كشفت بيانات جمعتها مجلة "نيوزويك" أن أكثر من خُمس الخسائر الروسية من الطائرات والمروحيات منذ أن بدأت موسكو غزوها لأوكرانيا، لم تنتج عن أعمال عدائية من الجانب الأوكراني.

أعمال الصيانة للطائرات الحربية الروسية يشوبها القصور

فخلال فترة الحرب التي دامت 18 شهراً، تسببت الأعطال أو أخطاء الطيارين أو النيران الصديقة، أو غير ذلك من الحوادث والأسباب التي لا تتصل بالقتال المباشر ضد أوكرانيا في بـ 21.

7%، أو واحد من كل خمسة من خسائر الطائرات المأهولة الروسية التي تم التحقق منها، ويشمل ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات وطائرات النقل.

خسائر كبيرة في الطائرات الروسية

وتنسب "نيوزويك" إلى خبراء أن الخسائر الكبيرة في الطائرات الروسية أثناء التدريب أو المهام غير القتالية يمكن أن ترجع إلى عدة عوامل، من بينها ضعف مستوى صيانة الطائرات، وعدم تكريس الوقت الكافي لتدريب الطيارين للوصول إلى مستويات عالية من الكفاءة بالإضافة للافتقار إلى الصرامة بشأن إجراءات السلامة. 

More than a fifth of Russia's known manned aircraft and helicopter losses in the 18 months since Moscow launched its invasion of Ukraine have not been due to enemy action, data compiled by Newsweek has revealed. https://t.co/3ltiCeecXw

— Newsweek (@Newsweek) August 23, 2023

واستخدمت مجلة "نيوزويك" المعلومات التي يعرضها موقع الاستخبارات مفتوحة المصدر أوريكس "Oryx"، في تقدير العدد الإجمالي لخسائر الطيران الروسي المؤكدة.

وإلى ذلك، واستناداً إلى تقارير وسائل الإعلام الحكومية والمحلية الروسية، توصلت المجلة الأمريكية إلي وجود العشرات من الخسائر التي تم تنتج عن العمليات القتالية، بما في ذلك بعض الخسائر التي لم يأت موقع أوريكس الاستخباراتي على ذكرها.

ووفقاً لبيانات أوريكس، فقدت روسيا 186 طائرة ومروحية خلال فترة الحرب وحتى شهر أغسطس (آب) الجاري، حيث صُنف 13 منها على أنها خسائر "غير قتالية".

وحسب الحالات التي تمكنت مجلة "نيوزويك" من التأكد منها ،من خلال تقارير وسائل الإعلام، فقد خسرت روسيا ما لا يقل عن 48 طائرة لأسباب لا تتصل بالعمليات العسكرية الأوكرانية.

وتشمل هذه الطائرات سبع طائرات من طراز سو-25، وأربع طائرات اعتراضية من طراز ميغ-31، وثلاث طائرات مروحية من طراز كا-52 . 

"Russia lacks experienced pilots," HCSS analysts @FreddyMertens1 and @paulvanhooft told @Newsweek. The problems also extend to the aircraft, which are poorly maintained, and have questionable safety precautions. https://t.co/qGtqzFa4km

— HCSS - The Hague Centre for Strategic Studies (@hcssnl) August 23, 2023

أما حصيلة خسائر الطائرات الروسية وفقاً للمصادر الرسمية للجيش الأوكراني فهي أعلى بكثير، إذ تُفيد هذه المصادر بأن إجمالي خسائر الطائرات المقاتلة الروسية هو 315 بالإضافة إلى 314 طائرة مروحية، وذلك حتى يوم الخميس الماضي، ولكن لم يتسن لمجلة "نيوزويك" التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وبالتالي تعتمد تقديراتها فقط على بيانات موقع أوريكس والنتائج التي توصلت إليها من أبحاثها الخاصة.

واستناداً إلى هذه الأرقام، فإن ما لا يقل عن 48 من أصل 221 طائرة خسرتها روسيا، وتم التحقق منها، لم تنتج عن العمليات القتالية، وهو ما يصل إلى حوالي 21.7 %، أو ما يقرب من واحد من كل خمسة.. ويشمل ذلك 26.7% من جميع الطائرات المقاتلة وأنواع الطائرات الأخرى، و17.5% من خسائر المروحيات.

ما السبب في تحطم الطائرات الروسية؟

قال فريدريك ميرتنز، المحلل الإستراتيجي في مركز لاهاي للدراسات الإستراتيجية، إن الحوادث أثناء التدريب طبيعية ومتوقعة، لكن القوات الجوية في كل البلاد تحاول دائماً تقليل نسبة هذه الحوادث التي تكون مميتة في كثير من الأحيان، وأضاف في تصريحه لمجلة نيوزويك قائلاً: "إن روسيا تفتقر إلى الطيارين ذوي الخبرة".

وقبل بدء المجهود الحربي لموسكو في أوكرانيا، كان التدريب الأساسي للطيران يتصف بالضعف.. وقال ميرتنز إنه قبل بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022، كانت روسيا تمتلك أعداداً من الطائرات تفوق بكثير أعداد الطيارين الذين يتمتعون بخبرة حقيقية، حيث لم يحقق الطيارون ممن لا يمتلكون خبرة كافية، سوى نصف وقت الطيران الذي يحققه عادة الطيارون في القوات الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي.

مشاكل الطائرات 

ولا تقتصر المشاكل على الطيارين فحسب بل تمتد أيضاً إلى الطائرات، حيث يقول ميرتنز إن أعمال الصيانة للطائرات الحربية الروسية يشوبها القصور، مع وجود شكوك بشأن احتياطات السلامة التي يتم تطبيقها، وإذا جمعت هذه الأسباب معاً، يمكن القول إن الخسائر الجوية الروسية الناتجة عن أسباب لا تتصل بالمعارك، تمثل نسبة كبيرة من الطائرات التي أعلن عن إسقاطها.

وقال بول فان هوفت، وهو محلل أيضاً في مركز لاهاي للدراسات الإستراتيجية، إن الأمر في النهاية يعود إلى ضيق وقت التدريب، وقلة الطيارين ذوي الخبرة، وضغوط القتال المستمر.. وقال لمجلة نيوزويك: "الحوادث هي سمة من سمات القوات المسلحة التي تتعرض لضغوط شديدة وعلى مدار فترات طويلة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية الطائرات الروسیة

إقرأ أيضاً:

قفزة تاريخية للذهب.. ما الأسباب الخفية وراء الارتفاع الجنوني؟

للمرة الأولى في التاريخ، تخطت أسعار الذهب حاجز 3000 دولار للأونصة، في قفزة غير مسبوقة تعكس حالة التوتر والاضطراب التي تعيشها الأسواق العالمية.

لم يكن هذا الصعود مفاجئا إذ إن سلسلة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية والاجتماعية مهدت الطريق لهذه المستويات القياسية، وجاء صعود الذهب القوي مدفوعاً بحالة الضبابية المرتبطة بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية ما شكل مخاوف من تلك التوترات التجارية.

ومن المتوقع أن تؤدي أزمة الرسوم الجمركية إلى تأجيج التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، وقد دفعت الذهب للوصول إلى مستويات قياسية متعددة في عام 2025. وتنتظر الأسواق اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياط يوم الأربعاء المقبل. ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق 4.25 بالمئة إلى 4.50 بالمئة.


الذهب.. ملاذ الأزمات ومرآة المخاوف
ولطالما اعتُبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، وملجأ للمستثمرين عندما تهتز الثقة في الأسواق المالية، غير أن الارتفاع الأخير جاء مدفوعًا بمجموعة من التطورات التي زادت من إقبال الأفراد والمؤسسات وحتى البنوك المركزية على شراء الذهب بوتيرة غير مسبوقة.

ومنذ بداية العام الجاري، ارتفع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، سواء من قبل المستثمرين الأفراد الباحثين عن ملاذ آمن وسط التقلبات الاقتصادية، أو من قبل الحكومات التي تسعى لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي.

وبحسب رويترز قال محلل السوق في "آي جي" ييب جون رونغ إن "موقف السوق يعكس توقعات المستثمرين بأن التوترات التجارية من المرجح أن تتفاقم قبل أن تهدأ.

وتابع قائلاً: "أصبح المستوى النفسي ثلاثة آلاف دولار الآن في الأفق بالنسبة لأسعار الذهب، ومع اقترابنا من الربع الثاني، حيث يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية المتبادلة إلى موجة أخرى من الاضطرابات في السوق، يظل الذهب أصلاً آمناً مقنعاً في بيئة حيث البدائل نادرة".

أسباب الارتفاع.. لماذا قفز الذهب بهذا الشكل؟

الصعود التاريخي لأسعار الذهب لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكم عدة عوامل خلال الأشهر الماضية، أبرزها:

التوترات الجيوسياسية وتصاعد الأزمات العالمية
الحرب في أوكرانيا، التصعيد المستمر في الشرق الأوسط، والتوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة وقرارات الرئيس الأمريكي بزيادة الرسوم الجمركية لعدد من الدول الحلفاء والمتنافسين، كلها عوامل جعلت الأسواق أكثر اضطرابًا، ودفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة، وفي مقدمتها الذهب.

كلما زادت المخاوف بشأن استقرار النظام العالمي، ارتفع الطلب على الذهب باعتباره أحد الأصول القليلة التي لا تتأثر بشكل مباشر بالتقلبات السياسية والاقتصادية.

سياسات البنوك المركزية وتزايد الطلب الحكومي
العديد من البنوك المركزية حول العالم، وخاصة في الصين وروسيا، ضاعفت مشترياتها من الذهب في محاولة للحد من اعتمادها على الدولار الأمريكي، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس بشكل كبير.


وتشير التقارير إلى أن البنك المركزي الصيني اشترى مئات الأطنان من الذهب خلال الأشهر الماضية، وهو ما ساهم في دعم الأسعار ودفعها نحو مستويات قياسية.

توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية
مع تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، بدأ المستثمرون في الابتعاد عن الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل السندات، والتوجه نحو الذهب.

وتعد العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة والذهب معروفة، فكلما انخفضت الفائدة، زادت جاذبية المعدن النفيس كأداة استثمارية لا تفقد قيمتها بمرور الوقت.

التضخم العالمي والقلق من الركود

على الرغم من محاولات الحكومات السيطرة على التضخم، فإن الأسعار لا تزال مرتفعة في العديد من الدول، ما عزز المخاوف من استمرار فقدان العملات الورقية لقيمتها، وينظر للذهب دائمًا على أنه وسيلة تحوط ضد التضخم، ومع تزايد القلق من دخول الاقتصادات الكبرى في حالة ركود، ازداد الإقبال على المعدن الأصفر كوسيلة لحماية الثروات.

الأزمات المصرفية وانعدام الثقة في النظام المالي
تكرار الأزمات المصرفية، مثل الانهيار الذي شهدته بعض البنوك الكبرى خلال العام الماضي، زاد من شكوك المستثمرين في استقرار النظام المالي. هذا الأمر دفع الكثيرين إلى البحث عن بدائل آمنة، ومع فقدان الثقة في العملات الرقمية التي شهدت تقلبات حادة، عاد الذهب ليصبح الخيار الأول للحفاظ على القيمة والاستثمار طويل الأجل.


هل يستمر الارتفاع أم أننا أمام فقاعة سعرية؟
مع تجاوز الذهب حاجز 3000 دولار للأونصة، يتساءل الكثيرون عن مستقبل الأسعار وما إذا كان المعدن النفيس في طريقه لمزيد من الصعود، أم أن الأسواق ستشهد تصحيحًا قريبًا. التوقعات الحالية تشير إلى عدة سيناريوهات محتملة:

إذا استمرت البنوك المركزية في شراء الذهب، وواصل المستثمرون ضخه في محافظهم الاستثمارية كتحوط ضد الأزمات، فقد نرى مستويات قياسية جديدة تصل إلى 3500 دولار للأونصة أو حتى أكثر خلال العام المقبل.

في المقابل، إذا نجحت الحكومات في احتواء التضخم، وتحسنت مؤشرات الاقتصاد العالمي، وبدأت أسواق الأسهم والسندات في استعادة جاذبيتها، فقد نشهد موجة تصحيحية تدفع الأسعار إلى مستويات أقل من 2500 دولار.

عامل آخر قد يؤثر في مسار الأسعار هو سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فإذا فاجأ الأسواق برفع جديد في أسعار الفائدة بدلاً من خفضها، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار الذهب بشكل حاد.

وقال المحلل ماركوس غارفي في مذكرة إن متوسط سعر السبائك قد يبلغ 3150 دولارا للأوقية خلال تلك الفترة، مضيفا أن المعدن النفيس -الذي كان يُتداول عند نحو 2947.50 دولارا للأوقية في أحدث تعاملات- سيتلقى مزيدا من الدعم من المخاوف بشأن عجز الموازنة الأميركي المتزايد.

مقالات مشابهة

  • رسميا: صنعاء تكشف عن الخسائر التي خلفتها الغارات الأمريكية اليوم
  • روسيا تعلن استعادة قريتين إضافيتين في كورسك من أوكرانيا
  • أوكرانيا: أسقطنا 130 مسيرة من أصل 178 أطلقتها روسيا خلال الليل
  • هيئة الأركان الأوكرانية تعلن ارتفاع حصيلة الخسائر الروسية في الحرب
  • قفزة تاريخية للذهب.. ما الأسباب الخفية وراء الارتفاع الجنوني؟
  • روسيا تحرر 3 مراكز بمقاطعة كورسك وخسائر كبيرة في صفوف أوكرانيا
  • الكرملين: المناطق الجديدة التي ضمتها روسيا واقع لا جدال فيه
  • روسيا: طرد قوات أوكرانيا من كورسك دخل آخر مرحلة
  • معاناة يومية... هذه هي الأسباب وراء عجقة السير الخانقة
  • خلال 24 ساعة.. القوات الروسية تنفذ 296 هجوماً على مقاطعة زابوروجيا