عرض ونقاش: الوليد محمد الأمين

وعودا إلى سلاطين نفسه أيام كان حاكما عاما على دارفور، فالأحداث تسارعت بعد ذلك بتفاصيل يذكرها الكتاب، وانتهت آخر الأمر باستسلامه بعد تيقنه من استحالة النصر على جيش المهدية. وفي ذلك يقول سلاطين في الباب المعنون بسقوط دارفور، إن ذخيرتهم قد نقصت كثيرا وكان من المستحيل إرسال أي مدد من الفاشر، وذلك لكون عرب الزيادية والماهرية قد أظهروا عصيانهم وبدءوا في الإغارة على المناطق المجاورة للمدينة ونهب أبقارها التي كانوا يرفضون إعادتها لأصحابها! استسلم سلاطين وانتظر مصيره الذي وصفه بأنه سيكون عبدا لأناس "هم دونه في كل شيء".

وبعد سقوط المدينة قال سلاطين إن الحاكم الجديد أمر جميع السكان بالخروج من منازلهم التي استبيحت ونقلت محتوياتها لبيت المال، وقد تم جلد المواطنين الذين كان يُشك في أنهم يخفون أموالهم دون رحمة، وتم تقييد أرجل بعضهم وأدخلوهم ورؤوسهم للأسفل بداخل الآبار حتى فقدوا وعيهم. وذكر هنا أنه تم تقسيم الخدم من الذكور والإناث التابعين للموظفين السابقين على كبار المهدويين، لكن تم استثناء الحسناوات صغار السن لإرسالهم للمهدي. ووصف سلاطين الحاكم الجديد (خالد) بأنه كان ذكيا مخاتلا، وقام بملء كل الوظائف المهمة بأقاربه!
يصف سلاطين أتباع المهدي بغلاة المتعصبين الذين يلهثون وراء الدم والمغانم. أما عن تدين السودانيين فيقول إنه " تتحكم في دين السودانيين، حسب تجاربي، قاعدة أن الغاية تبرر الوسيلة". وضرب مثلا بالخليفة الذي قال إنه كان لا يتأخر قط عن حضور الصلوات اليومية الخمسة، ولكنه في قرارة نفسه كان أبعد ما يكون عن الدين من أي رجل آخر. وطوال السنوات التي كان على اتصال وثيق الصلة به فيها قال إنه لم يسمعه أو يشاهده قط وهو يؤدي صلاة في منزله، وإذا تعارض نص مقدس مع رغباته فقد كان يلغيه دون تردد، ولكن عبر قضاته. وكان الخليفة قد منع الحج إلى مكة واستبدله بزبارة قبر المهدي، ويقول سلاطين إنه رغم كراهية السودانيين لهذه البدعة فقد أجبروا عليها. ويذكر في موضع آخر من الكتاب أنه أيام حصار الأبيض حدث أن ظهر في السماء مذنب مدهش، فعدّ السودانيون ذلك إشارة من السماء بأن الحكومة على وشك الانهيار وأن المهدي الحقيقي قد ظهر على وجه الأرض. أما بعد سقوط الأبيض، فقال سلاطين بأن الرجال والنساء أخذوا في التوجه تلقاء الأبيض "لمشاهدة طلعة المهدي البهية ولالتقاط ولو كلمة من أحاديثه المهمة"، ثم يقول إن "الجهلة" من تلك الجموع قد اعتقدوا حقا بأنه "رجل أرسله الله"، ويقول إنهم كانوا يترامون تحت أقدامه أثناء مروره ويكادون يعبدونه عبادة. ذلك على الرغم من أن المهدي "منع بصرامة دراسة علوم الدين وأمر بحرق كل الكتب الدينية ما عدا القرآن الذي سمح بقراءته رغم أن تفسيره لم يكن يتم علنا".
ورغم انتشار أخبار انتصارات المهدي في كافة الأرجاء، فقد كان أثرها الأكبر "وسط أهالي كردفان غير المتعلمين" كما يصفهم سلاطين، حيث بولغ في تلك الأخبار وهجرت الجماعات المتحمسة منهم ديارهم صوب جبل قدير، الذي سمي جبل ماسا ليتوافق مع اسم الجبل الذي من المفترض أن المهدي المنتظر سوف يخرج منه في شمال افريقيا، ولكن المهدي "لذكائه" حسب قول سلاطين، لم يتردد في تغيير اسم الجبل القابع في كردفان ليحقق أحد شروط ظهور المهدي! لقد كانت هذه الانتصارات "مناسبة تماما"، واللفظ وما يليه من الوصف لسلاطين، " لتطلعات العرب الرحل، فتحت عباءة الحرب الدينية، قاموا بذبح وسلب ونهب الأهالي الذين اتهموا بأنهم كانوا موالين للترك المكروهين، وفي نفس الوقت حرروا أنفسهم من الضرائب التي فرضتها عليهم حكومة كانوا يزدرونها". لقد كان هؤلاء "العرب المتعطشون للدماء" يمارسون هوايتهم في الحروب كما يعرفونها، بالقتل والأسر للرجال والصبيان، والاسترقاق لصغار الفتيات، أما العجائز من النساء فقد كانت تقطع أيديهن والأرجل دون شفقة لمجرد الحصول على الأساور أو الحجول التي عليها.
خارجا من الأبيض متجها إلى حيث كان أتباعه، خاطب المهدي "أتباعه المتعصبين"، وأخبرهم أن الرسول أنبأه بأن عشرين ألفا من الملائكة سيصحبونهم وسيهاجمون معهم الكفرة، ويقصد هنا حملة هكس باشا التي أبادتها جيوشه في المعركة التي قال سلاطين إن الجنود المصريون فيها أخذوا يئنون وقد انهارت معنوياتهم وهم ينادون" يا ستي زينب دا الوقت وقتك"، أما جنود المهدي "السود الأشاوس" كما وصفهم سلاطين، فقد كانوا يجيبونهم وهم منبطحون على الأرض والرصاص المنهمر يتطاير فوق رؤوسهم: "دا المهدي المنتظر، دا المهدي المنتظر".
وفي معرض وصفه للمهدي يقول سلاطين إنه كان طويلا عريض الكتفين، ذا لحية سوداء وشلوخ ثلاثة على كل خد، وأنف دقيق وفم متناسق. وكان دائم الابتسام وعندها تبرق أسنانه البيضاء وبينهما فلجة واضحة بين سنيه العلويين، وهذه الفلجة يقول سلاطين" يعتبرها السودانيون دليل فأل وحظ حسن"، ويقول إن تلك الفلجة ربما كانت هي ما جعلته محبوبا حتى أن البعض كان يسميه (أبو فلجة). لباسه جبة قصيرة شديدة النظافة ومعطرة بزيت الصندل والمسك وعطر الورد حتى اشتهرت وسط أتباعه وسموها (ريحة المهدي)، ويعتقدون أنها تشبه رائحة الفردوس أو تفوقها. ويقول إن المهدي كان يقف بين أتباعه بتواضع جم ويعظهم بحب الله والقضية والزهد، ولكنه عندما يدخل لمنزله "يعيش في أبهة وعظمة ويترك العنان لشهواته من الطعام والنساء التي يدمن عليها السودانيون"، ثم يقول إنه "عند أسر أي امرأة أو فتاة صغيرة أو امرأة من الرقيق كانوا يحضرونهن أمامه وبعدها تجد الحسان منهن طريقا إلى حريمه". معرِّب الكتاب يذكر في الهامش أنه لولا الالتزام بحرفية الترجمة لما أورد هذا الحديث "الغث الذي لم يقله أي أحد ممن عاصروا الامام المهدي وبذلوا أرواحهم وأسرهم وأمواله لنصرته".
أما في وصفه للخليفة فيقول عنه بأنه كان ذا لون بني فاتح كلون العرب، وبدت على وجهه آثار جدري قديم، وأنه كان يأكل بشهية ويبدو عليه الاستمتاع بالطعام.
سلاطين نفسه وقبل استسلامه ووقوعه في الأسر كان قد ادعى الدخول في الإسلام بعد أن بلغه بأن جنوده صاروا على قناعة بأنه لن ينتصر أبدا طالما ظل نصرانيا. ويومها خاطب سلاطين الجنود وكان من ضمن ما قاله "إننا نقاتل من أجل سيدنا الخديوي"، ثم لما نطق الشهادة رفع الجنود بنادقهم وهزوا رماحهم وتصايحوا مهنئين لسلاطين الذي أخبرهم أنه سيواظب على الصلاة معهم. لا يتوقع المرء بالطبع أن أولئك الجنود الذين هللوا وفرحوا لدخوله الإسلام كانوا يهتمون لأمر الخديوي أو يقاتلون من أجله. وفيما يبدو فإن سلاطين في النهاية كان عسكريا كما ينبغي له، ففي موضع من الكتاب نجده يتحسر على فقدان السودان بقوله:" لقد أرادت الحكومة الآن أن تهجر هذه البلاد العظيمة والتي رغم أنها لم تغذ الخزينة المصرية ماديا، إلا أنها بلاد ذات مستقبل عظيم وخاصة لقدرتها على توفير آلاف الجنود السود الأقوياء لملء صفوف الجيش المصري"، يا له من مسيحي صالح تحمل عبء الرجل الأبيض وجاء للسودان.
ترد في الكتاب ثمة قصة غريبة لم تجد حظها من الانتشار، ربما لسوء طالع صاحبها ذاته، وغالب الأمر أنه كان هناك العديد من القصص المشابهة التي لم يروها أحد. لم يكن الخليفة يعرف شيئا عن العالم بالطبع، فيذكر سلاطين أنه في فترة أسره سأله إن كان من جنس الفرنسيين! "أم أن هناك قبائل مختلفة في بلادك مثلما لدينا هنا في السودان"؟ وذلك لأن رجلا فرنسيا كان في طريقه إلى معسكر المهدي. إن قصة هذا الفرنسي لا تخلو من الغرابة والعجائبية التي حفل بها السودان على الدوام. الطريف أن الخليفة في تفسيره لحضور الفرنسي إلى معسكر المهدي قال إن الرجل الفرنسي ربما هداه الله للإسلام وقاده بالتالي لهذا الطريق المستقيم. كان الفرنسي التعس حسبما انتهى إليه أمره لم يتجاوز الثلاثينات من عمره بعد. كان اسمه اوليفر باين وقال إن لديه اهتمام بالسودان منذ طفولته وتعاطف مع قضايا شعبه، وليس وحده بل كل زملائه كما قال، ثم قال إنه جاء ليعرض خدماته ومساعدة بلاده على المهدية، خاصة وأن بين بلاده وبريطانيا ثارات وضغائن. عرض باين بعد ذلك مساعدته على المهدي الذي رد بصوت عال ليسمعه أتباعه:" لقد سمعت نواياك وفهمتها، ولكني لا أعول على قوة البشر أو دعمهم لي، بل أعتمد على الله ورسوله. إنك من دولة كافرة ولن أربط نفسي بها أو أحالفها، وبعون الله سأنزل الهزيمة بأعدائي بواسطة أنصاري الشجعان وبالملائكة المقربين". عند ذلك تعالت صيحات الاعجاب من الآلاف المؤلفة من الحاضرين. لقد كان باين شخصا غريبا، قال لسلاطين إنه لم يحضر كممثل لبلاده، ولكن كشخص مستقل يحمل آمال وآلام بلاده، وقال إن السطات الإنجليزية لمّا علمت بنواياه أصدرت أمرا بالقبض عليه وإرجاعه من وادي حلفا، ولكنه دخل سرا عبر التهريب. لقد ترك المسكين خلفه زوجته وطفلاه في باريس وها هو الآن في سموم السودان بين الدراويش في مهمة مستحيلة. لقد مات باين الذي عانى ما عانى في أسر المهدية في النهاية بعدها بقليل، في تلك الأرض الجرداء بعد أن شكر سلاطين على اهتمامه به ورعايته، موصيا إياه إذا ما أتيح له الهروب والخلاص من أيدي من سماهم "هؤلاء البرابرة"، أن يخبر زوجته المسكينة وأطفاله إن استطاع زيارة باريس، بأن تفكيره لم يكن إلا فيهم وهو على فراش الموت. مات وهو القادم من باريس مدينة النور وقتها وبلاد فولتير وغوغان وشامبليون، مات دون أن يفهم أو يستوعب ما ألقى بنفسه فيه في صحاري السودان وسط أناس مؤمنين بأن قائدهم هو المهدي المنتظر. أما الخليفة فقد علق بعد معرفته بموته بالقول: "إنه لسعيد". ذلك بينما تأثر المهدي لوفاته وتمتم كلمات المواساة والاستغفار للرجل المتوفى، كما ذكر سلاطين.
ليست قصة باين وحدها هي القصة العجائبية التي ترد في الكتاب، ففي الحقيقة فإن الحياة في عصر الخليفة كلها كانت مزيجا من تلك الواقعية السحرية البائسة الحزينة. لكن قصة صغيرة وردت في الكتاب ربما كانت جديرة بالتأمل هي أيضا. يقول سلاطين إن الخليفة أيام ازدياد شكوكه فيه وتعاظمها، أرسل إليه أحد "الملازمين" للحضور لمقابلته حيث كان محاطا بقضاته، مما حدا بسلاطين أن يظن الظنون ويتوجس. ولكن الخليفة خاطبه بقسوة أن يعلمه بماهية ما سماه بهذا الشيء! كان الشيء حلقة من النحاس الأصفر قطرها نحو أربع سنتيمترات وملصق بها علبة معدنية صغيرة في حجم الرصاصة بداخلها قطعة من الورق، كان مكتوبا عليها بالألمانية والانجليزية والفرنسية والروسية: " لقد تربى هذا الكركي ونشأ في ضيعتي بأسكانيا نوفا، مقاطعة توريد، جنوب روسيا. أرجو ممن يمسك به أو يقتله أن يتكرم بالاتصال بي وإفادتي أين حدث ذلك – توقيع: ف. ر. فالز. فاين، سبتمبر 1892”. قال له الخليفة بعدها: " لقد ذكرت لي الحقيقة، لقد قتل أحد الشايقية بالقرب من دنقلا هذا الطائر ووجدت العلبة مربوطة بعنقه". ويقول سلاطين إنه حاول أن يشرح للخليفة الموقع الجغرافي للمنطقة التي جاء منها الطائر والمسافة التي قطعها قبل أن يقتل، ولكن الخليفة كان رأيه أن "هذه واحدة من الألاعيب الشيطانية لهؤلاء الكفرة والذين يهدرون الوقت في مثل هذه الترهات، فالمسلم لا يمكن أن يحاول فعل شيء كهذا". بطريقة أو بأخرى يمكن لقصة مثل هذه أن تخبرك بمكانك في هذا العالم منذ ذلك الوقت المبكر. قريبا من ذلك أو شبيها به، نشرت صحيفة الانتباهة الصادرة في الخرطوم في أحد أعدادها في العام 2013 الخبر الآتي نصه: " أمسكت السلطات السودانية في وقتٍ سابق عددًا من النسور المزودة بأجهزة إلكترونية عالية التقنية تعود لدولة إسرائيل، فيما يبدو أنها عملية تجسس استطلاعية على السودان حيث اكتشفت السلطات السودانية تزويد هذه النسور بأجهزة تحديد المواقع (جي بي أس)، وتقوم هذه الأجهزة بتصوير وإرسال البيانات لإسرائيل، وأفادت السلطات بأنها وجدت رقعة في رجل النسر كتب عليها (جامعة القدس العربية) إضافة إلى بيانات للاتصال بأحد علماء البيئة اليهود في الجامعة كنوع من التضليل".
في الباب العاشر والمعنون بحصار وسقوط الخرطوم، يذكر سلاطين أن غردون بعد وصوله الخرطوم في منتصف فبراير، بدأ أول خطواته بإصدار اعلان يعين فيه المهدي سلطانا على كردفان، ثم السماح بتجارة الرقيق، كما اقترح الدخول معه في علاقات، وأضاف في خطابه له طلبا بإطلاق سراح الأسرى كما أرسل للمهدي بعض الثياب الفاخرة. يقول سلاطين معلقا هنا أنه كان من الممكن لخطاب غردون أن يكون ذا أثر محمود إن كانت خلفه قوة عسكرية تسنده، وهو في الغالب ذات ما فكر فيه المهدي الذي بلغه أن غردون قد وصل للخرطوم وليس معه بالكاد سوى بضع رجال كحرس شخصي له، فرد عليه المهدي ناصحا بالتسليم وحقن دمه.
سقطت الخرطوم في 26 يناير في يوم الاثنين، قبل بذلك بيوم، أي في 25 يناير، وفي غتمة المساء قال سلاطين، عبر المهدي وخلفاؤه النهر على مركب إلى حيث تجمع محاربوهم استعدادا للقتال. كان ذلك بيوم الأحد الذي وصفه سلاطين بأنه لن ينساه أبدا. بعد أكثر من مائة عام من ذلك التاريخ، سوف تسقط الخرطوم مرة أخرى، ولكن في صباح سبت هذه المرة، لن ننساه أبدا نحن الذين عاصرناه. إنه لمن الغريب أن التاريخ في السودان يتكرر وقع الحافر بالحافر، فأنت حين تقرأ ما كتبه سلاطين عن استباحة الخرطوم، لا تملك غير التعجب من ملهاة التاريخ في هذه البلاد وغفلة أهلها. في صباح اليوم التالي يقول سلاطين، تحرك جمع غفير نحو خيمته، وسار أمامهم ثلاثة من الجنود السود أحدهم، وكان يدعى "شطة"، كان يحمل في يده قطعة قماش ملطخة بالدم ملفوف بداخلها شيء ما. قال سلاطين إن العبيد اقتربوا من خيمته ووقفوا أمامه يومئون له بسخرية وإهانة، ثم رفع شطة غطاء القماش فإذا رأس الجنرال غردون هناك، بعينيه الزرقاوين نصف المفتوحة، وفمه الذي كان طبيعيا، ولكن شعر رأسه وعارضيه كان قد جللهما البياض. "أليس هذا رأس عمك الكافر؟"، قال سلاطين إن شطة سأله. المهم إن شطة بعدها سار بالرأس متوجها إلى المهدي، بينما يقول سلاطين إنه دخل خيمته محطم الفؤاد من الأسى، فقد سقطت الخرطوم ومات غردون. وفي التفاصيل بعد ذلك يروي سلاطين إن غردون كان واقفا في أعلى سلم القصر، وبدون اكتراث لسؤاله لهم أين سيدكم المهدي؟ بدون اكتراث لذلك، قام أول الواصلين للسلم بغرز حربته في جسمه فسقط للأمام على وجهه دون أن ينطق كلمة. جرّ قاتلوه جثته على السلالم حتى مدخل القصر، وهناك قطعت رأسه وأرسلت للمهدي في أمدرمان، بينما تركت جثته مقطوعة الرأس لغلاة المتعصبين الذين اندفع الآلاف منهم بحسب سلاطين، لغرز حرابهم وسيوفهم فيها، وسرعان ما تحولت الجثة إلى كومة من اللحم الممزق، ولفترة طويلة ظلت بقع الدماء في موقعها.
يذكر سلاطين أن المهدي لما أحضرت له رأس غردون علّق قائلا بأنه كان من الأفضل أن يؤخذ حيا، فقد كان ينوي إدخاله في الإسلام، وبعد ذلك يسلمه للإنجليز مقابل تسليمهم له أحمد عرابي الذي كان يأمل في مساعدته له لغزو مصر. ولكن سلاطين يعلق على ذلك بالقول إنه يرى أن هذا الأسف من جانب المهدي لم يكن صادقا لأنه لو أبدى أي رغبة للإبقاء على حياة غردون لما تجرأ أي أحد على عصيان أوامره. وثمة مسألة جديرة بالملاحظة هنا، إن صحت رواية سلاطين، وهي في ظن المهدي أنه قادر على غزو مصر وأن أحمد عرابي كان سيساعده في ذلك!
بعد سقوط الخرطوم استباح جنود المهدي المدينة، ويقول سلاطين إن الفظائع والتجاوزات التي ارتكبت أثناء المذبحة تفوق الوصف، واختار عدد غير يسير من الناس أن يضعوا نهاية لحياتهم، وقتل الكثيرون بواسطة خدمهم وعبيدهم الذين كانوا قد انضموا للمهدي قبل ذلك ثم عملوا كمرشدين لجمهرة المتوحشين المتعطشين للدم والسلب والغنائم، والأوصاف كلها من سلاطين. ثمة مقولة تقول بأن التاريخ يكرر نفسه كمأساة في المرة الأولى ثم كملهاة بعد ذلك، فمن سماهم سلاطين بالمرشدين ظهروا بعد ما يزيد على المائة عام في سقوط الخرطوم التالي تحت اسم المتعاونين. قال سلاطين إن الأهالي قد جُلدوا بالسياط وعذبوا للبوح بمكان أموالهم، جلدوهم حتى تهرأ اللحم منهم وتدلى من أجسامهم. تعذيب آخر كان يتم بربط الرجل من أصابع إبهاميه ويعلق على عارضة السقف ويترك متدليا في الهواء حتى يفقد الوعي. تعذيب مختلف آخر أيضا كان يتم بربط قطعتين من الخيزران المشقوق أفقيا على جانبي صدغ الرجل ثم تربط نهايتي الخيزران من الطرفين ثم يلوى بإحكام شديد ثم يضرب الخيزران في ذلك الموضع بالعصي، مما يسبب ألما لا يمكن وصفه. ويقول سلاطين إنه حتى عجائز النساء كن يعذبن بذات الطريقة وتتعرض أجزاء جسمهن الحساسة لعذاب يصعب عليه وصفه كما قال. سلم من هذا التعذيب فقط الصغيرات من النساء حتى لا يتعارض التعذيب مع الغرض المخصص لهن وتم فرزهن جانبا ليصبحن جزء من حريم المهدي، بحسب سلاطين، والذي، بحسبه أيضا، أن المهدي اختار ما يريد منهن في نفس يوم سقوط الخرطوم، وأحال البعض الآخر منهن لخلفائه وكبار أمرائه. ويقول سلاطين إن هذا الأمر استمر لعدة أسابيع حتى اكتظت بيوت من وصفهم بأولئك الشهوانيين والأوغاد ولا الانسانيين وطفحت وفاضت بالتعيسات من شابات وحسان المدينة المقهورة.
في اليوم التالي قال سلاطين إنه تم إعلان العفو العام عن الجميع باستثناء الشايقية، ولكن الفظائع والقتل استمرت لعدة أيام. أما غنائم الخرطوم التي أخذت لبيت المال فقد تم تهريب جزء كبير منها. وزعت المنازل الفاخرة بين الأمراء، أما المهدي والخليفة فقد احتلوا البيوت التي خصصت لهم دون أي شعور بالأسى يقول سلاطين. ثم خاطب المهدي أتباعه واصفا الكارثة التي حلت بالخرطوم بأنها عقاب من الله حل بسكان المدينة المنكرين والذين رفضوا نداءاته لهم والانضمام لسلك اتباعه المخلصين للدين. ورغم أن سلاطين أورد مسألة العقاب هذه دون اقتناع بها بالطبع، فسنجده هو ذاته بعد ذلك يقول عند حديثه عن المجاعة التي ضربت البلاد في عهد الخليفة بأنها كانت عقابا إلهيا على الأقاليم التي خضعت للخليفة، ويبرر ذلك بأن الأقاليم المجاورة غير الخاضعة لسلطته كانت أفضل حالا!
كانت مظاهر القهر والاخضاع وتعذيب السكان والقتل وغير ذلك، مظهرا مصاحبا للمهدية في كل أحوالها. حدث ذلك في الأبيض التي بعد سقوطها "تم تفتيش النساء تفتيشا منفرا"، "وقد مورست أثناء التفتيش على الذهب والكنوز أساليب تقطع نياط القلوب وسمع النواح والبكاء في كافة الأرجاء عندما كان يتم جلد أولئك التعساء حتى يتم الاعتراف بما عندهم". وحدث ذلك في عهد الخليفة بعد وفاة المهدي عند استسلام حامية كسلا، إذ تكررت عمليات البطش والطغيان مرة أخرى، وتم ارسال عدد من سكان المدينة للخليفة ومن بينهم كل الشابات الجميلات وبنات موظفي الحكومة السابقين، حيث احتفظ الخليفة لنفسه بالبعض منهن وقام بتوزيع الأخريات على أمرائه.
لم يعمر المهدي كثيرا بعد سقوط الخرطوم ومات بعد نحو خمسة أشهر بحمى التيفوس. وهذه الرواية لسلاطين عن موت المهدي بالتيفويد تدحض أو هي تنفي بعض الروايات المتداولة إنما بغير سند قوي بأن المهدي مات مسموما. انطلق الصراخ والعويل بعدها من كل البيوت تقريبا، قال سلاطين. ذلك رغم أنه كان أُعلن أن المهدي، قد فارق طوعا هذه الحياة الدنيا شوقا للقاء الله! لقد مات المهدي رغم أنه كان قد أخبر أتباعه وكرر لهم مرارا وتكرارا كما ذكر سلاطين، بأن النبي قد وجهه لفتح مكة والمدينة وبيت المقدس، وأنه أخبره بأنه سيموت في الكوفة.
وبموت المهدي دخلت البلاد في عهد جديد حالك الظلام من القهر والقبضة الحديدية والحكم بالقوة القاهرة، وعانى السودانيون فيه من ويلات لا فرق بينها وما تعرضت له بعض شعوب سجلت ذلك في تاريخها في باب القهر والإبادة، غير أنها في حالات السودانيين لم تدون جيدا في التاريخ ولم تشيد لها المتاحف ولم تخصص لها أيام معينة للتذكر والتدبر. وحالما تولى الخليفة الحكم، قال سلاطين، فقد كان يعرف أنه لن يستطيع تحقيق مآربه بالاعتماد على الجعليين والدناقلة وسكان الجزيرة وبقية قبائل وادي النيل، فأرسل مبعوثين سرا إلى قبائل عرب غرب السودان حاثا لهم للقيام بالحج إلى قبر المهدي والهجرة إلى وادي النيل. ورسم مبعوثوه صورة زاهية عن المكان العظيم الذي دعوا إليه وأخبروهم أنهم شعب الله المختار، وما عليهم إلا الهجرة لامتلاك الأراضي التي كان قاطنوها في غاية الثراء من الماشية والعبيد والتي ستؤول إليهم، فجاؤوا وشتتوا مالكي الأراضي الأصليين وجعلوا من أنفسهم سادة البلد، وتم ملء كل الوظائف الهامة بهم وبأقارب الخليفة من التعايشة. وكان الخليفة قد وجّه أمراءه في بربر ودنقلا لإضعاف السكان بقدر ما يمكن، وصودرت منهم كافة الأسلحة التي كانت بحوزتهم، كما تسببت أحداث توشكي وطوكر في مقتل الكثير من الجعليين والدناقلة، بينما أرسلت مجاميع كبيرة منهم إلى دارفور والقلابات على أمل أن يبادوا هناك بحسب سلاطين. أما سكان الجزيرة فقد فُوِّجوا لمختلف المناطق النائية في السودان أو أرغموا على الحضور إلى أمدرمان بعوائلهم حيث عانوا مشقة لا توصف، أما من بقي منهم فكان عليه تسليم أكثر من نصف أراضيهم الزراعية لتوزيعها بين قبائل الغرب، وأصبحت أفضل الحقول بيد أقارب الخليفة وخاصته، أما الملاك الأصليون فأجبروا على حراثة وزراعة الأرض لسادتهم الجدد، والذين صادروا خدمهم وعبيدهم وماشيتهم منهم، فتقلصت أراضي الجزيرة التي كانت يوما من أكثر الأراضي ازدهارا وسكانا – والوصف لسلاطين، إلى نصف ما كانت عليه سابقا. لم يكن مشروع الجزيرة قد أنشيء وقتها بالطبع.
لم تخل بواكير حكم الخليفة من محاولات التمرد والاستقلال، ومنها ما ذكره سلاطين عن عمر ود ترحو، الذي أشار إليه بضابطه القديم، فقد حاول هذا الضابط الذي كان قد أبدى حماسا شديدا للنظام الجديد، حاول القيام بعمل فاشل للاستقلال بنفسه لما علم بوفاة المهدي، ولكنه فشل وانتهى الأمر بإحضاره إلى الفاشر وقطع رأسه. أما في كردفان التي كانت قد خضعت كلها للمهدية باستثناء مناطق الجبال الجنوبية، والتي كان يسكنها بحسب وصف سلاطين "أناس ينظر إليهم كعبيد يرفضون أداء الجزية"، فقد صدرت الأوامر بتهجيرهم لأمدرمان، ولما رفضوا الانصياع لذلك تم ارسال أبو عنجة إليهم بتعليمات مفادها إجبارهم على الخضوع للمهدية وتموين جيشه الضخم وجلب أكبر عدد من العبيد منهم. على كل حال يقول سلاطين إن أبو عنجة نجح لحد ما في مهمته رغم أن عددا كبيرا من سكان الجبال واصلوا الدفاع عن أنفسهم بشجاعة فائقة وهم متحصنون في جبالهم الشاسعة وحافظوا على استقلالهم، عدا ذلك فقد دان كل غرب السودان للمهدية.
في الأقاليم الشرقية واصل حكام كسلا وسنار دفاعهم عن مراكزهم، ولكن بنجاح الملك يوحنا في إنقاذ حاميات القلابات والجيرة وسنهيت وكسلا وتوصيلهم (جنود الحاميات؟) إلى مصوع، فقد صار مثلث سواكن بربر كسلا وكل القبائل العربية التي تقطنه من غلاة أنصار المهدي.
ولكن الخليفة وقومه لم يكونوا من المرحب بهم في السودان القديم عموما، وربما كان ذلك ناتجا من أن دارفور ظلت لقرون طويلة سلطنة مستقلة تسكنها شعوب تختلف عن شعوب النيل وبحر القلزم. وفي ذلك يقول سلاطين إن الخليفة لم يجد بدا من دعوة قبائل الغرب للتوحد، وذكّرهم بأنهم غرباء عن وادي النيل الذي لم يحبذ سكانه مجيء الخليفة وقبائل الغرب إليهم، ويضيف سلاطين إنهم "شاهدوا في فزع وخوف كيف يمسك الحاكم الجديد بدفة الحكم واعتماده التام على أهله ومواطنيه في تنفيذ أوامره ورغباته". ويقول سلاطين إن الخليفة رأى أن بقاء الأقاليم الطرفية تحت حكم أقرب الأقربين للمهدي سوف يشكل خطرا على مركزه، لذلك لم يضيع وقتا للقيام بإرسال أقاربه إلى كردفان ودارفور لاستلام الحكم.
كذلك لم يخل عهد الخليفة من الصراعات والدسائس وتصفية الأحقاد والحزازات القديمة، بل كانت تلك الصراعات من سمات عهده، وسلاطين نفسه يذكر تحذير الخليفة له من غيرة أهله وأقربائه. من تلك الصراعات والدسائس ما تم في إعدام مادبو، زعيم الرزيقات الذي وصفه سلاطين بأنه واحد من أقدر شيوخ العرب في السودان، ويعني عرب دارفور بالطبع. ما حدث أن أبو عنجة أمر بإعدام مادبو أمام كل الجيش انتقاما لثأر قديم بينهما حين وقع أبو عنجة في يد مادبو أيام كان الأخير، أي مادبو، يعمل تحت إمرة سليمان ود الزبير. يومها عامله مادبو بقسوة وأجبره على حمل صندوق ضخم من الذخيرة على رأسه لعدة أيام، وعندما اشتكى أبو عنجة من ذلك قام مادبو بإهانته وجلده دون رحمة أو شفقة. على كل حال سقط مادبو في أسر أبو عنجة الذي واجه كل دفاع مادبو عن نفسه بقوله: " ورغم ذلك فإنني سأقتلك". قال مادبو عندها إنه لم يطلب الرحمة منه ولكنه طلب العدالة، وأضاف: "وعلى كل، فإن عبدا مثلك لن يكون أبدا رجلا نبيلا". ويقول سلاطين إن الحزن والحداد عم عرب الرزيقات الذين تركوا بلادهم منذ سنوات، عند احضار رأس مادبو لأمدرمان. أما الخليفة فيقول إنه تأسف لموته.
من القبائل التي سامها الخليفة عسفه كانت قبيلة البطاحين التي قال سلاطين إنها ترددت في تنفيذ أمر الخليفة في الحضور لأمدرمان، فشُنت عليهم حملة وتم أسر 67 رجلا منهم بعوائلهم واحضارهم سجناء إلى امدرمان، حيث تم نصب ثلاثة مشانق في ميدان السوق وضرب طبل النحاس الكبير وحضر كل أتباع الخليفة معه. تم تقسيم البطاحين "التعساء"، بحسب وصف سلاطين، إلى ثلاث مجموعات. شُنقت منهم مجموعة، وقُطعت رؤوس المجموعة الثانية، أما المجموعة الثالثة فتم قطع اليد اليمنى والقدم اليسرى لكل منهم. قال سلاطين إن الخليفة وقف أمام المشانق الثلاثة التي كادت أن تتحطم بسبب ثقل أوزان الضحايا بينما تكومت بالقرب منه الأجساد التي مُثِّل بها وقد تبعثرت أيديهم وأرجلهم على الأرض في منظر فظيع تشمئز منه النفوس، والوصف لسلاطين. وقال سلاطين إنه لم يصدر عن الضحايا أي صوت وكانوا يحدقون أمامهم محاولين إخفاء معاناتهم الرهيبة عن أعين الجماهير. بعدها استدعى الخليفة عثمان ود أحمد، أحد القضاة من البطاحين وخاطبه مشيرا للجثث المشوهة: " يمكنك الآن استلام ما تبقى من قبيلتك وأخذهم لبيوتهم". ويقول سلاطين إن الرجل التعس لم يتمكن من الرد لهول الصدمة والفزع الذي تملكه. لقد وصف سلاطين البطاحين بقوله:" اشتهرت هذه القبيلة بالشجاعة وخاصة في فترة الحكم التركي المصري". وقد أورد إبراهيم فوزي في كتابه "السودان بين يدي غردون وكتشنر"، أن الخليفة قال لمن حوله: "إنني لم أفعل ذلك إلا بإذن من النبي (ص) والخضر والمهدي، فإنهم أمروني بالأمس بهذا العمل" (6).

 

wmelamin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المهدی المنتظر سقوط الخرطوم فی السودان أن المهدی التی کان یقول إنه بعد سقوط فقد کان یقول إن أنه کان بعد ذلک کان قد قال إن دون أن فی ذلک لم یکن کان من على کل رغم أن إنه لم

إقرأ أيضاً:

موعد عيد شم النسيم 2025 والإجازات الرسمية طوال السنة

موعد عيد شم النسيم 2025.. مع اقتراب حلول شهر إبريل، يبحث العديد من المواطنين عن موعد عيد شم النسيم 2025، والذي يعد من أقدم الأعياد المصرية.

موعد عيد شم النسيم 2025

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة موعد عيد شم النسيم 2025، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هــنـــــــــــا.

موعد عيد شم النسيم 2025 موعد عيد شم النسيم 2025

يحتفل الأخوة الأقباط بعيد شم النسيم يوم 21 من شهر إبريل من كل عام ميلادي، ويوافق عيد شم النسيم 2025 يوم الإثنين 21 إبريل، وشم النسيم هو عيد فرعوني متوارث منذ أكثر من 4000 عام، وكان يُحتفل به كموسم للحصاد وتجدد الحياة في فصل الربيع.

إجازة عيد شم النسيم 2025

ويحصل المواطنون على إجازة بمناسبة الاحتفال بعيد شم النسيم، ومن المقرر الإعلان عن موعدها الرسمي خلال الأيام المقبلة، لتكون الإثنين أو يتم ترحيلها للخميس، وتعتبر إجازة عيد شم النسيم 2025 من الإجازات الرسمية مدفوعة الأجر للعاملين بقطاعات الدولة.

موعد عيد شم النسيم 2025 مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم

ومن مظاهر احتفال المصريون بعيد شم النسيم، الخروج والتنزه في الحدائق والمتنزهات، وتناول الأطعمة التقليدية مثل «الفسيخ والرنجة والبيض الملون»، بجانب إقامة رحلات نيلية وعائلية.

الإجازات الرسمية المتبقية في 2025

- يوم الإثنين 31 مارس 2025: إجازة بمناسبة عيد الفطر المبارك.

- يوم الإثنين 21 أبريل 2025: إجازة بمناسبة عيد شم النسيم.

- يوم الجمعة 25 أبريل 2025: إجازة بمناسبة عيد تحرير سيناء.

موعد عيد شم النسيم 2025

- يوم الخميس الموافق 1 مايو 2025: إجازة بمناسبة عيد العمال.

- يوم الخميس الموافق 5 يونيو 2025: إجازة بمناسبة يوم وقفة عرفات.

- يوم الجمعة الموافق 6 يونيو 2025: إجازة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

- يوم السبت الموافق 7 يونيو 2025: إجازة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

- يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025: إجازة بمناسبة رأس السنة الهجرية.

- يوم الإثنين الموافق 30 يونيو 2025: إجازة بمناسبة ثورة 30 يونيو.

- يوم الأربعاء الموافق 23 يوليو 2025: إجازة بمناسبة عيد الثورة.

- يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025: إجازة بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.

- يوم الإثنين الموافق 6 أكتوبر 2025: إجازة بمناسبة عيد القوات المسلحة وانتصارات أكتوبر المجيدة.

اقرأ أيضاًرسميا.. موعد إجازة شم النسيم 2025

أكلة شم النسيم 2025.. طريقة عمل الفسيخ في المنزل

إجازات شهر أبريل 2025.. «عيد الفطر وتحرير سيناء وشم النسيم»

مقالات مشابهة

  • مواعيد الإجازات الرسمية في شهر أبريل 2025
  • بعد مسلسل« الغاوي».. 5 سنوات حبسًا عقوبة التزوير فى الأوراق الرسمية
  • موقف مصطفى محمد.. التشكيلة الرسمية لنادي نانت أمام لوهوفر
  • ضبط صيدلية تطمس الأسعار الرسمية لعبوات الأدوية بالفيوم
  • موعد عيد شم النسيم 2025 والإجازات الرسمية طوال العام
  • الساحات الرسمية والمساجد لـ صلاة عيد الفطر 2025 في المحافظات
  • سؤال للاستاذة زينب الصادق المهدي.. كيف خرج الدعم السريع من البيوت؟
  • مسلسل شهادة معاملة أطفال الحلقة الثلاثون .. خطوبة ألحان المهدي وخالد أنور
  • موعد عيد شم النسيم 2025 والإجازات الرسمية طوال السنة