المسلة:
2025-04-27@22:29:47 GMT

النفوذ الإيراني في العراق يصمد رغم ضغوط واشنطن

تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT

النفوذ الإيراني في العراق يصمد رغم ضغوط واشنطن

31 مارس، 2025

بغداد/المسلة: تشدد الولايات المتحدة عقوباتها على إيران، حيث رفضت واشنطن تجديد الإعفاءات التي كانت تتيح للعراق استيراد الغاز والكهرباء من طهران.

و أعلن ذلك وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في 19 مارس 2025، مؤكداً أن القرار الأمريكي “لا رجعة فيه”، مما ينذر بأشهر قاسية قادمة، حسبما نقلت صفحة News1IQ1.

ويعتمد العراق حالياً على 50 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز الإيراني، وهو ما يشكل نحو 40% من منظومة الكهرباء التي تنتج 6 آلاف ميغاواط، وفق تقديرات حكومية.

تفاقم هذا القرار أزمة الكهرباء في العراق، خاصة مع اقتراب الصيف الذي يشهد ذروة الطلب.

و حذر وزير الكهرباء العراقي، من “صيف ساخن” إذا شملت العقوبات الغاز الإيراني.

وبدأت بغداد البحث عن حلول عاجلة، فعقدت اتفاقيات مع الجزائر وعُمان وقطر لتوريد ما بين 400 إلى 600 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز، لكن التنفيذ الفعلي قد يتأخر بسبب التحديات اللوجستية.

وانطلقت العراق أيضاً نحو تنويع مصادر الطاقة، فدخلت في شراكات خليجية بارزة فيما كشفت تقارير عن تعاون وشيك مع شركة “مصدر” الإماراتية لإنتاج 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية، مع خطط للوصول إلى 2000 ميغاواط خلال عامين.

واستأجرت بغداد منصة بحرية عائمة لاستلام الغاز المسال في البصرة، لكنها لن توفر أكثر من 400 مليون قدم مكعب، وقد تمتد العملية حتى نهاية 2025، حسب مصادر حكومية.

و يبرز النفوذ الإيراني كعامل معقد في هذه الأزمة فيما أشار خبير اقتصادي إلى أن إيران تصدر سلعاً بـ12 مليار دولار سنوياً للعراق، وتشغل نحو مليون عامل إيراني هناك.

وهذا الارتباط العميق سيحافظ على وجود طهران رغم العقوبات.

و يبدو أن العراق يواجه تحدياً مزدوجاً: الضغط الأمريكي والاعتماد التاريخي على إيران، مما يجعل التحول نحو بدائل مستدامة ضرورة ملحة لكنها طويلة الأمد.

ووقّع  العراق اتفاقيتين كبيرتين مع “جنرال إلكتريك” و”سيمنس” لتعزيز البنية التحتية للكهرباء، مما يعكس محاولات جادة للخروج من مأزق الطاقة. لكن التأخير في تفعيل هذه المشاريع قد يعرض البلاد لانقطاعات أشد خلال الصيف.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

كيف ينظر الشارع الإيراني إلى مسار المفاوضات مع واشنطن؟

طهران- تتجه الأنظار داخل إيران نحو تطورات ملف المفاوضات النووية مع واشنطن، وسط مؤشرات متباينة على احتمال استئناف الاتفاق النووي المبرم سنة 2015، أو صياغة تفاهم جديد قد يُخرج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018.

ونص الاتفاق على تخفيف العقوبات الدولية عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

ومع كل تسريب إعلامي أو تصريح دبلوماسي، تتصاعد ردود الفعل في الداخل الإيراني في ظل واقع اقتصادي صعب وضغوط معيشية تدفع المواطنين إلى التفاعل مع أي بصيص أمل، ولو بحذر بالغ.

ترقب صامت

في طهران، كما في مشهد وأصفهان، باتت تفاصيل المفاوضات النووية تُناقش على أرصفة الأسواق وفي طوابير الخبز وعلى موائد العائلات التي تقلب الأسعار قبل أن تقرر ماذا تطبخ. وبين من يعلق آماله على انفراجة قريبة ومن يُذكّر بتجارب الخذلان، يعيش الإيرانيون حالة من الترقب الصامت، حيث الأمل لا يفارقهم، لكن الثقة لم تعد كما كانت.

"نحن تعبنا من الانتظار"، هكذا بدأ رضا، وهو موظف حكومي في الـ40 من عمره، حديثه عن التفاوض، ويضيف "منذ سنوات ونحن نمنى بأن الاتفاق سيحسن أوضاعنا. إذا كان هناك أمل حقيقي في رفع العقوبات وتحسين حياتنا، فليعودوا إلى الطاولة. لكن دون ضمانات لا معنى لأي اتفاق".

إعلان

هذه النبرة التي تمزج بين التعب والتمني، تعبر عن المزاج العام الذي رصدته الجزيرة نت خلال جولة في شوارع العاصمة الإيرانية.

أما ليلى، طالبة جامعية في كلية الاقتصاد، فتتحدث بعين على الداخل وأخرى على الخارج وتقول "لا أريد أن أعيش حياتي كلها تحت العقوبات والانغلاق. نحن نريد أن نعيش مثل باقي شعوب العالم. إذا كانت المفاوضات ستحقق ذلك، فأنا أدعمها، لكن لا أريد أن نخدع مرة أخرى".

وتجسد ليلى فئة واسعة من الشباب الإيراني الذين يرون في الاتفاق نافذة على العالم وفرصا لحياة أكثر انفتاحا، لكنهم أيضا أكثر حذرا من وعود لا تترجم على الأرض.

فقدان الثقة

يُشار إلى أن الجولة الثانية من المحادثات بين طهران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، في روما، انتهت في 19 أبريل/نيسان الجاري.

وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنها كانت بناءة وبأنه من المقرر عقد مفاوضات فنية عبر فرق متخصصة في سلطنة عُمان لوضع أطر عامة لاتفاق. وكشف أن طهران وواشنطن اتفقتا على استئناف المحادثات التقنية على مستوى الخبراء في الأيام القادمة.

وتوسطت مسقط المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

من جهته، عبّر حسن، بائع خضار في السوق الشعبي، عن غضب صريح، قائلا "نحن لا نعيش على التصريحات. كلما سمعنا خبرا عن التفاوض، قفز الدولار وارتفعت الأسعار. فقدت الناس الثقة بكل الأطراف. نريد نتائج لا شعارات".

بدورها، تعبّر نرجس، وهي ربة منزل في جنوب طهران، عن موقف عملي مباشر وتؤكد "لا يهمني من يوقع أو مع من. أريد فقط أن أتمكن من العيش بمستوى متوسط، وأن لا أخشى من فاتورة الكهرباء. إن كان الاتفاق يحقق ذلك، فليوقعوه اليوم قبل الغد".

ويتكرر رأي نرجس كثيرا خصوصا في المناطق التي تعاني من انعدام الأمان الاقتصادي.

إعلان آراء مختلفة

في المقابل، يرى علي، وهو ناشط سياسي شاب، أن المفاوضات ضرورية لكنها ليست كافية، ويوضح "نحن بحاجة إلى إصلاحات داخلية حقيقية. الاتفاق قد يفتح الباب لكنه لا يعالج الفساد أو سوء الإدارة. يجب أن تكون هناك إرادة داخلية لتحسين حياة الناس، لا انتظار الحلول من الخارج فقط".

وأبدى أحد طلاب الدراسات العليا في جامعة الإمام الصادق موقفا أكثر تحفظا مؤكدا "لقد جربنا الاتفاق من قبل. وقّعنا ثم انسحبوا. الثقة كانت خطأ لن نكرره. يجب أن نفاوض من موقع قوة، لا أن نقدم تنازلات بلا مقابل". وتتجلى هنا وجهة النظر المحافظة التي لا تعارض المفاوضات من حيث المبدأ، لكنها تشترط ألا تكون على حساب ما يُسمى بـ"الثوابت الوطنية".

من خلال هذه الأصوات، يتضح أن الشارع الإيراني ليس كتلة موحدة في الموقف من المفاوضات، بل خليط من التجارب الشخصية والتوجهات الفكرية والظروف الاقتصادية. تتفق الغالبية على أن الأوضاع باتت صعبة للغاية، وأن أي انفراجة ولو جزئية قد تكون محملة بالأمل الذي لا يفصح عن نفسه بسهولة، فقد غلفته السنوات الأخيرة بطبقة سميكة من الحذر.

ولا شيء يلخص موقف الشارع الإيراني أفضل من الجملة التي قالها أحد الباعة عند زاوية السوق "نحن نعيش على الأمل.. لكن لا نعيش به".

وكانت العاصمة العُمانية مسقط قد استضافت، في 12 أبريل/نيسان الجاري، الجولة الأولى من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة التقى خلالها عراقجي بالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ويتكوف.

وتم خلالها تبادل الرسائل 4 مرات بين الوفدين اللذين كانا في قاعتين منفصلتين، وفقا لما ذكرته الخارجية الإيرانية. وأوضحت الخارجية أن الوفدين تبادلا عبر الوسيط العماني "مواقف حكومتيهما بشأن برنامج إيران النووي السلمي ورفع العقوبات غير القانونية".

وفي حين كررت واشنطن وصفها للمحادثات بأنها مباشرة، تؤكد طهران أنها غير مباشرة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • توقف خط أنابيب العراق-تركيا: أزمة ثقة و متأخرات مالية
  • العراق يترقب مصير استثماراته مع إيران وسط مفاوضات نووية
  • وزير الخارجية الإيراني: هناك تقدم جدي في محادثات النووي مع واشنطن
  • تغيّر لهجة ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين وسط ضغوط اقتصادية
  • 10.3 مليار متر مكعب إنتاج الغاز و88.8 مليون برميل نفط خلال الربع الأول 2025
  • باريس تتحرك تجاه جهاديين فرنسيين في العراق
  • هل يعيد العراق خطأ السعودية في استنزاف المياه الجوفية بالصحراء؟
  • أضواء على لقاء السوداني بالشرع
  • الطاقة الروسية: بدء تصدير الغاز الروسي إلى إيران عبر أذربيجان هذا العام بمقدار 1.8 مليار متر مكعب
  • كيف ينظر الشارع الإيراني إلى مسار المفاوضات مع واشنطن؟