شاهد بالصورة والفيديو.. لحن في فيلم الممثل المصري إسماعيل يس تحول إلى أشهر نشيد وطني في السودان.. تعرف على القصة كاملة
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
عاد برعي محمد دفع الله إلى لحن أغنية “اظهر وبان عليك الأمان” بعد سنوات، لكن هذه المرة بكلمات سودانية خالصة كتبها الشاعر سيف الدين الدسوقي، لتصبح أغنية “أحب ّمكان وطني السودان”.
في مشهد غير متوقّع، تحوّل لحن وُلد في أستوديوهات السينما المصرية منتصف القرن الماضي إلى نشيد وطني هزّ وجدان السودانيين لعقود طويلة ولا يزال.
ووفقاً لما نقل محرر موقع النيلين, من تقرير لموقع “العربية مصر” تعود القصة المثيرة إلى العام 1958، عندما أبدع الموسيقار السوداني برعي محمد دفع الله لحناً لأغنية “اظهر وبان عليك الأمان”، من كلمات الشاعر المصري فتحي قورة، وأداها الفنان السوداني الكبير إبراهيم عوض ضمن فيلم “إسماعيل يس طرزان”. وقتها لم يكن أحد ليتخيّل أن هذا اللحن العابر في أحد أفلام إسماعيل يس الكوميدية سيعود لاحقاً ليأخذ مساراً مختلفاً تماماً، متحولاً إلى أحد أكثر الأناشيد الوطنية تأثيراً في السودان.
من السينما إلى المناسبات السياسيةما حدث بعد ذلك أشبه بلغز موسيقي، إذ عاد برعي محمد دفع الله إلى اللحن ذاته بعد سنوات، لكن هذه المرة بكلمات سودانية خالصة كتبها الشاعر سيف الدين الدسوقي، لتصبح أغنية “أحب ّمكان وطني السودان”. لم تكن مجرد أغنية وطنية، بل تحوّلت إلى رمز وجداني ردّدته الأجيال السودانية في المناسبات الوطنية، واستُخدمت في الاحتفالات الرسمية، وغير الرسمية وحتى في لحظات الثورة والمقاومة، مما عزّز مكانتها في الوجدان الجمعي للسودانيين.
كيف أُعيد إحياء اللحن؟وكشف الموسيقار كمال يوسف، الذي أعاد تسليط الضوء على القصة المُثيرة عبر فيسبوك، لـ”العربية.نت”، تفاصيل غير معروفة عن هذه الرحلة الموسيقية الغامضة، قائلاً: “أغنية (اظهر وبان)، التي لحّنها برعي محمد دفع الله وأداها إبراهيم عوض في فيلم (إسماعيل يس طرزان) عام 1958، تعدّ واحدة من عدة أغنيات قدّمها مطربون سودانيون في السينما المصرية خلال الخمسينيات. لاحقاً، أعاد برعي وإبراهيم عوض تقديم اللحن ذاته في أغنية (أحب مكان وطني السودان) بكلمات سيف الدين الدسوقي. ومع ذلك، لم يكن اللحن سودانياً مصرياً، بل كان سودانياً خالصاً مستنداً إلى السلم الخماسي، في حين تولّى موسيقيون مصريون توزيعه وتنفيذه”.
الموسيقار كمال يوسفوأضاف يوسف: “ما حدث مع هذه الأغنية تكرّر سابقاً، حيث قدّم سيد خليفة (المامبو السوداني) في فيلم (تمر حنة) العام 1957، وغنّى أحمد المصطفى والمطربة اللبنانية صباح (رحماك يا ملاك) في فيلم (وهبتك حياتي) العام 1956. أما في العام 1952، فقد قدّم إسماعيل عبد المعين أغنية مع فريد الأطرش في فيلم (ما تقولش لحد). جميع هذه الأغنيات احتفظت بطابعها السوداني الخماسي، رغم أن الموزعين الموسيقيين سعوا لإبراز إيقاعها الإفريقي الراقص”.
وأكد يوسف لـ”العربية.نت”، أن اللحن لم يكن مقتبساً، كما أُشيع، مشيراً إلى أن برعي محمد دفع الله لم يتأثر بالموسيقى المصرية، بخلاف الفنان السوداني العاقب محمد حسن، الذي كان أكثر تأثراً بها. أما فيما يتعلق بإعادة استخدام اللحن في أغنية “أحب مكان وطني السودان”، فقد ظلّ كما هو، مع استبدال الكلمات المصرية بأخرى سودانية.
“موزارت أم درمان”في قلب هذا التحوّل الموسيقي، يقف اسم الموسيقار السوداني برعي محمد دفع الله، الرجل الذي حوّل النغمات الموسيقية إلى أيقونات خالدة. وُلد برعي العام 1929 في حي الموردة بأم درمان، واشتهر بلقب “موزارت أم درمان”. بدأ رحلته الفنية متأثراً بالإنشاد الديني، قبل أن يشق طريقه كعازف ماهر على العود، ثم ملحناً استثنائياً ساهم في تشكيل ملامح الموسيقى السودانية الحديثة.
الموسيقار السوداني برعي محمد دفع اللهوبحسب ما نقل محرر موقع النيلين, فإن من أبرز محطاته تعاونه مع الفنان الكبير عبد العزيز محمد داؤود، حيث قدَّما معاً أعمالاً أصبحت علامات في تاريخ الغناء السوداني، مثل “أحلام الحب” و”عذارى الحي” و”أريج نسمات الشمال”. كما لحّن أعمالاً لكبار الفنانين، من بينهم الموسيقار محمد وردي والفنان الكبير إبراهيم عوض، وصاغ مقطوعات موسيقية استثنائية، مثل “مارش الحرية” و”فرحة شعب”.
ورغم وفاته في أبريل (نيسان) 1999، لا يزال اسم برعي محمد دفع الله محفوراً في ذاكرة السودان الموسيقية، إذ ترك خلفه أكثر من 350 عملاً موسيقياً، بينها 100 معزوفة سُجلت في إذاعات عالمية، وبقيت شاهدة على عبقرية رجل لم يكن مجرد ملحن، بل صانع وجدان وأيقونات وطنية.
مصادفة أم قدر موسيقي؟قد يبدو أن تحوّل هذا اللحن من مشهد سينمائي إلى نشيد وطني مجرد مصادفة، لكن تأمل رحلة برعي محمد دفع الله يكشف أن موسيقاه لطالما حملت طابعاً ملحمياً. فهل كان يدرك منذ البداية أن هذه النغمات ستصبح جزءًا من هوية وطنية؟ أم أن الألحان تختار مصيرها بنفسها؟
ربما لم يكن برعي يدرك تماماً تأثير عمله في تلك اللحظة، لكن ما هو مؤكد أن “أحب مكان وطني السودان” لم تعد مجرد أغنية، بل صارت نشيداً غير رسمي محفوراً في ذاكرة السودان، يروي قصة وطنٍ صنع من ألحانه هوية لا تُنسى.
محمد عثمان _ الخرطومالنيلين إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إسماعیل یس فی فیلم لم یکن
إقرأ أيضاً:
"سينا رجعت كاملة لينا" أشهر أغاني كتبت بمناسبة تحرير سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حينما نسترجع الأغاني الوطنية التي كتبت لسيناء عقب نصر أكتوبر وفترة استرجاع الأرض المقدسة كاملة، سنجد أن أغنية «سينا رجعت كاملة لينا» من كلمات الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار جمال سلامة.
وتأتي أيضا أغنية عبد الحليم حافظ «صباح الخير يا سينا رسيتي في مراسينا تعالي في حضننا الدافي .. ضمينا وبوسينا يا سينا»، هي الأشهر في الأغاني التي كتبت سيناء والتي غناها عبد الحليم حافظ في مطلع عام 1974 بعدما كتبها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي ولحنها العبقرى كمال الطويل.
حكاية أغنية الاحتفال باستيراد أرض سيناء
"ياللي من البحيرة وياللي من آخر الصعيد.. ياللي من العريش الحرة أو من بور سعيد.. هنوا بعضيكم وشاركوا جمعنا السعيد.. سينا رجعت كاملة لينا.. مصر اليوم في عيد"، بهذه الكلمات تبدأ أغنية مصر اليوم في عيد أغنية الاحتفال باسترداد مصر أرض سيناء عقب انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها.
تم إرسالها إلى الفنانة شادية، وانبهرت باللحن، قائلة: «عاوزة اسجل بكرة»، وأعادت هذه الأغنية الفنانة شادية إلى المسرح بعد غياب طويل، حيث قالت في لقاء تلفزيوني سابق لها: "20 سنة لم أغني على مسرح".
حكاية أغنية "صباح الخير يا سينا"حكاية أغنية "صباح الخير يا سينا"، تبقى صورة كفاح المصريين وتضحياتهم العظيمة وجهادهم ضد العدو الصهيوني عالقة في أذهان العالم أجمع.
وتنافس كبار المطربين في تلك الفترة على الغناء لحرب أكتوبر ومنهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بدأت الحكاية بعد نصر أكتوبر 1973 قام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بالاتصال بصديقه الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وطلب منه أغنية عن النصر العظيم.
فكتب الأبنودى أغنية ''صباح الخير يا سينا'' ولحنها الموسيقار كمال الطويل، وسجلها العندليب برغم مرضه الشديد في ذلك الوقت.
جاءت كلماتها الآتي:-
قلنا جيِّنلك وجينالك ولا تهنا ولا نسينا والتانية.. قلنا ولا رملاية في رمالك عن القول والله ما سهينا والتالتة.. إنتي حملي وأنا حمالك.. صباح الخير يا سينا وصباح الخير يا سينا رسيتي في مراسينا تعالي في حضننا الدافي ضمينا وبوسينا يا سينا.