تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ متى لم تنم غزة؟ منذ متى لم يعرف أهلها معنى الراحة؟ سؤال يطرحه كل من يتابع المشهد الكارثي هناك. مرة أخرى، يعود الاحتلال الإسرائيلي ليصب حممه على هذا القطاع الصغير بحجمه، الكبير بصموده. قصف متواصل، حصار خانق، دمار في كل مكان، والعالم لا يحرك ساكنا!
خمسة عشر يومًا مرت على استئناف حرب الإبادة في غزة، خمسة عشر يوماً والعالم يواصل صمته وكأن القتل الجماعي بات أمرًا عاديا.
أكثر من خمسين ألف شهيد، والمجزرة مستمرة. الاحتلال الإسرائيلي لا يقتل فقط، بل هدم البيوت فوق رءوس أصحابها، طارد ولا يزال، الناجين، ويحول المخيمات إلى أطلال. هذه ليست حربا يا سادة، بل عملية تطهير ممنهجة، تشارك فيها الصواريخ والطائرات، ويحميها تواطؤ دولي غير مسبوق تتزعمه أمريكا بقيادة ترامب!
اليوم، نحن أمام مشهد يذكرنا بمراحل أخرى من العدوان الإسرائيلي، لكن هذه المرة، الأمور أكثر وحشية. الأرقام وحدها تثير الذهول: أكثر من خمسين ألف شهيد، مئة وأربعة عشر ألف جريح، آلاف البيوت المدمرة، وملايين الأرواح المعلقة بين الحياة والموت بعد إعلان وقف إطلاق النار بأيام قليلة.
في رفح وخان يونس، عشرات الآلاف من المدنيين تحت الحصار بلا أدنى مقومات للحياة. الطعام نادر، الدواء شبه معدوم، والمياه الصالحة للشرب أصبحت رفاهية!!. وأُغلقت كل المخارج، لا طريق للنجاة، لا مكان للاختباء.
أما في الضفة الغربية، فالأوضاع ليست أقل مأساوية، حيث يواصل الاحتلال عمليات التدمير والتشريد. وجنين، تدفع ثمن المقاومة، الحصار مستمر، وقرارات الإخلاء طالت جميع السكان، والمنازل تُسوى بالأرض وكأننا في مشهد من نكبة جديدة.
والسؤال هو: من يحاسب هؤلاء القتلة؟! من يقف أمام آلة القتل هذه؟ الأمم المتحدة؟ تلك التي ما زالت "تعبر عن قلقها العميق"؟! أم البيت الأبيض الذي يعطينا دروساً في حقوق الإنسان بينما يزوّد القتلة بالذخيرة، ويعلن بكل بجاحة أن خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار تم بالاتفاق مع إدارة نتنياهو؟.
غزة تحتضر، لكنها تقاوم. الاحتلال يظن أنه قادر على إنهاء القضية، لكنه لا يدرك أن فلسطين لا تموت، بل تتجدد مع كل شهيد. وكم من شهيد أعاد للأمة روحها؟!
لكن السؤال الأهم: إلى متى سيظل العالم متفرجا؟ إلى متى ستبقى البيانات المكررة هي كل ما تملكه الأمم المتحدة والعواصم الكبرى؟ غزة تنزف، لكن إرادتها لا تنكسر، ورغم الحصار والدمار، فإنها سوف تظل بإذن الله شامخة فوق الركام!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة الاحتلال الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
شهيد بجنين والاحتلال يواصل عدوانه على الضفة
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي -الليلة الماضية وفجر اليوم الجمعة- حملتها العسكرية في مناطق عدة بالضفة الغربية، في حين أفادت مصادر للجزيرة باستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال خلال اعتقاله في جنين.
وفي حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تسلمت من قوات الاحتلال شهيدا من حاجز الجلمة ويجري نقله لمستشفى جنين الحكومي، أفادت وزارة الصحة باستشهاد "حسين جميل حردان" برصاص الاحتلال في مدينة جنين بالضفة.
#شاهد
لحظة وداع الشهيد حسين حردان الذي أعدمته قوات الاحتلال خلال عملية اعتقاله في جنين pic.twitter.com/dqRzdzlB1z
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) April 4, 2025
ويأتي ذلك مع استمرار حملة الاحتلال في جنين وفرضه حصارا مشدد على المدينة التي يقطنها 360 ألف نسمة، وسط تقارير عن تدمير الاحتلال نحو 600 منزل والبنية التحتية كاملا في المخيم.
كذلك ذكرت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين في وقت سابق، أن 3250 وحدة سكنية بالمخيم أصبحت غير صالحة للسكن إثر العدوان الإسرائيلي المستمر.
وقد دفع جيش الاحتلال اليومين الماضيين بتعزيزات عسكرية برفقة جرافات إلى المخيم، في حين تتواصل عمليات التجريف وتوسيع الشوارع وشق طرق جديدة.
إعلانوترافق ذلك مع تدمير الاحتلال البنية التحتية في منطقة إسكان إكتابا بمحيط مخيم نور شمس في مدينة طولكرم التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل.
قوات الاحتلال تدمر البنية التحتية في منطقة إسكان إكتابا بمحيط مخيم نور شمس في طولكرم#الجزيرة #ألبوم pic.twitter.com/HSOxvLUWZO
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 4, 2025
وفجر اليوم، قالت مصادر للجزيرة إن قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية، ودهمت بناية فيها، وسط تأكيدات مصادر فلسطينية بسماع أصوات إطلاق نار متواصل داخل مدينة قلقيلية شمالي الضفة خلال اقتحامات الاحتلال.
وفي حين أوضحت مصادر أن قوات الاحتلال دهمت بناية سكنية بمحيط طلعة بليبلة في نابلس شمالي الضفة الغربية، وثقت منصات آثار التخريب الذي أحدثه جيش الاحتلال بعد اقتحامه منزلا في شارع المنجرة بالجبل الجنوبي بنابلس.
كما وثقت منصات فلسطينية آثار هدم جرافات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في بلدة جبع شمال شرقي القدس المحتلة، في ظل ما يصفه أهالي البلدة بأنه "مجزرة هدم" نفذها الاحتلال أمس الخميس، طالت مساكن عائلات بأكملها، بالإضافة لمنشآت أخرى.
???? آثار هدم جرافات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في بلدة جبع شمال شرقي #القدس المحتلة pic.twitter.com/gl04KOUZ49
— ساحات – عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) April 4, 2025
وتزامنا مع حرب الإبادة على غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 940 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص بالضفة، وفق معطيات فلسطينية رسمية.