تنظيم وقت الأطفال.. كيف توازنين بين الدراسة واللعب والنوم؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
تصارع أغلب الأمهات، خصوصا مع اقتراب موعد العودة إلى المدارس، من أجل إقرار برنامج يومي منظم يسير عليه الأطفال، تتم فيه الموازنة بين الواجبات المدرسية وضرورات اللعب والترفيه والحاجة الكافية من النوم.
تختلف الأساليب من أم إلى أم، ومن أسرة إلى أخرى، حسب الظروف وطبيعة الأطفال ومحيطهم، لكن الخبراء والمهتمين يتفقون على أن هناك نقاطا عامة مشتركة يمكن مراعاتها لترويض الأطفال وتعويدهم على الالتزام ببرنامج يومي فيه من الصرامة ما يؤدون به واجباتهم، ومن المرونة ما يستجيب لحاجاتهم.
تقول المرشدة الاجتماعية هيام الطراونة في حديث للجزيرة نت إن مرحلة ما قبل المدرسة (رياض الأطفال من عمر 4 إلى 6 سنوات) هي الأنسب لبدء تدريب الطفل على مهارة إدارة الوقت.
وتنصح الطراونة بتعليم الطفل تنظيم وقته من خلال ترتيب المهمات بحسب أهميتها، وعدم فرض نظام صارم عليه، وتحث على استشارته ومنحه الفرصة للتعبير عن رأيه، وإشعاره أنه شريك في القرار.
وتدعو هيام الطراونة -الحاصلة على ماجستير في علم نفس- إلى مشاركة الطفل في وضع برنامج لأنشطته ومهامه اليومية، على أن تتخللها أوقات للعب.
وتؤكد الطراونة أن أهم عامل في تعليم مهارة تنظيم الوقت، هو تعاون الوالدين، وتقترح عدة وسائل لمساعدة الأطفال على اكتساب هذه المهارة والموازنة بين الدراسة والأنشطة الترفيهية والنوم، ومنها:
عند العودة من المدرسة: يجب توجيه الطفل بلطف لتغيير ملابسه وتنظيم أغراضه بنفسه، ويمكن أن تكون هناك مساعدة غير مباشرة من أحد أفراد الأسرة. التحدث عن يومه: من المفيد منح الطفل فرصة للحديث عن يومه وبرنامجه، والاستماع له باهتمام. التعزيز الرمزي: إذا أتقن الطفل مهارة معينة، أو كرر سلوكا مرغوبا فيه تتم مكأفاته بشيء يحبه أو يختاره. التعليم باللعب: في المرحلة العمرية المبكرة يجب التركيز على التعليم من خلال اللعب، وذلك بابتكار ألعاب ترسخ لدى الطفل مفهوم التنظيم والبرمجة، واحترام الأوقات. ترتيبات ما قبل النوم: التحضير للنوم بمشاركة أحد الوالدين (أو كليهما) بتحويل هذه الترتيبات لنشاط يشاركان فيه: مثل غسل أسنانه وتغيير ملابسه، وقراءة قصة قبل النوم. تحديد وقت يومي للنوم والاستيقاظ: تحديد موعد يومي ثابت للنوم والاستيقاظ، ليصبح احترام هذه المواعيد عادة روتينية للطفل.لمياء جمال الدين أحمد، معلمة لغة إنجليزية بمدرسة في قطر، وأم لـ4 أطفال بمراحل التعليم المختلفة، الابتدائي والإعدادي والجامعي، تقول إن يومها يبدأ من الخامسة صباحا بصلاة الفجر، وترتيب وجبة خفيفة لكل منهم، و"يبدأ الصراع اليومي لمحاولات الاستيقاظ المتكررة التي تأتي بشتى طبقات الصوت"، حسب تعبيرها.
تهيئ طفليها يحيى (7 سنوات) وياسين (13 سنة) للذهاب إلى المدرسة، ثم تتجه إلى مقر عملها، وتستمر هناك إلى الساعة الثانية ظهرا، وخلال هذه الفترة تكون مع طالبات في الفئة العمرية نفسها لأولادها "بين طالبة متيقظة، وأخرى نائمة لأنها سهرت إلى وقت متأخر"، كما تقول لمياء في حديث للجزيرة نت.
وتتفق لمياء مع المرشدة الاجتماعية هيام الطراونة في أن تنظيم الجدول اليومي للأطفال يعني تنظيم جدول الأسرة عموما. وتقول إن أول ما يبدأ به أولادها بعد عودتهم من المدرسة هو تغيير الزي المدرسي وأداء صلاة الظهر، و"بعدها يبدأ الوقت المخصص للعب البلايستيشن التي يتناوبون عليها لحين موعد الغداء، ثم مرحلة التمارين الرياضية في أحد النوادي، ونعود للمنزل معا لصلاة المغرب، وبعدها يبدأ حل الواجبات المدرسية والاستعداد للاختبارات".
ثم تأتي مرحلة "الموبايل"، كما أسمتها، والتي تعتبرها أصعب مرحلة في اليوم، مشيرة إلى أنها مثل كل الأمهات، تعاني بين إقناع وترهيب لينتصر الموبايل في النهاية، ويأخذ من حيز يومنا من نصف ساعة إلى ساعة قبل النوم. وتزيد "في الماضي كانت قصة ما قبل النوم تختتم اليوم، الآن أصبحت قراءة القصص في الطريق للمدرسة والعودة منها فقط".
وعند الساعة التاسعة مساء يسود الهدوء المنزل، حيث يبدأ الاستعداد للنوم. وتتكرر جمل مثل "باقي 10 دقائق فقط "، مع طلب الأطفال "5 دقائق زيادة"، إلى أن نصل للجملة السحرية "نهاية الأسبوع سيكون عندنا فرصة أكبر للعب"، فموعد النوم في أيام العطل والإجازات الساعة 11، وعند سماع هذه الجملة يسود الصمت، ويذهب كل إلى فراشه لتبدأ لمياء بتحضير دروسها لليوم التالي وتدوين ملاحظاتها على ما تم إنجازه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قبل النوم
إقرأ أيضاً:
دراسة عالمية تدق ناقوس الخطر تجاه وباء قصر النظر بين الأطفال والمراهقين
دقت دراسة حديثة ناقوس الخطر، بعد أن باتت الشاشات جزءاً لا يتجزأ من يوميات الأطفال، حيث حذرت دراسة حديثة من تصاعد مخيف في حالات قِصر النظر بين الصغار والمراهقين حول العالم.
وباء قصر النظر بين الأطفال والمراهقينوأشارت الدراسة إلى أن العالم قد يكون على أعتاب وباء بصري صامت قد يهدد جيل بأكمله إذا لم تُتخذ الأمهات والمراقبين على الأطفال خطوات وقائية عاجلة.
ونُشرت الدراسة في المجلة البريطانية لطب العيون وأجراها فريق من الباحثين بجامعة سون يات سين الصينية.
وأظهرت الدراسة أن واحد من كل ثلاثة مراهقين حول العالم يعاني بالفعل من قصر النظر، وهذه النتائج أصبحت مخيفة، ومن المثير للقلق أن العدد مرشّح للارتفاع ليصل إلى أكثر من 740 مليون طفل ومراهق بحلول عام 2050 يعانون من ضعف البصر ومشاكل به.
5.4 مليون طفل تحت المجهر والأرقام ترتفعاعتمد الباحثون في الدراسة خلال تحليلهم على قاعدة بيانات ضخمة ضمت معلومات صحية وبصرية لأكثر من 5.4 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 19 عامًا، تم جمعها من دراسات وتقارير حكومية في أكثر من 50 دولة.
وكشفت البيانات أن 1.9 مليون طفل من هؤلاء يعانون فعليًا من قصر النظر بدرجات متفاوتة، وهي أرقام لم يعد بالإمكان تجاهلها.
الجينات ليست السبب الوحيد
وأرجعت الدراسة السبب الحقيقي وراء ضعف النظر، إلى أنه لا ينعلق بالجينات أو العامل الوراثي فقط بل فى نمط الحياة للأطفال والمراهيين ويشمل:
الإفراط في استخدام الشاشات هواتف، تابلت، تلفاز، ألعاب إلكترونية.
البقاء الطويل في الأماكن المغلقة.
انخفاض معدل قضاء الوقت في الهواء الطلق، خاصة في ضوء الشمس الطبيعي.
يحدث قصر النظر عندما تعجز العين عن تركيز الضوء بشكل صحيح على شبكية العين، وهذا يؤدي إلى رؤية الأشياء بشكل غير واضح، مع إمكانية احتفاظ الشخص بقدرة جيدة على رؤية الأشياء القريبة.
اقتراب الطفل المفرط من الشاشات أو الكتب.
شكواه المتكررة من عدم وضوح الرؤية في الفصل.
صداع متكرر أو إجهاد بصري.
رمش مفرط أو فرك العينين بشكل مستمر.
نصح أحمد حسنين، استشارى العيون، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، الأمهات بنصائح قد تحمي عيون أطفالهم من قصر النظر، وهي تشمل الأتي:
ساعة على الأقل يوميًا في الهواء الطلق، ويفضّل أن تكون في النهار وتحت أشعة الشمس.
تحديد وقت الشاشة بحد أقصى ساعتين يوميًا للأطفال فوق سن السادسة.
اتباع قاعدة 20-20-20، كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، ينظر الطفل إلى شيء بعيد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
شجيعي طفلك على الأنشطة البدنية والهوايات غير الرقمية مثل الرسم أو اللعب الحركي.
أفحص النظر بانتظام لدى طبيب العيون، خاصة إذا كان أحد الوالدين يعاني من مشاكل بصرية.