ملاكم ينهار دون ضربة ويفارق الحياة على الحلبة .. فيديو
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
وكالات
فقد الملاكم النيجيري غابرييل أولانريواجو وعيه بشكل مفاجئ خلال نزاله ضد الغاني جون مبانوجو، مساء السبت الماضي، ليتم نقله سريعًا إلى المستشفى، حيث أعلن الأطباء وفاته بعد 30 دقيقة فقط من وصوله.
وشهدت الجولة الثالثة من النزال، الذي كان يقام في العاصمة الغانية أكرا، لحظة درامية حين بدأ أولانريواجو بالتراجع دون أن يتلقى أي ضربة مباشرة، قبل أن يسقط على الحبال فاقدًا للوعي.
ورغم محاولات الطاقم الطبي لإنعاشه على الفور، لم تفلح جهودهم في إنقاذه، ليتم نقله إلى مستشفى “كورلي بو” التعليمي، حيث تأكدت وفاته.
الملاكم النيجيري، البالغ من العمر 40 عامًا، كان يملك سجلًا احترافيًا قويًا بـ13 انتصارًا مقابل هزيمة وحيدة وتعادل واحد. أما خصمه، الغاني جون مبانوجو، البالغ 22 عامًا، فكان يخوض النزال بسجل مشابه، حيث حقق 12 انتصارًا مقابل هزيمة واحدة وتعادل واحد.
إقرأ أيضًا:
ملاكم يوجه ضربة قاضية مذهلة لخصمه ويرفض الاحتفال احترامًا له.. فيديوالمصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: انهيار حلبة نزال ملاكم وفاة
إقرأ أيضاً:
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
لم تنتهِ الحرب بعد، لكن المعارك تغيّرت. لم تعد كلها تُخاض بالسلاح والنار، بل صار بعضها داخليًا صامتًا، يدور في صدور الرجال والنساء الذين فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم، وفقدوا معها الإحساس بالجدوى. واحدة من أخطر هذه المعارك الآن هي معركة الفراغ. الفراغ ليس مجرد وقت فائض، بل حالة خانقة تتضخم فيها الأحاسيس، ويكبر فيها الإحباط، وتتآكل فيها النفس ببطء. قال محمد شكري:
“على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن تعاسته”
وقال غازي القصيبي: “العمل لا يقتل مهما كان شاقًا، ولكن الفراغ يقتل أنبل ما في الإنسان”.
ما بين هاتين العبارتين مساحة واسعة من المعاناة السودانية اليوم.
من فقدوا أعمالهم لم يفقدوا المال فقط، بل فقدوا أيضًا الشعور بأنهم مفيدون، منتجون، قادرون على العطاء. باتوا فريسة لأفكار قاتمة، وهاجمتهم الوحدة بأسوأ صورها. وكما كتب ستيفان زفايغ في روايته لاعب الشطرنج :
“لم نتعرض لأي تعذيب جسدي، بل أسلمونا ببساطة إلى فراغٍ مطلق، ومن البديهي أن لا شيء في العالم يعذّب النفس البشرية أكثر من الفراغ.”
في واقعنا، هذا هو حال كثير من السودانيين اليوم. الفراغ يضغط على الروح، يُضاعف الحزن، ويُفقد المرء اتزانه. أما الذين ما زالوا مشغولين — حتى في أبسط المهام — تجدهم أكثر تماسكًا، لأنهم ببساطة لا يملكون وقتًا للانهيار.
وإذا كنا، لسبب أو لآخر، لم نلعب دورًا حين كانت المعارك تدور بالرصاص أمامنا، فها هي الفرصة اليوم لنلعب دورًا في معارك إعادة الإعمار، بنشر الأمل، ومقاومة الإحباط، والانضمام إلى فرق ترميم الأحياء، ولو بالرأي والمشورة. فإعادة البناء لا تحتاج فقط إلى الأيادي، بل إلى العقول والقلوب أيضًا. نحتاج اليوم أن نعيد تعريف النجاة: النجاة ليست فقط في البقاء على قيد الحياة، بل في أن نحافظ على إنسانيتنا، على قيمنا، على إحساسنا بأن لنا دورًا نؤديه. وهذا الدور قد يكون في التعليم، في التطوع، في دعم الجيران، أو حتى في خلق مساحة صغيرة من الفرح وسط الركام.
كل لحظة نقاوم فيها الفراغ، نكسب فيها جولة جديدة في معركة ما بعد الحرب. معركة إعادة الإعمار لا تبدأ من الطوب والحجر، بل من داخل النفوس. من قرار الإنسان أن ينهض، ويُشارك، ويُقاوم الفراغ قبل أن يقضي عليه. ولن يكون هناك نصر حقيقي ما لم نربح هذه المعركة أيضًا. الحرب سرقت من الناس أشياء كثيرة، لكن لا نسمح لها أن تسرق أرواحنا ونحن أحياء.
بقلم: عميد شرطة (م) عمر محمد عثمان
٢٠ أبريل ٢٠٢٥م
إنضم لقناة النيلين على واتساب