عربي21:
2025-04-02@18:07:41 GMT

متابعة مشهد الإبادة في غزة

تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT

دموية المشهد الفلسطيني لم تتغير في غزة، ووصلت الى مدن الضفة، لم ينقطع مسلسل جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وبالرغم من فظاعة المشهد والجريمة اللذين يتحمل مسؤوليتهما الاحتلال، يسمع الفلسطينيون والعرب كلاما وأوهاما فيهما الكثير من التضليل عن إمكانية تحقيق الهدوء ووقف العدوان، إذا ما تخلى الشعب الفلسطيني عن المقاومة، باعتبار الأخيرة السبب لويلات أصابتهم من وراء خياراتهم باللجوء لمواجهة الاحتلال.



ومحاولة ركوب موجة الدم الفلسطيني اليوم بقياس حسابات مصالح الاحتلال مع أنظمة التطبيع العربي والولايات المتحدة، وبعيدا عن مصلحة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وبقاء الشعب الفلسطيني فوق أرضه وتعزيز صموده، هي مصلحة قديمة يغيب فيها إتقان حساب قراءة إرادة الشعب الفلسطيني وتجربته النضالية في مقاومة الاحتلال، وبأنه صاحب قضية عادلة، وبأنه ليس خارج قانون الحياة والتاريخ، وهو جزء أساسي من هذا الصراع مع المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة العربية.

قاوم ويقاوم الشعب الفلسطيني محاولات شطبه من الوجود، والتي لا تقتصر على مواجهته لجرائم الإبادة الجماعية في غزة، أو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل والقدس وغيرها، والتي ترسي حقيقة ساطعة بأن العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، أمرٌ نافذ وممنهج في أدبيات المشروع الصهيوني الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، وما كشفته جرائم الإبادة الجماعية في غزة
بهذه الحقيقة وغيرها، قاوم ويقاوم الشعب الفلسطيني محاولات شطبه من الوجود، والتي لا تقتصر على مواجهته لجرائم الإبادة الجماعية في غزة، أو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل والقدس وغيرها، والتي ترسي حقيقة ساطعة بأن العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، أمرٌ نافذ وممنهج في أدبيات المشروع الصهيوني الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، وما كشفته جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وسياسات الدعم المطلق لها من الولايات المتحدة ونفاق الغرب وصمت العرب عنها، هي لتأسيس مرحلة هزيمة مطلقة على الشعب الفلسطيني من خلال الدخول في صغائر المساومات والتلاعب بالكلمات والألفاظ؛ بمحاولات الالتفاف على وقف العدوان ورمي الكثير من المناورات، والتي تبدو كحل بأن يتخلى الفلسطينيون عن مقاومتهم في غزة، أو بطردها خارج الحدود، أو طرد سكان غزة وتهجيرهم، فكل ذلك ليس أكثر من خداع للعودة إلى نفس المجرى وإلى ذات السياسة التي جرب فيها الفلسطينيون والعرب الاشتراطات المذلة والمهينة في التطبيع والعلاقة مع الاحتلال منذ أوسلو وإلى اتفاقات أبراهام والتي قادت القضية الفلسطينية إلى هذا المشهد الكارثي.

اختزال القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، في مشكلة وجود "مقاومة" بين صفوفه، واستبدال كل القضية ببرنامج تقاسم وظيفي لإدارة غزة أو شؤون الضفة وببرنامج تحسين ظروف معيشية للسكان في كانتونات معزولة ومحاصرة بكتل ضخمة من مدن الاستيطان، هو بالأصل اختزال صهيوني لحل مشكلة بقاء الفلسطينيين فوق أرضهم، لذلك لم تكن مفاجئة المواقف السياسية الدولية لجرائم الإبادة الجماعية وسلوك نهج التدمير الشامل في غزة والضفة خارج هذا الاختزال، والذي أسقط أولا وقبل كل شيء البناء النظري لـ"السلام" المزعوم، وعصف بكل الأوهام الفلسطينية والعربية الرسمية المستندة على نفس الأسس الواهية والمتهالكة من بناء سلام مزعوم إذا ما تحقق شرط استسلام الفلسطينيين، لقد سقط هذا البناء المتهالك ركاما فوق رؤوس أصحابه ومنظريه والمدافعين عنه والمروجين له، وهو يضع الجميع أمام سؤال مباشر: أين البناء البديل عن كل ذلك؟

النواة الفلسطينية المطلوب منها أن تلعب دورا بارزا في المواجهة، لم تتشكل بعد، وليس هناك ما يشير إلى تغيير جوهري يسمح باتخاذ قرارات مراجعة لكل مسيرة العبث الفلسطيني والعربي بالقضية وحقوق الشعب الفلسطيني، فما هو موجود في الأفق كمين منصوب للعودة مجددا للقبول بالشروط الإسرائيلية الأمريكية على المنطقة، من خلال الابتزاز الصهيوني للفلسطينيين في غزة والضفة بالمذابح وجرائم الحرب وضد الإنسانية
النواة الفلسطينية المطلوب منها أن تلعب دورا بارزا في المواجهة، لم تتشكل بعد، وليس هناك ما يشير إلى تغيير جوهري يسمح باتخاذ قرارات مراجعة لكل مسيرة العبث الفلسطيني والعربي بالقضية وحقوق الشعب الفلسطيني، فما هو موجود في الأفق كمين منصوب للعودة مجددا للقبول بالشروط الإسرائيلية الأمريكية على المنطقة، من خلال الابتزاز الصهيوني للفلسطينيين في غزة والضفة بالمذابح وجرائم الحرب وضد الإنسانية، والدخول في هذا النوع من المساومة من خلال الهروب الى الأمام بتطويق الأمر واختزاله في أن مصيبة الشعب الفلسطيني هي فقط بوجود فصيل فلسطيني (حماس) في غزة أو فصائل مقاومة في الضفة، وبدونه ستكون القضية والشعب على أحسن حال. وهذا أيضا تسليم بالرواية والذريعة الصهيونية التي تحارب محور الإرهاب في اليمن وسوريا وإيران والعراق وغيرها، وهي رواية يتشارك فيها كثير من النظام العربي الذي يبتعد زورا وعن قصد في تأدية الخداع للذات في ظل وهج المذبحة المستمرة.

ويبدو جليا أن المؤشرات الجديدة، إن صح التعبير، في استمرار جرائم الإبادة الصهيونية، والابتعاد الكلي عن الجوهر في وجود الاحتلال، وعدم امتثاله للقانون الدولي وشرعيته، تعبر عن منهجين باقيين باستراتيجيتين متناحرتين إحداهما صهيونية، والأخرى شعبية فلسطينية وعربية، حيث تقول خبرة التجربة فيهما ناهيك عن طبيعة التناقض، أن الصراع مستمر حتى يتم النصر الكامل لإحداهما والسحق الكامل للأخرى، وإذا قُدر وفُرضت شروط موضوعية وقاسية بالاستناد للخلل الذاتي والظرفي انتصارا لعدو الشعب الفلسطيني، فإنه من الصعب أن يقبل العقل. وكما تدل تجارب التاريخ البشري العديدة بما في ذلك تجارب المنطقة العربية بأن الصراع التاريخي والمصيري مع المشروع الصهيوني، فلن تحسمه معركة واحدة وبفرض حل دولي يتابع فقط مشهد جرائم الإبادة في غزة والضفة ويريد لهذا الشعب أن يصمت ويستكين ويستسلم، وهو ما لم يحصل على مدى قرن.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الفلسطيني غزة الاحتلال المقاومة احتلال فلسطين مقاومة غزة ابادة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جرائم الإبادة الجماعیة فی غزة المشروع الصهیونی الشعب الفلسطینی فی غزة والضفة من خلال

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوامر الإخلاء القسري لمدينة رفح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذرت الرئاسة الفلسطينية، من خطورة أوامر الإخلاء القسري لمدينة رفح بالكامل، مترافقًا ذلك مع استشهاد أكثر من 80 مواطنًا فلسطينيًا منذ بدء عيد الفطر المبارك.

وذكرت الرئاسة الفلسطينية في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم الإثنين أن عملية التهجير الداخلي مدانة ومرفوضة، وهي مخالفة للقانون الدولي تمامًا كدعوات التهجير للخارج، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد، محذرة من الاستهداف المتعمد للطواقم الطبية من قبل جيش الاحتلال، والذي يشكل خرقًا كبيرًا للقوانين والمواثيق الدولية التي تحرم استهداف القطاع الطبي.

وطالبت الرئاسة الفلسطينية، حركة حماس بقطع الطريق على الاحتلال الإسرائيلي وسحب الأعذار منه لمواصلة عدوانه الدموي ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، وأن عليها أن تحمي أرواح أبناء الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناتهم وعذاباتهم في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية.

وأشارت إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وخاصة على مخيمات شمال الضفة، والتي تترافق مع عمليات القتل وإخلاء المواطنين وهدم منازلهم، وحملة الاعتقالات ومواصلة هدم البنية التحتية للمدن والمخيمات، ومواصلة إرهاب المستوطنين، والاعتداء على المقدسات جميعها ستدفع نحو التصعيد وعدم الاستقرار، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية ستدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أنه مع تصاعد الحديث عن طبول الحرب في المنطقة، فإن على الجميع أن يفهم أنه دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، فإن المنطقة ستبقى في دوامة حروب لا تنتهي سيدفع ثمنها الجميع، وعلى دول العالم كافة أن تتحمل مسؤولياتها حفاظًا على القانون الدولي والمواثيق الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تدين اقتحام وزراء بحكومة الاحتلال للضفة الغربية
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين في غزة إلى 209 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية
  • شهداء ومصابون باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة
  • الاحتلال يواصل عدوانه ضد الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية
  • “حماس”: الرهان على كسر إرادة الشعب الفلسطيني تحت “الضغط” مصيره الفشل
  • حركةُ حماس تُحمِّلُ أمريكا والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إبادة الشعب الفلسطيني
  • الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوامر الإخلاء القسري لمدينة رفح
  • الخارجية الفلسطينية: إعدام الاحتلال طواقم الإسعاف في رفح «جريمة حرب»
  • تظاهرة حاشدة في روما تطالب بوقف “الإبادة الجماعية” في قطاع غزة