موقع النيلين:
2025-04-30@15:32:49 GMT

عيدكُم ،،، جيش

تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT

الأعياد في الإسلام هي مواقيت فرح وسرور، يُغالب فيها الناس أحزانهم ويواسوا جراحاتهم، ويعيدوا تطبيع الحياة بالرضى والتسليم لله رب العالمين، ويندرجوا في مسارات المجتمع المسلم، بأداء الفرائض والواجبات، وهي مواسم يجتمع فيها الناس، وتلتئم الأسر، ويتجدّد عهد الإخاء والمودة، وهي ( *حرم* ) يتنازل فيه المتشاحنون عن حظ أنفسهم، ويتعافون دون الشعور بإنتقاص الكرامة، وهي محاولة لطيّ صحاف ما مضى، وبداية جديدة ولبس جديد، كأنّه تعبير تجريدي عن خلع الماضي والتهيؤ بالجديد، لمواسم حياة بإحساس متجدّد.

ولكن كان قدر السودان وبعض الشعوب المبتلاة بالحروب والصراعات أن يكون فتقه أكبر بكثير من أن ترتقه مشاهد العيد وتقمّص روح الفرح؛ لأن إجرام الجنجويد خلال سنتين عجفاوتين قد أكلتا كل أخضرٍ في شعور الإنسان السوداني المفطور على الطيبة، وإخترقت بنصال الغدر أفئدة الألم ومكامن الشعور، وقطّعت الأكباد بالوجع، وأرغمت الناس على الخروج من ديارهم في أكبر تهجير قسريّ في تاريخ حياة السودانيين.

الخوف الذي حمله الناس وهم يخرجون من مُدنهم وقُراهم ألا يتمكنوا من العودة مجددًا، بل زاد الخوف بإرهاصات توطين الغرباء في مساكنهم وسدّ أبواب العودة في وجوههم، وهم يرون ويسمعون الجنجويد يُرسلون هذه النذر بإستمرار، أيّام نشوتهم، وتدفّقهم من كل حدبٍ وصوب وإنتشارهم في غالب أرض السودان، الأمر الذي زرع الإحباط واليأس في القلوب وهم يعلمون أنّ الجيش صامد أمام هذا التمدّد الأسطوري المترّس بأحدث الأسلحة، والمسنود بأدوات السياسة والمصالح الصهيونية ورعاتها الإقليميين، وإنتظم أهل السودان قاسم الهم المشترك، هل ضاع الوطن الذي نعرفه ويعرفنا ؟؟
هل نطبّع أحوالنا على إغتراب وهجرات طويلة الأمد بعيدة الشقاق ؟؟
هل نهيئ شعورنا على صدمات الألم ومعاناة الخسارة ؟؟

وبين فرث هذه المعاناة، ودماء شهداء الجيش، قدّر الله النصر العزيز بقوله تعالى ( *كُنْ* ) فكان بقوة الله وفضله، ثم بلاء الجيش، ومن مع الجيش كافةً من المقاتلين المجاهدين، فحدث ما لم يكُن في الحسبان ( *في التوقيتات* ) برغم موفور الثقة في الجيش لكن المفاجأة غير المنتظرة ( *للجنجويد واعوانهم القحاطة* ) قد حدثت، وبدأ التداعي والإنهيار المدوي، ليس فقط لمقاتلي عصابة الإجرام، ولكن للمشروع الكبير، للمؤامرة الدولية، لسرقة وطن بأكمله، لتهجير شعب وإستبداله بشتات قبائل للسيطرة على كنوزٍ من التاريخ، والجغرافيا، والموارد، والإنسان والذكريات.

وقد شهد الناس هزيمة الجنجويد ومقدار الفرح الذي يُنسي صاحبة الألم ولو كان فقد عزيز، وهدم دار، وكلوم عزة وإحساس بالإذلال المُر.

عمّ الفرح العميق أنفُس أهل السودان ( *عدا القحاطة طبعًا* ) وتجدّد الإحساس بالعيد، وفرحته، ولبس جديده وتبادل تهانيه، والتعافي ( *إلا مع الجنجويد وداعميهم* )
وكُل ذلك الفضل من الله الكريم الحليم العظيم سبحانه وتعالى، ثُمّ من جيشنا صاحب البلاء الحسن، الذي لم يخيّب رجاء شعبه، ولا أمل أمتّه في أن يعيشوا على أرضهم أعزاء، آمنين.
تقبّل الله شهداء معركة الكرامة، وصالح الأعمال.

بارك الله في جيشنا وقيادته، وضبّاطه، وصفه وجنوده، وكُل من سانده في هذه المعركة، وكُل من قدّم دعمه ودُعاءه.
*وعيدكٌم* ،،، *جيش*

لـواء رُكن (م) د. يـونس محمود محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

قرقاش: تقرير مجلس الأمن يدحض مزاعم الجيش السوداني ضد الإمارات

أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، اليوم الثلاثاء، أن التقرير النهائي الصادر عن مجلس الأمن بشأن السودان يدحض مزاعم الجيش السوداني ضد الإمارات، ويفضح انتهاكات الأطراف المتحاربة بحق المدنيين.

وقال قرقاش، في منشور عبر منصة “إكس”، إن بلاده تجدد دعوتها إلى وقف الحرب في السودان، مؤكدًا أن الشكوى المقدمة ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية تفتقر إلى الأسس القانونية، وتهدف إلى صرف الأنظار عن إخفاقات الجيش السوداني الداخلية.

وكانت الإمارات رفضت في وقت سابق من الشهر الجاري، الاتهامات التي وجهتها القوات المسلحة السودانية خلال جلسة أمام محكمة العدل الدولية، مشيرة إلى أن الجيش السوداني فشل في تقديم أدلة موثوقة لدعم ادعاءاته.

وشدد قرقاش على أن الإمارات تبذل جهودًا مخلصة لإيجاد حل سياسي للأزمة، انطلاقًا من علاقاتها التاريخية مع السودان الشقيق.

هذا ويشهد السودان، منذ أبريل 2023، صراعًا داميًا بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، أدى إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد.

وفي خضم هذه المواجهات، وجهت القوات المسلحة السودانية اتهامات لدول إقليمية، بينها الإمارات، بدعم خصومها، وهي اتهامات نفتها أبوظبي بشكل قاطع، مؤكدة التزامها بدعم وحدة السودان واستقراره عبر الوسائل الدبلوماسية والحلول السلمية، وقد استندت الإمارات في ردها إلى تقارير دولية محايدة أكدت وقوع انتهاكات من جميع الأطراف دون الإشارة إلى دعم خارجي مباشر.

مقالات مشابهة

  • الآية اليمانية…
  • التصالح مع الذات (السعادة الأبدية)
  • هل يجوز للإمام إطالة الركوع لينتظر دخول الناس في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • قرقاش: تقرير مجلس الأمن يدحض مزاعم الجيش السوداني ضد الإمارات
  • مخالفة صريحة لكتاب الله !؟!
  • غازي ثجيل… شاعر “مسافرين” الذي علّم الناس طبع الوفا ومضى
  • ابن خلدون تكلم في أن الحرب تفسد أخلاق الناس
  • الآية اليمانية
  • الإسلام.. يجرّد الدين من الكهنوت
  • دعاء الذي يقال عند بلوغ سن الاربعين