الوكالة العربية السورية للأنباء:
2025-02-23@22:10:09 GMT

“هذه حكايتي” .. السقيفة

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

دمشق-سانا

في قصتها الواقعية التي حملت عنوان “السقيفة” والتي حازت من خلالها الشابة حنين نبيل القبة الجائزة الذهبية في مسابقة “هذه حكايتي” التي أطلقتها مؤسسة “وثيقة وطن” عام 2019، تناولت من خلالها وقائع عاشتها مع عائلتها في قريتها “المخرم الفوقاني” بريف حمص عام 2015.

شهدت حنين اقتراب الاشتباكات من قريتها ومع غياب والدها عن القرية قامت والدتها بترك رسالة تكشفها الكاتبة “الطفلة” ما شكل لديها صدمة قاسية فكانت المحفز لكتابة تفاصيل حكايتها.

شخصيات الحكاية كما قدمتها الكاتبة هي زوجة مقاتل في الجيش العربي السوري برتبة مقدم مظلي يدعى نبيل عيسى القبة يقود حاجز الغزل في مدينة إدلب وطفلة عمرها 8 سنوات وهي حنين وطفل عمره 6 سنوات يدعى عيسى.

واستعرضت حنين في بداية الحكاية تساؤلاتها كطفلة عن الحرب والقتل وحمل السلاح ليكون جواب والدها لها: “نحن ندافع عن أرضنا، هم الذين جاؤوا من كل البلدان للاعتداء علينا، لم نكن أبدا معتدين على أحد ولم ندخل أوطاناً غير أوطاننا، ولم نسرق حلم أطفالهم، جاؤوا ليقتلوا كل شيء جميل في وطننا لذلك نواجههم ونبذل دماءنا وأرواحنا في سبيل الحفاظ على عزة الوطن وكرامته”.

وتابعت حنين: “في لحظة ما أيقظتني دمعة والدتي سقطت من عينيها وهي تودع والدي للمرة الأخيرة وهو يهمس في أذنها استودعك أمانة عمري وحلم حياتي وظلي بينكم وروحي التي أدفعها بكل محبة لتبقى البسمة في عيونكم وتزهر أمانيكم”.

وتابعت حنين: “وعند الوداع قبلنا والدي ومسح دمعة أمي وتلاشى طيفه في الضباب، متجهاً إلى وحدته العسكرية في مدخل مدينة إدلب التي أصبحت جزءاً منا فكل ما يسعدها يسعدنا وكل ما يؤلمها يؤلمنا ويحرق قلوبنا، لأن فيها حلمنا وأملنا”.

خلال الأحداث التي تعرضت لها حمص وما تعرضت له قريتها كان له حيز من حكاية حنين، حيث قالت: “حز قلوبنا صوت الانفجارات القادمة من مكان تواجد المسلحين في جبل البلعاس وجب الجراح، لنعلم بعد حين أن القذائف استهدفت مدرستنا فلا دراسة بعد اليوم، وخاصة بعد أن علمنا أن بعض التلاميذ استشهدوا، وأصيب آخرون وفي تلك الأيام تداخل الزمن مع الأحداث ولم نعد نعرف البداية من النهاية”.

وأشارت حنين إلى أن فكرة الرحيل عن القرية راودت سكانها إلا أنه بعد العديد من المشاورات قرر الأهالي البقاء والصمود لأن هذه الأرض هي أرضهم ولن يتركوها للغربان وسيدافعون عنها للنهاية، على الرغم من اقتراب أصوات الانفجارات والرعب الذي انتشر بين الجميع الصغار والكبار.

تصاعدت وتيرة أحداث حكاية “السقيفة” عندما تحدثت حنين عن غياب والدتها زمناً متجهة إلى الصيدلية، لتعود بعلبتي حبوب خبأتهما أعلى الخزنة مع زجاجة عصير فتوقعت أنها تعد لها ولأخيها مفاجأة كعادتها في المناسبات ليحلم الصغيران بالعصير، لتمتلئ الشوارع في اليوم الثاني بسيارات المغادرين والمقاتلين، وتخرج والدتها لإحضار بعض الطعام المتوافر وإن كان قليلاً، وعندها كانت الطفلة الصغيرة تبحث عن بعض الملابس لتسقط بيدها ورقة كتبت بخط والدتها.

وقالت حنين: تلك الورقة كتب فيها “إذا وصل المسلحون إلى المنزل لن يدخلوا إلا على جثتي، أما الصغار فإني أعطيهم منوماً ستجدونهم في السقيفة خبأتهم بين الأمتعة والأغراض خوفا عليهم”، موضحة أنها كتبت رسالة على الهاتف الخليوي لوالدها أيضاً بالموضوع نفسه لكي يأتي وينقذهم.

حفرت عبارات الرسالة في أعماق ذاكرة حنين ما دفعها لكتابة حكايتها وتفاصيلها لتتابع: “عندما وصل خبر إصابة والدي على حاجز الغزل في محافظة إدلب بعدما هاجمها آلاف المرتزقة المدعومين من تركيا، استبسل رجال جيشنا البواسل المرابطون على الحواجز في الدفاع عن المحافظة ريثما يتم إخلاء ما تيسر ممن بقي في المحافظة من القوى الأمنية والمدنيين إلى قرية المسطومة، وتتالت الأخبار أن قائد المجموعة في حالة خطرة”.

وأشارت إلى أن جموع الزوار بدأت تزداد حول منزلهم وزاد الصخب واختلطت لديها الأمور ليكون ذلك تمهيدا لإعلان استشهاد والدها وجميع من كان معه من مقاتلين ليزف شيخ المسجد الخبر للقرية، ودخل إلى منزلهم صندوق خشبي ملفوف بعلم سورية يرقد فيه والدها مبتسماً، وكأنه يقول لها بحسب تعبيرها: “لقد دافعت في ادلب عن حمص وكل سورية لكي تعيشوا بسلام مرفوعي الرأس”.

وبينت حنين أنه لم يمض عام حتى تتالت قافلة الشهداء من عائلتها فاستشهد عمها المقدم نجد القبة وعمها الملازم رامي القبة، وأصبح جدها عيسى القبة ” أبو نبيل” أيقونة الشهادة وشيخ البطولة في المخرم حيث لقب ” أبو الشهداء”.

وختمت حنين حكايتها قائلة: “ولم نزل حتى اليوم عندما تطفأ الأنوار ويخلد الناس للنوم يبقى منزلنا مضاء بثلاث شموع تتلألأ على صوت “أبو نبيل” وهو يصلي ويدعو للشهداء وفي السماء ثلاث نجوم تنير دروب القرية إلى غد مشرق معمد بدماء الشهداء يخط درب أبنائها نحو النصر المؤزر”.

وعن سبب كتابة ما عاشته والمشاركة في جائزة “هذه حكايتي” بينت حنين في تصريح لسانا أنها أرادت توثيق معاناة الحرب وتبعاتها القاسية عليهم والتي لم تسمح لهم بعيش تفاصيل طفولتهم التي سرقت منهم عنوة، لافتة إلى أنها تمارس الكتابة منذ طفولتها حتى أنها تعمل على كتابة مذكراتها بشكل يومي.

شغفها بالكتابة مكنها أيضاً وبتشجيع من عائلتها من المشاركة في مسابقة أقامتها وزارة الثقافة لأبناء وبنات الشهداء عام 2022 لتحصل بذلك على الجائزة الأولى لفئتها العمرية عن قصة “بوح الأمواج”، كما حازت هذا العام الشهادة الثانوية بتفوق.

يذكر أن مؤسسة وثيقة وطن أطلقت جائزة “هذي حكايتي” لأول مرة في صيف عام 2019، لنشر الوعي بأهمية التأريخ الشفوي، وإغناء الأرشيف الوطني المعرفي بالروايات الشفوية الواقعية التي شهدها كتابها بأنفسهم، كما أن المؤسسة مستمرة في استقبال قصص الجائزة لعام 2023 إلى غاية الـ 31 من آب الحالي.

رشا محفوض

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

آخر مكالمة بين زينب ووالدها السيد نصر الله: كيف نُعيد الناس إلى الله؟

21 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: لم يكن السيد حسن نصر الله مجرد قائد سياسي أو عسكري، بل كان أباً للأمة، احتضنها برعاية وحنان، تاركاً إرثاً لا يُمحى. في حديثها التلفزويني، كشفت ابنته زينب نصر الله عن ملامح إنسانية عميقة في شخصيته، مشيرةً إلى دوره كأب وعائل وقائد استثنائي.

السيد والعائلة.. حضور رغم الغياب

تحدثت زينب عن نشأتها في ظل والدها، الذي حال انشغاله بالمسؤوليات الجسيمة دون حضوره الدائم في حياتها. أكدت أن والدتها تحملت جزءاً كبيراً من التربية، بالتنسيق الكامل مع السيد، الذي كان يضع خطوطاً حمراء واضحة في التربية. رغم ذلك، لم يكن متسلطاً، بل كان حنوناً، يُرشد أكثر مما يُجبر، ويترك لأبنائه حرية الاختيار مع التوجيه.

تطرقت أيضاً إلى استشهاد شقيقها هادي، مشيرةً إلى أن والدها لم يفرض عليه خيار الجهاد، بل ترك له القرار. ورغم الألم الكبير، كان فقدان هادي نقطة تحول زادت من ارتباطهم برسالة المقاومة.

حياة العائلة بين القيود والتضحيات

لم تكن القيود الأمنية أمراً جديداً في حياة الأسرة، فحتى بعد استشهاد السيد، لم يُسمح لعائلته بزيارة ضريحه بسبب الوضع الأمني. لكن هذا لم يمنع الأسرة من الاستمرار في نهج والدهم. تحدثت زينب عن زوجها الشهيد حسن قصير، الذي كان منخرطاً في العمل الجهادي منذ شبابه، وختم حياته بالشهادة، مؤكدةً أن ارتباطه بالسيد لم يكن فقط بصفته والد زوجته، بل لأنه كان يرى فيه القائد الذي يُقتدى به.

السيد والأمة.. أبٌ لشعبه

أكثر ما تأثرت به زينب كان نظرة والدها إلى الناس، إذ لم يكن يرى فيهم مجرد أنصار، بل اعتبرهم أولاده، ومسؤوليته الكبرى. في آخر مكالمة بينهما، شدد السيد على أهمية إعادة الناس إلى الله، إلى جانب اهتمامه بأوضاعهم المعيشية والاجتماعية.

استشهدت زينب بوصية السيد عباس الموسوي: “سنخدمكم بأشفار عيوننا”، مؤكدةً أن هذه العبارة كانت نهج والدها، الذي عاش حياته في خدمة الناس، مؤمناً بأن القيادة ليست ترفاً، بل مسؤولية تُبذل فيها الأرواح.

إرث السيد والمسيرة المستمرة

رغم استشهاده، فإن تأثير السيد نصر الله لا يزال حاضراً. أشارت زينب إلى أن القيادة الجديدة في حزب الله ليست بديلاً، بل استمرار لنهجه، حيث يتولى إخوانه ورفاقه الذين رافقوه قيادة المسيرة.

أكدت أن الأمة فقدت قائداً كان أباً لها، لكن إرثه لا يزال مستمراً، داعيةً الناس إلى دعم هذه القيادة الجديدة، للحفاظ على دماء الشهداء وإكمال المسيرة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • “ذاكرة الأرض” بالشرقية تسلط الضوء على المحطات الزمنية المختلفة التي مرت بها المملكة
  • غادة عبد الرازق تثير الجدل بمسلسل “شباب امرأة” عن تحية كاريوكا
  • تحت تأثير الصدمة.. رد مفاجئ من طبيبة المنوفية على وفاة والدتها | خاص
  • رئيس الجمهورية “هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريين.. جزائر رفع التحديات”
  • أول رد من طبيبة المنوفية حول رفضها مغادرة «النوبتجية» رغم وفاة والدتها
  • “شيهانة” فارسة سعودية تطلق رحلات تدريبية للنساء في عالم الفروسية.. فيديو
  • رجل يغتصب ابنة صديقه تحت تأثير المخدرات
  • حماس: نستغرب ضجة الاحتلال بشأن جثمان “بيباس” ونرفض تهديدات نتنياهو
  • آخر مكالمة بين زينب ووالدها السيد نصر الله: كيف نُعيد الناس إلى الله؟
  • النشرة المرورية.. سيولة في شوارع وميادين القاهرة والجيزة