أزمة الفيلة بين ملاوي وزامبيا.. نزاع بين حماية الحياة البرية وحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT
تواجه المجتمعات الزراعية على الحدود بين ملاوي وزامبيا أزمة جديدة بعد نقل أكثر من 260 فيلاً إلى المنطقة في إطار مشروع لحماية الحياة البرية. هذا النقل تسبب في تداعيات كارثية على حياة السكان المحليين.
ووفقًا للمحامين الذين يمثلون هؤلاء السكان، أسفر وصول الفيلة عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تدمير المحاصيل والممتلكات، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية لآلاف المواطنين.
المجتمعات المتضررة، التي يعيش بعضها بالقرب من حديقة كاسانغو الوطنية على الحدود بين البلدين، تقدمت بدعوى قضائية ضد "صندوق الحياة البرية الدولي"، التي ساهمت في نقل الفيلة إلى المنطقة.
ووفقًا لشركة المحاماة البريطانية "لي داي"، التي تمثل عددًا من السكان، يقول المتضررون إن حياتهم أصبحت مهددة بسبب هجمات الفيلة على المنازل والمزارع بحثًا عن الطعام والماء.
في يوليو/تموز 2022، قامت المنظمة بعملية نقل ضخمة شملت 263 فيلاً من حديقة وطنية صغيرة مكتظة بالحيوانات إلى حديقة كاسانغو، التي كانت تشهد انخفاضًا في أعداد الفيلة بسبب الصيد الجائر.
إعلانكان الهدف من هذه الخطوة تخفيف الضغط على الحديقة الصغيرة وتعزيز التنوع البيولوجي في كاسانغو.
إلا أن الفيلة، التي تعد من أكبر الحيوانات البرية، لم تلتزم بالحدود الاصطناعية وتوغلت في المناطق المجاورة، مما أسفر عن تدمير المحاصيل وإلحاق الضرر بالممتلكات.
آثار الكارثة على المجتمعات المحليةوفقًا للمنظمات المحلية، تضرر أكثر من 11 ألف شخص جراء هذا النزاع بين الإنسان والحيوان.
ووثقت التقارير تدمير المحاصيل والممتلكات الشخصية، فضلاً عن الإصابات وفقدان الأرواح.
كما قدرت الأضرار المالية التي تكبدتها المجتمعات بملايين الدولارات، مما جعل العديد من السكان غير قادرين على إعالة أسرهم.
ويطالب المتضررون من صندوق الحياة البرية الدولي، الذي لعب دورًا في تمويل وتنسيق عملية النقل، باتخاذ إجراءات لمعالجة الأضرار التي تعرضوا لها.
وفي حال عدم الاستجابة، يعتزم المحامون رفع دعوى قضائية ضد المنظمة في محكمة بريطانية.
دور صندوق الحياة البرية الدوليمن جانبها، عبرت منظمة "صندوق الحياة البرية الدولي" عن أسفها للأضرار الناتجة عن النزاع بين الإنسان والحيوان في المنطقة، لكنها نفت أن يكون لها دور في الأحداث السلبية التي وقعت بعد نقل الفيلة.
وأكدت المنظمة أن دورها كان مقتصرًا على تقديم الدعم المالي والفني، مشيرة إلى أن المسؤولية الكاملة عن إدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية في ملاوي تقع على عاتق الحكومة الملاوية.
تسلط هذه القضية الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها العديد من البلدان الأفريقية في تحقيق التوازن بين الحفاظ على الحياة البرية وحماية حقوق الإنسان.
ففي السنوات الأخيرة، شهدت أعداد الفيلة في بعض أجزاء أفريقيا زيادة ملحوظة بفضل الجهود الناجحة، لكن هذه الزيادة أدت إلى توترات جديدة بين البشر والحيوانات.
إعلانالفيلة، التي يمكنها استهلاك 150 كيلوغرامًا من النباتات و200 لتر من الماء يوميًا، قد تسبب دمارًا كبيرًا في الأراضي الزراعية، بل وتدمير الآبار والمخازن في بحثها عن الطعام والماء.
الحياة البرية أم حقوق الإنسان؟تتزايد الضغوط على الحكومات والمنظمات الدولية لإيجاد حلول توازن بين الحفاظ على الحياة البرية واحتياجات المجتمعات المحلية التي تتعرض لخطر الأضرار الكبيرة من الحيوانات البرية.
وتطرح القضية في ملاوي وزامبيا تساؤلات مهمة حول كيفية ضمان أن البرامج المتعلقة بحماية الحيوانات لا تتسبب في معاناة البشر الذين يعيشون في نفس البيئة.
ومع تزايد الصراع بين الإنسان والحيوان في القارة الأفريقية، أصبحت الحاجة إلى سياسات أكثر توازنًا وتنسيقًا بين الأطراف المعنية أكثر من أي وقت مضى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقتل شخص وإصابة 10 في نزاع عشائري وحادث سير في الديوانية والنجف
بغداد اليوم - بغداد
شهدت محافظتا الديوانية والنجف، مساء اليوم الثلاثاء (1 نيسان 2025)، حادثين منفصلين أسفرا عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين، بينهم ضحايا نزاع عشائري وجرحى في حادث سير.
وأكد مصدر أمني في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "نزاعاً عشائرياً اندلع في إحدى القرى القريبة من قضاء الشنافية شرق الديوانية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في حصيلة أولية"، مبيناً أن "الاشتباك شهد استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة".
وأضاف أن "القوات الأمنية سارعت إلى تطويق المنطقة وفرضت إجراءات مشددة للحد من تصاعد النزاع"، مشيراً إلى أن "حصيلة الضحايا قد ترتفع مع استمرار العمليات الأمنية الجارية في المنطقة".
وفي سياق منفصل، أفادت مصادر طبية لـ"بغداد اليوم"، بأن "حادث سير تعرض له باص يقل ركاباً قرب المعهد التقني في ناحية القادسية شرق النجف الأشرف، أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجروح متفاوتة".
وأوضحت أن "الجرحى نُقلوا إلى مستشفى الحكيم العام لتلقي العلاج"، مشيرةً إلى أن "طواقم الطوارئ استنفرت جهودها لتقديم الإسعافات اللازمة للمصابين".