منذ بدايات القرن السادس عشر تقريبا قبل 521 عاما حتى اليوم، أي قبل خمسة قرون كاملة. لم تشهد هذه الجغرافيا السودانية تحد مثل هذا، من يحب منكم ليراجع التاريخ، نشوء سنار ثم دارفور ثم تقلي، ممالك وصلت كل منها لمراحل من التوسع ثم بدأت تتفكك وتضعف، ثم جاء قبل مئتي عام الأتراك وحكموا حوالي 64 عاما، ثم جاءت المهدية فحكمت 14عاما، وكانت جزء من تيارات الوجود السوداني لكنها كانت محكومة بالفشل والتراجع لأسباب كثيرة، ثم كان الاستعمار الثنائي البريطاني في حقيقته، فحكم لمدة 57 عاما وزرع البذور الخطيرة للصراع، وبعده جاءت دولة السودان في صيغ أنظمتها المحلية المتعاقبة لمدة 69 عاما حتي اليوم.


كل تلك التواريخ مهمة ومستمرة وحاضرة، خمسة قرون تشكلت فيها هذه الجغرافيا السودانية، لكنها لم تشهد تهديدا مثل ما حدث في هذه الحرب، نعم يا عزيري لم تتضافر في تاريخ السودان كل عوامل الضعف والتفكك والانهيار فتكون في كامل قوتها، وتتراجع في ذات الوقت عوامل القوة والوحدة والتقدم وتكون في قمة ضعفها، كل ذلك في عالم أصعب بكثير مما سبقه. عالم الهيمنة والاستعمار الجديد والعولمة والمؤثرات الخارجية العاصفة.

إن تهديد السودان كان حضاريا وثقافيا وقيميا ووحدويا واجتماعيا وسياسيا وفي كل صعيد، تهديد بالزوال وأن تفقد هذه الجغرافيا حمضها النووي الذي تشكل لخمسة قرون، قل لي بالله عليك:

متى عرف السودان مثل هذه اللحظة الحرجة؟ من سيستطيع أن يقول لنا: كانت تلك اللحظة المعينة أخطر من هذه؟ يا إخوتي وبدون نزعة لإلغاء التاريخ بل في كامل استحضاره نقول: هذه اللحظة التي نعايشها هي اللحظة الأشد خطرا في تاريخ السودان منذ خمسة قرون.
والجملة التي تصف خطورتها هي أنها كانت بمثابة التكثيف الشديد لكل عوامل الضعف الكامنة والجديدة، وهي كذلك عرفت تصفية وإضعاف لكل عوامل القوة الكامنة أيضا. في هذا السياق جاءت المليشيا وجماعة تقدم من العملاء، وأدوات خدمة المخطط التهديمي والتفكيكي ليكون كل ذلك بمثابة (حصان طروادة) للدولة السودانية، يفجرها من داخلها وترعاه مخططات التآمر الخارجي ودويلة الشر والصهيونية، فتكتب نهاية السودان وتركب مكانه (مسخا مشوها) منبتا عن كل أصل، لقد كانوا أعداء للتاريخ وللسودان وللقيم ولكل شيء.

لذا فإن نصر السودان هو نفسه ظاهرة عظيمة، شيء سيكتب عنه التاريخ كلحظة مجيدة وبطولية انبعث فيها السودان كالعنقاء من قلب الرماد، هي لحظة عناق الماضي مع الحاضر، وهي ركيزة صلبة للاستمرارية، فالجذور القديمة العطشى دبت فيها الحياة من جديد، والساق صار قويا والفروع ستعانق عنان السماء، أما الثمار فهي جيل جديد ونشء جديد، سيقوم بتصفية الحساب تماما مع العمالة والارتزاق والهزيمة والذل، تصفية قاسية لا هوادة فيها ولا مساومة، جيل تشرب روح الكرامة والعزة والسيادة، واتصل مع جذوره وهويته وحضارته، سيقوى عوده أكثر ليكتب حياة سودانية جديدة في هذه الجغرافيا. إن تصفية الحساب هذه شاملة لأنها ستكون نصرا على الأعداء وهزيمة لعوامل الضعف، ولذلك وكما أنها اللحظة الأشد خطورة لخمسة قرون من تاريخ السودان، فهي اللحظة الأهم لتأسيس خمسة قرون قادمة بإذن الله.
والله أكبر والعزة للسودان
وهذه هي الروح.
الشواني هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الجغرافیا

إقرأ أيضاً:

برج الحمل.. حظك اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. انغمس في مشاعرك

برج الحمل (21 مارس - 20 أبريل)، من سمات شخصيته أنه متفائل، نشيط، صادق، متعدد المواهب، مغامر، كريم، مرح، فضولي.

وإليك توقعات برج الحمل وحظك اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 على المستوى العاطفي والصحي والمهني، تعرف عليها خلال السطور التالية.

توقعات برج الحمل وحظك اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025

أنت مشهورٌ بالجرأة والنشاط، لكن الآن تُرشدك النجوم نحو الرقة الداخلية، انطلق وانغمس في مشاعرك دون خوف. القوة لا يجب أن تكون صاخبة أو سريعة؛ اليوم، القوة الصامتة، والخيارات الهادئة، والكلمات الرقيقة، كلها عوامل تُرشدك إلى الأفضل.

توقعات برج الحمل صحيا 

 يؤدي التعامل اللطيف مع نفسك أحيانًا إلى ظهور مشاعر قديمة - لا تتجنبها، المشي الهادئ، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو تدليك الجبهة بزيت جوز الهند، كلها عوامل تُهدئك. 

توقعات برج الحمل عاطفيا 

 إذا كنت لا تزال عازبًا، فقد يتسلل إليك شخص ذو قلب حساس وعاطفي.تقبّل النهج البطيء يسمح لك برعاية النمو من خلال الرعاية

برج الحمل اليوم مهنيا

قد تفقد أعصابك في مكان العمل أحيانًا، لكن من الضروري ضبط انفعالاتك أثناء المشاركة في أنشطة الفريق، قد تتوصل إلى أفكار مبتكرة. قد يواجه من يعملون في وظائف إبداعية انتقادات في العمل.

توقعات برج الحمل الفترة المقبلة 

   اتبع حدسك، ولكن تحقّق من خططك جيدًا. اليوم، التوازن، والغد، يمنحك حرية العطاء أو الاستمتاع دون ضغط .

مقالات مشابهة

  • محاضرة «الجغرافيا الثقافية للإسلام في روسيا» بمكتبة الإسكندرية
  • احذر.. هذه الأسباب تجعلك تشعر بالنوم بعد الأكل
  • برج الحمل.. حظك اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. انغمس في مشاعرك
  • ماذا يقول الخبراء عن تزايد معدلات التوحد؟
  • الطموح الإنتخابي يحرك أحزاباً سياسية لتزفيت الطرق و صباغة الواجهات
  • إعادة تموضع لإيران واستراتيجية جديدة لا تتخلى فيها عن الحوثيين على وقع الضربات الأمريكية المستمرة
  • نبوءة عمرها 9 قرون تطفو على السطح بعد وفاة البابا فرنسيس
  • وزير الثقافة: الفن يجسد الذاكرة الجماعية ويعبر حدود الجغرافيا واللغة نحو حوار إنساني عالمي
  • ظاهرة العنف الجنسي واغتصاب النساء في السودان
  • أول بابا غير أوروبي منذ قرون.. زعماء العالم ينعون وفاة البابا فرانسيس