قرينة الرئيس للفتاة: أنتِ قوة مصر ومستقبلها المشرق والأمل لمجتمع أكثر تقدمًا
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
شهدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، احتفالية ختام فعالية المبادرة الوطنية "دوي" لتمكين الطفل المصري بمدينة العلمين الجديدة، بمشاركة الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، واللواء خالد شعيب محافظ مطروح، والسفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتورة نيفين عثمان أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، والسفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وجيرمي هوبكينز ممثل منظمة اليونسيف فى مصر، والدكتورة جاكلين عازر نائب محافظ الإسكندرية، والشيخ كامل مطر رئيس مجلس القبائل والعائلات المصرية، وذلك تحت رعاية السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية.
وقالت السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية في كلمة مسجلة ببداية الاحتفالية: "اليوم نحتفل بالتقدم الكبير في ملف تمكين الفتيات، ذلك الملف المهم والأقرب إلى قلبي والذي يحظى باهتمام خاص من الدولة المصرية بقيادة السيد رئيس الجمهورية، إيمانًا بأن فتيات مصر هن قادة المستقبل ورائداته وأن الاستثمار فيهن هو استثمار في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للوطن، ولطالما أثبتت فتيات مصر أنهن على قدر الثقة والمسئولية، ولعل إطلاق مبادرة "دوي" لتمكين الفتاة المصرية من أهم المشروعات التنموية التي تشهدها مصر في تاريخها المعاصر ، كما أن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" هي خير دليل أيضًا على ما يحظى به ملف تمكين الفتاة من دعم ومساندة من أعلى مستويات الدولة المصرية.
وأكدت السيدة انتصار السيسي فخرها بما حققته المبادرة الوطنية "دوي" من نجاحات حتى هذه اللحظة في الوصول إلى فتيات مصر على أرض الوطن، بقوة ٢١ محافظة للاستماع إليهن في المدارس ومراكز الشباب والجامعات وغيرها وتنمية مهارتهن للحصول على المهارات والمعلومات والخدمات اللازمة للنجاح، وبالتالي تأهيلهن وتمكينهن لخلق مجتمع متفهم ومؤمن بالمساواة.
واختتمت كلمتها بتوجيه رسالة إلى كل فتاة مصرية قائلة: "أنت قوة مصر ومستقبلها المشرق والأمل في مجتمع أكثر تقدمًا وازدهارًا وفي انتظارك عصر ذهبي طريقه ممهد وكل التشريعات والقرارات لتساعدك على تحقيق أحلامك وطموحاتك لترفعي اسم وطنك في كل موقع وكل مكان، ومصر كلها معك بقياداتها ومؤسساتها ومبادراتها الوطنية، وكل الشكر لجميع القائمين والشركاء الداعمين للمبادرات الوطنية لتمكين الفتيات".
القباج:يبقى الإنسان في قلب الدولة وعلى قمة أولوياتهاوخلال كلمتها أبدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث المهم بشأن هدف جليل وهام للمضي في مسار التنمية العادلة والمستدامة، حيث يلتقي فيه كافة الشركاء من المختصين والمهتمين بحقوق الطفل وبالاستثمار في البشر وبشكل عام في بناء الإنسان المصري الواعي، الإيجابي، المشارك، والمنتج، في مساعي دؤوبة من القيادة السياسية لإقرار مبادئ الحقوق للإنسان وللمجتمع وللبيئة، وكفالة حقوق الأطفال، ومناصرة تمكين الفتيات والنساء، وتحسين جودة حياة الأولى بالرعاية، ويبقى الإنسان في قلب الدولة وعلى قمة أولوياتها، حماية الدولة من الخارج وبناءها من الداخل وتحقيق الحياة الكريمة لكل من يعيش على أرض مصر.
وأضافت القباج أن الدولة المصرية ترجمت التزاماتها تجاه حقوق الإنسان وبصفة خاصة الأطفال والفتيات من خلال المواثيق الوطنية مثل الدستور المصري عام 2014 ومن قبلها تعديلات قانون الطفل عام 2008 وقانون تغليظ عقوبات ختان الإناث في 2016 و2021، وغيرها من التشريعات الوطنية، وهي جهود دؤوبة مستمرة لتعزيز وحماية حقوق الفتيات من كافة أشكال التمييز ودعمهن بكل أشكال المساندة والدعم وإعدادهن للخروج في معترك الحياة مؤهلات قادرات على التكيف والصمود أمام أية أزمات أو تحديات.
القباج: لابد أن يكون الحكي أداة من أدوات القوة الإيجابية
وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعي أن فن الحكي هو واحد من أقدم الفنون الشعبية التي انتشرت في جميع الحضارات منذ أكثر من 15 ألف سنة قبل الميلاد، حيث يتمكن الفرد من التعبير عما بداخله من مشاعر وأحاسيس وأفكار؛ سواء كوسيلة للتواصل أو الترفيه أو نقل المعلومات المهمة، فأصبحنا نروي القصص لسنوات عديدة لدرجة أنها أصبحت متأصلة في حمضنا النووي، متابعة "كلنا نذكر حواديت قبل النوم من الأمهات والجدات، ونصائح ماما نجوى وأبلة فضيلة"، ومن الهام جدا أن يكون الحكي أداة من أدوات القوة الإيجابية، وصحة المعلومة، وتشجيع الإنجازات، وتحفيز الإخفاقات، وضرورة الحذر من تناقل الشائعات أو المعلومات غير المتحقق منها، أو بث روح سلبية يمكن أن تضر حاكيها أكثر مما تؤذي سامعها، كما كلنا نذكر حواديت الجدة، وحكايات ما قبل النوم.. وماما نجوى وأبلة فضيلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دوي المبادرة الوطنية دوي القباج وزيرة التضامن الإجتماعي قرينة الرئيس انتصار السيسي السيسى نيفين عثمان وزير التربية والتعليم رضا حجازي وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار وزير الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
مختصون: السمت العماني .. هوية راسخة لمجتمع أصيل
يمثل السمت العماني سمة عريقة لأبناء سلطنة عمان، هي نتاج قرون من التربية المجتمعية والثقافة الدينية والقيم الأخلاقية المتأصلة في نفوسهم.
وفي ظل الحداثة والعولمة والتطور التكنولوجي يشد العمانيون بأيدي بعضهم بعضا في محاولة لحماية المجتمع من التأثيرات غير المحمودة، وحفاظا على سمتهم وأصالتهم.
وبين الواعظ والمحدث سالم النعماني أن "السمت العماني" هي مجموعة من القيم والعادات التي تميز بها العمانيون منذ القدم كحسن أخلاقهم وتعاملهم مع الآخرين، وقد نالوا شهادات بذلك منذ دخول الإسلام إلى عُمان، حيث منح النبي صلى الله عليه وسلم شهادته لهم قائلا: "لو أن أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك"، والسمت العماني يقوم على التمسك بالقيم الإسلامية، التي تشمل المعاملة الحسنة مع الآخرين، مؤكدا أن العمانيين حاولوا المحافظة على هذه القيم عبر الأجيال، ودورنا اليوم هو ترسيخ هذه السمات في أجيالنا القادمة.
دور الأسرة
ويلفت النعماني إلى أنه لابد لنا اليوم أن نسعى إلى ترسيخ السمت العماني، وترسيخه يبدأ من البيت والأسرة فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في السلوك والتربية، مشددا على أهمية دور المسجد في توجيه المجتمع، حيث إن للإمام دور مهم لا يقتصر على طرح مواضيع محددة كل يوم، وإنما عليه أن يغوص في المجتمع، ليعرف ماذا ينبغي أن يكون عليه وماذا لا ينبغي، وأن يكون دوره فعّال في توجيه الناس نحو الحفاظ على السمت العماني. ويشدد النعماني على دور النادي والمدرسة والمجلس بالإضافة إلى دور الشخصيات البارزة في المجتمعات التي لا بدّ أن تكون قدوة في المجتمع، وأن يكونوا قريبين من الشباب يهتمون بشؤونهم ويعملون على حل مشاكله، وأن نكون حذرين من التأثيرات الخارجية وغزو التكنولوجيا والابتعاد عن التكاسل في الحفاظ على هذه القيم.
العادات العمانية
يتحدث النعماني عن مجموعة من العادات العمانية التي يرى من الضرورة المحافظة عليها، مثل احترام الآخرين، خصوصا كبار السن وأهل العلم ويشدد على أن يواصلوا تقدير الأشخاص ذوي الفضل في المجتمع، مثل المعلمين والمسؤولين، مؤكدا أن هذه القيم يجب أن تظل حاضرة في التعاملات اليومية.
كما تحدث عن أهمية التواصل مع الأطفال والشباب من خلال مجالس العائلة التي تجمع بين الأجيال المختلفة، مشيرا إلى أن هناك بيوتا عمانية ما زالت محافظة حتى يومنا هذا على مجلسها الخاص والعام، وعلى اللقاءات الأسبوعية ومنها الشهرية لذا، لا خوف على الشباب العماني ولكن يرى أن انشغال الناس بوسائل التواصل الاجتماعي قد أدى إلى ضعف هذه الجلسات العائلية، مما يهدد ذلك من ترابط المجتمع.
وأشار النعماني إلى أن من الأمور التي يجب أن نحافظ عليها، ارتداء الشباب العماني للملابس التقليدية الدشداشة العمانية والمصر ولبس الخنجر إن وجدت وحمل العصا، وثمن دور المؤسسات الحكومية في التأكيد على ارتداء "الدشداشة" العمانية في العمل، وكذلك في المدارس والجامعات الحكومية وهذه الأمور تورث الشباب المحافظة على السمت العماني والمحافظة على هويتهم.
ولترسيخ سمة السمت يفضل اصطحاب الأبناء عند زيارة الأرحام ليروا تطبيقا عمليا عندما يرون الكبار يتحدثون ويناقشون ويتقبلون الرأي والرأي الآخر ويتناشدون عن العلم والخبر وتقديم الكبير، وأسلوب الضيافة وتقديم القهوة، وغيرها من الأمور التي يجب أن تغرس في الأبناء ليكتسبوا هويتهم.
تأثير الانفتاح
وعن تحديات العصر الحديث، يقول النعماني: إن تحصين الشباب من خلال برامج مكثفة في العقيدة والفقه والسيرة والتاريخ، يكون لديهم أساسا قويا يواجهون به تأثيرات العالم الخارجي بالإضافة إلى دور الإعلام متمثلا في التلفزيون والراديو والصحافة وحتى من خلال الفن كتقديم مشاهد توعوية أو مسرحيات هادفة.
ويرى النعماني أن التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين يمكن استخدامها في نشر القيم الإيجابية أو في نشر السلبيات، وهذا يعتمد على كيفية توظيفها ويؤكد على أن العمانيين يجب أن يعيشوا في زمانهم وأن يستخدموا الوسائل الحديثة بطريقة تخدم أهدافهم الثقافية والدينية ويرى أن الانفتاح ليس بالضرورة أن يكون سيئا إذا تم التعامل معه بحكمة، بحيث يمكن الحفاظ على العادات والتقاليد العمانية مع الاستفادة من التطورات الحديثة.
وعن التمسك بالتقاليد العمانية والانفتاح على الحداثة يرى النعماني أن الحل يكمن في اعتماد المنهج الوسطي، حيث يمكن للشباب أن يستفيدوا من التكنولوجيا والتطورات الحديثة دون أن يفقدوا هويتهم ويؤثر على أخلاقهم وسمتهم.
ويؤكد النعماني على ضرورة أن يكون الانفتاح صحيحا، بحيث يحافظ العمانيون على سماتهم وعاداتهم حتى في المناسبات الاجتماعية التي قد تأثرت بالتغيرات الحديثة ويرى أن هناك إمكانيات كبيرة لاستمرار هذه العادات إذا تم توجيه الجهود بشكل صحيح من قبل المجتمع، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والدينية.
تجسيد السمت العماني
من جانبه يتحدث الدكتور عبد الله العبري أن عمان والعمانيين من أعالي مسندم إلى ظفار يتميزون بسمت خاص يُعرف بالسمت العماني، وهو ليس كالصمت، بل يعكس شخصية هادئة ومتزنة تحترم الرأي والرأي الآخر وتتميز بالصدق والعدل، ولا تتعرض لذمم الناس، ولا تخون أو تغتاب، ولا تقلل من شأن أحد، مشيرا إلى أن هذه الصفات تجسد السمت العماني، والتي يتحلى بها العمانيون كبارا وصغارا، رجالا ونساء، إلا من رحم ربي فلا نزكي أنفسنا ولكن الشخصية العمانية الأصيلة هي التي تتمتع بهذه الخصال، مما يجعلها تبرز بين الآخرين.
واستذكر العبري حديثا مع أحد الأكاديميين العرب أثناء وجودهم في المملكة المتحدة، حين سأله: "هل يعد العمانيون معسكر إعداد لكم قبل الخروج إلى الغربة؟" فسأله عن سبب هذا السؤال، فأجاب بأنه لم يرَ عمانيا إلا وتعلوه الهيبة والسمت، وأن كل شخص منهم يفوق الآخر في صفاته الحسنة.
وأكد له العبري بأن هذا هو السمت العماني، الذي تجسده تربية الأسرة العمانية، التي تولي اهتماما بالغا بأن يكون العماني، سواء كان كبيرا أو صغيرا، متصفا بهذه الخصال.
وعن كيفية الحفاظ على تقاليدنا العمانية، أضاف العبري بأنه يجب غرس هذه القيم منذ سن الحضانة والروضة وفي المدرسة بمراحلها حتى سن الجامعة ليتمكن الشباب من الاستمرار في هذه التقاليد الأصيلة ونكون بها خير خلف لخير سلف، وأضاف بأن العمانيين منفتحون على العالم، غير متقوقعين بأفكارهم بفضل عقليتهم المتزنة التي تتقبل الرأي والرأي الآخر، بينما هم يحافظون على تقاليدهم.
وأوضح العبري بأننا لا نزكي أنفسنا وإن هناك من التقاليد ما يحتاج إلى تعديل ولكن بمجملها هناك ما يدعو بالفخر والكرم والعقلية المنفتحة وتقبل الرأي والرأي الآخر وعدم القدح في الآخرين والتقليل منهم وعدم الخوض في الخلافات المذهبية والطائفية فالإنسان العماني يتجنب كل ذلك لأنه شخصية تحترم الخصوصية وتحترم الآخرين وبالتالي كل ذلك يدعو بالفخر.
إيجاد القدوة
ويرى العبري بأنه على الرغم من التحديات المتعددة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح العالمي والعولمة، التي قد تحمل تأثيرات إيجابية وسلبية على العادات والتقاليد، إلا أن الإنسان الذي يهتم بمستقبله ومستقبل بلده يدرك أن هذه الوسائل قد تسهم في غرس قيم إيجابية. ومع ذلك، يجب التعامل معها بحذر لأن أبناءنا أمانة، هذا لا يعني أن الهوية العمانية مهددة بالفقدان، بل على الأسرة والمؤسسات التعليمية أن تلعب دورا في تعزيز السمت العماني من خلال المناهج والأنشطة، بما يسهم في غرس هذه القيم في الأجيال الجديدة.
وأشار العبري إلى أهمية إيجاد القدوة وعلى المعلم أن يكون قدوة حسنة، ويعمل بجد على توعية الأجيال الجديدة بقيم العمانيين، فالتعليم بالقدوة هو الأكثر تأثيرا، كما يمكن نشر الوعي من خلال وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى الملتقيات والأنشطة الطلابية والكشفية وأن يعمل الجميع على تعزيز هذه القيم الحسنة من خلال المناهج والمؤسسات التربوية بأشكالها.
السبلة العمانية
ويؤكد العبري أن السبلة العمانية تلعب دورا كبيرا في تعزيز القيم، فهي بمثابة المدرسة التي تربي الأجيال وتربطهم بعاداتهم وتقاليدهم، إذا استمرينا على نهج آبائنا وتمسكنا بقيمنا، فلا خوف على الأجيال القادمة، مؤكدا بأن علينا أن نظهر للعالم بسلوكنا وعاداتنا العمانية، لنستطيع نشر حضارتنا ونسوق لها.
دور المؤسسات
وأشار خالد المدهوشي إمام مسجد إلى أن المساجد تلعب دورا حيويا في تعزيز القيم الأخلاقية وترسيخ الصفات الإسلامية والشخصية العمانية، حيث تعد مكانا للتلاقي والتواصل بين مختلف فئات المجتمع، لاسيما في القرى، حيث يتعلم الصغار من الكبار احترام الآخرين وتقديرهم، فينعكس ذلك إيجابا على سلوكهم ويشعر رواد المساجد، خاصة في القرى والمناطق الريفية كون أن أغلب سكانها من عوائل متقاربة بمسؤولية أكبر في توجيه النصح والإرشاد فيما بينهم، في الأمور المتعلقة بالالتزام باللباس العماني، وغرس القيم والأخلاق كجزء من واجباتهم اتجاه بعضهم البعض داخل المسجد وكعائلة. مما يسهم هذا التفاعل المجتمعي في غرس القيم العمانية والإسلامية لدى الناشئة، الذين يتأثرون بمحيطهم ويترسخ فيهم الالتزام بأخلاق الإسلام وقيم المجتمع.
وأكد المدهوشي أن أئمة المساجد يؤدون دورا محوريا في غرس السمت والهوية العمانية لدى الناشئة، حيث لا يقتصر على تعليمهم بشكل متجرد أو حشو أدمغة الأطفال بمجموعة من المعلومات في نقل المعرفة الدينية، بل يمتد دورنا لتعليمهم العادات والتقاليد العمانية والإسلامية الأصيلة، كما يسعى الأئمة من خلال دروسهم ومحاضراتهم إلى تربية الأجيال على القيم العمانية وتوجيههم فيما يتعلق باللباس والأخلاق، وتعزيز الروح الإسلامية في التعامل بين الأفراد ككل، فهذا النهج التربوي يسهم في تكوين شخصية الشباب العماني، ويعمل على ترسيخ هويتهم الإسلامية والمحافظة على القيم الراسخة في مجتمعنا، فبتوجيه الأئمة المتواصل، سيغرسون هذه القيم العريقة بشكل مباشر وغير مباشر في هؤلاء الفتية، ليصبح المسجد منبعا لبناء الشخصية العمانية الملتزمة والمحافظة.
تأثير مواقع التواصل
وعن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي أوضح المدهوشي قائلا إن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على الالتزام بالقيم والتقاليد العمانية، حيث أدى هذا التداخل الرقمي إلى تلاشي بعض الفروقات الثقافية بين المجتمعات، مما أثرت في بعض الشباب العماني على صعيد اللغة أو في طريقة ممارسة أسلوب حياتهم بما هو لا يمثل مجتمعنا العماني، مما يُظهر بعض السلوكيات غير المعتادة، مثل استخدام ألفاظ السب والشتم التي لم تكن جزءا من مجتمعنا العماني وثقافته.
توجيه الشباب
ونصح المدهوشي الشباب العماني بالحفاظ على السمت العماني وسط تحديات العولمة وذلك بالانخراط في المجتمع والاقتراب من كبار السن والنظر إلى ما عندهم من عادات وقيم ومبادئ أصيلة، فهم مصدر حي للتعلم العملي، فلقد جعلت وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الأفراد وخصوصا الأطفال يميلون للعزلة، في حين أن الخروج من المنزل والتفاعل المباشر يعززان الفهم العميق للسلوكيات الحميدة، كما أن الالتزام بالدين، يُعتبر أساس للقيم في المجتمع العماني المحافظ ومرسخا للأخلاق والمبادئ الأصيلة، وبالتفاعل مع المجتمع.
تكامل الجهود
وأشار المدهوشي إلى أنه يمكن أن تتكامل هذه الجهود بتعاون المؤسسات التعليمية والمساجد معا في مسألة تعزيز الهوية العمانية عبر تنظيم برامج مشتركة تهدف لغرس القيم الأصيلة، فمن الممكن أن تستعين المدارس بأئمة المساجد لتقديم محاضرات تثقيفية تتناول جوانب الهوية العمانية والعادات والتقاليد الإسلامية والأخلاق الإسلامية بالإضافة إلى ذلك، أو يمكن للمدارس تشجيع الطلبة على حضور الفعاليات والأنشطة التي تقام في المساجد، مثل الدروس والمحاضرات الدينية والثقافية، مما يوفر لهم فرصة للتفاعل المباشر مع القيم المجتمعية والإسلامية مما سيسهم هذا التعاون في توثيق علاقة الطلبة بمحيطهم الثقافي والديني، ويعزز لديهم الفهم العميق للعادات العمانية وتكوين جيل واعٍ ومرتبط بهويته.
دور مجلس الشورى
وأوضح سعادة سليمان الراجحي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية جعلان بني بوحسن أن السمت العماني هي خصائص ثقافية واجتماعية تميز المجتمع العماني عن غيره وتعكس هويته الأصيلة التي تشمل القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد التي تشكل ملامح الشخصية العمانية الفريدة.
وأكد الراجحي أن مجلس الشورى يلعب دورا بارزا في حماية الهوية العمانية وتعزيزها لدى الشباب من خلال إعداد ومراجعة التشريعات التي تهدف إلى حماية التراث الثقافي وتوطيد الهوية الوطنية، التي تساعد على ترسيخ القيم العمانية لدى الأجيال الشابة بالإضافة إلى أن المجلس يشجع الجهات المختصة على تنظيم فعاليات وندوات ثقافية تستهدف تعزيز الوعي بالتراث العماني، وتعريف الشباب بقيمهم وتاريخهم الوطني. بالإضافة إلى حرصنا على المشاركة في المناسبات الوطنية والاحتفالات العامة، والظهور بالزي العماني والأخلاق العمانية لأهمية غرس هذه الفكرة في أذهان الشباب ورسم صورة نمطية في أذهانهم حول شكل ظهور الشاب العماني مما يعزز شعور الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية لديهم.
وقال الراجحي إن الحفاظ على التقاليد العمانية والتكيف مع العصر الحديث يتطلب جهدا متوازنا من قبل الشباب، ويكمن دورنا نحن كأولياء أمور ومؤسسات في تثقيف النشء وتوعيتهم بتاريخهم وثقافتهم مما يعزز فهمهم واحترامهم للتقاليد ويمكنهم من التفكير النقدي لتحديد القيم التي يرغبون في الحفاظ عليها فالمرونة في التكيف أمرا ضروريا، بحيث يتمكن الشباب من تبني قيم حديثة دون التخلي عن جذورهم كما أن تعزيز الحوار مع الأجيال السابقة والانخراط في الأنشطة المجتمعية يعززان هذا التوازن، ولا يمكننا تجاهل دور التكنولوجيا حيث تتيح لنا فرصة الوصول إلى المعلومات الثقافية على نطاق واسع، وتمنح العمانيين فرصة للترويج لعاداتهم عالميا.
ويرى الراجحي أن تأثير العولمة على العادات العمانية هو موضوع ذو أبعاد متباينة، حيث تحمل العولمة جوانب إيجابية من خلال تعزيزها لمسألة تبادل الثقافات، مما يثري العادات العمانية بعناصر جديدة، وفي المقابل، قد تؤدي إلى تآكل بعض القيم التقليدية وتوجه الشباب نحو تقليد أنماط حياة لا تتوافق مع حياة الإنسان العماني والقيم العمانية مما قد يهدد ذلك هويتنا الثقافية، لهذا يعد التوازن بين الاستفادة من العولمة والمحافظة على القيم جزءا أساسيا من بناء هوية ثقافية غنية.