صدى البلد:
2025-02-21@12:33:25 GMT

عبد السلام فاروق يكتب: قمة البريكس تتوعد الدولار!

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

هذا هو العنوان الرئيسي لما جاء فى قمة البريكس المنعقدة فى جوهانسبرج بجنوب إفريقيا لمدة ثلاثة أيام ..وكان أبرز وأهم فعالياتها خطاب بوتين النارى ضد الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الاقتصادية المهلكة للدول الصغرى إما من خلال سلاح القروض أو سلاح العقوبات الاقتصادية، الأمر الذى يستلزم القضاء على هيمنة الدولار وضرورة تنويع سلة العملات العالمية مؤكداً أن مجموعة البريكس لديها العديد من أدوات الضغط والتأثير لإسقاط الدولار من عرشه العجوز.

.تلك الرسالة كانت هى الأبرز والأكثر تداولاً بين وسائل الإعلام وعناوين الصحف العالمية وحتى على السوشيال ميديا والأنباء المتداولة رقمياً..


القمة الأهم والأخطر!
شعارها هذا العام : "بريكس وإفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة بشكل متبادل" ...إنها قمة التوسع، وإفريقيا هى الهدف الأول لها!
لقد تمت دعوة 67 دولة و20 ممثلاً لمنظمات دولية لحضور فعاليات هذه القمة المهمة..وقد جاءت بعد أسابيع من انعقاد القمة الروسية الإفريقية،ومن حدوث انقلاب النيجر الذى قلب موازين القوى فى القارة السمراء..هناك أمر جلل يحدث، وهناك تغييرات حتمية ستتم على الصعيد العالمى والإفريقى لا محالة، ذلك ما يمكن أن نستنتجه من كل هذه الأحداث المتتابعة التى تصب كلها فى هذا المعنى..


 أغلب الدول التى تمت دعوتها للقمة هى دول إفريقية، بالإضافة لدول من آسيا وأمريكا الجنوبية والكاريبي..وفى حين أبدت نحو 43 دولة استعداداً للانضمام لمجموعة البريكس، فإن ثلاثاً وعشرين منها طلبوا الانضمام لها رسمياً وفى مقدمتهم مصر والسعودية ثم الجزائر والأرجنتين والبحرين وبنجلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا وفلسطين والسنغال وتايلاند والإمارات وفنزويلا وفيتنام. أى أن هناك 8 دول عربية تسعى لهذا الغرض.


على مدار 13 عاماً لم تحقق القمة طفرة كما حدث لها فى آخر عام..والإنجاز الأكبر لها كان ما حدث عام 2014 من إنشاء بنك التنمية NDP برأسمال 100 مليار دولار..ثم ما حدث من تضاعف للتبادل التجارى بين دول البريكس بمقدار ستة أضعاف، والأهم من هذا وذاك أن الدول الأعضاء جميعها حققت زيادة ملموسة فى ناتجها المحلى وأقواها الصين؛ إذ حققت طفرة فى ناتجها المحلى الإجمالى من 6 تريليون دولار سنوياً عام 2010 فى بدايات العمل بالمجموعة ، إلى نحو 18 تريليون دولار عام 2021 والنمو لديها يتسارع بشكل مطرد..  أما أهم وأخطر ما يدور فى كواليس القمة الحالية، تهيئتها لتكون المنافس الأول لا لمجموعة السبع الكبار وحدها وإنما تحديها للنظام العالمى القائم بأكمله..حيث يؤكد الخبراء أن قمة البريكس هذا العام لها بعد سياسي واضح ورسالة مؤداها تقديم البديل للمؤسسات المالية الدولية وللنظام الدولى الحالى، والتبشير بعالم متعدد الأقطاب..


الهند تعارض التوسع
الدول الخمسة المؤسسة لمجموعة البريكس يمثل اقتصادها 23% من الناتج المحلى العالمى، وسكانها يمثلون 42% من سكان العالم..قوة اقتصادية وموارد بشرية كبري، ورغم ذلك فإن الغرب وأوروبا ما زالوا الأقوى والأشد تأثيراً من خلال منظمات دولية راسخة متغلغلة فى النسيج الاقتصادى الدولى كله..
 المنطق يقول إن دخول عدد آخر من الدول فى هذه المنظومة القوية سيدفع الكفة لتميل نحو البريكس فوق كل التكتلات الاقتصادية ، ما يجعل من السهل تحقيق حلم الأقطاب المتعددة ونزع مخالب الغرب وإضعاف هيمنة أمريكا والدولار .. لكن هذا التوسع فى نطاق الشراكات والعضويات الخاصة بمنتدى البريكس يلقى معارضة قوية من الهند وربما من البرازيل أيضاً..فلماذا الهند؟
 المراقبون يؤكدون أن الصراع الحدودى بين الصين والهند أثمر تضارباً فى المصالح بين البلدن؛ الأمر الذى تسبب فى إحداث تصدع داخلى فى الكيان الاقتصادى الناشئ..والبعض يذهب إلى أن هذا التصدع مقصود ومفتعل؛ بدليل ما حدث من تقارب كبير بين الهند وأمريكا فى الشهور الأخيرة ؛ ما يعنى أن البريكس ليس بإمكانها تحدى النفوذ الأمريكي والغربي مهما حاولت، وأن الاختراق الغربي لمنظمة البريكس يهدد بقاءها أو على الأقل سيؤدى إلى تحجيمها وإضعاف تأثيرها..


لهذا تؤكد التقارير أن مجموعة البريكس وضعت شروطاً لاختيار الدول التى يمكن قبول انضمامها للمنتدى أهمها أن تضيف الدولة المختارة قوة حقيقية لهذه المجموعة، وأن تكون موافقة على سياسات واتجاهات المنظمة التى تخطط لنظام عالمى بديل، وأن تكون ذات قوة اقتصادية مؤثرة.
 القمة أعلنت موقفها من طلبات الانضمام للبريكس ووافقت علي انضمام عدة دول في مقدمتها مصر والسعودية.. إنها تلك اللحظة التى ينتظرها العالم ليري بذرة التحدى للنظام العالمى الحالى تنمو وتثمر!


القمة وحرب العملات
أنيل سوكلال سفير جنوب إفريقيا قال كلاماً مغايراً لما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى مستهل القمة..ما يعنى وجود فجوة بين ما يدور فى العلن وبين ما يدور فى كواليس القمة!!
 قبيل القمة أثير الكلام حول إطلاق عملة موحدة مدعومة بالذهب يتم من خلالها القيام بالتبادل التجارى بين الدول الأعضاء بمجموعة البريكس، والواضح أن الدراسات التى جرت تشكك فى قدرة مثل هذه العملة على منافسة الدولار سواء فى المستقبل المنظور أو البعيد.. وهذا ما جعل محور الحديث فى القمة اليوم يدور حول التداول بالعملات المحلية بين الدول الأعضاء.. لهذا قال السفير الجنوب إفريقي سوكلال: إن جدول أعمال المنتدى لا يتضمن التخلي عن الدولار، وأن البريكس لا تدعو أصلاً للتخلى عنه، وسيظل هو العملة الرئيسية عالمياً.. فهذه حقيقة واقعة.. هذا كلامه..
 أما بوتين فكان خطابه المضاد للدولار واضحاً جلياً، وأن استهداف الدولار يبدو كأولوية فى خطة روسيا الاقتصادية القادمة، كنوع من الرد الروسي على العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية ضدها..
الأيام القادمة ستكشف عن التوجهات المستقبلية لهذا التكتل الاقتصادى سريع النمو، ومدى حجم التوسع الذى سيصل إليه خاصة فى إفريقيا التى باتت اليوم فى بؤرة الصراع الدولى..


البريكس وتوقعات النمو
منذ البداية وخبراء الاقتصاد يبشرون بأن البريكس سيكون لها مستقبل عظيم وصدقت توقعاتهم..
الأرقام الحالية كشفت أن مساهمة دول البريكس فى الاقتصاد العالمى بلغت نحو 31,5% بينما بلغت مساهمة الدول السبع الصناعية 30,7%؛ ما يعنى أن البريكس ولأول مرة حقق تفوقاً على السبع..
 التوقعات تشير إلى أن التوسع فى انضمام الدول للبريكس قد يصل بها إلى ما يزيد عن 20 دولة، وأن التبادل التجارى بالعملات المحلية سوف يتم إقراره.. فى الوقت الذى تزيد فيه قدرات الصين على السيطرة على سلاسل التوريد والإمداد العالمى من خلال زيادة أسطولها التجارى البحرى والجوى خاصة مع اكتمال مشروع طريق الحرير.. وإذا أضفنا لهذا مساحات النفوذ التى يكتسبها الروس والصينيون فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط .. كل هذا يبشر بأن مجموعة البريكس يمكن لها بالفعل أن تغير المعادلة العالمية القائمة، وأنها حقاً قادرة على إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمى برمته..


البساط ينسحب بالتدريج من تحت أقدام الولايات المتحدة وأوروبا.. وكلاهما متورط فى حرب طويلة ممتدة على الحدود الشرقية لأوروبا وفى بحر الصين، تلك الحرب التى كلما طالت استنزفت خزائن أمريكا وطاقتها البشرية والعسكرية.. أنت تتحدث عن اقتصاد يعانى أصلاً بفعل عدة أزمات متعاقبة بدأت بأزمة البنوك ثم سقف الديون ثم حرائق كاليفورنيا وهاواى، فكيف الحال وقد تحولت دفة الاقتصاد العالمى نحو الشرق، وزهد حتى حلفاء أمريكا القدامى فى الشراكة معها؟
 كافة الحسابات تؤكد أن المستقبل القادم للبريكس.. وأن شمس الغد سترتفع من قِبل الشرق!

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أن البریکس ما حدث

إقرأ أيضاً:

“ديلي تلغراف”: من غير المرجح أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من إنشاء “قوة دائمة لحفظ السلام” في أوكرانيا

بروكسل – ذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن من غير المرجح أن تتمكن الدول الأوروبية من تشكيل مايسمى بـ”قوة دائمة لحفظ السلام” مشيرة إلى أن هذه المهمة ستسبب ضغوطا على مواردها الداخلية.

وجاء في مقال نشرته الصحيفة: “الحقيقة المرة هي أن القادة الغربيين سيضطرون لأن يشرحوا لفلاديمير زيلينسكي أن أي مهمة لحفظ السلام من غير المرجح أن تكون دائمة بسبب الضغط الذي تسببه على الموارد الداخلية”.

وأشار كاتب المقال إلى أن ما يسمى بمهمة حفظ السلام المزعومة “يمكن أن تضطلع بها دول شمال أوروبا، التي تشكل جزءا من قوات الاستطلاع المشتركة تحت قيادة بريطانيا، وكذلك فرنسا”، موضحا أن “الغرب يمكن أن يشكل وحدة تصل إلى 50 ألف جندي”.

وبحسب المقال فإن “نشر القوات سيتطلب إنشاء بنية تحتية عسكرية خاصة في أوكرانيا، بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على الدول الأوروبية إرسال جزء كبير من قواتها إلى أوكرانيا”.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه لا يخطط في الوقت الحالي لإرسال قوات فرنسية إلى الأراضي الأوكرانية، مشيرا إلى أنه “يفكر بالضمانات الأمنية”.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن الاجتماع الذي استضافته باريس بشأن أوكرانيا يوم الاثنين، شهد خلافات حادة بين الدول الأوروبية المشاركة حول إرسال قوات إلى أوكرانيا.

فقد أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، استعداده للنظر في نشر قوات بريطانية في أوكرانيا إلى جانب دول أخرى إذا كان هناك اتفاق سلام طويل الأجل مشددا على أن أي نشر لهذه القوات، يجب أن يكون مدعوما بضمانات أمنية من الولايات المتحدة.

فيما أعلن رئيس وزراء بولندا دونالد توسك أن بلاده لا تخطط لإرسال قواتها إلى أوكرانيا، لكنها ستدعم البلدان التي قد تقدم على هذه الخطوة.

أما المستشار الألماني أولاف شولتس فقد أبدى انزعاجه من النقاش الدائر حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار مشيرا إلى أن ذلك سابق لأوانه لأن نتائج المفاوضات لا تزال غير معروفة.

ومن جانبها أبدت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني انزعاجها من اجتماع باريس وأكدت أن موضوع أوكرانيا يجب مناقشته مع قادة جميع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تلك الأقرب إلى روسيا، ورفضت التحدث إلى الصحفيين بعد الاجتماع.

وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد أفادت بأن عددا من الدول الأوروبية يعمل سرا على خطة لإرسال قوات إلى أوكرانيا “للمساعدة على ضمان تنفيذ” اتفاق سلام مستقبلي مع روسيا. ووفقا لوسائل الإعلام، بدأ الأوروبيون دراسة الخيارات منذ حوالي عام، مع وقوف بريطانيا وفرنسا في طليعة هذه الجهود.

والعام الماضي كشف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أن الغرب يخطط لنشر ما يسمى بقوة لحفظ السلام في أوكرانيا سيبلغ عددها حوالي 100 ألف شخص لاستعادة القدرة القتالية للقوات الأوكرانية.

وترى الاستخبارات الخارجية الروسية أن ذلك سيشكل احتلالا فعليا لأوكرانيا.

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن نشر قوات حفظ السلام ممكن فقط بموافقة أطراف النزاع. وأضاف أن من السابق لأوانه التحدث عن قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.

المصدر: “ديلي تلغراف”+ RT

مقالات مشابهة

  • الزراعة العراقية تتوعد بالملاحقة القانونية بحق من يبث الشائعات حول الحمى القلاعية
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • حسين العزي: دول خليجية تعرقل جهود السلام بين روسيا وأمريكا بشأن أوكرانيا
  • قاليباف: العدو الصهيوني كما فشل حتى الآن لن ينجح في المستقبل أيضا
  • سامح قاسم يكتب: «روضة المحبين».. الحب بين الفقه والأدب.. ابن القيم يجمع قصص وأخبار العشاق وأشعارهم وحكمهم مع الحب
  • د. محمد بشاري يكتب: هل التعددية الثقافية والمذهبية عامل استقرار أم فتيل صراعات؟
  • الدولار يستقر وسط تصاعد التوترات التجارية وآمال السلام
  • زيزو في القمة.. تطمينات طبية للزمالك قبل مواجهة الأهلي
  • “ديلي تلغراف”: من غير المرجح أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من إنشاء “قوة دائمة لحفظ السلام” في أوكرانيا
  • مصر تستضيف القمة العربية الطارئة