بيت نَتّيف قرية كنعانية مهجرة تغفو على جبال الخليل
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
كانت القرية تنهض على إحدى قمم المنطقة الغربية من جبال الخليل، ومشرفة على امتداد ساحلي في الغرب، ومواجهة سلسلة من الجبال في الشرق.
تقع قرية بيت نَتّيف شمالي غرب مدينة الخليل بالضفة الغربية بين صوريف وزكريا وعجور، عرفت بالعهد الروماني باسم بيت لتفا ومنه جاء اسمها الحالي، وتبعد القرية مسافة 20 كم جنوب غرب القدس، في منتصف الطريق الروماني القَديم بين بيت جبرين والقدس.
قرية كبيرة جدا، وصل عدد سكانها إلى 520 نسمة تقريبا عام 1596 يوم كانت تابعة لناحية القدس، وإلى 2150 نسمة عام 1945. اعتمد سكان القرية في معيشتهم على المزروعات البعلية، وتربية المواشي، والحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة، كالكرمة والزيتون.
العصابات الصهيونية تحاصر قرية بيت نتيف عام 1948.
في عام 1596، كانت بيت نَتّيف قرية من ناحية القدس (لواء القدس)، ويسكنها 572 نسمة، يؤدون الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.
أول من أطلق على بيت نَتّيف هذا الاسم هم العرب الكنعانيون الذين دخلوا فلسطين (قبل الميلاد بأربعة آلاف سنة)، وكلمة "بيت" لديهم كانت تعني المنطقة أو ما يشبه الضيعة (باللهجة اللبنانية) أما نَتّيف فهو اسم أحد آلهة الكنعانيين.
وردت بيت نَتّيف في أكثر من مصدر بأنها كنعانية استنادا إلى أن أي قرية في فلسطين تبدأ بـ كلمة "بيت"، أو كلمة "كفر" فهي كنعانية ودليل أن الكنعانيين كانوا يخصصون منطقة أو ضيعة لكل إلهاه عندهم، ولم يكن للكنعانيين معابد أو هياكل، بل كانوا يعبدون آلهتهم على قمم الجبال والمشارف، فيقيمون هناك عمودا أو نصبا أو صخرا أو تمثالا يسمونه بيت الإلاه: أي مسكن الرب، فيعبدونه ويجلونه.
كان شكل القرية العام على هيئة نجمة، بأحيائها المنفصلة، وشوارعها العريضة، وكان فيها مساجد ومقامات، أبرزها مقام لشيخ يدعى إبراهيم، وكان فيها مدرسة ابتدائية، ومتاجر منتشرة في الأحياء كافة.
كانت القرية موقعا أثريا، يشمل كهوف وصهاريج وأرضيات من الفسيفساء وآثار طريق روماني.
ما تبقى من أثار أحد مباني القرية.
وكان موقع القرية إستراتيجيا وهذا ما سمح للقوات الإسرائيلية بعد احتلالها بقطع شريان المواصلات المهم بالنسبة إلى نظام القوات المصرية في هذا القطاع. وقد تواصلت الغارات الإسرائيلية في منطقة بيت نَتّيف خلال الأشهر الفاصلة بين احتلالها وتوقيع معاهدة الهدنة في نيسان/ أبريل عام 1949.
واحتلت الكتيبة الرابعة للواء "هرئيل" القرية أثناء عملية "ههار"، ويعرف تاريخ "الهاغاناه" بيت نَتّيف بأنها: قرية الذين قتلوا الـ35، إشارة إلى طابور من "البلماح" مؤلف من 35 جنديا سحق بعد أن أُرسل في كانون الثاني/ يناير عام 1948 للمشاركة في معركة دارت حول بعض المستعمرات في المنطقة.
أنشئت أربع مستعمرات على أراضي القرية وهي:" نتيف هلامد-هي" في عام 1949 وكل من "إفيعيزر" و"روغليت" و"نفي ميخائيل" عام 1958.
العصابات الصهيونية أثناء احتلال القرية.
يسكن لاجئو بيت نَتّيف اليوم في عدة تجمعات في الضفة الغربية كمخيم الدهيشة ومخيم عايدة قرب بيت لحم، ومخيم البقعة ومخيم حطين ومخيم مادبا في الأردن، كما يسكن بعضهم في مدن في الضفة كبيت جالا وبيت لحم، وفي عمان ومادبا والزرقاء في الأردن.
وما تبقى من القرية اليوم أكوام من الأنقاض في موقع القرية، كما يوجد بها بقايا مداخل منازل مقوسة وقبران كبيران مفتوحان وثمة إلى الشرق من الموقع رقعة يغطيها بشكل متباعد نبات الصبار وأشجار الخروب والزيتون.
تتبعثر أكوام من الأنقاض، التي أزاحتها الجرافات، على مساحة كبيرة. وتنتصب ست دعائم فولاذية وسط الأنقاض في مركز الموقع. وتشاهد بين الركام، أيضا، بقايا مداخل منازل مقوسة. وثمة قبران كبيران مفتوحان في الركن الشمالي الشرقي، ويبدو ما فيهما من عظام للعيان. وثمة إلى الشرق من الموقع رقعة يغطيها، بشكل متباعد، نبات الصبار وشجر الخروب والزيتون.
المصادر والمراجع:
ـ جودت السعد، "مختصر البلدان في أرض كنعان"، ترجم عن العبرية، مكتبة برهومة عمان 1995.
ـ مصطفى مراد الدباغ، موسوعة " بلادنا فلسطين"، ج5، في ديار الخليل، ص257-260.
ـ محمد حسن حسين المشـايـخ ، كتاب "بيت نَتّيف :الخليـل وطن العمالقة" .
ـ الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
ـ وليد الخالدي، موسوعة "كي لا ننسى"، بيروت، 1997.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير فلسطين تاريخ فلسطين تاريخ هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صحيفة إيطالية: انطلاق خطة الطرد الكبرى من جنوب الخليل
سلّطت صحيفة "مانيفستو" الإيطالية الضوء على المخاوف المتصاعدة من تنفيذ خطة إسرائيلية وشيكة لتهجير الفلسطينيين من قرى مسافر يطا جنوب الخليل، قائلة إن خطة الطرد الإسرائيلية الكبرى قد انطلقت من هناك.
وأورد تقرير نشرته الصحيفة عن هذه القضية أعده الكاتب ميكيلي جورجيو، الذي أجرى مقابلات مع بعض سكان المنطقة، حيث التقى بحمدان بلال، المخرج المشارك في فيلم "لا أرض أخرى"، وهو أحد سكان قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي يجب معرفته عن حركة 50501 المناهضة لسياسات إدارة ترامب؟list 2 of 2الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران دون وجودهend of listوذكر بلال، الذي اعتدى عليه المستوطنون بعد عرض الفيلم، أن قريته تلقت 43 أمرا بالهدم، مضيفا تساؤله المقلق "فماذا عسانا نتوقع غير إجراء قسري نهائي؟".
ونقل الكاتب عن محمد، أحد سكان القرية، قوله إن المستوطنين الإسرائيليين يريدون "هذه التلال وأراضي الرعي هذه، ويستهدفون هذا الضوء وهذا الغروب الرائع. سوسيا معزولة، وبعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى، لكنها تظل في نظري أجمل مكان في العالم".
تطال المنطقة بأكملها
وواصل محمد، في غضون ذلك، حديثه عن سوسيا وتاريخها العريق، وعن تصاعد اعتداءات المستوطنين الذين يسعون منذ سنوات لإنهاء وجود القرية.
ويبيّن الكاتب أن هذه الأحداث تطال منطقة مسافر يطا بأكملها وتلال جنوب الخليل، التي أعلنتها إسرائيل "منطقة تدريب عسكري رقم 918″، وبات السكان الفلسطينيون فيها مهددين بالتهجير القسري.
إعلانووصف الكاتب الأجواء المحيطة بأنها يسودها الصمت، الذي لا يكسره سوى نباح كلب وصوت الريح وهي تداعب الأغطية المشدودة فوق المساكن لوقايتها من المطر والبرد.
وردا على سؤال للكاتب، أكد بلال أن الوضع في المنطقة يزداد سوءا يوما بعد يوم، مشيرا إلى استمرار ورود أنباء عن اعتداءات جديدة في قريتي أم الخير وجنبة وقرى أخرى، وإصابة فلسطيني آخر قبل ساعات قليلة من المقابلة.
كل شيء
وأضاف بلال أن المستوطنين اقتحموا قرية جنبة وأصابوا 5 من سكانها، ولم يكتفوا بذلك، بل عاد الجيش ليلا ودمر كل شيء: المدرسة والمنازل والمطابخ.. كل شيء.
واستمر بلال قائلا إن عنف المستوطنين في سوسيا لا يقتصر على الاعتداء على الأشخاص أو المنازل، بل يتجاوز ذلك، فمنذ فترة، باتوا يستخدمون حتى أغنامهم كسلاح، "إذ يجلبونها للرعي هنا لتدمير محاصيلنا الزراعية".
وحول أسباب هذا الضغط من المستوطنين على قريته، أوضح بلال قائلا "يدّعون أنه مكان تاريخي وتوراتي، ولهذا السبب يريدون طردنا منه. وهم يستخدمون لذلك إستراتيجيات مختلفة بما فيها رعي الأغنام أمام منازل الفلسطينيين.
تسارع وتيرة الطرد
وذكر بلال، حسب الكاتب، أن ما حدث له من اعتداء يندرج ضمن الإستراتيجية الأشمل الهادفة إلى طرد جميع الفلسطينيين من تلال جنوب الخليل، مشيرا إلى تسارع وتيرة الطرد.
وأضاف، على سبيل المثال، أن المستوطنين كانوا في السابق يأتون فقط من المستوطنات المجاورة، أما الآن، وبشكل متزايد، فإنهم يأتون أيضا من أنحاء أخرى من الضفة الغربية.
وتوقع أن يكون هناك تنسيق متزايد بين مستوطني الشمال والجنوب لتنظيم صفوفهم لشن هجمات مشتركة، قائلا إن اعتداءاتهم الحالية يشارك فيها أشخاص "لم نرهم من قبل".
المؤشرات واضحةوبسؤاله عما إذا كانت خطة التهجير الشاملة لأهالي سوسيا ومسافر يطا برمتها باتت وشيكة، أجاب بلال "ماذا يمكننا أن نتوقع غير إجراء قسري واسع النطاق ونهائي؟ المؤشرات واضحة ومقلقة".
إعلانووصف حالة الخوف التي تسيطر على الأهالي قائلا "في كل لحظة يقع اعتداء جديد. الجميع في مسافر يطا يشعرون بالخوف".
واستمر بلال "عندما يرسل الأهالي أطفالهم إلى المدرسة، يخشون أن يؤذيهم المستوطنون. الرعاة، عندما يخرجون بأغنامهم، يخشون على عائلاتهم في المنازل. نحن نعرف هدف إسرائيل، لكن لا يمكننا أن نتخيل الأسلوب التالي الذي ستستخدمه ضدنا. نحن عُزّل، على الرغم من أن النشطاء الدوليين والمحليين يبذلون قصارى جهدهم لمساعدتنا".