جاء في الآية 263 من سورة البقرة (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقة)، و(اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة)، وفي الكتاب المقدس المسيحي (لا تخرج كلمة خبيثة من أفواهكم، بل كل كلمة طيبة تفيد البنيان حسب الحاجة، وتهب نعمة للسامعين).
فالكلمات الطيبة تشرح الصدر، وتسعد القلب، وتقوي النفس، وترفع المعنويات، وتهدئ البال، وتحسن المزاج، وتجبر الخاطر، وقد تكون كلمة طيبة سببًا في زيادة القدرة على تحمل صعوبات الحياة ومواجهة مشكلاتها والتصدي لأزماتها، ويمكنك ببعض الكلمات الحانية أن تتسلل إلى القلوب المنهكة الحزينة، وتضمد جروحها، وتسكنها، وتمنحها الطمأنينة والأمل، أما الكلمات القاسية الجارحة المسيئة فتظل عالقة في عقل من يتلقاها، وغائرة في قلبه، لا ينساها، وتشعره بالانكسار، وتظل جرحًا لا يندمل، ولا يجبره اعتذار.
لقد اقتنعت بالشرح والتفسير الذي قدمه أحد علماء الدين الأجلاء بشأن اسم الله (الجبار) وأنه لا يعني فقط أنه سبحانه شديد الجبروت والقوة والقدرة ولا يضاهيه شيء، وإنما يشمل الاسم أيضًا معنى جبر خواطر عباده، فالله جبار لقلوب المنكسرين والضعفاء والمظلومين.
في رأيي أن جبر الخواطر عبادة تتفق مع تعاليم الدين، وتنشر روح الود والتسامح في المجتمع، فلا تتشدق بالدين، وتقدم النصائح، وتصدر أحكامًا على الآخرين، ويكفى أن تقول قولاً حسنًا، فصلاتك، ودعاؤك، وتهجدك، وزكاتك، وصدقاتك، وصيامك، وقراءة القرآن، وغيرها من الشعائر الدينية كلها أمور بينك، وبين خالقك لا شأن للآخرين بها، لكن معاملتك، وسلوكك هو ما يهم الناس، وهنا أتذكر العبارة الشهيرة (لا تحدثني كثيرًا عن الدين بل دعني أراه في أفعالك) وأراها دقيقة، ومعبرة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
السيسي: الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع بل يجب ترجمتها لأفعال إيجابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس السيسي في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع، بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ. وضرب مثالًا على ذلك باستخدام مقار المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب.
حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقافوشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن تخريج وتأهيل هذه الدفعة الجديدة من الأئمة، التي ضمت ٥٥٠ امام واستمرت لمدة ٢٤ أسبوعاً، يأتي في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس لوزارة الأوقاف، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، بما فيها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة على مختلف المستويات، بما يسهم في الإرتقاء بالخطاب الديني وتطوير آليات التواصل، خاصة لمكافحة ودحض الفكر المتطرف، فضلاً عن ترسيخ الوعي والمعرفة والإدراك لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.