دمشق-سانا

يودع السوريون اليوم آخر أيام شهر رمضان المبارك، ويتجهزون لاستقبال عيد الفطر، الذي يبدأ أول صباحاته بصلاة العيد‏، يلي ذلك تجهيز الولائم والضيافات لأهل البيت ‏والأقارب، والأصدقاء والجيران، في طقوس تؤكد الترابط والتكافل ‏الاجتماعي للأسرة السورية، ولأبناء البلد.‏

لمة العائلة والأحبة في العيد تقليد لا يمكن تجاوزه، ومن غير المسموح ‏زواله، هذا ما أكدته سناء بكور لمراسل سانا، مشددة على أهمية ‏لقاء أفراد العائلات مع بعضها البعض صباح أول يوم بالعيد، لتعزيز المحبة والترابط الأسري ‏والاجتماعي.



الستينية ميرفت الحوراني، اعتبرت اجتماع عائلتها في هذا العيد المبارك ‏فرصة ‏للم الشمل، وخاصة مع عودة عدد كبير من المغتربين، وتعميق مشاعر المودة والرحمة بين أفراد العائلة، وتعزيز ‏التماسك ‏الأسري، وردم الخلافات فيما بينهم، فالعيد فرصة للتسامح ومشاركة الفرحة بين ‏الأهل والجيران ‏وترسيخ الدفء العائلي والمجتمعي، وجعله بأبهى صوره.‏

مع أول أيام العيد تتبادل عائلتا أمين محفوض، وبسيم قرقوش الزيارات ‏وأطباق الحلويات التي تم إعدادها مسبقاً، ويضع الأطفال خططاً لممارسة ‏ألعابهم المفضلة سواء الرياضية، مثل كرة القدم أو الإلكترونية المتنوعة. ‏

ولا يكاد يخلو اجتماع العائلات، وفق العم أمجد الحسوني في العيد من القصص والحكايات المليئة بالحكم والعبر يرويها لأحفاده، بما تسهم ‏في تنمية إحساسهم بالمسؤولية، وترسيخ مكارم الأخلاق والمبادئ الإنسانية، ‏التي يراها الحسوني ضرورة في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي ‏خلفتها سنوات الحرب في سوريا.‏

ورأى جواد أحمد، وهو رب أسرة لخمسة أولاد وعشرة أحفاد، أن اصطحاب ‏الآباء لأبنائهم لزيارة الأقارب، وتبادل تهاني العيد تنمي بالدرجة الأولى العامل ‏الاجتماعي لهم وتصقل شخصيتهم، بما ينعكس إيجاباً على حياتهم اليومية ‏ومستقبلهم عندما يكبرون، وينقلون هذه القيم إلى أولادهم وأحفادهم.‏

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

“كعك” العيد.. نافذة لانتزاع بسمة من أطفال غزة وسط الإبادة والمجاعة

غزة – تصر نساء فلسطينيات داخل أحد مراكز الإيواء بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة على إعداد كعك العيد رغم استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وما يرافقها من جرائم التجويع والقتل، في محاولة منهن لانتزاع بسمة من وجوه أطفالهن الذين أنهكتهم الحرب.

ورغم حالة الألم والقهر والحسرة التي تلف قلوب تلك الفلسطينيات على ما فقدنه خلال الإبادة من منازل وأحباء إلا أنهن يسعين من أجل توفير الحد الأدنى لأطفالهن وإنقاذهن من دائرة “الحرمان” التي تدفع إسرائيل فلسطينيي غزة إليها عبر التجويع.

ويحل عيد الفطر على فلسطينيي غزة لهذا العام، وسط ظروف إنسانية واقتصادية صعبة في وقت تصعد فيه إسرائيل من جرائم إبادتها الجماعية بارتكاب المجازر والتجويع والتعطيش.

ومنذ 2 مارس/ آذار الجاري، تفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة عبر إغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، حيث باتت الأسواق شبه خالية من البضائع فيما ترتفع أسعار المتوفر منها لمستويات كبيرة ما يحول دون قدرة الفلسطينيين الذين حولتهم الإبادة الإسرائيلية إلى فقراء.

تواصل هذا الإغلاق ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق ما حذرت منه حركة “حماس” الجمعة.

والأسبوع الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة دخول القطاع أول مراحل المجاعة جراء إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات التي تشكل شريان الحياة للفلسطينيين بغزة.

**إصرار على الحياة

في مشهد يحمل في طياته تناقضا لكنه يعكس إصرارا كبيرا على الحياة، تجلس الفلسطينية كوثر حسين أمام فرن مصنوع من الطين تم وضعه في أحد زوايا مركز الإيواء وتحاول إشعال النار تمهيدا لخبز كعك العيد، فيما تقصف المدفعية الإسرائيلية مناطق مختلفة من القطاع.

إشعال النيران باتت من المهام التي تثقل كاهل الفلسطينيات بغزة لما تتطلبه من جهد ووقت كبير حيث يتم ذلك باستخدام قطع الكرتون والأخشاب، بعدما نفد غاز الطهي من القطاع جراء الإغلاق الإسرائيلي.

دون أن تكترث للدخان المنبعث من عملية الاحتراق، تدخل حسين الأواني التي تم ترتيب قطع الكعك عليها تباعا من أجل خبزها.

وتقول بينما تخبز الكعك: “الأجواء حزينة جدا هنا، لقد فقدنا الكثير من الأقارب والأحباب، ونعاني من حصار وأزمة إنسانية كبيرة”.

وأوضحت في حديثها للأناضول، أنه رغم الفقد والحرمان الذي يعاني منه النازحون الفلسطينيون وفقدان مستلزمات الحياة الأساسية، إلا أنهن يحاولن صناعة الحياة رغم الدمار والموت.

وتابعت: “نحن شعب يحب الحياة، لا نريد لأطفالنا أن يعيشوا هذا الحرمان، نحاول أن نوفر لهم من كل شيء القليل”.

وأشارت إلى أنها كانت تصنع في الأعياد التي سبقت حرب الإبادة الجماعية نحو 9 كيلو جرامات من الكعك، إلا أنها ستكتفي هذا العام بكيلو واحد فقط من أجل زرع البهجة في قلوب الأطفال المتعبين من الحرب.

ورغم الحزن، إلا أن إظهار مظاهر الفرح بالعيد فهي من “شعائر الله التي يجب إحياؤها”، كما قالت.

**بهجة رغم الإبادة

الفلسطينية “أم محمد” تحاول تعويض أطفالها وأحفادها عن مستلزمات العيد بـ”توفير الكعك لهم”.

وفي ظل شح الدقيق والمواد الخام المستخدمة في صناعة الكعك، تحاول الفلسطينيات توفير البدائل والاكتفاء بما يتوفر لديهن من القليل من التمور، وذلك في إطار إحياء الشعائر الدينية وزرع الفرح على وجوه الأطفال.

وتقول “أم محمد” للأناضول، إنها تمكنت من صناعة القليل من الكعك من أجل تعويض الأطفال عما فقدوه من طقوس الأعياد خلال الإبادة.

وتتابع: “الحزن يلف الأطفال، نحاول أن نفرحهم بتوفير كعكة لكل واحد منهم، وهذا ما نستطيع توفيره”.

وأشارت إلى أن الأطفال ومع اقتراب العيد، يتساءلون عن الملابس الجديدة التي اعتادوا عليها ما قبل الإبادة، إلا أن هذا السؤال يشكل ألما مضاعفا لذويهم، فيحاولون تعويضهم بإعداد الكعك.

ورغم ذلك، إلا أن مئات الآلاف من العائلات لا يتوفر لديها الحد الأدنى من المواد الغذائية بما يحول دون قدرتهم على إسعاد أطفالهم بالعيد، فيقضون أيامه بألم يعتصر قلوبهم على هذا الحرمان الذي أجبروا عليه.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • “اليونيسف”: مقتل 322 طفلا وإصابة 609 في غزة خلال 10 أيام
  • صادي: “أتمنى أن يكون هذا العيد فرصة لتعزيز التضامن والوحدة بين الجزائريين”
  • “شؤون الأسرى”: إدارة سجون الاحتلال لم تعلم الأسرى بحلول العيد
  • محمد بن زايد: العيد فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية وترسيخ قيمنا وتقاليدنا
  • أمانة حائل تنظم فعالية “خشرة العيد” احتفاءً بعيد الفطر وإحياءً للموروث الشعبي
  • “الشؤون الدينية” تعلن عن إمامي صلاة العيد بالحرمين
  • اربع دول عربية تعلن أن غداً الأحد هو المتمم لشهر رمضان.. تعرف على الدول التي اعلنت ان غدا هو اول أيام العيد
  • الدول العربية التي أعلنت غدًا الأحد أول أيام عيد الفطر 2025
  • “كعك” العيد.. نافذة لانتزاع بسمة من أطفال غزة وسط الإبادة والمجاعة