل لمراحل متقدمة، حيث سيربط تركيا بميناء الفاو في الخليج العربي عبر خط سكة حديد وطريق سريع بطول 1200 كيلومتر.

 وأضاف أن زيارة أردوغان ستكون الثانية له إلى العراق خلال عام واحد، وهي سابقة من نوعها.


مقالات مشابهة

  • من قرارات ترامب إلى أوبك وجلسة السوداني.. شبح الانهيار المالي يخيّم على العراق - عاجل
  • تل أبيب تصافح الكرد إعلاميًا وتساوم تركيا سياسيًا - عاجل
  • حزب تقدم: حكومة السوداني تتعامل مع نظيرتها السورية بحذر
  • حلول مرتقبة للتواجد التركي وأزمة المياه في زيارة السوداني لتركيا - عاجل
  • تحرير العراق من إيران.. تصعيد امريكي لتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط - عاجل
  • بغداد اليوم تنشر النص الكامل لمسودة خطة أمريكا لتحرير العراق من ايران (وثائق) - عاجل
  • تأجيل الانتخابات في العراق.. بين التحديات السياسية وضرورة حكومة طوارئ - عاجل
  • ثورة علاجية في العراق.. 70% من المدمنين يستجيبون لبرامج العلاج الطوعي - عاجل
  • الاقتراض مجدداً؟ الحكومة تبحث عن حلول وسط التزامات مالية متزايدة - عاجل
  • مصدر سياسي:التغييرات السياسية في الجبهة التركمانية تنفذ بالتنسيق مع الحكومة التركية