دموية المشهد الفلسطيني لم تتغير في غزة، ووصلت الى مدن الضفة، لم ينقطع مسلسل جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وبالرغم من فظاعة المشهد والجريمة اللذين يتحمل مسؤوليتهما الاحتلال، يسمع الفلسطينيون والعرب كلاما وأوهاما فيهما الكثير من التضليل عن إمكانية تحقيق الهدوء ووقف العدوان، إذا ما تخلى الشعب الفلسطيني عن المقاومة، باعتبار الأخيرة السبب لويلات أصابتهم من وراء خياراتهم باللجوء لمواجهة الاحتلال.
ومحاولة ركوب موجة الدم الفلسطيني اليوم بقياس حسابات مصالح الاحتلال مع أنظمة التطبيع العربي والولايات المتحدة، وبعيدا عن مصلحة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وبقاء الشعب الفلسطيني فوق أرضه وتعزيز صموده، هي مصلحة قديمة يغيب فيها إتقان حساب قراءة إرادة الشعب الفلسطيني وتجربته النضالية في مقاومة الاحتلال، وبأنه صاحب قضية عادلة، وبأنه ليس خارج قانون الحياة والتاريخ، وهو جزء أساسي من هذا الصراع مع المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة العربية.
قاوم ويقاوم الشعب الفلسطيني محاولات شطبه من الوجود، والتي لا تقتصر على مواجهته لجرائم الإبادة الجماعية في غزة، أو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل والقدس وغيرها، والتي ترسي حقيقة ساطعة بأن العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، أمرٌ نافذ وممنهج في أدبيات المشروع الصهيوني الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، وما كشفته جرائم الإبادة الجماعية في غزة
بهذه الحقيقة وغيرها، قاوم ويقاوم الشعب الفلسطيني محاولات شطبه من الوجود، والتي لا تقتصر على مواجهته لجرائم الإبادة الجماعية في غزة، أو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل والقدس وغيرها، والتي ترسي حقيقة ساطعة بأن العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، أمرٌ نافذ وممنهج في أدبيات المشروع الصهيوني الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، وما كشفته جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وسياسات الدعم المطلق لها من الولايات المتحدة ونفاق الغرب وصمت العرب عنها، هي لتأسيس مرحلة هزيمة مطلقة على الشعب الفلسطيني من خلال الدخول في صغائر المساومات والتلاعب بالكلمات والألفاظ؛ بمحاولات الالتفاف على وقف العدوان ورمي الكثير من المناورات، والتي تبدو كحل بأن يتخلى الفلسطينيون عن مقاومتهم في غزة، أو بطردها خارج الحدود، أو طرد سكان غزة وتهجيرهم، فكل ذلك ليس أكثر من خداع للعودة إلى نفس المجرى وإلى ذات السياسة التي جرب فيها الفلسطينيون والعرب الاشتراطات المذلة والمهينة في التطبيع والعلاقة مع الاحتلال منذ أوسلو وإلى اتفاقات أبراهام والتي قادت القضية الفلسطينية إلى هذا المشهد الكارثي.
اختزال القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، في مشكلة وجود "مقاومة" بين صفوفه، واستبدال كل القضية ببرنامج تقاسم وظيفي لإدارة غزة أو شؤون الضفة وببرنامج تحسين ظروف معيشية للسكان في كانتونات معزولة ومحاصرة بكتل ضخمة من مدن الاستيطان، هو بالأصل اختزال صهيوني لحل مشكلة بقاء الفلسطينيين فوق أرضهم، لذلك لم تكن مفاجئة المواقف السياسية الدولية لجرائم الإبادة الجماعية وسلوك نهج التدمير الشامل في غزة والضفة خارج هذا الاختزال، والذي أسقط أولا وقبل كل شيء البناء النظري لـ"السلام" المزعوم، وعصف بكل الأوهام الفلسطينية والعربية الرسمية المستندة على نفس الأسس الواهية والمتهالكة من بناء سلام مزعوم إذا ما تحقق شرط استسلام الفلسطينيين، لقد سقط هذا البناء المتهالك ركاما فوق رؤوس أصحابه ومنظريه والمدافعين عنه والمروجين له، وهو يضع الجميع أمام سؤال مباشر: أين البناء البديل عن كل ذلك؟
النواة الفلسطينية المطلوب منها أن تلعب دورا بارزا في المواجهة، لم تتشكل بعد، وليس هناك ما يشير إلى تغيير جوهري يسمح باتخاذ قرارات مراجعة لكل مسيرة العبث الفلسطيني والعربي بالقضية وحقوق الشعب الفلسطيني، فما هو موجود في الأفق كمين منصوب للعودة مجددا للقبول بالشروط الإسرائيلية الأمريكية على المنطقة، من خلال الابتزاز الصهيوني للفلسطينيين في غزة والضفة بالمذابح وجرائم الحرب وضد الإنسانية
النواة الفلسطينية المطلوب منها أن تلعب دورا بارزا في المواجهة، لم تتشكل بعد، وليس هناك ما يشير إلى تغيير جوهري يسمح باتخاذ قرارات مراجعة لكل مسيرة العبث الفلسطيني والعربي بالقضية وحقوق الشعب الفلسطيني، فما هو موجود في الأفق كمين منصوب للعودة مجددا للقبول بالشروط الإسرائيلية الأمريكية على المنطقة، من خلال الابتزاز الصهيوني للفلسطينيين في غزة والضفة بالمذابح وجرائم الحرب وضد الإنسانية، والدخول في هذا النوع من المساومة من خلال الهروب الى الأمام بتطويق الأمر واختزاله في أن مصيبة الشعب الفلسطيني هي فقط بوجود فصيل فلسطيني (حماس) في غزة أو فصائل مقاومة في الضفة، وبدونه ستكون القضية والشعب على أحسن حال. وهذا أيضا تسليم بالرواية والذريعة الصهيونية التي تحارب محور الإرهاب في اليمن وسوريا وإيران والعراق وغيرها، وهي رواية يتشارك فيها كثير من النظام العربي الذي يبتعد زورا وعن قصد في تأدية الخداع للذات في ظل وهج المذبحة المستمرة.
ويبدو جليا أن المؤشرات الجديدة، إن صح التعبير، في استمرار جرائم الإبادة الصهيونية، والابتعاد الكلي عن الجوهر في وجود الاحتلال، وعدم امتثاله للقانون الدولي وشرعيته، تعبر عن منهجين باقيين باستراتيجيتين متناحرتين إحداهما صهيونية، والأخرى شعبية فلسطينية وعربية، حيث تقول خبرة التجربة فيهما ناهيك عن طبيعة التناقض، أن الصراع مستمر حتى يتم النصر الكامل لإحداهما والسحق الكامل للأخرى، وإذا قُدر وفُرضت شروط موضوعية وقاسية بالاستناد للخلل الذاتي والظرفي انتصارا لعدو الشعب الفلسطيني، فإنه من الصعب أن يقبل العقل. وكما تدل تجارب التاريخ البشري العديدة بما في ذلك تجارب المنطقة العربية بأن الصراع التاريخي والمصيري مع المشروع الصهيوني، فلن تحسمه معركة واحدة وبفرض حل دولي يتابع فقط مشهد جرائم الإبادة في غزة والضفة ويريد لهذا الشعب أن يصمت ويستكين ويستسلم، وهو ما لم يحصل على مدى قرن.
x.com/nizar_sahli
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الفلسطيني غزة الاحتلال المقاومة احتلال فلسطين مقاومة غزة ابادة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جرائم الإبادة الجماعیة فی غزة المشروع الصهیونی الشعب الفلسطینی فی غزة والضفة من خلال
إقرأ أيضاً:
الأورومتوسطي يدعو لتحرك عاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة
#سواليف
وجّه الأورومتوسطي رسالة عاجلة لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عبّر فيها عن قلقه العميق إزاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، والتي ترقى لمستوى الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي.
وقال المرصد الأورومتوسطي في رسالته للوزراء الأوروبيين إنّ الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن خسائر غير مسبوقة في صفوف المدنيين، وأجبرت الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة على النزوح في ظروف قاتلة، فضلًا عن التدمير شبه الكامل للبنية التحتية، حيث كشفت هذه الممارسات عن الطبيعة المنهجية والنطاق الواسع للعنف الشديد والاستهداف المتعمد للسكان بهدف فرض تغييرات في التركيبة الديموغرافية للمنطقة.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ الحرمان المتعمد والمستمر من الموارد الأساسية، وإلحاق أضرار جسدية ونفسية جسيمة بالسكان الفلسطينيين في غزة، وإنفاذ تدابير تهدف إلى منعهم من الإنجاب، تستوفي جميع أركان جريمة الإبادة الجماعية كما حددها القانون الدولي.
مقالات ذات صلة “واللا”: الجيش الإسرائيلي يستعد لمناورة “مستقبلية كبرى” يمكن خلالها تقسيم غزة إلى قسمين 2025/04/20ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنه رغم بلوغ حجم الدمار والخسائر في الأرواح في غزة نقطة اللاعودة، فإنّ الفرصة ما تزال قائمة لمنع مزيد من الموت والدمار، إذا ما اختار الاتحاد الأوروبي التحرك واتخاذ موقف حاسم بهذا الشأن.
ما يجري حاليًا في غزة ليس مجرد عودة إلى الحرب بل تصعيدًا في حرب الإبادة الجماعية، في ظل استمرار الانتهاكات الجسيمة حتى خلال وقف إطلاق النار
وأكّد الأورومتوسطي أنّ هذه الاستنتاجات يؤيّدها خبراء الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، وبالأخص محكمة العدل الدولية التي خلصت عام 2024 إلى أنّ الأفعال التي ارتكبتها إسرائيل في غزة قد ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية. ويترتب على هذا الاستنتاج التزامات قانونية واضحة على جميع الدول، بما فيها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لمنع ارتكاب المزيد من الجرائم وضمان محاسبة المسؤولين.
وذكر أنّ إسرائيل فرضت في 2 مارس/ آذار 2025، حظرًا شاملًا على دخول جميع المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى حرمان أكثر من 2.3 مليون نسمة – نصفهم من الأطفال – من مقومات الحياة الأساسية. وفي 18 مارس/ آذار من العام نفسه، استأنفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المباشرة، التي اتّسمت بطابع القتل الجماعي.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ ما يجري حاليًا في غزة ليس مجرد عودة إلى الحرب بل تصعيدًا في حرب الإبادة الجماعية، في ظل استمرار الانتهاكات الجسيمة حتى خلال وقف إطلاق النار، بما يعكس الإصرار على تنفيذ سياسة ممنهجة للإبادة بحق السكان المدنيين.
وأشار إلى أنّه منذ استئناف إسرائيل الهجمات المباشرة في مارس/ آذار 2025، أسفرت الغارات الجوية عن ارتفاع حاد في أعداد الضحايا المدنيين. ففي غضون 72 ساعة فقط بعد 21 مارس/آذار، قُتل 591 فلسطينيًا، بينهم أكثر من 220 طفلًا و120 امرأة، فيما أُصيب أكثر من ألف آخرين. وبحلول 27 مارس/آذار، ارتفع عدد الوفيات إلى 830 شخصًا، بالإضافة إلى 1787 جريحًا.
ولفت إلى أنّ حصيلة الضحايا هذه تُضاف إلى حصيلة كبيرة بالفعل، إذ بلغ عدد القتلى بفعل الهجمات الإسرائيلية بحلول يناير/كانون ثانٍ 2025 نحو 58,340 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال. فضلًا عن إصابة حوالي 116,300 حتى ذلك التاريخ، في حين شهد قطاع غزة دمارًا واسع النطاق طال نحو 80% من بنيته التحتية، بما في ذلك المباني السكنية والمرافق الحيوية والأراضي الزراعية.
وحذّر المرصد الأورومتوسطي في الرسالة من الخسائر الفادحة التي يتكبدها المدنيون في قطاع غزة، ولا سيما الأطفال، مبرزًا مقتل أكثر من 18,000 طفل حتى الآن، وفقدان 5% من الأطفال لأحد والديهم أو كليهما، أو تعرّضهم للانفصال القسري عن عائلاتهم، كما أنّ الغالبية العظمى من الأطفال حُرموا من حقهم في التعليم، ويواجهون خطر سوء التغذية الحاد.
وأوضح أنّ قطاع غزة بات يسجل أعلى معدل لبتر الأطراف للفرد على مستوى العالم، في مؤشر على حجم العنف المستمر والممنهج الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين المحاصرين في القطاع.
وخاطب المرصد الأورومتوسطي في الرسالة الوزراء الأوروبيين بالقول: “إنّها مسألة اختيار: هل سيبقى الاتحاد الأوروبي صامتًا في وجه هذه الجريمة غير المسبوقة، مواصلًا انتهاكه الصارخ للقيم التي يزعم الالتزام بها؟ أم سيتخذ موقفًا حاسمًا ويفعل كل ما في وسعه ليُثبت للعالم أنه لا يكتفي بالدفاع عن أهمية دعم حقوق الإنسان وحمايتها، بل ويمارسها أيضًا؟”
ودعا المرصد الأورومتوسطي الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير عاجلة وحاسمة تشمل فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل، وتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، فضلًا عن وقف تصدير الأسلحة إليها بشكل كامل وتفعيل آليات المساءلة الدولية.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي دول الاتحاد الأوروبي على دعم جهود محكمة العدل الدولية في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين، واللجوء إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية لملاحقة ومقاضاة الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.