الغارديان: إيران ترد على تهديدات ترامب العلنية بلهجة متحدية
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
شددت صحيفة "الغارديان" البريطانية على أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ملف إيران النووي أثارت ردود فعل إيرانية قوية وهدد المسؤولون الإيرانيون بأن "العنف يولد العنف" وأن ما يصدر من تصريحات عن ترامب هي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.
وجاءت ردود الأفعال الإيرانية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي التي هدد فيها بضرب الجمهورية الإسلامية إن لم توافق على مطالبه وتوقع معاهدة تتعلق ببرامجها النووية.
وجاءت تهديدات ترامب وهي الأكثر وضوحا من تلك التي عملها في السابق، بعدما أرسل رسالة إلى إيران، لم يكشف بعد عن تفاصيلها، عرض فيها البدء في محادثات تتعلق بالبرنامج النووي، حسب تقرير نشرته الصحيفة البريطانية وترجمته "عربي21".
وردت إيران على الرسالة معبرة عن رغبتها بعقد محادثات غير مباشرة. وقد رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي قائلا: " تهديد رئيس دولة الواضح بقصف إيران وهو تناقض جلي مع جوهر الأمن والسلام الدوليين".
وأضاف بقائي أن "تهديدا كهذا هو خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة وخرق لنظام الضمانات الذي وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والعنف لا يولد إلا العنف، والسلام يجلب السلام، وعلى أمريكا الاختيار".
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، المتشكك من الحوار مع الولايات المتحدة، إن إيران ليست مهتمة بما يقوله ترامب، وأضاف "نستبعد أن يأتي مثل هذا الضرر من الخارج. ومع ذلك، إذا وقع أي عمل خبيث، فسيقابل بالتأكيد برد حازم وحاسم".
وقال العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية في الحرس الثوري: "من كان بيته من زجاج فلا يرمي أحدا بالحجارة"، مضيفا: "للأمريكيين ما لا يقل عن عشر قواعد تضم 50,000 جنديا في المنطقة، مما يعني أنهم يجلسون في بيت من زجاج".
ولكن وزير الخارجية، عباس عراقجي الذي يرى مصلحة في الحفاظ على منظور المحادثات مع الغرب حيا، تحدث عن رد بلاده على رسالة ترامب من خلال دولة عمان، مضيفا أن الرسالة قد وصلت إلى الولايات المتحدة، على حد علمه.
وأكد عراقجي أن المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة ليست ممكنة في الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة بتهديد إيران والتنمر عليها.
وأرسل ترامب رسالته إلى إيران عبر المبعوث الدبلوماسي الإماراتي البارز، أنور قرقاش. وكان اختيار الأخير كوسيط، هو إشارة عن أن الرسالة قصد منها منح المفاوضات فرصة، بدلا من حشر إيران ودفعها لرفض المحادثات.
وقال ترامب إن الموعد النهائي للتقدم في المحادثات هو منتصف أيار/مايو، لكن هناك موعد نهائي آخر في آب/أغسطس، والذي ستنهي فيه صلاحية الاتفاق الأصلي، وضرورة أن تصدر أوروبا ردا على هذا.
وخرج ترامب من الاتفاقية في عام 2018، وهو قرار نظر إليه بالتحرك الخاطئ، لأنه دفع إيران لتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم.
وكان اختيار إيران سلطنة عمان كوسيط إشارة عن رغبتها في أن تكون وسيطا، بدلا من الإمارات التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل.
وعقدت إيران والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة في فيينا عام 2021 وأثناء إدارة جو بايدن، وهو أمر اتفق الجميع على أنه مضيعة لوقت كبير، ولم تفض إلى خرق مهم. ولهذا يبدو ترامب مترددا في منح إيران الفرصة لمحادثات غير مباشرة.
كما أن هناك حاجة لمتابعة أربع جولات من المحادثات الموازية التي عقدتها الدول الأوروبية مع إيران في جنيف. ولم تعلق طهران على رسالة ترامب ومدى ما طالب به من تنازلات من إيران.
لكن السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم الصادق، أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى محادثات تتجاوز البرنامج النووي، قائلا إن الرسالة دعت إلى حل ميليشيا الحشد الشعبي العراقي المدعومة من إيران. وقد انقسمت الإدارة الأمريكية حول ما إذا كانت ستكتفي بمطالبة إيران بإخضاع برنامجها النووي المدني لتفتيش دولي أشمل، أو تقديم مجموعة أوسع من المطالب، بما في ذلك إنهاء برنامجها النووي بالكامل والتزام إيران بوقف تمويل جماعات المقاومة في الشرق الأوسط، مثل حماس في غزة والحوثيين في اليمن.
ودعا مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، إلى "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني، وهو أمر ترفضه طهران. وفي المقابل، تحدث ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، فقط عن تقييد البرنامج النووي الإيراني، وهو أمر كانت إيران على استعداد لقبوله منذ عام 2015 طالما أنه سيقود إلى رفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني.
ويعتقد البعض داخل إدارة ترامب أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى تغيير النظام. في وقت سيطلب فيه ترامب ضمانات الحد الأدنى، بأن الاقتصاد الإيراني المنتعش لن يؤدي فقط إلى أموال إضافية للميليشيات المدعومة من إيران.
واتهم كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، والذي يوصف أحيانًا بأنه كبير المفاوضين، الولايات المتحدة بشن حرب نفسية من خلال تبني سياسة "إما الحرب أو التفاوض".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك رفضا واسعا في الخليج لهجوم قد تدفعه التهديدات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، حيث يعتبر هذا عاملا جديدا نسبيا في المعادلة، وتشير التقارير إلى أن خطة ترامب لزيارة المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له تعني أنه قد يسمع شخصيا معارضةً شديدة لهجوم على إيران من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
ولا ترتكز معارضة الخليج لهجوم على إيران على تقارب أيديولوجي وثيق معها، بل على شعور بضرورة تجنيب المنطقة المزيد من عدم الاستقرار السياسي، ومع ضعف القيادة الإيرانية الحالية، فإن تغيير النظام ليس أمرا مرحبا به، حسب الصحيفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب إيران خامنئي إيران خامنئي ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إیران على
إقرأ أيضاً:
تهديدات متبادلة بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الرسوم الجمركية
2 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: أكدت الولايات المتحدة لحلفائها في أوروبا ضرورة استمرارهم في شراء الأسلحة الأمريكية، محذرة من أي استبعاد لشركاتها من العقود الأوروبية للتسلح.
جاء ذلك وفقا لما أفادت به وكالة “رويترز”، التي تابعت: “أبلغ مسؤولون أمريكيون حلفاءهم الأوروبيين أنهم يريدون منهم مواصلة شراء الأسلحة الأمريكية، وسط تحركات الاتحاد الأوروبي الأخيرة للحد من مشاركات الشركات المصنعة الأمريكية في مناقصات الأسلحة”.
تأتي تلك الرسائل الأمريكية في الأسابيع الأخيرة على خلفية اتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات لتعزيز صناعة الأسلحة في أوروبا مع احتمال تقييد مشتريات أنواع معينة من الأسلحة الأمريكية، بحسب “رويترز”.
وبحسب مصدرين، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وزراء خارجية ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، في اجتماع عقد أواخر آذار الماضي، أن “الولايات المتحدة ترغب في مواصلة المشاركة في المشتريات الدفاعية للاتحاد الأوروبي”، وأشاروا إلى أن “الوزير الأمريكي حذر المسؤولين من أن أي استبعاد للشركات الأمريكية من العطاءات الأوروبية سوف ينظر إليه بشكل سلبي في واشنطن”.
وقال دبلوماسي من إحدى دول شمال أوروبا، لم يحضر الاجتماع :إن “بلاده تلقت مؤخرا إخطارا من مسؤولين أمريكيين بأن أي استثناء من مشتريات الأسلحة من الاتحاد الأوروبي ستعتبره الولايات المتحدة أمرا غير مناسب”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية :إن “روبيو يعتزم مناقشة هذه القضية خلال زيارة إلى بروكسل هذا الأسبوع، حيث سيحضر اجتماعا لوزراء خارجية حلف “الناتو”.
وقال المسؤول: “إنها قضية أثارها الوزير وسيستمر في طرحها”، فيما قال أيضا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرحب بالجهود التي يبذلها الحلفاء الأوروبيون “لتعزيز قدراتهم الدفاعية وتحمل مسؤولية أمنهم”، إلا أنه حذر من إنشاء حواجز جديدة من شأنها استبعاد الشركات الأمريكية من مشاريع الدفاع الأوروبية.
وكان ترامب قد فرض رسوما جمركية بنسبة 25% على جميع شحنات الصلب والألومنيوم إلى البلاد من الخارج، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي.
وفي أواخر آذار، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية “أعلى بكثير” على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي وكندا إذا تعاونا بشأن الرسوم الجمركية.
وبحسب تقارير إعلامية، يتوقع الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية موحدة “ذات خانتين” اعتبارا من الثاني من نيسان الجاري.
وذكرت صحيفة “باييس”، نقلا عن مصدر رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي، أن بروكسل ليس لديها “خطوط حمراء” للرد على الولايات المتحدة إذا فرضت رسوما جمركية على السلع الأوروبية في الثاني من نيسان، إضافة إلى تدابير متماثلة، واحتمال أن تقوم المفوضية الأوروبية بإغلاق سوق الاتحاد الأوروبي أمام بعض السلع والخدمات الأمريكية.
إضافة إلى ذلك، قد يتم منع الشركات الأمريكية من المشاركة في المناقصات الخاصة بالعقود الحكومية أو في المشاريع الممولة من ميزانية الاتحاد الأوروبي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts