الجزيرة:
2025-04-01@09:09:53 GMT

هكذا استقبلت أسواق إدلب عيد الفطر من دون الأسد

تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT

هكذا استقبلت أسواق إدلب عيد الفطر من دون الأسد

إدلب- أكثر من 200 كيلومتر قطعتها أمينة أشقوردي لتصل من مدينة جبلة في الساحل السوري إلى مدينة إدلب لشراء مستلزمات العيد بعد سماعها عن ازدهار الأسواق فيها وانفتاحها على الأسواق الأوروبية، وعزز خطواتها بالقدوم إليها اتصال المحافظات ببعضها عقب سقوط نظام الأسد.

وتقول للجزيرة نت "دفعني ما كنت أسمعه وأشاهده عن الأسواق في إدلب من مواقع التواصل إلى قطع هذه المسافة مع أفراد أسرتي لشراء ما نحتاجه للعيد وحتى لباقي الأيام".

وأضافت أمينة "زيارتنا لإدلب أفرحتنا بما رأيناه من تقدم فيها وكيف نهضت بهذا الشكل رغم الحرب والقصف الذي كانت تتعرض له بشكل دائم، وكانت أمنيتي أن تكون كل المناطق الباقية في سوريا كما هو الحال فيها".

حركة ليلية نشطة في شارع المولات بمدينة الدانا شمال إدلب (الجزيرة) حياة وأمل

وعبرت أمينة عن سعادتها بتمتع سكان إدلب بخدمة الكهرباء على مدار 24 ساعة، مستذكرة حرمان العديد من المناطق من هذه الخدمة خلال حكم النظام السابق، إلى جانب فقدانهم الإحساس بالأمان وعدم توفر ما يحتاجونه من سلع وبضائع وارتفاع الأسعار بشكل لا يمكن تحمله وعدم توفر فرص العمل.

ولفتت إلى أن الشعب السوري يحب الحياة والعمل، واليوم بعد سقوط النظام وانفتاح المحافظات على بعضها بعضا "سيجعل من سوريا الجديدة منارة وصرحا عظيما"، وعبّرت عن أملها أن ينتقل الرفاه والاستقرار الذي تتمتع به إدلب إلى كل المحافظات الأخرى.

وأما عن القدرة الشرائية، فقالت إن الأسعار التي شاهدتها مقبولة وكل ما يحتاجونه متوفر و"لكن الفقر والحاجة التي يعيش بها المواطن السوري بعد 14 عاما من الحرب ما زالت موجودة خاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام المخلوع، حيث كان راتب الموظف لا يتجاوز 20 دولارا، بينما في المناطق الأخرى كان سوق العمل مفتوحا والرواتب ربما تصل إلى 150 دولارا".

مول الحمرا في مدينة الدانا شمال إدلب يعج بالمتسوقين (الجزيرة)

بدوره، قال موسى الشامي وهو صاحب محل لبيع الألبسة في إدلب، للجزيرة نت، إن القصف الذي كانت تتعرض له هذه المنطقة يمنع كثيرين من زيارة الأسواق، و"لكنها تشهد هذا العام ازدهارا كبيرا بعد سقوط النظام البائد".

إعلان

وأضاف "نحن التجار كان خوفنا ألا تشهد أسواق إدلب حركة تجارية بسبب عودة كثير من المهجرين من المحافظات إلى قراهم وبلداتهم، ولكن المفاجأة أن هؤلاء عادوا لشراء حاجاتهم مع أقربائهم وأصدقائهم ممن كانوا بمناطق النظام لانخفاض الأسعار وتوفر كل ما يحتاجونه".

ولفت الشامي إلى أن الوضع المالي الضعيف لدى كثير من السكان جعلهم يعتمدون على شراء ألبسة أطفالهم بالقطعة وتنسيقها مع بعضها بعضا، مما يجعل سعر لباس الطفل الكامل يصل إلى 15 دولارا، بينما إذا أراد أحد شراء طقم طفل كامل ربما يصل سعره إلى 30 دولارا.

حلوى العيد حاضرة بكثافة في أسواق مدينة إدلب الشعبية (الجزيرة) رسم البسمة

من جانبه، قال المواطن أيمن شيخ ثلث للجزيرة نت "منذ أشهر وأنا أجمع المال لشراء ثياب العيد لأطفالي، من خلال عملي ببيع البسكويت على بسطة بجانب ساحة الساعة وسط مدينة إدلب، حيث لا يتجاوز دخلي اليومي 150 ليرة تركية (5 دولارات)".

وأضاف أنه لديه 3 أطفال وحتى الآن لم يتمكن من شراء ملابس العيد لهم بسبب غلاء الأسعار، "فسعر ملابس الطفل مع الحذاء ربما يصل إلى 70 دولارا إذا كان من النوع الجيد، لذلك أحتاج إلى نحو 200 دولار، وإذا أردت الشراء لي ولزوجتي يصبح المبلغ 500 دولار".

وأكد أنه يبذل قصارى جهده لرسم البسمة على وجوه أطفاله لأنهم هم الذين يعيشون فرحة العيد.

استعدادات أسواق مدينة إدلب الشعبية لعيد الفطر (الجزيرة) حركة ملحوظة

أما فيصل المحمود وهو صاحب متجر ألبسة أطفال في إدلب فقال للجزيرة نت إن الأسواق هذا العام تشهد حركة بيع وشراء أكثر من السنوات السابقة، وذلك بسبب الانفتاح بين منطقتهم وباقي المحافظات، وإنهم يلحظون إقبالا كبيرا في أسواقهم، وعزز ذلك توقف القصف الذي بدوره جعل سكان الريف حول المدينة يزورون أسواقها بينما كانوا يحجمون عن ذلك في السابق.

وأضاف المحمود "نحاول باستمرار مراعاة القدرات الشرائية للمواطنين بما يتناسب مع وضعهم المادي من خلال عرض البضائع المتنوعة، في محلي تراوح الأسعار بين 15 و60 دولارا، وهذا يجعل الزبون أمام خيارات مفتوحة لشراء ما يناسبه".

إعلان

ولفت إلى وجود زبائن غير قادرين على التبضع، وخاصة من كان لديه 5 أطفال لأنه يحتاج إلى نحو 35 دولارا لكل طفل بمجموع 200 دولار، و"هو مبلغ مرتفع جدا لكثير من العائلات ذات الدخل المحدود ولا يتناسب مع مدخولها الشهري".

أجواء الفرح تعمّ أسواق مدينة إدلب الشعبية (الجزيرة)

أما المواطن عبد السلام غريبي فقطع مسافة 50 كيلومترا من جبل الزاوية إلى إدلب على دراجته النارية حتى يعيش مع أطفاله أجواء العيد وبهجة شراء حاجاته لهم ولعائلته.

وقال للجزيرة نت "هذا العيد جاء بين الشتاء والصيف مما يضعنا أمام تحدي شراء ثياب مناسبة للفصلين".

وأضاف "هذا العام مميز عن الأعوام السابقة بفضل الوضع الأمني المستقر بعد تحرير سوريا والتخلص من الخوف الذي كان يسيطر علينا في مثل هذه الأيام من القصف بالطائرات أو المدفعية الثقيلة، إلى جانب استقرار إدلب أمنيا مما جعلها وجهة لكل السوريين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان للجزیرة نت مدینة ا

إقرأ أيضاً:

كعك العيد يوحّد السوريين.. مبادرة تُعيد التواصل بعد سنوات من الانقطاع

في بادرة إنسانية تهدف لتعزيز أواصر المحبة والتواصل بين السوريين، أطلقت مجموعة من النساء السوريات في إدلب مبادرة "السلام عبر الكعك" وذلك لصناعة حلويات العيد وإرسالها إلى أهالي المحافظات السورية المحررة الأخرى، في لفتة تعكس روح التضامن بين أبناء الوطن الواحد، خاصة بعد سنوات من الانقطاع.

نساء سوريات من إدلب يعملن على صنع حلويات العيد بهدف إهدائه لأهالي المحافظات السورية الأخرى (الجزيرة)

المبادرة، التي جاءت مع حلول عيد الفطر، تسعى إلى مدّ جسور التواصل مع السوريين في المحافظات الأخرى، وفق ما يؤكده حسن جيلو، المسؤول عن المبادرة، مشيرا إلى أن الهدف منها هو إيصال رسالة تضامن ومحبة لأهلهم في المحافظات الأخرى.

نساء إدلب يرسلن "السلام عبر الكعك" إلى المحافظات السورية المحررة (الجزيرة)

ومن جانبها، توضح أم علي، إحدى المتطوعات في صناعة الحلويات، أن هذه اللفتة جاءت انطلاقا من الشعور بمعاناة الأهالي في المحافظات الأخرى، الذين يواجهون أوضاعا صعبة في ظل نقص الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه.

وتضيف أن مشاركتهم في هذه المبادرة تعبير عن التضامن، متمنية أن تتحسن الظروف في كل المناطق ليحظى الجميع بعيد مليء بالفرح والطمأنينة.

المبادرة تعتبر نموذجا للتكافل الاجتماعي الذي يحرص عليه السوريون (الجزيرة)

وتمثل هذه المبادرة نموذجا للتكافل الاجتماعي الذي يحرص عليه السوريون رغم التحديات المستمرة، إذ يسعى المشاركون فيها إلى التأكيد على أن العيد ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إقامة أول صلاة في عيد الفطر بجامع الرستم في مدينة سراقب بريف إدلب بعد التحرير
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 1.008 سلال غذائية و1.008 حقائب صحية في مدينة سرمدا بمحافظة إدلب
  • لقطات من أسواق مدينة مصياف بريف حماة قبيل حلول عيد الفطر المبارك
  • أسواق حلب تستعيد زخمها أول عيد بعد سقوط الأسد
  • كعك العيد يوحّد السوريين.. مبادرة تُعيد التواصل بعد سنوات من الانقطاع
  • أسواق مدينة حلب تشهد انخفاضاً بالأسعار قبيل حلول عيد الفطر الأول بعد سقوط النظام البائد
  • في ذكرى تحرير المدينة من النظام البائد.. عرض عسكري مهيب لجهاز الأمن الداخلي في شوارع مدينة إدلب
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. سوريا تعلن موعد ومصليات العيد
  • عرض عسكري لجهاز الأمن الداخلي في شوارع مدينة إدلب بذكرى تحرير المدينة من النظام البائد