الثورة / افتكار القاضي

يحل عيد الفطر على سكان غزة هذا العام، وسط ظروف إنسانية واقتصادية غاية في الصعوبة في وقت يصعّد فيه الاحتلال من جرائم إبادته الجماعية بارتكاب المزيد من المجازر الوحشية، والحصار الشديد على أهالي القطاع .
ولكن رغم الدمار والحصار وحرب الإبادة، تتمسك غزة بالحياة، حيث يتسوق أبناؤها ما استطاعوا وما وجدوا من مواد غذائية وملبوسات، ومقتنيات أخرى – إن وُجدت- استعدادًا لعيد الفطر، ولا يعرفون إن كان سيزورهم، أم يخطئ مكانهم للسنة الثالثة على التوالي.


وفي ظل آلام الفقد والنزوح، يتهيأ الأطفال لاستقبال العيد، ليتزودوا بالأمل ويلتقطوا بعضًا من أجواء الفرح.
وسط أكوام الركام الغالبة على القطاع، والمقدرة بـ42 مليون طن، وفق تقارير الأمم المتحدة، يلهو الأطفال ويحلمون بالعيد.
يقول طفل صغير من منطقة الجندي المجهول، «قبل الحرب كنا نخرج ونشتري ملابس ونلعب، لكن الاحتلال دمر المنطقة»، ولم يبق شيء وليس لدينا مال لشراء الملابس وألعاب العيد .
كعك العيد حاضر رغم الحصار
داخل أحد مراكز الإيواء بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تصر نساء فلسطينيات على إعداد كعك العيد رغم استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وما يرافقها من جرائم التجويع والقتل، في محاولة منهن لرسم بسمة في وجوه أطفالهن الذين أنهكتهم الحرب.
ورغم حالة الألم والقهر والحسرة التي تلف قلوب تلك الفلسطينيات على ما فقدنه خلال الإبادة من منازل وأحباء، إلا أنهن يسعين من أجل توفير الحد الأدنى من الزاد لأطفالهن وإنقاذهم من دائرة «الحرمان» التي يدفع الاحتلال فلسطينيي غزة إليها عبر التجويع.
وفي مشهد يعكس إصرارًا كبيرًا على الحياة، تجلس الفلسطينية كوثر حسين أمام فرن مصنوع من الطين تم وضعه في أحد زوايا مركز الإيواء وتحاول إشعال النار تمهيدًا لخبز كعك العيد، فيما تقصف المدفعية الإسرائيلية كل مكان من حولهم
وفي ظل شحة الدقيق والمواد الخام المستخدمة في صناعة الكعك، تحاول الفلسطينيات توفير البدائل والاكتفاء بما يتوفر لديهن من القليل من التمور، وذلك في إطار إحياء الشعائر الدينية وزرع الفرح على وجوه الأطفال.
عجز وحرمان
وفي المقابل هناك مئات الآلاف من العائلات لا يتوفر لديها الحد الأدنى من المواد الغذائية بما يحول دون قدرتها على إسعاد أطفالها بالعيد، فيقضون أيامه بألم يعتصر قلوبهم على هذا الحرمان الذي أجبروا عليه.
محسن الحسنات، أحد سكان القطاع، يروي كيف تحولت طقوس العيد من فرحة وبهجة إلى مجرد ذكرى بعيدة. «توقف الاحتفال بأي مناسبة منذ السابع من أكتوبر»، حيث قضت الحرب الإسرائيلية المستمرة على أبسط مظاهر الفرح في حياة الغزيين، لتحلّ أحزان الفقدان والقلق محلّ البهجة والفرح.
ويضيف «كنا نستعد للعيد بشراء الملابس الجديدة وتزيين المنازل، لكن منذ حرب الإبادة اختلف كل شيء». الأسعار التي ارتفعت إلى مستويات قياسية، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية، كل هذا جعل مجرّد التفكير في تجهيزات العيد ضرباً من المستحيل. «كيف نشتري ملابس العيد ونحن نعجز عن تأمين لقمة العيش؟» يتساءل الحسنات، الذي اضطر مثل آلاف الغزيين، إلى التخلي عن أبسط طقوس العيد بسبب القصف المتواصل والخوف الذي يلاحقهم في كل مكان.
الغذاء والدواء قبل كل شيء
في وقتٍ كان يُفترض أن تُنفق فيه الأسر الكثير من أموالها على ملابس العيد وزينة المنازل، تحوّلت أولويات الغزيين إلى تأمين أدويةٍ تنقذ مرضاهم، أو شراء مياهٍ نظيفةٍ تروي عطش أطفالهم. حتى طقس «كسوة العيد» الذي ظل لسنوات رمزاً للبهجة، صار رفاهيةً لا يقدر عليها سوى قلائل، في مشهدٍ يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي تفاقمت تحت وطأة حربٍ مستمرة منذ عام ونصف.
تقول أم حسن، وهي أم لأربعة أطفال نازحة من حي التفاح: «العيد صار ذكرى مؤلمة.. منذ عامين لم أستطع شراء ملابس جديدة لأبنائي». تروي كيف فقد زوجها مصدر رزقه الوحيد بعد إصابته بقصفٍ إسرائيلي، قبل أن تضيف: «حتى الطعام صار ثمنه باهظاً.. فكيف بثمن فستان؟».
لم تكن أم حسن الوحيدة التي أكدت على المعاناة وغياب الفرح بل شاركتها أم أحمد، التي تعيش في خيمةٍ مؤقتة: «هذا ثاني عيدٍ نمر به تحت القصف.. وتضيف: الفرح صار غريبا نبحث عنه بين الركام».
محلات خالية من مرتاديها
باتت القليل من محلات الملابس التي سلمت من القصف، والتي كانت تعج في مثل هذه الأيام من المتسوقين، خالية من مرتاديها.. أكرم الحلاق، تاجر ملابس، يسترجع ذكريات مواسم الأعياد السابقة فيقول: «كنا نعمل 18 ساعة يوميًا لمواكبة الإقبال.. اليوم، المحلات تُغلق أبوابها قبل الغروب».
يُظهر الغزّي دفتر حساباتهِ التي علاها الغبار ليرينا كيف شهدت الأسعار قفزة صادمة: «كسوة الفرد الواحد التي كانت تكلف 150 شيكلًا ارتفعت إلى 300» في وقتٍ فقد فيه 65% من العائلات مُعيلها الرئيسي بسبب الحرب يضيف أكرم قائلا: «التجار خسروا 70% من رؤوس أموالهم.. حتى عمال المياومة صاروا يتسولون قوت يومهم».
أما يحيى عواد، وهو بائع عطور، فيشير إلى رفوفٍ مغطاة بالغبار ويتذكر أياما خلت: «قبل الحرب، كنا نبيع كميات كبيرة يوميًا.. اليوم، النصف يتبخّر قبل بيعه». يربط عوّاد بين اختفاء مظاهر البهجة وتفاقم الأزمات. فإغلاق المعابر حوّل القطاع إلى «سجن مفتوح»، الناس لم تعد تؤمن حتى بالورقة النقدية بسبب تلفها.. الحرب سرقت أحلامنا، وباعت حتى رائحة الأمل».

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

توك شو| تحذير عاجل من الأرصاد الجوية.. وكيف استقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟

تناولت برامج التوك شو، خلال الساعات الماضية ، عددا من الأخبار الهامة نرصد أبرزها فى التقرير التالى: 

قرينة السفير التركي: مصر تمتلك تاريخا لا مثيل له.. وأدعو الجميع لاكتشاف جمالها

أعربت أيشن بلتشيق شن، زوجة السفير التركي بالقاهرة، عن ارتباطها العميق بمصر، مؤكدةً أنها تحرص دائمًا على دعوة أصدقائها وأقاربها لزيارتها، خاصة خلال فصل الشتاء، لما تتميز به من طقس لطيف ومعالم سياحية فريدة.  

الأرصاد تكشف عن تحول مفاجئ في طقس الساعات المقبلة

عرضت قناة العربية، تقريرا مفصلا عن حالة الطقس في مصر وتحذيرات الأرصاد الجوية عن طقس الساعات المقبلة.

أحمد حسن: لم أهاجم إمام عاشور.. ومكانته معي ظالمة له

أكد أحمد حسن، نجم منتخب مصر الأسبق، أنه لم يصدر من قبل أنه هاجم لاعب النادي الأهلي إمام عاشور، مشيرا إلى أن السوشيال ميديا أطلق شائعات لا أساس لها من الصحة.

أحمد حسن: رضا عبد العال شخص مثير للجدل.. وينتقد اللاعبين بطريقة مهينة

أكد أحمد حسن، نجم منتخب مصر الأسبق، أنه كان حزينا لرحيلي من النادي الأهلي، على الرغم من أنه قبل نهاية رحلتي الإحترافية، كان لدي عروض من أندية خليجيه، برواتب كبيرة، تتخطى ما حصلت عليه من الأهلي.

115 ألف وحدة سكنية جديدة.. تفاصيل طرح كراسات شروط إسكان محدودي الدخل

عرضت قناة العربية تقريرا مفصلا، عن الموعد الرسمي لبدء بيع كراسات الشروط للمواطنين الراغبين في الاستفادة من مشروع الإسكان المدعوم.

استقرار بعد قفزة تاريخية.. تعرّف على أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 30 مارس 2025

عرضت قناة العربية ، تقريرا مفصلا عن اخر تطورات اسعار الذهب في مصر بعد موجه الارتفاع الكبيرة.

السودان يحتفل بأول عيد فطر بعد تحرير الجيش للعاصمة الخرطوم

أذاعت فضائية “يورو نيوز عربية”، لقطات، يظهر خلالها احتفال السودانيين في أم درمان، بأول أيام عيد الفطر المبارك، وسط مشاعر مختلطة بين الفرحة والأمل.

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية عن طقس الساعات المقبلة

عرضت قناة العربية، تقريرا مفصلا عن حالة الطقس في مصر خلال الساعات القليلة المقبلة.

الزمالك: نرفض قرارات رابطة الأندية.. والتصعيد إلى الجهات المختصة داخل وخارج مصر

عرضت قناة العربية تقريرا مفصلا عن بيان نادي الزمالك، أعرب فيه عن رفضه التام لما وصفه بمحاولات الالتفاف على العقوبات التي أقرتها رابطة الأندية المصرية.

كيف استقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟.. تفاصيل

اذاعت فضائية يورونيوز عربية، لقطات يظهر من خلالها، مع اقتراب نهاية شهر رمضان، كان من المفترض أن تتحول شوارع غزة إلى لوحة من الألوان والفرح، لكنّ القصف الإسرائيلي المُتجدد حوّلها إلى مسرحٍ للخراب. 

مقالات مشابهة

  • توك شو| تحذير عاجل من الأرصاد الجوية.. وكيف استقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟
  • العيد في المدينة المنورة… عادات أصيلة وذكريات متوارثة
  • كيف استقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟.. تفاصيل
  • أسواق اللاذقية تكتظ بالمتسوقين… بهجة العيد تعود من جديد
  • واجهة المجاز في الشارقة تزهو بمظاهر فرحة العيد
  • الأكفان بديلاً عن ملابس العيد في غزة.. العدو الصهيوني يمعن في حرب الإبادة
  • أجواء العيد في الحرمين الشريفين.. لحظات من الفرح والسعادة الغامرة
  • سوهاج تستعد لصلاة العيد.. 205 ساحات تزينها تكبيرات الفرح
  • فرحة غائبة وموت مؤجّل... كيف يستقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟