أعلن فريق دولي من الباحثين، بقيادة علماء من الصين، تمكنهم من بناء خريطة جديدة لجزء من القمر وصلت إلى عمق 300 متر، مما يساعد في الكشف عن أصول جار الأرض الأقرب.
وللتوصل إلى تلك البيانات، التي نشرت في دورية "جورنال أوف جيوفيزكال ريسيرش: بلانتس"، اعتمد الفريق على بيانات صادرة من المركبة الفضائية الصينية "تشانغ إي 4" التي تتجول على سطح الجانب البعيد من القمر.
إذ تم تجهيز المركبة الجوالة بتقنية تسمى "الرادار المُخترق للقمر"، الذي يمكّن المركبة من إرسال إشارات راديوية إلى عمق سطح القمر ثم استقبال أصدائها على النحو نفسه الذي يتبعه العلماء على الأرض لمعرفة أماكن الحيتان في المحيطات مثلا.
نشأة القمروتمكن العلماء، عبر استخدام تلك الأصداء التي ترتد من الهياكل الصخرية تحت الأرض، من إنشاء خريطة تحت سطح القمر، وكان الجهاز استخدم عام 2020 لبناء خريطة بعمق 40 مترا فقط من سطح القمر.
وحسب الدراسة، فإنه على عمق 300 متر من سطح القمر ظهرت عدة طبقات من المواد القمرية وكميات من الصخور المكسورة وبعض الغبار وبعض من التربة، ووجد الباحثون أيضا دليلا على وجود فوهات قمرية مخفية تحت السطح، وكذلك طبقات من الحمم البركانية.
وتتفق تلك النتائج مع النظرية التي يرجحها العلماء للكيفية التي بني بها القمر، التي تفترض أنه تشكل منذ نحو 4.5 مليارات سنة عندما اصطدم كوكب كبير بالأرض (يسمى ثيا)، مما أدى إلى قذف جزء من مادة هذا الانفجار إلى الفضاء، ليتخذ مدارا حول الأرض في النهاية، ويصبح القمر الذي نعرفه.
"تشانغ إي 4" ليست إلا خطوة في مخطط طويل الأمد يحول الصين لدولة رائدة في استكشاف القمر (إدارة الفضاء الصينية) مهمة مختلفةانطلقت "تشانغ إي 4" إلى القمر في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان موقع الهبوط فوهة فون كارمان القمرية في شمال غرب حوض أيتكين بالقطب الجنوبي، لتكون بذلك أول مركبة يصنعها البشر تهبط على جانب القمر البعيد.
من هذا المكان، يمنع القمر الاتصال اللاسلكي المباشر بالأرض، لذلك يُستخدم قمر صناعي للاتصالات يدور أعلى القمر وينقل البيانات من المركبة إلى الأرض.
وتهدف المركبة إلى قياس التركيب الكيميائي للصخور والتربة القمرية وقياس درجة حرارة سطح القمر، وإجراء عمليات الرصد والأبحاث الفلكية الراديوية ذات التردد المنخفض باستخدام التلسكوب الراديوي على سطحها لدراسة الأشعة الكونية ومراقبة الإكليل الشمسي.
وفي هذا السياق، ليست "تشانغ إي 4" إلا خطوة واحدة في مخطط طويل الأمد يحوّل الصين لدولة رائدة في نطاق استكشاف الفضاء بشكل عام والقمر بشكل خاص، بل وتنوي إقامة محطة دائمة على سطحه، وقد بدأت الحكومة الصينية بالفعل جولاتها لدعوة بعض الدول، مثل باكستان وروسيا، إلى المشاركة في هذه المهمة الكبرى.
حكومات العالم حاليا، خاصة الصين والهند والولايات المتحدة، تنظر إلى القمر بوصفه مصدرا محتملا للموارد (ناسا) تنافس اقتصادي وأشياء أخرىلا يقف الأمر عند حدود البحث العلمي فقط، وكون القمر هو أفضل نقطة انطلاق لرحلات المريخ المستقبلية، بل تنظر حكومات العالم حاليا -خاصة الصين والهند والولايات المتحدة- إلى القمر بوصفه مصدرا محتملا للموارد.
وتزخر تربة القمر بعديد من العناصر التي يمكن أن تستخدم في صناعات الطاقة والشرائح الإلكترونية، إلى جانب المياه المثلجة التي اكتشف العلماء أنها توجد بوفرة أكبر مما كان يعتقد سابقا، الأمر الذي شجع عديدا من الدول بالفعل على بدء مهام لاستكشافه.
وإلى جانب ذلك، تود الصين أن توضع على خريطة علوم الفضاء وتقنياتها لتكون منافسا شرسا يقف في مستوى الولايات المتحدة، ورغم أنها لم تصل إلى تلك النقطة بعد، فإن درجة تسارع برنامجها الفضائي تشي بأن هذا اليوم قد يجيء في مرحلة قريبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سطح القمر
إقرأ أيضاً:
عاطف عبدالغني: الإخوان يستخدمون أسلوب الشائعات المركبة لبث السموم حول المؤسسات المصرية
كشف الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، الفرق بين الشائعة البسيطة والمركبة، موضحا أن الشائعة البسيطة عبارة عن نشر معلومات مغلوطة يمكن تكذيبها وتفنيدها من قبل الحكومة.
وتابع أن الشائعات المركبة مثل التي تبث من خلال كتائب إلكترونية مثل جماعة الإخوان الإرهابية وبث السموم عن الجيش المصري، كاشفا عن وجود دول تصنع الشائعات، ما يصعب من مهمة مواجهتها ويجعل الأمر في غاية التعقيد والصعوبة، لافتا إلى أن الشائعات لعبت دورا كبيرا في إشعال شرارة الخريف العربي.
عاطف عبدالغني يحذر من "حرب الإنترنت": تدمر استقرار المجتمع (فيديو) خالد إدريس يطالب بتحري صحة الأخبار في السوشيال.. “الأكاذيب تبث بدس السم بالعسل”وأضاف أن الأمر أكبر من مجرد نشر خبر كاذب، أو خبر به جزء من الحقيقة وآخر كاذب ومن ثم يعاد تدويرها مرة أخرى، فنحن الآن نعيش حرب الإنترنت والمعلومات أو ما يطلق عليها حروب الجيل الرابع.
ولفت إلى أن مهمة بناء الوعي ومواجهة الشائعات من أهم وأخطر القضايا التي تفرضها المستجدات الداخلية والأزمات العالمية والإقليمية المتلاحقة، وانعكاساتها خطيرة جدا على استقرار المجتمع.
ونوه في ذات السياق إلى أن ثورة 23 يوليو التي تستنكرها الجماعة الإرهابية وتهاجمها، أذابت الفروق الطبقية بين فئات المجتمع، وحققت العدالة الاجتماعية بين المواطنين، ورأينا ابن الفلاح يتخرج من كلية الطب.