عانت أسترالية أربعينية من ألم شديد لمدة 15 عاماً، لدرجة أنه كان يعيق قدرتها على المشي أحياناً، ورغم لجوئها للأطباء، قوبلت شكواها بتشخيص خاطئ، حيث اعتبروا الأعراض مجرد نتيجة للتوتر، لكنها في الحقيقة كانت تعاني من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة تؤثر على أكثر من مليون امرأة في أستراليا.

ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟

بطانة الرحم المهاجرة هي حالة ينمو فيها نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، مما يسبب آلاماً شديدة في الحوض والأمعاء والمثانة، وقد يؤدي أيضاً إلى العقم.

اكتشاف متأخر وعمليات جراحية مؤلمة

لم تحصل مور على التشخيص الصحيح حتى بلغت سن الأربعين، رغم بحثها المستمر عن العلاج لمعاناتها من الألم المزمن، التعب، والعقم، وفقاً لما ورد لصحيفة " الغارديان".
وتعليقاً على ذلك، قالت مور: "شعرت أنني تعرضت للتجاهل الطبي، وتعلمت أنه يجب عليك الدفاع عن نفسك للحصول على الرعاية التي تحتاجها."

بعد سنوات من المعاناة، خضعت لعملية تنظير البطن في عام 2021، تلتها عملية استئصال الرحم في 2022، بحثاً عن حل جذري للألم المستمر.

علاج غير متوقع: هل يكون البوتوكس هو الحل؟

في أوائل عام 2025، قررت مور تجربة علاج جديد باستخدام حقن البوتوكس، المعروف غالباً بإزالة التجاعيد، لكن هذه المرة لعلاج ألم الحوض الناتج عن بطانة الرحم المهاجرة.

استوحت الفكرة من تجربتها السابقة مع البوتوكس لعلاج اضطراب المفصل الفكي الصدغي، حيث لاحظت تحسناً كبيراً. لذا، تساءلت عما إذا كان يمكن أن يُحدث نفس التأثير عند حقنه في عضلات قاع الحوض.

ورغم تردد الأطباء في البداية، بسبب حداثة العلاج، إلا أن النتائج كانت مذهلة، إذ لاحظت تحسناً ملحوظاً في شدة الألم، مع تقليل أيام الألم إلى بضع مرات فقط شهرياً، بالإضافة إلى قدرة أفضل على ممارسة العلاج الطبيعي، والاستغناء عن المسكنات والوسائد الدافية للنوم ليلاً.

"لم يكن علاجاً سحرياً، لكنه غير حياتي تماماً"، هكذا تقول مور.

"ديسبورت".. تقنية حديثة لتخفيف آلام الحوض

أوضح الدكتور ألبيرت يونغ، اختصاصي النساء في مستشفى ماتر الخاص في بريسبان، الذي عالج مور و40 امرأة أخرى، أن العلاج يعتمد على حقن "ديسبورت"، وهو منتج مشابه للبوتوكس، يحتوي على توكسين البوتولينومـ الذي يؤدي إلى شلل مؤقت للعضلات، مما يساعد على تخفيف الألم.

ووفقاً ليونغ، فإن هذه التقنية الحديثة تستمر فعاليتها لمدة تصل إلى 6 أشهر، ولكن لتحقيق أقصى استفادة، يُفضل دمجها مع العلاج الطبيعي.

الحكومة الأسترالية تتدخل لدعم المرضى

في خطوة مهمة، أعلنت الحكومة الأسترالية عن خطط لدعم علاج بطانة الرحم المهاجرة مالياً، بعد أن كان المرضى يتحملون تكاليف تصل إلى 750 دولاراً سنوياً من أموالهم الخاصة.

ويأتي هذا الدعم كجزء من استثمار حكومي يتجاوز 107 ملايين دولار، يهدف إلى تمويل الأبحاث والعلاجات المتقدمة للمرضى.

علّقت مور على هذه الخطوة قائلة: "أنفقت مئات الآلاف من الدولارات على العلاج في السنوات السبع الماضية، لذا فإن الاعتراف الرسمي بهذا العبء المالي هو أمر بالغ الأهمية."

وأضافت أن تكلفة حقن البوتوكس تبلغ 500 دولار، وهو خيار أقل تكلفة وأكثر أماناً، مقارنة بالعديد من العلاجات الأخرى.

نقلة نوعية في علاج بطانة الرحم المهاجرة؟

يبدو أن استخدام البوتوكس و"ديسبورت" قد يُحدث ثورة في علاج بطانة الرحم المهاجرة، مما يوفر خياراً جديداً للنساء اللاتي يعانين من الألم المزمن، ويمنحهن أملًا في حياة أفضل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية صحة أستراليا بطانة الرحم المهاجرة

إقرأ أيضاً:

ليلة تأمل وأمل: عرض خاص لفيلم الخرطوم في لندن

د. حسام طه المجمر

في مساء يوم الخميس، 17 أبريل، اجتمع صُنّاع أفلام وناشطون وفنانون وأفراد من الجالية السودانية في قاعة عرض WORKING TITLE FILMS بحي مارليبون في لندن، لحضور العرض الخاص لفيلم الخرطوم، الوثائقي الجديد للمخرج فيل كوكس، الذي نال إشادات واسعة في مهرجانات سينمائية دولية.

الفيلم، الذي تبلغ مدته 80 دقيقة، هو عمل شعري وإنساني عميق، يصوّر الحياة في قلب العاصمة السودانية خلال واحدة من أكثر الفترات صعوبة في تاريخها. ومن خلال شخصيات محورية فريدة، يعكس الفيلم تجربة شعب يسعى، رغم الألم والخسائر، إلى السلام والحرية والعدالة.

في قلب الفيلم تنبض حكاية الحياة أثناء الثورة والحرب والنزوح؛ تلك الحياة التي لا تُشبه الحياة، حيث تتحوّل الشوارع إلى ساحات حلم ودم، وتغدو البيوت أماكن للانتظار والخوف، لا للطمأنينة. الثورة تخلق الأمل، لكن الحرب تسرق ملامحه، والنزوح يمحو ما تبقى من تفاصيل الوطن. ومع ذلك، يظل الناس يقاومون، يخلقون لحظات صغيرة من الكرامة في خضم الألم، يروون الحكايات، ويحلمون بالعودة. الخرطوم التقط كل ذلك، بلغة بصرية مؤثرة ومشاهد صادقة تُلامس القلب.

الخرطوم ليس فقط توثيقًا سياسيًا، بل هو فيلم ينبض بالوجدان، يلتقط لحظات إنسانية صامتة مليئة بالمعاني: غرفة خالية تحمل آثار احتجاجات، صوت رصاص يتقاطع مع صوت الأذان، نظرة شاب لا تزال متمسكة بالأمل. الفيلم يذكّرنا بأن النضال من أجل الحرية ليس مجرد شعار، بل واقع يعيشه الناس يوميًا بإرادتهم وصبرهم.

وقد نال الفيلم جوائز مرموقة، منها: جائزة السلام بمهرجان برلين السينمائي 2025، جائزة فييرا دي ميلو بجنيف، و جائزة الجمهور بمهرجان ميلانو FESCAAAL، وهي شهادات على قوّته الفنية وتأثيره الإنساني.

بعد العرض، أدار المخرج فيل كوكس جلسة حوار تحدّث فيها عن تجربته في إنتاج الفيلم بالتعاون مع Native Voice و Sudan Film Factory، مؤكداً أن هذا العمل لم يكن فقط عن السودان، بل هو من السودان، نابع من قصص شعبه، وآماله، وصراعاته اليومية.

وخلال الاستقبال الذي تلا العرض، والذي تخلّلته مشروبات خفيفة، شعر الحضور بأن الفيلم تجاوز كونه عرضًا سينمائيًا؛ لقد كان شهادة حيّة، ومرآة عاكسة لألم وكرامة وأمل لا ينطفئ لشعب يرفض أن يُكتب تاريخه بغير صوته.

وسيحظى الجمهور في المملكة المتحدة بفرصة جديدة لمشاهدة الفيلم، حيث تم اختياره رسميًا للعرض في مهرجان لندن السينمائي القادم، مما يمنح صوت السودان مساحة أوسع على الساحة الدولية.

في وقت تتصدر فيه أخبار السودان مشاهد الألم والمآسي، يقدم فيلم الخرطوم رؤية نادرة ومهمة: صوت مقاومة، قلب ينبض بالصبر، وحلم بغدٍ يسوده السلام والعدالة.

ومن هنا، تبرز الحاجة المُلحّة لأن تُفعّل القوى المدنية الحادبة على السلام إستراتيجية واضحة وخطط عمل لنشر ثقافة السلام. فقد نجح الفيلم في عكس صورة رائعة لمقدرة الشعب السوداني على التعايش السلمي، رغم الحرب والنزوح، ونجح كذلك في إبراز الموسيقى والفنون كمخزون ثقافي زاخر.

ما نحتاجه اليوم هو ترسيخ ثقافة السلام، لا ثقافة الحرب.

dr.elmugamar@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • رصد طائر الصرد الرمادي الصغير في طريف
  • إنهاء معاناة أربعينية باستئصال ورم يزن 3 كجم في مستشفى حراء بمكة
  • مع تغير الفصول.. أعراض الاكتئاب الموسمي.. وطرق العلاج
  • استشاري يوضح تأثير الحمل على الجسم والمناعة.. فيديو
  • أظنه مات مبتسماً رغم الألم
  • ليلة تأمل وأمل: عرض خاص لفيلم الخرطوم في لندن
  • هوس نتف الجلد: الأسباب، الأعراض، طرق العلاج
  • 750 طالبًا و”فصلان فقط”: قصة مدرسة سودانية ولدت من رحم اللجوء في ليبيا
  • الداخلية تنفي وفاة متهم داخل قسم شرطة بالقاهرة
  • تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة يودي بحياة 8 مواطنين ويفاقم المعاناة الإنسانية