ما الفوائد العائدة على مصر بانضمامها إلى مجموعة البريكس؟.. خبراء يكشفون
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
تتجه الأنظار نحو مدينة جوهانسبرج عاصمة جنوب إفريقيا، وذلك لمتابعة أعمال القمة الـ15 للدول الأعضاء في مجموعة بريكس، والتي تضم كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وتأتي أهمية تلك النسخة من اجتماعات مجموعة بريكس لنظرها طلب عشرون دولة بالانضمام للمجموعة من بينها السعودية والجزائر ومصر وإثيوبيا وإيران.
قال الدكتور أحمد شوقي عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والاحصاء والتشريع إن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس سيضمن لها العديد من الفوائد، وذلك لما يمثله هذا التكتل من أهمية على المستوى الدولي، حيث يبلغ حجم اقتصادات بريكس وفق آخر الإحصاءات نحو 44 تريليون دولار، كما تسيطر مجموعة بريكس على 17% من التجارة العالمية.
وتابع "شوقي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر": "في حال انضمام مصر إلى مجموعة البريكس ستتمكن وفقًا للاتفاقات من الاستفادة بالموارد الكبيرة الت تمتلكها هذه الدول، وما سيساعها في ذلك العلاقات الكبيرة التي تجمع بين القاهرة وبين دول التكتل كروسيا والصين".
القضاء على هيمنة الدولار
ويرى الدكتور أحمد شوقي أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس قد يكون حلًا لأزمة الدولار في مصر، وذلك من خلال الاعتماد على العملات المحلية في تعاملاتهم التجارية عبر اتفاقيات ثنائية مع دول أخرى، أو بين بعضهم البعض، وآخرها الاتفاق بين الصين والبرازيل على استخدام (اليوان والريال) على الترتيب في صفقات التجارة بينهما.
خطوة في مجال البنوك الرقمية
وعلى صعيد القطاع المصرفي، قال عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والاحصاء والتشريع في تصريحاته لـ "الفجر" إن مصر ستستفيد من الانضمام إلى مجموعة البريكس في مشروع البنوك الرقمية والذي بدأت في اتخاذ خطوات فيه.
وأضاف "شوقي": "الهند والصين تمتلكان خبرات واسعة في مجال البنوك الرقمية، لذا سيضمن الانضمام للتكتل لمصر الاستفادة من خبرات الدولتين".
وتابع الدكتور أحمد شوقي أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس سيمثل خطوة إلى الإمام نحو رقمنة الجنيه، من خلال الاستفادة بالتجربتين الصينية والهندية.
وأضاف "شوقي": "قامت الصين برقمنة عملتها المحلية (اليوان) بهدف كسر هيمنة الدولار الأمريكي على السوق العملات العالمية، حيث تسعى بكين إلى إنشاء نظام مدفوعات يتيح لليوان التمتع بنفوذ أكبر في الخارج، وهذا الأمر سيمكن مصر من تنفيذ معاملات تجارية بشكل أسرع".
وفي سياق آخر، قالت الخبيرة الاقتصادية سهر الدماطي إن من أبرز المنافع التي ستعود على مصر في حال انضمامها لمجموعة البريكس تقليل الاحتياج إلى الدولار في المعاملات الخارجية، وذلك عبر الاعتماد على العملات المحلية في المعاملات التجارية بين دول المجموعة.
وتابعت " الدماطي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر": "من بين المنافع عقد شراكات اقتصادية مع دول مجموعة البريكس، وذلك في إطار انتهاج الدولة لسياسة توسعية مع كافة الشركاء المهمين على الساحة الدولية".
وأشارت الخبيرة الاقتصادية سهر الدماطي إلى أن انضمام مصر لمجموعة البريكس سيسهل عليها إمكانية الحصول على قروض ميُسرة بفائدة مُنخفضة من بنك التنمية التابع لـ "البريكس"، والذي أنشئ عام 2015 برأسمال 50 مليار دولار؛
ويرى عدد من الخبراء أن انضمام مصر لمجموعة بريكس سيشكل خطوة مهمة للغاية في حركة التجارة الدولية، ومهمة لتحقيق التوازن الداخلي في العديد من المؤشرات الاقتصادية، خاصة في فكرة الاستغناء عن الدولار وتخفيف الطلب عليه.
كما يرى الخبراء أن مصر تحتاج خلال الفترة المقبلة إلى تقليل الطلب على الدولار من أجل إحداث التوازن في جميع المؤشرات الاقتصادية، خاصة في عملية الاستيراد، ما سيعمل على تخفيف الأعباء الدولارية واستخدام عملة جديدة مثل اليوان الصيني.
جاءت بداية تأسيس مجموعة بريكس، في عام 2009، والتي شارك فيها كل من الصين والبرازيل والهند وروسيا، وبعدها بعام فقط قررت جنوب إفريقيا الانضمام إليها.
وكان أول من صاغ مصطلح التجمع هو الرئيس السابق لذراع إدارة الأصول في "جولدمان ساكس" جيم أونيل، حيث جاء في البداية تحت اسم "بريك"، وهو يرمز إلى أول حرف من اسم الدول المنضوية تحته باللغة الإنجليزية، وبعد انضمام جنوب إفريقيا في عام 2010، إلى المنظمة، تم إضافة أول حرف من إسمها باللغة الإنجليزية، ليصبح في النهاية "بريكس".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر انضمام مصر لتجمع البريكس مجموعة البريكس انضمام مصر إلى مجموعة البریکس مجموعة بریکس
إقرأ أيضاً:
علماء يكشفون معلومات جديدة عن ثقب أسود هائل في درب التبانة
اكتشف فريق من الباحثين أقرب نجم ثنائي يُرصد على الإطلاق حول الثقب الأسود الهائل الموجود في مركز المجرّة التي ينتمي إليها كوكب الأرض، مما يشير إلى أن هذا الثقب ليس مدمّرا بقدر ما كان يُعتقد.
وأنظمة النجوم الثنائية المؤلفة من نجمين يدور أحدهما حول الآخر شائعة جدا في الكون وتشكل 50 في المئة من النجوم في مجرّة درب التبانة.
لكن في مركز مجرة درب التبانة، حيث يقع الثقب الأسود الهائل "ساجيتاريوس ايه*"، لا يتجاوز عدد هذه النجوم الثنائية عدد "أصابع اليد الواحدة"، إذ رُصدَت حتى الآن في هذا الموقع خمسة أنظمة مزدوجة فحسب، وفق ما شرحت عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة كولونيا الألمانية إيما بوردييه التي شاركت في إعداد الدراسة المنشورة الثلاثاء في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز".
وأضافت الباحثة أن هذه المنطقة تُعَدّ "واحدة من أكثر المناطق تطرفا" في درب التبّانة، إذ أن "تأثير الجاذبية الضخم للثقب الأسود الهائل يؤدي إلى مدارات نجمية شديدة الانحراف وعالية السرعة، بالإضافة إلى قوى مدّ وجزر من شأنها تعطيل الأنظمة الثنائية المحتمل وجودها وتدميرها".
ويُظهر اكتشاف النجم الثنائي أن الثقوب السوداء بهذا الحجم "ليست مدمرة بقدر" ما كان يُعتقَد، وفق ما نقله بيان للمرصد الجنوبي الأوروبي عن المُعدّ الرئيسي للدراسة فلوريان بيسكر (جامعة كولونيا).
يقع هذا النظام المزدوج المسمى "دي 9" في مجموعة كثيفة من النجوم والأجسام الأخرى التي تدور حول "ساجيتاريوس ايه*" وتسمى "الكتلة إس". وخلال أقرب مرور له، كان على بعد 0,12 سنة ضوئية فقط من الثقب الأسود. وبالمقارنة، فإن "بروكسيما سنتوري"، أقرب نجم إلى الشمس، تفوق بأربعين مرة المسافة الفاصلة بين النجم "دي 9" و"ساجيتاريوس ايه*".
وأشار المعدّ المشارك للدراسة الباحث في جامعة ماساريك (جمهورية التشيك) وجامعة كولونيا ميشال زاجاتشيك إلى أن نظام "دي 9" يُظهر "علامات واضحة على وجود الغاز والغبار بالقرب من النجوم (...) مما يشير إلى أن من الممكن أن يكون نظاما نجميا صغيرا جدا تشكّلَ بالقرب من الثقب الأسود الهائل".
ورجّح فرق الباحثين أن يكون عمر "دي 9" 2,7 مليون سنة فحسب، وأن تؤدي قوة جاذبية الثقب الأسود إلى اندماجه في نجم واحد خلال مليون سنة فقط.
والحداثة النسبية لعمر النجم تجعله فريدا من نوعه إلى حد ما، في حين أن الأنظمة المزدوجة الخمسة الأخرى المكتشفة حتى الآن هي نجوم ضخمة، بل ضخمة جدا، وأكثر تطورا.
يعتقد العلماء أن الظروف القاسية بالقرب من الثقب الأسود تمنع النجوم الجديدة من التشكل، وأن النجوم الموجودة هناك تشكلت في مناطق أكثر ملاءمة قبل أن تهاجر خلال حياتها إلى مركز المجرة.
إلا أن اكتشاف نجم ثنائي حديث العمر "يُظهر مجددا أن كل شيء ممكن حول ثقب أسود هائل"، بحسب بوردييه.