قالت الزميلة البارزة في معهد كارنيغي روسيا- أوراسيا، تاتيانا ستانوفايا، إن هناك الكثير من الأسباب جعلت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يرغب في التخلص من قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين.
وفي حديث لمجلة "فورين أفيرز"، أعقب أنباء مقتل بريغوجين، في "حادث" سقوط طائرة، لفتت المحللة المختصة بشؤون روسيا إلى إن بوتين كان مهتما بأن يتم تحييد من تجرأ بتنظيم تمرد ضده.
وقالت "حتى لو كان الأمر مجرد حادث فعلا، فإن النخب الروسية وكبار المسؤولين سوف ينظرون إليه باعتباره عملا انتقاميا" مشيرة إلى أن "بوتين شخصيا، مهتم بتأجيج مثل هذه الشكوك".
وكانت ستانوفايا نشرت مقالا في مجلة فورين أفيرز، قبل أسابيع، قامت فيه بتعداد الضغوطات المتزايدة على بوتين، خاصة بعد التمرد قصير الأمد الذي قالت إنه يُنظر إليه في روسيا بأنه جاء بسبب "تقاعس بوتين" إزاء تصريحات بريغوجين المستفزة للجيش، وهو ما جعل الرئيس الروسي يبدو "أقل قوة".
وفي حديثها، الأربعاء، قالت إن بوتين "ربما يكون قد ثأر لنفسه"، وذلك إثر ورود أنباء عن مقتل بريغوجين قرب موسكو.
ولفتت ستانوفايا في حديثها للمجلة إلى أن بوتين قال في عدة مناسبات في السنوات السابقة، إن الخونة يجب أن يموتوا.
وقال أيضا إن موتهم "يجب أن يكون قاسيا وإنهم يجب أن يعانوا".
ستانوفايا وصفت بريغوجين بكونه "ليس خائنا كلاسيكيا" حيث أن بوتين نفسه قال عنه بعد التمرد إن هذا الشخص تجرأ على تحدي الدولة في وقت كانت تواجه عدوانا خارجيا، لكنه قال أيضا إن الناس يفقدون عقولهم أثناء الحرب، ما جعلها تقول إن نهجه تجاه بريغوجين كان أكثر ليونة قليلا مما قد يكون عليه الحال بالنسبة لشخص خان وطنه عمدا.
ثم عادت لتؤكد أن السبب الوحيد الذي يجعل بوتين "يتسامح" مؤقتا مع بريغوجين هو أنه كان يتمتع ببعض المزايا العسكرية في أوكرانيا وسوريا.
وقالت "كنت على يقين من أن بوتين سيجد طريقة ما للتخلص منه، لكن لم أكن متأكدة أنه سيتخلص منه جسديا".
من المستفيد من إزاحة بريغوجين؟"كثير من الناس" ترد المحللة، قائلة إنه بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون بريغوجين تهديدا للدولة، فإن وفاته تمثل العدالة.
وبالنسبة لهيئة الأركان العسكرية، والقوات المسلحة، وأجهزة الأمن، والمحافظين، "والصقور" تضيف ستانوفايا، فإن "هذا ما كان ينبغي أن يحدث.. لذا، لا أعتقد أن بوتين والكرملين سيبذلان الكثير من الجهود لإقناع عامة الناس بخلاف ذلك".
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
كيف يرى أنصار بريغوجين مقتله؟كان بريغوجين رجلا صعبا، ولم يكن من السهل التعامل معه "لا أعتقد أن لديه معجبين سيتبعون خطاه ويحاولون مواصلة أنشطته" تؤكد هذه المحللة.
وحتى أولئك الذين آمنوا ببريغوجين، ترى بأنهم سوف يعتبرون ما حدث له بمثابة تحذير لكل من يحاول تكرار ما فعله "وهو ما يريده بوتين".
"سوف يشعر الناس بالخوف، وخاصة أولئك الذين بقوا إلى جانب بريغوجين حتى الآن" تقول ستانوفايا، قبل أن تضيف " تخيل لوهلة أن عليهم كل يوم أن ينتظروا دورهم".
ورغم مرور يوم على تحطّم طائرة خاصة كان اسم بريغوجين على قائمة ركابها بين موسكو وسان بطرسبرغ، لم تؤكد موسكو بعد مقتل قائد المجموعة المسلّحة، وإن أعلنت مقتل جميع ركاب الطائرة العشرة وفتحت تحقيقا جنائيا بشأن انتهاكات مفترضة لقواعد الملاحة الجوية.
ولم يتحدّث بوتين علنا عن تحطم الطائرة، علما بأنه واجه في يونيو أكبر تحد لحكمه المتواصل منذ أكثر من عقدين عندما قاد بريغوجين تمردا مسلحا.
وأثناء التمرد في 23 و24 يونيو، ألقى بوتين خطابا موجها للروس وصف فيه حليفه السابق بريغوجين على أنه "خائن".
وزحف بريغوجين في يونيو مع مقاتليه باتجاه موسكو للإطاحة بكبار الجنرالات في 48 ساعة شهدت أحداثا درامية وشكّلت تهديدا لسلطة بوتين.
قبلها، اشتكى بريغوجين على مدى شهور من الطريقة التي تمت من خلالها إدارة الهجوم على أوكرانيا حيث قاد مقاتلوه في كثير من الأحيان المعارك.
والأربعاء، نشرت هيئة الطيران الروسية قائمة بأسماء الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة من طراز "إمبراير ليغاسي" شملت بريغوجين ومساعده دميتري أوتكين، وهو شخصية غامضة يشتبه بأنه عمل بالفعل في الاستخبارات العسكرية الروسية.
ولا يعرف الكثير عن باقي الركاب فيما ذكر الإعلام الروسي أن معظمهم مرتزقة من فاغنر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أن بوتین
إقرأ أيضاً:
موسكو تعلّق على طلب زوجة «الأسد» الطلاق وتجميد أصوله
أعلن الكرملين، أن “التقارير التي تتحدث عن طلب زوجة رئيس النظام السوري السابق “بشار الأسد” الطلاق غير صحيحة”.
ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، “التقارير الإعلامية التركية التي أشارت إلى وضع قيود على تحركات “الأسد” وتجميد أصوله العقارية”.
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه التقارير صحيحة، قال بيسكوف: “لا، إنها لا تتوافق مع الواقع”.
هذا وأفادت تقارير إعلامية بأن “أسماء الأسد”، زوجة “بشار الأسد”، تقدمت بطلب للطلاق أملا في الانتقال للعيش بالعاصمة البريطانية لندن.
وبحسب موقع “آ هبر” التركي، فإن “أسماء الأسد” تسعى للعودة إلى بريطانيا التي ولدت وتربّت فيها وتحمل جنسيتها”، وبحسب التقرير، “فإن والدتها سحر العطري تقود جهود الانفصال، وتدفع برغبة ابنتها في مواصلة علاجها في لندن بعد تشخيصها بسرطان الدم النخاعي الحاد في مايو 2024”.
يذكر أن “أسماء الأخرس”، وُلدت في لندن لأبوين سوريين، تخرجت في علوم الكمبيوتر والأدب الفرنسي من كلية كينغز لندن، انتقلت أسماء إلى سوريا وتزوجت بشار الأسد في ديسمبر عام 2000، بعد اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها شملت حظر السفر وتجميد الأصول، وفي عام 2020، فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على “أسماء”، خضعت لعلاج سرطان الثدي عام 2018، قبل أن يتم الإعلان عن شفائها في 2019، وفي مايو 2024، أعلنت تشخيصها “بسرطان الدم النخاعي الحاد”.
آخر تحديث: 23 ديسمبر 2024 - 13:35