الجزيرة:
2024-11-10@00:07:51 GMT

الصين تبني أعمق خريطة للقمر

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

الصين تبني أعمق خريطة للقمر

أعلن فريق دولي من الباحثين، بقيادة علماء من الصين، تمكنهم من بناء خريطة جديدة لجزء من القمر وصلت إلى عمق 300 متر، مما يساعد في الكشف عن أصول جار الأرض الأقرب.

وللتوصل إلى تلك البيانات، التي نشرت في دورية "جورنال أوف جيوفيزكال ريسيرش: بلانتس"، اعتمد الفريق على بيانات صادرة من المركبة الفضائية الصينية "تشانغ إي 4" التي تتجول على سطح الجانب البعيد من القمر.

إذ تم تجهيز المركبة الجوالة بتقنية تسمى "الرادار المُخترق للقمر"، الذي يمكّن المركبة من إرسال إشارات راديوية إلى عمق سطح القمر ثم استقبال أصدائها على النحو نفسه الذي يتبعه العلماء على الأرض لمعرفة أماكن الحيتان في المحيطات مثلا.

نشأة القمر

وتمكن العلماء، عبر استخدام تلك الأصداء التي ترتد من الهياكل الصخرية تحت الأرض، من إنشاء خريطة تحت سطح القمر، وكان الجهاز استخدم عام 2020 لبناء خريطة بعمق 40 مترا فقط من سطح القمر.

وحسب الدراسة، فإنه على عمق 300 متر من سطح القمر ظهرت عدة طبقات من المواد القمرية وكميات من الصخور المكسورة وبعض الغبار وبعض من التربة، ووجد الباحثون أيضا دليلا على وجود فوهات قمرية مخفية تحت السطح، وكذلك طبقات من الحمم البركانية.

وتتفق تلك النتائج مع النظرية التي يرجحها العلماء للكيفية التي بني بها القمر، التي تفترض أنه تشكل منذ نحو 4.5 مليارات سنة عندما اصطدم كوكب كبير بالأرض (يسمى ثيا)، مما أدى إلى قذف جزء من مادة هذا الانفجار إلى الفضاء، ليتخذ مدارا حول الأرض في النهاية، ويصبح القمر الذي نعرفه.

"تشانغ إي 4" ليست إلا خطوة في مخطط طويل الأمد يحول الصين لدولة رائدة في استكشاف القمر (إدارة الفضاء الصينية) مهمة مختلفة

انطلقت "تشانغ إي 4" إلى القمر في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان موقع الهبوط فوهة فون كارمان القمرية في شمال غرب حوض أيتكين بالقطب الجنوبي، لتكون بذلك أول مركبة يصنعها البشر تهبط على جانب القمر البعيد.

من هذا المكان، يمنع القمر الاتصال اللاسلكي المباشر بالأرض، لذلك يُستخدم قمر صناعي للاتصالات يدور أعلى القمر وينقل البيانات من المركبة إلى الأرض.

وتهدف المركبة إلى قياس التركيب الكيميائي للصخور والتربة القمرية وقياس درجة حرارة سطح القمر، وإجراء عمليات الرصد والأبحاث الفلكية الراديوية ذات التردد المنخفض باستخدام التلسكوب الراديوي على سطحها لدراسة الأشعة الكونية ومراقبة الإكليل الشمسي.

وفي هذا السياق، ليست "تشانغ إي 4" إلا خطوة واحدة في مخطط طويل الأمد يحوّل الصين لدولة رائدة في نطاق استكشاف الفضاء بشكل عام والقمر بشكل خاص، بل وتنوي إقامة محطة دائمة على سطحه، وقد بدأت الحكومة الصينية بالفعل جولاتها لدعوة بعض الدول، مثل باكستان وروسيا، إلى المشاركة في هذه المهمة الكبرى.

حكومات العالم حاليا، خاصة الصين والهند والولايات المتحدة، تنظر إلى القمر بوصفه مصدرا محتملا للموارد (ناسا) تنافس اقتصادي وأشياء أخرى

لا يقف الأمر عند حدود البحث العلمي فقط، وكون القمر هو أفضل نقطة انطلاق لرحلات المريخ المستقبلية، بل تنظر حكومات العالم حاليا -خاصة الصين والهند والولايات المتحدة- إلى القمر بوصفه مصدرا محتملا للموارد.

وتزخر تربة القمر بعديد من العناصر التي يمكن أن تستخدم في صناعات الطاقة والشرائح الإلكترونية، إلى جانب المياه المثلجة التي اكتشف العلماء أنها توجد بوفرة أكبر مما كان يعتقد سابقا، الأمر الذي شجع عديدا من الدول بالفعل على بدء مهام لاستكشافه.

وإلى جانب ذلك، تود الصين أن توضع على خريطة علوم الفضاء وتقنياتها لتكون منافسا شرسا يقف في مستوى الولايات المتحدة، ورغم أنها لم تصل إلى تلك النقطة بعد، فإن درجة تسارع برنامجها الفضائي تشي بأن هذا اليوم قد يجيء في مرحلة قريبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سطح القمر

إقرأ أيضاً:

أدب الرحلات: فهم أعمق للشعوب

أدب الرحلات، ذلك الفن الذي يفتح للقارئ آفاقاً جديدة، تحمله بعيداً عن حدود عالمه المألوف إلى مجاهل لم تطأها قدماه، ويعرض عليه صوراً لم يسبق لخياله أن رسمها. إنه فنٌ يأخذ بيد قارئه، يسير به بين أودية الحضارات وشعاب العادات والتقاليد، لينثر بين يديه حكايات الشعوب وذكريات المسافرين، ويجعله كأنه يعايش تلك العوالم بأبصار قلبه لا بأعينه.
ولقد كان الرحالة، منذ أقدم العصور، يغامرون بأنفسهم ويتحدّون المجهول، يسجلون في دفاترهم ما تبصره أعينهم وما تهمس به لهم أرواح تلك الأماكن. لم تكن تلك الرحلات مجرد سردٍ لوصف مشاهد أو رصد مناظر، بل كانت مرآةً تنعكس فيها حياة شعوبٍ وحكايات أممٍ، يسردها الرحالة بأسلوب المحبّ المتأمل. وكأن كل رحلة كانت جسراً يصل بين قلوب البشر في مختلف أرجاء الأرض، ينقل إليهم عبق تلك الشعوب ونبض أرواحهم، فيشعر القارئ كأنه يجول بين الناس، يتأمل طقوسهم، ويعيش لحظاتهم.
ولا نستطيع ذكر أدب الرحلات دون الوقوف إجلالاً أمام أسماء سطرت تاريخاً خالداً، من بينهم ابن بطوطة، الذي قطع الصحارى والمحيطات، ودوّن رحلته بأسلوب يأخذ بمجامع القلوب، فغدا كتابه زاداً للعشاق والأدباء، أو ماركو بولو الذي شقّ طريقه من الغرب إلى الشرق، وجاء بحكايات لم يسمعها الغرب من قبل، فكانت رحلاته جسراً ثقافياً بين الشرق والغرب، وقصةً تختزن في طياتها مغامرات لا تُنسى.
وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، اتجه العديد من الرحالة الغربيين نحو العالم العربي والإسلامي، سعياً للمعرفة واكتشاف الحقيقة وراء الرمال والجبال. فكان منهم محمد أسد، الذي آثر الدخول إلى روح هذا العالم، فاعتنق الإسلام وصار جزءاً من نسيج الثقافة العربية الإسلامية، لم يكن يكتفي بالمراقبة، بل عاش التجربة بعمق، وحاول أن يفهم أسرار تلك القيم الروحية والأخلاقية التي تحكم حياة العرب والمسلمين. وكانت كتاباته نافذةً أطلّ منها القارئ الغربي على عوالم منسية، وتجلت من خلالها أصالة العرب وصفاء روحهم.
وكذلك كان تشارلز داوتي، الذي ترك حياة الرفاه ليعيش بين القبائل العربية في عمق الصحراء، يتعلم لغتهم ويشاركهم حياتهم، وينقل للغرب صورةً ناصعةً عن كرم البدو وعزتهم، حتى أضحى كأنه واحد منهم، يسرد عنهم بعين الحب وصدق الصديق. ثم كانت الليدي آن بلنت، التي أخذها شغفها بالشرق إلى قلب الجزيرة العربية، لم يكن اهتمامها بالصحراء محض مغامرة، بل كانت تبحث عن سر جمال هذا المكان وجلاله، وعن الخيول العربية التي تراها رمزاً لأصالة العرب وشرفهم. لم تكتفِ بوصف الطبيعة والناس، بل أضافت بُعداً إنسانياً وروحياً جعل القارئ يشعر بدفء الحياة العربية ونبض الصحراء.
لقد أضاف هؤلاء الرحالة بكتاباتهم بُعداً ثقافياً يُغني عقول القراء ويفتح لهم أبواباً لفهم الحضارات الأخرى بعمق وإدراك. لم يقتصر دورهم على وصف المناظر الطبيعية فحسب، بل نفذوا إلى أعماق الحياة الاجتماعية، ففسّروا عادات الشعوب وتقاليدهم، وبثوا في كتاباتهم روحاً إنسانيةً تجعل القارئ يشعر وكأنه يعايش تلك التجارب، ويتحسس بروحه جمال تلك الشعوب وسحر ثقافاتهم.
وهكذا يبقى أدب الرحلات فناً خالداً، يحمل في ثناياه عبق الحضارات وحكايات الأمم، يُقرب بين البشر، ويذكرهم بأنهم، على اختلاف ثقافاتهم، يتشاركون ذات الرغبة في المغامرة والاكتشاف، وأن العالم بأسره ما هو إلا بيت كبير، يجمع الناس تحت سقفه ليعرفوا بعضهم، ويؤنسوا وحدتهم، ويكتشفوا أسرار أنفسهم من خلال الآخر مصداقاً لقوله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيطالي يدعو الصين إلى إزالة الحواجز التي تعترض منتجات بلاده
  • مجمع البحوث: الغرس والزراعة من أعمال البرّ التي يتجدد ثوابها
  • صورة “سيلفي” لقمر صناعي توثق نجاته من تحطم وشيك!
  • في الفضاء.. خطوات واعدة نحو زراعة كبد بشري بديل للأعضاء التالفة
  • سيلفي من الفضاء.. قمر صناعي يوثق نجاته من تحطم وشيك!
  • شاهد.. اليابان ترسل أول قمر صناعي خشبي في العالم إلى الفضاء
  • أدب الرحلات: فهم أعمق للشعوب
  • تجارب على زراعة أنسجة الكبد في محطة الفضاء الدولية تعد بنتائج واعدة
  • باحثون: تطوير أنسجة كبد في محطة الفضاء الدولية
  • من الفضاء إلى المستشفى!.. غموض يكتنف حالة أربعة رواد فضاء بعد عودتهم إلى الأرض