جوهانسبرغ-سانا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مجموعة “بريكس” تعمل على تعزيز استقلال دولها عن النظام المالي الغربي الذي يعتمد على الدولار الأمريكي، وإنشاء نظام مالي موحد لها، لافتاً إلى أن الاهتمام المتزايد من قبل دول العالم للتعاون مع “بريكس” يأتي نظراً لاعتمادها على مبدأ العدالة والمساواة والشفافية.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم حول نتائج قمة “بريكس”: إن النمو على الطلب لدخول “بريكس” تفسره رغبة الدول بالتقارب مع أعضاء المجموعة، وتفهم عمق التغييرات التي تحدث في العالم، ففي “بريكس” لا توجد هيمنة كتلك التي تمارسها الولايات المتحدة في المنظمات الدولية، والتوافق هو الأساس وليس تنفيذ قرارات قائد مهيمن، مشيرا إلى أن جميع الدول المنضمة للمجموعة كانت أكدت نيتها الانضمام إليها، وأن من بين 23 طلباً تم النظر في 6 طلبات.

وأضاف لافروف: ضمن رئاستنا لـ “بريكس” هناك خطة التعاون الابتكاري ومكافحة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة، فمجال الصحة سيكون من بين أولوياتنا كما وسنستمر في عمل مجلس الأعمال ومجلس المرأة ودور الشباب والتبادل الثقافي والتربوي، فهناك عدة فعاليات ستكون على مستوى المراكز التعليمية الرفيعة للدول الخمس، وبعد انضمام الدول الجديدة ستكون قضايا الطاقة أكثر إلحاحاً، ومن الأفضل الحفاظ على اسم “بريكس” حتى بعد إضافة الدول الجديدة.

وفيما يتعلق بموضوع إنشاء عملة موحدة لمجموعة دول الـ “بريكس”، بين لافروف أن الموضوع لا يزال قيد الدراسة لأننا لن نكون مرتبطين بالدولار والين واليورو، لافتاً إلى أنه بعد إنشاء بنك التنمية لـ “بريكس” ظهر مشروع “مجموعة العملات الاحتياطية” وتلك إحدى الخطوات التي يتم اتخاذها لتسهيل استخدام العملات الوطنية وأنظمة الدفع البديلة، فيما يقوم وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بمناقشة قضية العملة الموحدة.

وشدد لافروف على أن “بريكس” تعد أحد الكيانات التي تحمل الأسس لتشكيل عالم متعدد الأقطاب يلتزم بميثاق الأمم المتحدة وليس “القواعد بدلاً من القوانين” التي يفسرها الغرب حسبما يريد، فمن أهم معايير قبول أعضاء جدد فيها هو سعي الدول إلى تشكيل عالم متعدد الأقطاب.

ونوه لافروف بتفوق “بريكس” اقتصادياً على الدول الصناعية السبع فهي تحقق الكثير على مستوى الاقتصاد، وهناك الكثير من العمل أمام وزارات الطاقة والنقل والمالية وفق ما أشار إليه الرئيس فلاديمير بوتين بما في ذلك مشروع الشمال الجنوب الذي يربط بين الطرق البحرية الشمالية والجنوبية، وهو ما سيمنح فرصاً لمنطقة الدول الأوراسية وكذلك دول الخليج والشرق الأوسط.

وكانت مجموعة “بريكس” التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا أعلنت في وقت سابق اليوم الموافقة على انضمام ست دول جديدة لعضويتها، وقررت دعوة كل من إيران والإمارات والسعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا للانضمام إليها.

من جهة أخرى، أكد لافروف أهمية إصلاح مجلس الأمن الدولي من خلال عضوية الدول من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وذلك لأن معظم أعضائه خاضعون لواشنطن وإرادتها، ودول “بريكس” ستستمر بالتنسيق على جميع المنصات الدولية حول ذلك.

وقال لافروف: “لا يوجد منطق في الحوار مع الغرب، وروسيا منفتحة على النقاش لكنها ترفض الإملاءات والإنذارات، لن نرضخ، وإذا كان لديهم رأي عقلاني فنحن منفتحون”.

وحول صفقة الحبوب، قال لافروف: إننا لن نقبل حديث الغرب بشأن تنفيذ الجزء الروسي من صفقة الحبوب، ونحتاج للأفعال الواقعية ولا نرى إشارات على ذلك، أما اقتراح الأمم المتحدة الذي قدم أكثر من مرة فهو يتضمن ألا نسحب موافقتنا على الحزمة الأوكرانية، ولا يمكننا الموافقة على وعود تم تقديمها لسنة كاملة دون تنفيذ أي منها.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن

مقاتلات إسرائيلية (سي إن إن)

في تطور جديد يثير العديد من التساؤلات، كشف مسؤول أمريكي نهاية الأسبوع الماضي عن دعم لوجستي واستشاري قدمته الإمارات العربية المتحدة للجيش الأمريكي في حملة القصف التي شنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ضد اليمن في منتصف شهر مارس 2025.

التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس، أوضح أن الإمارات كانت تقدم دعماً حيوياً عبر الاستشارات العسكرية والمساعدات اللوجستية ضمن العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

اقرأ أيضاً ترامب يعترف بفشل عسكري مدوٍ في اليمن.. والشامي يكشف تفاصيل الفضيحة 5 أبريل، 2025 صنعاء ترفض عرضا سعوديا جديدا بوساطة إيرانية.. تفاصيل العرض 5 أبريل، 2025

وأضاف التقرير أن البنتاغون قد قام بنقل منظومتي الدفاع الجوي "باتريوت" و"ثاد" إلى بعض الدول العربية التي تشعر بالقلق إزاء التصعيد العسكري للحوثيين في المنطقة.

وبحسب المسؤول الأمريكي، هذا التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة يأتي في سياق تعزيز القدرات الدفاعية للدول العربية ضد التهديدات الإيرانية، وفي إطار الاستجابة للمخاوف الإقليمية من الحوثيين المدعومين من إيران.

من جهته، وجه قائد حركة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، تحذيرات قوية للدول العربية والدول المجاورة في إفريقيا من التورط في دعم العمليات الأمريكية في اليمن، مؤكداً أن الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في هذه الحملة قد يؤدي إلى دعم إسرائيل.

وقال الحوثي في تصريحات له، إن أي دعم لوجستي أو مالي يُقدّم للجيش الأمريكي أو السماح له باستخدام القواعد العسكرية في تلك الدول سيُعتبر تورطًا غير مبرر في الحرب ضد اليمن، ويهدد الأمن القومي لهذه الدول.

وأوضح الحوثي أن التورط مع أمريكا في هذا السياق قد يؤدي إلى فتح جبهة جديدة في الصراع، ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد يعزز من استقرار المنطقة ويمنع تدخلات القوى الأجنبية التي لا تصب في صالح الشعوب العربية.

 

هل يتسارع التورط العربي في حرب اليمن؟:

في ظل هذا السياق، يُثير التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن مخاوف كبيرة من تصعيدات إقليمية ودولية. فالتعاون العسكري اللوجستي مع أمريكا في هذه الحرب قد يُعتبر خطوة نحو تورط أعمق في صراعات منطقة الشرق الأوسط، ويُخشى أن يفتح الباب أمام تداعيات سلبية على العلاقات العربية وعلى الاستقرار الأمني في المنطقة.

تستمر التطورات في اليمن في إثارة الجدل بين القوى الإقليمية والدولية، ويبدو أن الحملة العسكرية الأمريكية المدعومة من بعض الدول العربية قد لا تكون بدايةً النهاية لهذه الحرب، بل قد تكون نقطة انطلاق لتحديات جديدة قد تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي بشكل أكبر.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية يبحث مع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية تعزيز التعاون والشراكة
  • وزير الإسكان يلتقي مجموعة من المطورين العقاريين بالساحل الشمالي الغربي
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • اكتشاف استثنائي,, ماذا ظهر حديثا في البر الغربي بالأقصر؟
  • وسط خسائر قياسية.. ترامب يبدأ فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من عدة دول وتحول جذري في النظام التجاري العالمي
  • الشيوخ يناقش تعزيز النافذة الواحدة وتطوير النظام الجمركي
  • زيلينسكي يكشف أول الدول الأوروبية التي سترسل قوات إلى أوكرانيا
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • وقفة شعبية في خان شيخون بريف إدلب حداداً على ضحايا مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد قبل ثمانية أعوام وارتقى فيها عشرات الشهداء
  • أوحيدة: الدول التي تتحدث عن حرصها على استقرار ليبيا تتعامل مع المليشيات وتحميها