من غرينلاند إلى أوكرانيا.. هل يعيد ترامب وبوتين تشكيل خريطة العالم؟
تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن المشهد السياسي العالمي يشهد تحولات كبرى في ظل محاولات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشكيل تحالف استراتيجي مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين. فبينما يروج ترامب وفانس لضم غرينلاند وكندا إلى الولايات المتحدة، يبرز دعم بوتين لهذه الفكرة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة المصالح المشتركة بين الطرفين.
تحالف قطبي أم لعبة هيمنة؟
بوتين، الذي غير خريطة أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بضم أجزاء من أوكرانيا، يجد في ترامب حليفًا غير متوقع. فمن خلال الترويج للهيمنة الأمريكية على المناطق القطبية، يسعى ترامب إلى تشكيل شراكة قطبية مع روسيا، وهي خطوة من شأنها تهديد مصالح أوروبا وكندا وشمال المحيط الأطلسي.
القطب الشمالي يمثل هدفًا استراتيجيًا لكلا الطرفين، حيث يحتوي على 22% من احتياطيات النفط والغاز العالمية، إلى جانب كونه طريقًا تجاريًا أسرع بين آسيا وأوروبا. ومع ذوبان الجليد بفعل التغير المناخي، تزداد أهمية المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا. روسيا، التي تمتلك 41 كاسحة جليد، منها 7 تعمل بالطاقة النووية، تستثمر بكثافة في المنطقة، مما يدر عليها أرباحًا تقدر بمئات المليارات من الدولارات.
التقارب الروسي – الأمريكي: صفقة أم فخ؟
تشير المعطيات إلى أن بوتين قد عقد صفقة مع ترامب، تقوم على دعم الأخير في محاولاته لتهديد كندا وغرينلاند، مقابل تمرير غزو بوتين لأوكرانيا. في المقابل، تعارض أوروبا بشدة هذا المخطط، وتدرك أن السماح لروسيا بابتلاع أوكرانيا سيفتح الباب أمام مزيد من التوسع، ما قد يصل إلى ألمانيا مرورًا ببولندا، بينما ستجد بريطانيا وفرنسا نفسيهما محاصرتين بالغواصات النووية الروسية.
هل يسقط ترامب تحت الضغوط الاقتصادية؟
في مواجهة هذا السيناريو، يبدو أن أوروبا تتحرك بالتعاون مع الدولة العميقة في أمريكا لإفشال مخططات ترامب. فعلى الرغم من شعبيته الكبيرة، فإن الاقتصاد الأمريكي يشهد ضغوطًا غير مسبوقة، مع ارتفاع العجز المالي إلى 148 مليار دولار، وتراجع مؤشرات الأسواق المالية بشكل حاد. السياسات التجارية لترامب، التي أدت إلى تصعيد الحروب الجمركية، ساهمت في تفاقم التضخم، مما دفع المستهلكين إلى الإنفاق المفرط تحسبًا لارتفاع الأسعار.
المؤشرات الاقتصادية السلبية قد تكون جزءًا من خطة أكبر لعزل ترامب سياسيًا، تمامًا كما حدث خلال جائحة كورونا في ولايته الأولى. وإذا استمرت الضغوط المالية والتجارية، فإنها قد تضعف الدعم الشعبي لترامب، مما يسهل استهدافه في الانتخابات القادمة.
الصين تدخل على خط المواجهة
لا يمكن إغفال دور الصين في هذه المعادلة. فالتنين الصيني ينظر بعين القلق إلى التقارب بين بوتين وترامب، خاصة أن الصين لديها تاريخ طويل من النزاعات الحدودية مع روسيا. وإذا تفاقمت الأزمة، فقد تجد الصين في أوروبا حليفًا استراتيجيًا لإفشال المخططات الأمريكية – الروسية، وربما تقدم تنازلات بشأن تايوان مقابل تحالف أوروبي يضر بمصالح ترامب.
الصين تمتلك أيضًا سلاحًا اقتصاديًا قويًا يتمثل في سندات الدين الأمريكية، والتي يمكن أن تستخدمها بالتعاون مع دول أخرى مثل اليابان لضرب الاقتصاد الأمريكي في اللحظة المناسبة. وإذا تزامن ذلك مع عدم قدرة ترامب على رفع سقف الدين الأمريكي، فإنه قد يصبح فعليًا رئيسًا معطلًا بلا قدرة على تنفيذ سياساته.
نهاية اللعبة: خسارة ترامب وبوتين؟
في النهاية، يبدو أن الرهان على تحالف ترامب – بوتين قد يكون خاسرًا. فالعالم لا يتحرك وفقًا لرغبات رجل واحد، والسياسات الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة قد تجعل من ترامب مجرد ظاهرة صوتية، غير قادر على فرض أجندته كما يروج لأنصاره.
أما في الشرق الأوسط، فقد يكون بنيامين نتنياهو أول ضحايا هذا التحالف الفاشل، إذ يواجه عزلة دولية غير مسبوقة بسبب سياساته العدوانية. ومع تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل، قد يجد نفسه محاصرًا داخليًا وخارجيًا، تمامًا كما قد يحدث مع ترامب نفسه.
في النهاية، لن يكون سقوط ترامب اقتصاديًا وسياسيًا مفاجئًا، بل سيكون نتيجة حتمية لتحالفاته الهشة وخططه قصيرة النظر. وكما أفلس ماليًا ست مرات، فإن الإفلاس السياسي قد يكون المحطة الأخيرة في مسيرته.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غرينلاند أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
وزير الخزانة الأمريكي يتوقع تهدئة في الحرب التجارية مع الصين
توقع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت تهدئة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قائلًا في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، إن المواجهة الحالية بشأن الرسوم الجمركية مع الصين غير مستدامة.
في الوقت نفسه حذر بسنت في الخطاب الذي ألقاه أمام بنك جيه.بي مورجان تشيس الأمريكي، من أن المحادثات بين الولايات المتحدة والصين لم تبدأ رسميًا حتى الآن.رسوم ترامب على الصينوفرض ترامب رسومًا بنسبة 145% على الواردات من الصين، التي ردت برسوم نسبتها 125% على الواردات من الولايات المتحدة.
أخبار متعلقة الصحة العالمية تعترف بتأثرها الكبير من خفض التمويل الأمريكيالبيت الأبيض يشيد بتقدم المحادثات بشأن اتفاق تجاري مع الصينويفرض ترامب رسومًا على عشرات الدول، ما أدى إلى اضطراب سوق الأسهم، وارتفاع أسعار الفائدة على السندات الأمريكية، بسبب قلق المستثمرين من تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي وارتفاع الضغوط التضخمية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة - متداولةمفاوضات صعبة للغايةوبحسب نص الخطاب الذي حصلت وكالة أسوشيتد برس قال بيسنت "أقول إن الصين ستكون صعبة للغاية في المفاوضات، لا أحد من الطرفين يعتقد أن الوضع الراهن سيستمر".
وأجرت إدارة ترامب محادثات مع حكومات اليابان والهند وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، ودول أخرى، بشأن الرسوم الجمركية والعلاقات التجارية.
لكن ترامب لم يبد أي مؤشرات علنية على اعتزامه إلغاء الرسوم الجمركية الأساسية التي فرضها على كل دول العالم تقريبًا وتبلغ 10%، رغم إصراره على سعيه إلى خفض دول أخرى ضرائبها على الواردات، وإزالة أي حواجز غير جمركية تقول الإدارة إنها تعرقل الصادرات الأمريكية.